الشرح المختصر لثلاثة الأصول ( الدرس الثامن )

الشرح المختصر لثلاثة الأصول ( الدرس الثامن )

مشاهدات: 534

شرح الأصول الثلاثة

الدرس الثامن

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

أما بعد :

ثم ذكر رحمه الله :

الأصل الثالث: وهو معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم

كيف كانت معرفة النبي صلى الله عليه وسلم أصلا من هذه الأصول الثلاثة ؟

لأن الأصل الأول والأصل الثاني لا يمكن أن يُعرفا إلا عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه الواسطة بيننا وبين الله عز وجل ، فلما كان الواسطة بيننا وبين الله في معرفة الله – سبحانه وتعالى – ومعرفة أسمائه وصفاته وما له من الصفات والأسماء،  وكذلك الدين متوقفٌ فهمه على رسول الله صلى الله عليه وسلم صار في معرفته  عليه الصلاة والسلام أصل من الأصول الثلاثة .

قال رحمه الله مبينا نسبه :

( وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، وهاشم من قريش ، وقريش من العرب ، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل ، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام )

وهذا النسب ذُكِر من أجل أن يبين أن النبي صلى الله عليه وسلم من أرفع الناس نسبا ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام لما ذكر نسبه قال               ( فأنا خيار من خيار ) وهذا يدل على أن العرب أفضل من العجم إذا استوت التقوى وإلا فالأصل كما قال تعالى { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } الحجرات13 ، لكن لو استووا فمن حيث فضل الله – سبحانه وتعالى – على العرب جعلهم أفضل من العجم .

( وقريش ) صفة لرجل اسمه ( النضر ) لأنه جَمَعَ قبائل قريش ، لما جمعهم ، يقولون كانوا ( متقرشين ) يعني اجتمعوا ، كانوا متفرقين فجمعهم ، قرشهم يعني جمعهم .

ثم قال رحمه الله :

( وله من العمر ثلاث وستون سنة )

ومن فضائل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ( أنهما توفيا وعمرهما ثلاث وستون سنة ) كرسول الله صلى الله عليه وسلم .

( منها أربعون قبل النبوة ، وثلاث وعشرون نبيا رسولا )

وهو عليه الصلاة والسلام أُمِّي لا يقرأ ولا يكتب عليه الصلاة والسلام ، وهذا العمر الذي قضاه صلى الله عليه وسلم في تعلم والوحي وفي تبليغه يدل على أن طالب العلم ينبغي له أن لا يستعجل في نتيجة وثمرة طلب العلم ، فهو يحتاج إلى طويل زمن ، لا يؤخذ في سنة ولا سنتين وإنما يؤخذ مع الليالي والأيام ، ولذلك القرآن ما نزل جملة واحدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنما نزل مُفَرَّقا على حسب الوقائع والأحداث ، بل كان جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل سنة في رمضان .

ثم قال رحمه الله :

( نُبِّئ  بـ { اقْرَأْ } وأُرسل بـ { الْمُدَّثِّرُ } وبلده مكة ، بعثه الله بالنذارة عن الشرك ، ويدعو إلى التوحيد ) .

يعني بداية كونه نبيا أن الله – سبحانه وتعالى – أرسل جبريل عليه السلام إليه وهو في الغار فقال له { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }العلق1، ( وأُرسل بـ { الْمُدَّثِّرُ } ) بداية الرسالة ، بداية الإنذار ، بداية تبليغ الدعوة متى ؟ حينما نزلت عليه سورة { الْمُدَّثِّرُ } .

( وبلده مكة ) ومكة من أفضل البلدان ، فدل هذا على فضله عليه الصلاة والسلام ، فكما أن له فضلا في النسب ، كذلك له فضل في محل الولادة .

( بعثه الله بالنذارة عن الشرك ، ويدعو إلى التوحيد )

( والدليل : ) على أن الله أرسله لينذر الناس ويحذرهم من الشرك ويدعوهم إلى التوحيد ( قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ{1} قُمْ فَأَنذِرْ{2} وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ{3} وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ{4} وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ{5} وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ{6} وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ{7} [ المدثر : 1- 7 ] ) .

ثم هو رحمه الله فسرها ، وهناك تفاسير أخرها لكنه رحمه الله اقتصر على الأشمل منها ، وإلا فقد فُسرت هذه السورة بتفاسير أخرى .

قال :( ومعنى { قُمْ فَأَنذِرْ } أي ( يُنذر عن الشرك ويدعو إلى التوحيد ). 

وكلمة { قُمْ } تدل على كسل أم نشاط ؟ نشاط { قُمْ } ليس هذا الوقت وقت كسل وإنما وقت دعوة وتبليغ وتنذير .

( { وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ } أي ( عظمه بالتوحيد ) .

( { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} طهر أعمالك عن الشرك ) .

اختار رحمه الله تفسير مَنْ قال بأن الثياب هي الأعمال ، لأن الثوب هو العمل ويؤكده قوله تعالى { وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ } الأعراف26.

( { وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ } الرجز : الأصنام ، وهجرها تركها وأهلها والبراءة منها وأهلها ، أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد )

سبحان الله – هذا يدل على عِظم التوحيد إذ ظل عليه الصلاة والسلام عشر سنين يدعو إليه ، لم ؟ لأنه هو الأصل والأساس ، فإذا لم يكن لدى الإنسان أساس ولا أصل كيف يبني عليه فروعا ؟ ولذلك لا يستعجل الداعية حينما يدعو الناس إلى التوحيد .

قال: ( وبعد العشر عُرِج به إلى السماء ، وفرضت عليه الصلوات الخمس ، وصلى في مكة ثلاث سنين ، بعدها أمر بالهجرة إلى المدينة ) .

الصلاة لها فضلها ومع ذلك ما أتى الأمر بها إلا بعد عشر سنين                   ( وصلى في مكة سنين بعدها أُمر بالهجرة إلى المدينة )  متى فُرضت الصلاة على ما اختاره المؤلف وإلا فهناك أقوال أخرى ، لكن المشهور هو ما ذكره رحمه الله ، متى فرضت ؟ فرضت قبل الهجرة بثلاث سنين .

( والهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام )

لو قال قائل : هناك بعض المسلمين في بلد الكفر فلماذا لم يهاجروا ؟ الهجرة تكون واجبة إذا لم يستطع المسلم أن يُظهر شعائر الدين ، أما إذا استطاع أن يظهرها فلا بأس بالبقاء ، ولكن الهجرة في حقه أفضل من البقاء ، لا شك في ذلك ، لكن إن استطاع أن يقيم شعائر الدين في بلد الكفر فلا بأس ببقائه ، لكن الأفضل أن يرحل وأن يهاجر عنها ، ولكن وللأسف في هذا العصر نجد أن هذه البلدان الكافرة تُسهل أمور العبادة لهؤلاء أكثر من البلدان الإسلامية ، فيقولون لو ذهبنا إلى البلدان الإسلامية لربما ضُيِّق علينا – سبحان الله – والله المستعان .

ثم قال رحمه الله :

( وهي باقية إلى أن تقول الساعة )

الهجرة باقية إلى أن تقوم الساعة ، وسيأتي دليل ذكره المصنف رحمه الله يدل على ذلك ، سيأتي بعد قليل سأبينه إن شاء الله تعالى .

( والدليل :) أي الدليل على أن الهجرة واجبة ( قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً{97} إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً{98} فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً{99} [ النساء : 97-99] ) .

بيَّن – سبحانه وتعالى – هنا أن هناك طائفة قد أسلمت في مكة ولم تهاجر ، فلما جاءتهم الملائكة تأخذ أرواحهم وبَّختهم على البقاء ، وقد توعدهم الله – سبحانه وتعالى – بجهنم ، واستثنى منهم مَنْ أسلم ولم يتمكن من الهجرة لعذر { لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً } ما عندهم حيلة ولا قدرة على الانتقال { وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً } عندهم حيلة لكنهم لا يستطيعون الطريق إلى المدينة { فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً } و { عَسَى } من الله عز وجل واجبة ، يعني تدل على أن مغفرة الله وعفو الله قد تحقق لهم ، وهذه الآية السابقة تدل في ظاهرها على أن مَنْ ترك الهجرة فهو كافر ، أليس كذلك ؟ ( بلى ) تدل على ذلك .

( وقوله تعالى ) وهو الدليل الثاني ( { يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ } العنكبوت56 ) .

هذه الآية تدل على أن مَنْ ترك الهجرة ليس بكافر ، وإنما ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب ، كيف ؟ اسمع إلى ما ذكره رحمه الله عن البغوي رحمه الله .

( قال البغوي رحمه الله : سبب نزول هذه الآية في المسلمين الذين في مكة لم يهاجروا ، ناداهم الله باسم الإيمان ) .

فدل على أنهم مؤمنون ، لكنهم ارتكبوا كبيرة من كبائر الذنوب ، إذ لو كانوا كافرين بتركهم للهجرة لما ناداهم بوصف الإيمان ، و أوضحت هذه الآية أن مَنْ ضُيِّق عليه في بلد فيجب عليه أن يذهب إلى بلد أخرى فأرض الله عز وجل واسعة ، لأنك ما خُلقت إلا للعبادة ، وما دُمت مخلوقاً للعبادة فلتعلم أن الله قد وسَّع عليك في كل شيء ، كما تكفَّل لك بالرزق أيضا تكفَّل لك بأن تكون الأرض واسعة الأطراف لك ، كما قال تعالى{وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً } النساء100 .

ثم قال رحمه الله :

( والدليل على الهجرة من السنة : قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التَّوبة ، ولا تنقطع التَّوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ) .

فإذا كانت التوبة لا تنقطع إلا بطلوع الشمس من مغربها فكذلك الهجرة لا تنقطع ، وهذا الدليل يدل على ما ذكره المصنف رحمه الله إذ قال كما مر معنا قال : ( وهي باقية إلى أن تقوم الساعة ) متى تقوم الساعة ؟ إذا طلعت الشمس من مغربها ، حينها { لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً }الأنعام158 .

ثم قال رحمه الله :

( فلما استقر في المدينة ، أُمر ببقية شرائع الإسلام : مثل الزكاة ، والصوم ، والحج ، والأذان ، والجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وغير ذلك من شرائع الإسلام ، أخذ على هذا عشر سنين ) .

هذا يشير إلى أن الآيات المدنية تتحدث عن ماذا ؟ عن الشرائع ، والآيات المكية تتحدث عن العقائد ( فالشرائع مثل الزكاة ، والصوم ، والحج ، والأذان ، والجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وغير ذلك من شرائع الإسلام ، أخذ على هذا عشر سنين )

أيهما أكثر في الدعوة ، دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد ، أم دعوته إلى الفروع في مكة؟ دعوته إلى التوحيد .

( وبعدها توفي ، صلاة الله وسلامه عليه ، ودينه باقِ وهذا دينه )

الإشارة هنا تعود إلى ماذا ؟ تعود إلى ما ذكره رحمه الله من الأصول الثلاثة وإلى فروعها ، ثم بيَّن صفة فيه عليه الصلاة والسلام دلَّت عليها آية سابقة وهي قوله تعالى { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } التوبة128 .

( لا خير إلا دلَّ الأمة عليه ، ولا شر إلا حذرها منه )

وأعظم هذا الخير ، قال رحمه الله :

( والخير الذي دلَّها عليه : التوحيد ، وجميع ما يُحبه الله ويرضاه )

( جميع ما يحبه الله ويرضاه ) تفسير لماذا ؟ تفسير لـ [ العبادة ] فالعبادة كما فسرها شيخ الإسلام رحمه الله [ اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ] .

( والشر الذي حذرها منه : الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه ، بعثه الله إلى الناس كافة ، وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والإنس ).

فائدة عابرة [ والفوائد كثيرة لكني أختصر لأن الوقت مخصص في هذه المدة ، وإلا هذه الرسالة تحتاج إلى كثير وقت ]

لماذا سمي الإنس والجن بالثقلين ؟ لأنها تمر معنا في كتاب الله عز وجل فأحببت أن أبيِّن ما سبب تسمية هذين الصنفين بالثقلين ؟

قيل :  لأن لهما ثقلا في الأرض ، فلهما وزنها وقدرها ، ولذلك قال تعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات56 .

وقيل : لأنها أُثقِلا بالذنوب .

( والدليل ) على أن الله – سبحانه وتعالى – بعثه إلى الناس كافة                   ( قوله تعالى : { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً } الأعراف158) .

وأكد ذلك بقوله { جَمِيعا } تأكيد لهذا العموم السابق .

( وكمَّل الله به الدين ، والدليل: قوله تعالى : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً } المائدة3 ) .

والكامل لا يزاد عليه ولا يُنقص منه ، فهو الاعتدال ، فمن انتقص من الدين شيئا فهذا مُعرض للوعيد ، ومن زاد في الدين شيئا فابتدع معرض للوعيد .

ثم مما يدل على فضل الإسلام أن الله – سبحانه وتعالى – قد رضيه لنا دينا ، فلماذا لا نراضاه لأنفسنا ؟!

ثم قال رحمه الله :

( والدليل على موته صلى الله عليه وسلم : قوله تعالى: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ{30} ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ{31}             [ الزمر : 30 ، 31] ) .

لماذا ذكر الدليل على موته ؟

الجواب :ليرد على أولئك الذين يتوسلون ويستغيثون بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنهم يقولون : ما مات ، ولذا ندعوه ، نستغيث به ، لأنه حي ، ونقول : قد كذبتم ، فإن القرآن نص على موته صلى الله عليه وسلم ، فهو ميت جثماني ، من حيث البدن ميت ، لكن من حيث الحياة البرزخية فإن له حياة برزخية لا نعرف كنهها ولا طبيعتها ، لكنه من حيث البدن ميت ، وقد تواتر النقل على موته عليه الصلاة والسلام .