شرح الآجرومية موسع
[ 14 ]
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
أقسام الإعراب
الجزء الخامس
ـــ علامة الرفع الألف
ـــ علامة الرفع النون
ثم قال المصنف رحمه الله :
وأما :
الألف فتكون علامة للرفع في تثنية الأسماء خاصة
علامات الرفع :
أولا : الضمة
ثم :الواو :
بعدها ” الألف “
لأن علامات الرفع:
الضمة
والواو
والألف
والنون
فرغنا من الضمة والواو وسنشرع إن شاء الله تعالى في العلامة الثالثة وهي الألف
متى تكون الألف علامة للرفع ؟
تكون في تثنية الأسماء خاصة
لو سأل سائل فقال :
ما هو المثنى ؟
المثنى :
ما دل على اثنين أو اثنتين بزيادة أغنت عن متعاطفين متماثلين
قولك :
جاء الرجلان :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فالرجلان ــــــــ مثنى
ونون التثنية دائما مكسورة
فلا يأتي أحد فيقول : إنه مرفوع بالكسرة لأن حركة المثنى في الرفع هي الألف .
فقولنا : جاء الرجلانِ
هذه الكلمة وهي كلمة ” الرجلان ” تدل على اثنين بزيادة وهي ” الألف والنون “
فائدة هذه الزيادة :
أغنت عن متعاطفين متماثلين
فبدل أن تقول : جاء رجل ورجل
فيطول الكلام
فنقول : جاء الرجلان
فأصبح المعنى كاملا ومختصرا
قولك : سافر الشيخان
أغنت عن قولك :سافر الشيخ والشيخ
قولك :
انطلقت المرأتان :
فالمرأتان دلت على اثنتين بزيادة أغنت عن متعاطفين متماثلين
فبدل أن تقول :
انطلقت المرأة والمرأة تقول : انطلقت المرأتان
فيكون إعراب الرجلان :
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى
لو قال قائل :
قد تأتي الكلمة دالة على اثنين أو اثنتين بزيادة أغنت عن متعاطفين متباينين
فالكلمة دلت على اثنين أو اثنتين بزيادة أغنت عن متعاطفين متباينين : يعني : مختلفين
فماذا نصنع ؟
مثال ذلك :
القمر والشمس
فبدل أن تقول :
طلع القمر والشمس
تقول :
طلع القمران
هذا القمر والشمس لأن القمر قد يرى في النهار
فنقول : هذان القمران
فالقمران دل على اثنين بزيادة
ما هي الزيادة ؟
الألف والنون
هذه الزيادة أغنت عن متعاطفين
فالواو حرف عطف أغنت عن متعاطفين متباينين
فنقول :
فإذا كان المتعاطفان متماثلان فالعلة في حالة الرفع لأنه مثنى
وإذا كان المتعاطفان مختلفين فرفعا بالألف لأنه :
ملحق بالمثنى
مما ذكره النحويون في الملحقات :
ما ذكر هنا وهي الصورة الأولى
ما دل على اثنين أو اثنتين بزيادة أغنت عن متعاطفين متباينين
أمر آخر يكون ملحقا بالمثنى :
اثنان واثنتان
لو أردت أن تحلل تركيب هاتين الكلمتين إلى إفراد لما استطعت من نفس تركيب الكلمة
ماذا تقول ؟
اث أو اثن
إذاً : قولك :
جاء اثنان ِ
جاءت اثنتانِ
اثنان واثنتان :
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى .
الأمر الثالث الملحق بالمثنى :
كلا وكلتا :
فكلا وكلتا : ــــــــــ
ـــ تعربان في حالة الرفع تارة بالألف لأنها ملحقة بالمثنى
ـــ وتارة ترفع بالضمة المقدرة في حالة الرفع
فعندنا :
أن لكلا وكلتا حالتين في موضع الرفع :
ــ إما ان تكون مرفوعة بالألف
ــ وإما ان تكون مرفوعة بالضمة المقدرة
ومصب حديثنا عن حالة الرفع بالألف
إذاً :
متى تعرب في حالة الرفع بالألف ؟
ما هو هذا الشرط ؟
أن تكون مضافة إلى ضمير تثنية
تقول :
قدم الرجلان كلاهما
أقبلت المرأتان كلتاهما
ففي هذين المثالين : مثنى وملحق
الرجلان :
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى
كلاهما :
توكيد لكلمة الرجلان
وسيأتي معنا التوكيد لكن خذها كفائدة :
أن التوكيد يأخذ حكم المؤكد
فما هو المؤكد هنا ؟
الرجلان
الرجلان : مر فوع
إذاً :
كلاهما تكون مرفوعة
فإذاً :
كلاهما :
توكيد مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى
والقول في جملة أقبلت المرأتان كلتاهما كالقول في جملة قدم الرجلان كلاهما :
فالمرأتان :
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى
كلتاهما :
توكيد مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى
هذان القمران كلاهما :
القمران :
خبر مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى
كلاهما :
توكيد مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى
فهذه الجلة اجتمع فيها ملحقان
إذاً :
من شروط إعراب كلا وكلتا بالألف :
أن تكون مضافة الى ضمير تثنية
نقول :
كلاهما :
توكيد
وكلا مضاف ،
وهما :
في محل جر مضاف إليه
لأننا اشترطنا أن تكون مضافة إلى ضمير كلتاهما : كلتا مضاف :
وهما : مضاف إليه
صام كلا الرجلين :
ـــــــــــــــــــــــــ
أفطرت كلتا المرأتين :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلا هنا وكلتا :
أضيفا إلى اسم ظاهر وليس إلى ضمير
فالرجلين :اسم ظاهر
المرأتين : اسم ظاهر
واشترطنا في إعرابهما كالمثنى :
أن تكونا مضافتين إلى ضمير تثنية
وهنا أختل الشرط فأضيفتا إلى اسم ظاهر ومن ثم فإن الإعراب يختلف :
فـ :
صام :
فعل ماض
كلا :
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر
وكلا :
مضاف
والرجلين :
مضاف إليه
أفطرت كلتا المرأتين :
أفطرت :
فعل ماض
كلتا :
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر
وكلتا :
مضاف
والمرأتين :
مضاف إليه
ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد لما جاء في بيان فضل التوحيد :
حديث عبادة :
(( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له )) إلى آخر الحديث : (( أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ))
أخرجاه
والمراد أخرجه الشيخان :
أخرج :
فعل
الشيخان :
فاعل مرفوع وعلام رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى لأنه عبارة عن البخاري ومسلم
فبدل أن تقول البخاري ومسلم :
وهما معطوفان مختلفان
فتقول :
الشيخان :
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى
أقبلَ العُمَرانِ :
ــــــــــــــــــــ
أي : أبو بكر وعمر
العمران :
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى
بدل أن تقول : أقبل أبو بكر وعمر
تقول : أقبل العمران
وهذا يسمى بالتغليب عند أهل اللغة بان يغلب أحد الاسمين في النطق لأنه أيسر .
فعندنا :
علامات الرفع أربع :
الضمة
والواو
والألف
والنون
فرغنا من الألف سنشرع في النون
فقال رحمه الله :
” وأما النون فتكون علامة للرفع في الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير تثنية أو ضمير جمع أو ضمير المؤنثة المخاطبة “
هذه الحال تسمى بالأفعال الخمسة
ويطلق عليها البعض بالأمثال الخمسة
ماذا قال في تعريف هذه الأفعال الخمسة ؟
قال :
“الفعل المضارع المتصل به ألف التثنية أو واو الجمع أو ياء المؤنثة المخاطبة “
مر معنا الأفعال :
ماضي
وأمر
ومضارع
سؤال :
لمَ لمْ يقل أمر ولمَ لمْ يقل ماضي ؟
لأن الماضي والأمر مبنيان وحديثنا في الإعراب والمعرب من الأفعال المضارع
مثال : على الفعل المضارع :
يصلي : فعل مضارع :
زيدٌ يصلي :
يصلي :
فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة
قال :
ومن علامات الرفع:
الضمة وتكون الضمة علامة للرفع في أربعة مواضع :
الاسم المفرد
جمع التكسير
جمع المؤنث السالم
الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء:
مثل : يصلي
” يصلي ” مرفوعة الآن بالضمة المقدرة
نريد أن نضيف إليها ما ذكره الماتن حتى نرفعها بالنون
قال :
الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير التثنية :
يصلي + أن = يصليان
يصليان :
فعل مضارع مرفوع وعلام رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
قال رحمه الله :
أو ضمير جمع :
المراد هنا : واو الجماعة
يصلي + ون = يصلون
يصلون :
فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
ثالثا :
أو ضمير المؤنثة المخاطبة :
تريد أن تخاطب امرأة :
تصلين
تصلين :
فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
لو قال قائل :
لماذا وصف ضمير التأنيث بالمخاطبة بينما لم يوصف الضميرين المتقدمين بشيء من هذا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ