الشرح المختصر لثلاثة الأصول ( الدرس السادس )

الشرح المختصر لثلاثة الأصول ( الدرس السادس )

مشاهدات: 482

شرح الأصول الثلاثة

الدرس السادس

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

 

ثم لما ذكر المصنف رحمه الله الأصل الأول وفصَّل فيه ، ما هو الأصل الأول ؟ ( معرفة العبد ربه ) .

ذكر الأصل الثاني .

الأصل الثاني : وهو معرفة دين الإسلام بالأدلة

قال رحمه الله مبينا الإسلام :

( وهو الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، والبراءة من الشرك وأهله )

قال : ( الاستسلام )  وكلمة الاستسلام تدل على أنه منقاد كالأسير الذي لا حراك له ولا إرادة له فكأنه في دائرة التوحيد ، كأنه يتقلب في التوحيد ( والانقياد له بالطاعة ) ليس التوحيد مجردا ( لا ) لابد أن يتبعه بالطاعة ، ثم إذا أتبعه بالطاعة يحذر مما يشوبه ومما يفسده فقال ( والبراءة من الشرك وأهله ) لا يمكن لإنسان موحد أن يُحب أعداء الله عز وجل ، أو أن يُحب الشرك ، أو أن يُحب أهله .

ثم ذكر رحمه الله مراتب الإسلام أو مراتب الدين قال : ( وهو ثلاث مراتب الإسلام والإيمان والإحسان ) .

فذكر الإسلام لأنه أعم من حيث الأفراد ثم ثنى بالإيمان لأنه أعم من حيث الأفراد من الإحسان ثم ذكر الإحسان لأنه أعلى مرتبة لأن المحسنين أقل من المؤمنين ولأن المؤمنين أقل من المسلمين ، فكل محسن مؤمن مسلم ، وكل مؤمن مسلم لكن ليس محسنا ، وكل مسلم مسلم لكنه ليس مؤمنا ولا محسنا ، فأقل المراتب الإسلام ثم يليه الإيمان ثم يليه الإحسان ، ولكن الإسلام يُعنى بالأعمال الظاهرة وأما الإيمان فيعنى بالأعمال الباطنة ، فما يتعلق بالجوارح هو الإسلام ، وما يتعلق بالقلوب هو الإيمان ، ولكن الإسلام لابد أن يكون مع صاحبه إيمان يصحح إسلامه وإلا كان منافقا فلابد أن يكون معه إيمان ، فإن المنافقين يقولون [ لا إله إلا الله ] هُم في الظاهر دخلوا في الإسلام لكن هذه الكلمة لا تنفعهم ، لم ؟ لأنه ليس لديهم إيمان يصحح هذا الإسلام ، ولذلك قال سبحانه وتعالى :{ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ } الحجرات14، يعني يمكن أن يدخل ويُتوقع أن يدخل الإيمان في قلوبكم فأنتم الآن مسلمون لم تصلوا إلى مرتبة الإيمان .

 

 

ثم قال رحمه الله :

( وكل مرتبة لها أركان :

المرتبة الأولى : 

فأركان الإسلام خمسة : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحجُ بيت الله الحرام ) .

وذكر عليه الصلاة والسلام هنا أركان الإسلام الخمسة وقدَّم بعضها على بعض لأن المُقدم يدل على أنه هو الأهم ، وأهم هذه الأشياء التوحيد,ولذلك قال رحمه الله :( فدليل الشهادة : قوله تعالى : { شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }آل عمران18) .

الله سبحانه وتعالى شهد لنفسه بالتوحيد ، وأشهد الملائكة على ذلك وشهدوا ، وشهد أولو العلم بأن التوحيد لله سبحانه وتعالى ، ولما أشهد الملائكة دلَّ على فضلهم ، ولما أشهد أولي العلم دلَّ على أن أهل العلم لهم مرتبة عظمى ، فإذا أردت في يوم من الأيام أن تتحدث عن العلم وعن فضله فاذكر هذه الآية من ضمن الآيات التي تدل على فضل العلم وأهله ، لأن الله سبحانه وتعالى أشهدهم على أعظم مشهود به وهو التوحيد { قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ } يعني قائما سبحانه وتعالى بالعدل ، ثم أثنى على نفسه بأنه { لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ } من باب التأكيد على أنه يستحق العبادة ثم وصف نفسه سبحانه وتعالى بأنه { هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } .

ثم قال رحمه الله :( ومعناها : لا معبود بحق إلا الله وحده ) .

أي معنى لا إله إلا الله ( لا معبود بحق إلا الله وحده )

وهنا تنبيه وهو / أن بعض الكتاب في تعريف ( لا إله إلا الله ) يقول                [ لا معبود إلا الله ] وهذا خطأ ، بينما الإمام المجدد رحمه الله قال ( لا معبود بحق ) لم ؟ لأنك لو قلت [ لا معبود إلا الله ] فقد كذبت ، لم ؟ لأن الواقع يُكذبك ، فهناك معبودات من دون الله ، لكن المعبود الحق هو الله سبحانه وتعالى ( لا معبود بحق إلا الله ) أما عبادة ما سواه فهي عبادة باطلة قال تعالى  { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ } الحج62 .

ثم ذكر رحمه الله أركان ( لا إله إلا الله ) وأن للا إله إلا الله ركنين              [ نفي وإثبات ]

قال رحمه الله :

( لا إله ) نافيا جميع ما يعبد من دون الله .

( إلا الله ) مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته كما أنه ليس له شريك في ملكه ) .

الركن الأول وهو النفي ( لا إله ) يجب أن تعتقد بنفي جميع ما يعبد من دون الله سبحانه وتعالى ، فإذا نفيتَ العبادة عما سواه سبحانه وتعالى يأتي الركن الثاني وهو ركن الإثبات ( إلا الله ) أي مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته كما أنه ليس له شريك في ملكه ، لم قال هذه العبارة ؟ لأن توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية ، لأنهم يقرون بأن الله هو المالك وحده ، فإذاً يلزمكم أن تقروا بأن الله عز وجل هو المعبود .

ولماذا قدَّم النفي على الإثبات ؟ لأنه لا يمكن أن يكون إثبات لتوحيد الله سبحانه وتعالى إلا إذا نفي العبادة عما سواه ،  وإلا فكفار قريش يعتقدون بأن الله عز وجل هو الذي خلقهم ورزقهم ولكنهم يشركون مع الله سبحانه وتعالى أصناما ويقولون هي شفعاء لنا عند الله ،فنحن لا نعبدها إنما ندعوها لأنها تشفع لنا عن الله سبحانه وتعالى ، ومع ذلك كفرهم وجعلهم في حكم الكافرين .

ثم قال رحمه الله :

( وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ{26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ{27} وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{28} الزخرف ) .

أي تفسير ( لا إله إلا الله ) لأن العبد قد يوحد الله ويعبد الله ويقول ( لا إله إلا الله ) ويصلي ويزكي ويأتي بالعبادات ولكن يأتي بما يناقضها ، ولذلك قال رحمه الله ( وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ{26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ{27} وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } انظروا كيف تبرأ إبراهيم من أبيه وقومه ؟ ولذلك لا يمكن أن يَتم لك توحيد إلا إذا تبرأت من الشرك وأهله ، ثم انظروا إلى النفي والإثبات المذكورين في هذه الآية { إِنَّنِي بَرَاء } هذا ركن النفي ، أين الإثبات ؟ { إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي }

ولم يقل [ إلا الله ]  وإنما قال : { إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي } يعني أوجدني وخلقني ، فدل على أن الذي فطر وأن الذي خلق هو الذي يستحق العبادة ، ثم ما عاقبة التوحيد ؟ { فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } فمن كان موحدا فإن له الهداية ، ولذلك قال سبحانه وتعالى { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ } يعني بشرك { أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } الأنعام 82 ، فمن أراد الهداية في دنياه وفي أخراه وفي جميع أموره فليوحد الله سبحانه وتعالى، ثم انظروا إلى التركة التي تركها إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأبنائه ، وهي التركة الحقيقية لا تركة الأموال ولا الدور ولا العقار ، قال {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } ما هي هذه الكلمة ؟ ( لا إلا إله الله ) { فِي عَقِبِهِ } يعني في أبنائه وفي ذريته{ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } إلى عبادة الله إذا تذكروها .

والكلام المفيد يُطلق عليه كلمة ، كما لو قلت [ اذهب ] هذه كلمة [ قام ] كلمة، لكن الكلمة قد تطلق في اللغة على الكلام الكثير المفيد كما هنا ، ولذلك إذا قلت : كلمة التوحيد ما هي ؟ ( لا إله إلا الله ) .

كيف جعل إبراهيم عليه الصلاة والسلام هذه الكلمة باقية في عقبه ؟ دليلها ما ذُكر في [ سورة البقرة ] قال تعالى { وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } البقرة 132 ، فوصى بها ذريته ، والذي يُوصَى به يدل على أنه عظيم ، ويدل على أن أعظم ما يوصي به العبد أبناءه عند الاحتضار تقوى الله عز وجل ، ولذا الصحابة رضي الله عنهم إذا أرادوا أن يكتبوا وصاياهم صدَّروا في ضمن وصاياهم توصية أبنائهم بتقوى الله عز وجل .

( وقوله تعالى : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64 ) .

هذه آية أخرى تفسر التوحيد ،

أين النفي ؟ { أَلاَّ نَعْبُدَ } والإثبات { إِلاَّ اللّهَ } – سبحان الله – تفسير التوحيد ، ولذلك بم فسر الكلمة ؟ ينادي أهل الكتاب اليهود والنصارى                  { تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ } هذا يدل على ماذا ؟ يدل على أنك إذا عبدت الله يلزمك أن تترك الشرك ، ثم ما تفسير ( لا إله إلا الله ) ؟ { وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ } هناك أناس يقولون ( لا إله إلا الله ) ويصلون ويصومون ويزكون ويحجون ومع ذلك يأتون إلى أهل القبور ويدعونهم من دون الله سبحانه وتعالى ، هؤلاء يظنون أنهم مسلمون وهم في الحقيقة ليسوا بمسلمين وإنما هم كفار لأنهم دعوا غير الله ، استغاثوا بغير الله ، استعانوا بغير الله ، ولذلك ماذا قال ؟ { وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ } ثم قال { فَإِن تَوَلَّوْاْ } قالوا لن نؤمن بهذا الكلام { فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } وهذا يدل على أن الموحد لا يكون خاضعا وإنما يظهر توحيده ، يظهره بالقول ، يظهره بالعمل { فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } فنحن المسلمين وأنتم الكفار ، أما تمييع أحكام الدين وما شابه ذلك من جعل هذا الدين في مظلة الأديان الأخرى فلا يمكن أن يكون ، فلابد أن يكون هناك  تمايز وتفارق ، هذا الدين هو الصحيح وما عداه فهو الدين الباطل .

ثم قال رحمه الله :

( ودليل شهادة أن محمدا رسول الله : قوله تعالى : { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } التوبة128 ) .

هذه الآية تدل على أن محمدا عليه الصلاة والسلام رسول الله ، أرسله الله سبحانه وتعالى لهداية البشر ، ما وجه الاستشهاد بهذه الآية ؟ أنه عليه الصلاة والسلام يعز عليه ويشق عليه ما يشق علينا ، وهو حريص عليه الصلاة والسلام على أن يوصل إلينا كل خير وأن يدفع عنا كل شر بتوضيحه وتبينه للدين ، ولذلك قال سبحانه وتعالى { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } يمكن أن تخاطبوه وأن تجالسوه ، ليس من الملائكة وإنما { مِّنْ أَنفُسِكُمْ } من جنسكم .

ثم لما ذكر رحمه الله دليل شهادة أن محمدا رسول الله بيَّن معنى شهادة أن محمدا رسول الله ، ما مقتضاها ؟ أهي قول يقال ، أشهد أن محمدا رسول الله وهكذا ؟! ( لا ) قال :

( ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله : طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وأن لا يُعبد الله إلا بما شرع ) .

أتى بأربعة أمور ( طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ) يعني فيما أخبر عن الله عز وجل من أسماء وصفات ، أو فيما يُخبر عنه مما جرى في الماضي ومما سيأتي في المستقبل ( واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وألا يُعبد الله إلا بما شرع ) لا بالابتداع ، وإنما كما قال عليه الصلاة والسلام ( مَنْ عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) أي مردود على صاحبه ، فهذه أربعة أمور ، إذا أردت أن تكون شاهدا للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة فعليك بهذه الأمور الأربعة ( طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وأن لا يُعبد الله إلا بما شرع ) .

ثم لما ذكر رحمه الله الأصل الأعظم والركن الأكبر وهو الشهادة وهو الأهم ذكر ما يليه في الأهمية قال رحمه الله :

( ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد : قوله تعالى { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } البينة5 ) .

ماذا قال في كلامه هنا ؟ ( وتفسير التوحيد ) لم أتى بها مع أنه ذكر الأدلة على تفسير التوحيد ؟ لأن هذه الآية لما تضمنت دليل الصلاة والزكاة تضمنت أيضا دليل تفسير التوحيد { وَمَا أُمِرُوا } أي أهل الكتاب { إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء } ما أُمروا في التوراة { إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء} هذا دليل على ماذا ؟ دليل على التوحيد { وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ } دليل على الصلاة { وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ } ثم ختم الآية بقوله { وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } أي الدين المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ، فمن حاد عما ذُكر في هذه الآية فقد حاد عن الصراط المستقيم .

( ودليل الصيام : قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } البقرة183 .

ودليل الحج : قوله تعالى : {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }آل عمران97