الشرح الموسع على (متن الآجرومية) [ 23 ] ( الممنوع من الصرف [ 3 ] – علامات الجزم )

الشرح الموسع على (متن الآجرومية) [ 23 ] ( الممنوع من الصرف [ 3 ] – علامات الجزم )

مشاهدات: 503

 

شرح الآجرومية موسع

[ 23 ]

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تتمة علامات الخفض

[ الممنوع من الصرف (3) ]

علامات الجزم

ما البيت الذي يجمع العلل المانعة من الصرف :

مضى ذكر لبعض الألفاظ المعدولة وهي تعد معرفة معدولة

مثل : سحر إذا أريد يوما بعينه

كذلك ما كان على وزن ” فعل ” مثل : عمر

كذلك : من أنواع المعرفة المعدولة :

ألفاظ التوكيد التي على وزن فُعَل :

مثل : كُتع ،

وبصع

فهذه ألفاظ للتوكيد

وسيأتي لها حديث إن شاء الله في باب التوكيد كما لو قلت :

أعْجَزْتُك بكتع

الباء : حرف جر

كتع  :اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعدل

يعني : أعجزتك بمعرفة معنى  ” كتع “

لفظ من ألفاظ التوكيد

كذلك من المعرفة المعدولة :

كلمة الأمس : وهو الذي يلي يومك .

كما لو قلت :

مضى أمسُ :

أو تقول في حالة الخفض :

زرتك بأمسَ :

الباء : حرف جر

أمس : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف  للعلمية والعدل .

أخيرا وقد تركناه وهو يتعلق بالعدل والوصفية وأذكره لأنه في  كتاب الله عز وجل :

ــ الأعداد التي على وزن [ مَفْعل ] مثل :

مثنى

والأعداد التي على وزن ” فعال “

مثل :

ثُلاث ،

ورُباع

وهي  معدولة من أصول الأعداد يراد منها التكرار

وقلت مفسرا :بأنه معدولة عن الأعداد الأصلية ويراد بها التكرار لكي يرد على الروافض في قوله تعالى :

((فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ))

قالوا : إنه يجوز للرجل أن ينكح تسع نسوة  وأن يكون تحته تسع من النساء :

عندنا :

مثنى

وثلاث

ورباع

مثنى وثلاث يعني خمسة +ورباع تساوي : تسعة

ولكن  يقال مع أن هناك أدلة ترد عليهم من السنة

يقال :

إن هذا لا يعرف في اللغة :

أن يكون معنى مثنى : يعني اثنين

أو معنى ثلاث يعني :  ثلاثة

أو رباع يعني :  أربعة

وإنما المراد التكرار

تقول :

جاء القوم مثنى :يعني : اثنين اثنين

جاء القوم ثلاث : يعني ثلاثة ثلاثة

جاء القوم رباع : يعني : أربعة أربعة

فلو قيل استدلالا بهذه الآية لقلنا : إنه  يجوز له أن يجمع على مقتضى اللغة أن يجمع تحته ثمان عشرة نسوة

فعندنا ” مفعل وفعال “

وبإجماع أهل اللغة  :

فما كان معدولا من العداد على وزن مفعل أو

فعال يكون ممنوعا من الصرف ويكون علما

كما في الآية مثنى وثلاث ورباع

وعند الأكثر إلى عشرة

لو اعترض معترض فقال :

إن هناك بعض الأفاظ الممنوعة قد تجر بالكسرة

مثال :

قوله تعالى :

{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }التين4

مع أن كلمة أحسن وردت في سورة النساء :

((فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا))

الباء : حرف جر

أحسن : اسم مجرور وبالباء وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف للوصفية ووزن الفعل

لماذا لم نقل : في أحسنَ تقويم ؟

وقلنا : في أحسنِ تقويم ؟

فيجاب عن هذا :

من أن الممنوع من الصرف إذا أضيف فإنه يجر بالكسرة :

وهنا أحسن على وزن الفعل وهو وصف ومع ذلك جر بالكسرة لأنه أضيف

فنقول :

في : حرف جر

أحسن : اسم مجرور بفي  وعلام جره الكسرة وهو مضاف وتقويم مضاف إليه

فإن أحسن لما أضيف إلى تقويم لم يجر بالفتحة وإنما جر بالكسرة

كذلك قلنا :

مررت بنعمانَ :

الباء  :حرف جر

نعمان : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون

لكن في الأحاديث نقول : عن النعمانِ :

ولم نقل : عن النعمانَ

وذلك :

لأن الممنوع من الصرف إذا دخلت عليه ” ال ” جُر بالكسرة

فـ:

عن : حف جر

النعمان : اسم مجرور بعن وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره

وعلى هذا فقس كما لو قلت : صلى محمد في السحرِ أربع ركعات

ولم نقل  : في السحرَ

لم ؟

لدخول ” ال “

صلى محمد في سحرِ يوم الجمعة

في سحرِ ولم نقل في سحرَ ؟

لأن سحر مضاف ويوم  :مضاف إليه

لو قلت :

مررت بالنساء الأخرِ

ولم نقل بالأخرَ

لم ؟

لدخول ” ال “

لو قلت :

زرتك في أمسِ يوم السبت

تريد بذلك يوم الجمعة

فهنا ولم نقل : في أمسَ

لم ؟

لأنه أضيف

لو قلت : زرتك في الأمسِ  ولم نقل : الأمسَ

لم ؟

لدخول ” ال “

((كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ))

ولذا يقول ابن مالك :

وهذا البيت موجود في الكتب التي شرحت الألفية وبعض علماء اللغة يقول : ليس هو لابن مالك

قال الناظم :

وجُرَّ بالفتحة ما لا ينصرفْ

ما لم يضف أو يك بعد ال ردفْ

إذاً :

يكون الممنوع من الصرف مجرورا بالفتحة

فإذا أضيف فلا يجر بالفتحة وإنما بالكسرة

وإذا دخلت عليه  “ال ” لا يجر بالفتحة وإنما بالكسرة

وبهذا ننتهي من الممنوع من الصرف

ثم قال الماتن :

وللجزم علامتان :

السكون والحذف

الجزم ليس له الا علامتان حسب التتبع والاستقراء وهما

ـ إما السكون

ــ و إما الحذف

وذكر السكون لأنه هو الأصل

وأما الحذف فإنه فرع

وأما السكون فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع الصحيح الآخر

قال :

في الفعل المضارع :

فالفعل يخرج الاسم وذلك لأن الاسم لا يجزم كما سبق معنا