شرح الآجرومية موسع
[ 21 ]
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتمة علامات الخفض
[ الممنوع من الصرف (1) ]
قول الماتن رحمه الله :
وأما الفتحة :
فتكون علامة للخفض في الاسم الذي لا ينصرف :
فاستبان لنا أن الفتحة لا تكون علامة خفض إلا في حالة واحدة ، و هي في حالة الاسم الذي لا ينصرف
والصرف هو التنوين
ومن ثم :
فإن الاسم كما سبق إما أن يكون مبنيا وإما أن يكون معربا
فأما المبني فهو ستة أنواع وسبق الحديث عنها
وبني الاسم لشبهه بالحرف
لأن الحروف مبنية
واما المعرب فهو نوعان :
متمكن أمكن :
ومتمكن غير أمكن
فالمتمكن الأمكن:
هو الذي ينون
كقولك :زيدٌ
وأما المتمكن غير أمكن :
هو الاسم الذي لا ينون
كقولك : هذا أحمدُ
فلا يصح أن تقول :
هذا أحمدٌ
ومن ثم :
فإن الاسم :
إما أن يكون مبنيا مثل :
هذا
وإما أن يكون معربا متمكنا أمكن :
كقولك : زيدٌ
وإما أن يكون معربا متمكنا غير أمكن :
كقولك :
هذا أحمدُ
فعندنا :
هذا مبني لشبهه بالحرف
زيد : معرب متمكن أمكن فليلحقه التنوين
أحمد : معرب لكنه متمكن غير أمكن لأنه لا ينون
والسبب :
شبهه بالفعل
فأحمد على ون الفعل مثل : أكرمَ
وأما زيد : فلكونه لا يشبه الحرف ولا الفعل أصبح متمكنا أمكن
لو سأل سائل :
فقال : متى يكون الاسم غير منصرف ؟
جـ :
أولا :
أن يأتي هذا الاسم على صور صيغ منتهى الجموع :
ما هي صيغ منتهى الجموع ؟
أربع :
فواعل
فواعيل
مفاعل
مفاعيل
هذه هي صيغ منتهى الجموع
فواعل :
مثل : صوامع
مررت بصوامع :
الباء : حرف جر
صوامع : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لمجيئه على وزن فواعل وهي من صيغ منتهى الجموع
فواعيل :
مثل :
مررت بطواحين :
الباء : حر ف جر
طواحين : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لمجيئه على وزن فواعيل وهي من صيغ منتهى الجموع .
مفاعل :
مثل :
صليت في مساجدَ :
صليت : فعل وفاعل
في :حرف جر
مساجد : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لمجيئه على وزن مفاعل وهي من صيغ منتهى الجموع .
مفاعيل :
مثل : مصابيح :
((وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ))
نظرت إلى مصابيحَ :
نظرت : فعل وفاعل
إلى : حرف جر مبني على السكون
مصابيحَ : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لمجيئه على وزن مفاعيل وهي من صيغ منتهى الجموع .
إذاً هذه هي العلة الأولى في مجيء الاسم غير منصرف
إذاً :
أن يأتي على إحدى صيغ منتهى الجموع .
علة أخرى في مجيء الاسم غير منصرف :
أن يأتي الاسم على وزن الفعل :
مثل :
مررت بيزيدَ
يزيد :
( يشبه الفعل المضارع في صورته ويزيد علم لرجل ))
لا تقل : هذا يزيدٌ
تقول : هذا يزيدُ
مررت :فعل وفاعل
الباء : حرف جر :
يزيد : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل
لو قال قائل :
لماذا أتيتم بهذا القيد الأخير ؟
نقول :
ممكن أن يأتي هذا الاسم على وزن الفعل ويكون وصفا فيأخذ نفس الحكم
مثل :
أحسن
قال تعالى :
(( فحيوا بأحسنَ منها ))
الباء : حرف جر
أحسن : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للوصف ووزن الفعل .
عندنا العلة الأخرى التي بعد علة منتهى الجموع :
علة وزن الفعل بشرط :
ــ أن يكون الاسم علما مثل : يزيد
ــ أو وصفا : مثل : أحسن
علة أخرى :
وهي علة [ العدل ] :
بمعنى :
أن هذا الاسم معدول عن شيء :
مثل :
عمر على وزن فُعَل :
معدول من وزن : فاعل
عمر معدول من عامر
زهر من زاهر
وهلم جرا
فـ” عمر ” ممنوع من الصرف كما لو قلت :
عن عمرَ بن الخطاب
لا نقل عن عمرِ
فعن : حرف جر
عمر : اسم مجرور بعن وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة للعدل والعلمية
لأن عمر علم على شخص
أو يكون هذا الاسم معدولا وهو ” وصف ” ليس علما :
مثل : أُخَر
قال تعالى : ((فعدة من أيام أخرَ ))
ولا يصح أن تقول : أخرِ
لم ؟
لأنه معدول عن ” آخر “
فهذا وصف :
(( فعدة نم أيام أخر ))
مثال آخر :
مررت بأخرَ من النساء
الباء : حرف جر
أخرَ : اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعدل والوصف
بينما عمر :
للعدل والعلمية .
أيضا أن يكون الاسم : بزيادة ألف ونون :
مثل : سلمان
عن سلمانَ :
لا تقل : عن سلمانِ
فسلمان : اسم مجرور بعن وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون .
مررت بسكرانَ :
الباء :حرف جر
سكران :اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للوصفية وزيادة الألف والنون .
مررت برجل فرحانَ ــــــــ هذا وصف
مررت بأخي فرحانَ ـــــــــــ هذا اسم
علة أخرى من منع الاسم من الصرف :
وهي علة التركيب المزجي مع العلمية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التركيب المزجي :
هو أن يؤتى بكلمتين فتمزجا حتى تكونا اسما واحدا :
مثل : ذهبت إلى حضرموتَ
لا يصح :
الى حضرموتِ
لو فصلت حضر عن موت :
فتجد أنهما كلمتان من الأصل منفصلتان
ذهبت إلى حضرموت :
إلى : حرف جر
حضرموت : اسم مجرور بإلى وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتركيب المزجي
قد يقول قائل :
إذاً هناك تركيب غير التركيب المزجي :
نقول : نعم
التركيب الإضافي :
كما لو قلت : غلام زيد :
فغلام : مضاف
وزيد : مضاف إليه
فالمكون من المضاف والمضاف إليه يعد تركيبا إضافيا
هناك تركيب إسنادي :
ويكون من الفعل والفاعل والمبتدأ والخبر:
مثل : زيد قائم :
زيد : مبتدأ وقائم : خبر
فيمكن أن يركب هذان الاسمان ويسمى بهما شخص :
جاء زيد قائم
رأيت زيد قائم
مررت بزيد قائم
الأصل زيد لوحده وقائم لوحده
زيد : مبتدأ
وقائم : خبر
فأصبحت هاتان الكلمتان كلمة واحدة
فسمي بهما شخص
كما لو قلت عن امرأة : شاب قرناها :
شاب :فعل ماضي
قرناها : فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى
جاء شاب قرناها
المهم عندنا التركيب الإسنادي المكون من المبتدأ والخبر أو الفعل والفاعل
لا علاقة لنا به في هذا الباب
التركيب الإضافي لا علاقة لنا به في هذا الباب
التركيب المزجي:
هو الذي يتعلق معنا في هذا الباب
لو رأيتم هنا في هذه العلة يختلف عما مضى ليست هناك صفة وإنما هي علمية فقط .
علة أخرى :
علة العجمى :
أن يكون الاسم أعجميا
فيكون ممنوعا من الصرف
مثل : إبراهيم :
مررت بإبراهيم :
الباء : حرف جر
إبراهيم : اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة .
مثال آخر :
مررت بآدم :
الباء : حرف جر
آدم ك اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة .
مررت بنوحٍ :
نوح : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره
لو قال قائل :
نوح أعجمي آدم أعجمي إبراهيم أعجمي فلماذا هذا الفرق ؟
نقول : لأن إبراهيم حروفه زائدة على ثلاثة أحرف
آدم / : حروفه ثلاثة أحرف لكنه محرك الوسط
أما نوح : فلم لم يأخذ حكم آدم ؟
لأن وسطه ساكن
وليس هناك وصف في العجمة
كيف تعرف الأعجمي ؟
من التتبع عند أهل اللغة
فإن كان الاسم أعجميا زائدا على ثلاثة أحرف فلا ينظر إلى وسطه
أما ان كان ثلاثة أحرف فينظر إلى وسطه :
إن كان ساكنا فيصرف
وإن كان متحركا : فلا يصرف
مررت بإسماعيلَ ، بإسحاقَ .
علة أخرى :
علة التأنيث :
ــــــــــــــــــــ
مع العلمية فقط :
ــــــــــــــــــــــــــ
وهذا التأنيث لا يخلو من ثلاث حالات :
ــ أن يكون هذا التأنيث لفظيا :
مثل : طلحة :
هو اسم رجل لكنه مؤنث في اللفظ :
نقول :مررت بطلحةَ :
طلحة :اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث اللفظي
ــ النوع الثاني :
التأنيث المعنوي :
وهو الذي يدل على الأنثى في المعنى لا في اللفظ :
مثل : زينب : ليس في اللفظ علامة تأنيث لكن اللفظ من حيث المعنى فيه تأنيث
مررت بزينب:
زينب : اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي
ــ الثالث :
التأنيث اللفظي المعنوي :
مثل : عن عائشةَ رضي الله عنها :
عائشة : في معناها تأنيث وفي اللفظ علامة التأنيث ولذا صار اسما مؤنثا لفظيا معنويا
فعائشة : اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي واللفظي
مثل :
مررت بفاطمة
وهلم جرا
لو نظرتم إلى هذه العلل لوجدتم أن هناك عللا تشترك فيه العلمية والوصف مثل :
وزن الفعل
مثل :
العدل
مثل :
زيادة الألف والنون
وهناك علل تشترك في العلمية فقط :
مثل :
التأنيث
مثل :
التركيب المزجي
مثل :
العجمة
لو قال قائل :
صيغ منتهى الجموع ما ذكر فيها علمية ولا وصف؟
نقول : نعم :
فكل ما جاء على صيغة منتهى الجموع فلا ننظر إلى علمية ولا وصف
لو قال قائل :
هل هناك علل تشارك صيغة منتهى الجموع يأنس بها حتى لا يكون وحيدا ؟
نقول : نعم
ــ الاسم المنتهى بألف التأنيث الممدودة أو المقصورة
مثل :
مررت بأسماء :
أسماء : : اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لوجود ألف التأنيث الممدودة
مررت بسلمى :
سلمى : اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لوجود ألف التأنيث المقصورة
لا ننظر إلى علمية ولا إلى وصف في ألف التأنيث
ومن ثم فإن حديثنا نلخصه كالتالي :
ما يشترط فيه علة واحدة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو نوعان :
ــ ألف التأنيث :
الممدودة أو المقصورة :
ــ صيغ منتهى الجموع
النوع الثاني :
ما يشترط فيه علتان :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إحداها العلمية فقط :
وهو :
التركيب المزجي
ـ العجمة
ــ التأنيث ما عدا الألف كما سبق في النوع الأول
النوع الثالث :
ما يشترط فيه علتان إحداهما :
إما علمية أو وصف :
وهي :
ــ العدل
ــ وزن الفعل
ــ زيادة الألف والنون .
ويجمع هذه العلل قول الناظم :
اجمعْ وزنْ عادلا أنث بمعرفة
ركب وزد عجمة فالوصف قد كملا
اجمع : منتهى الجموع
وزن : أي وزن الفعل
عادلا : العدل
أنث : التأنيث
ركب : التركيب المزجي
وزد : زيادة الألف والنون
عجمة : الأعجمي
لو اعترض معترض بأشياء
نقول له : رويدك بنا لنسمع اعتراضك في الدرس القادم إن شاء الله تعالى