شرح الآجرومية موسع
[ 23 ]
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتمة علامات الخفض
[ الممنوع من الصرف (3) ]
علامات الجزم
ما البيت الذي يجمع العلل المانعة من الصرف :
مضى ذكر لبعض الألفاظ المعدولة وهي تعد معرفة معدولة
مثل : سحر إذا أريد يوما بعينه
كذلك ما كان على وزن ” فعل ” مثل : عمر
كذلك : من أنواع المعرفة المعدولة :
ألفاظ التوكيد التي على وزن فُعَل :
مثل : كُتع ،
وبصع
فهذه ألفاظ للتوكيد
وسيأتي لها حديث إن شاء الله في باب التوكيد كما لو قلت :
أعْجَزْتُك بكتع
الباء : حرف جر
كتع :اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعدل
يعني : أعجزتك بمعرفة معنى ” كتع “
لفظ من ألفاظ التوكيد
كذلك من المعرفة المعدولة :
كلمة الأمس : وهو الذي يلي يومك .
كما لو قلت :
مضى أمسُ :
أو تقول في حالة الخفض :
زرتك بأمسَ :
الباء : حرف جر
أمس : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعدل .
أخيرا وقد تركناه وهو يتعلق بالعدل والوصفية وأذكره لأنه في كتاب الله عز وجل :
ــ الأعداد التي على وزن [ مَفْعل ] مثل :
مثنى
والأعداد التي على وزن ” فعال “
مثل :
ثُلاث ،
ورُباع
وهي معدولة من أصول الأعداد يراد منها التكرار
وقلت مفسرا :بأنه معدولة عن الأعداد الأصلية ويراد بها التكرار لكي يرد على الروافض في قوله تعالى :
((فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ))
قالوا : إنه يجوز للرجل أن ينكح تسع نسوة وأن يكون تحته تسع من النساء :
عندنا :
مثنى
وثلاث
ورباع
مثنى وثلاث يعني خمسة +ورباع تساوي : تسعة
ولكن يقال مع أن هناك أدلة ترد عليهم من السنة
يقال :
إن هذا لا يعرف في اللغة :
أن يكون معنى مثنى : يعني اثنين
أو معنى ثلاث يعني : ثلاثة
أو رباع يعني : أربعة
وإنما المراد التكرار
تقول :
جاء القوم مثنى :يعني : اثنين اثنين
جاء القوم ثلاث : يعني ثلاثة ثلاثة
جاء القوم رباع : يعني : أربعة أربعة
فلو قيل استدلالا بهذه الآية لقلنا : إنه يجوز له أن يجمع على مقتضى اللغة أن يجمع تحته ثمان عشرة نسوة
فعندنا ” مفعل وفعال “
وبإجماع أهل اللغة :
فما كان معدولا من العداد على وزن مفعل أو
فعال يكون ممنوعا من الصرف ويكون علما
كما في الآية مثنى وثلاث ورباع
وعند الأكثر إلى عشرة
لو اعترض معترض فقال :
إن هناك بعض الأفاظ الممنوعة قد تجر بالكسرة
مثال :
قوله تعالى :
{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }التين4
مع أن كلمة أحسن وردت في سورة النساء :
((فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا))
الباء : حرف جر
أحسن : اسم مجرور وبالباء وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف للوصفية ووزن الفعل
لماذا لم نقل : في أحسنَ تقويم ؟
وقلنا : في أحسنِ تقويم ؟
فيجاب عن هذا :
من أن الممنوع من الصرف إذا أضيف فإنه يجر بالكسرة :
وهنا أحسن على وزن الفعل وهو وصف ومع ذلك جر بالكسرة لأنه أضيف
فنقول :
في : حرف جر
أحسن : اسم مجرور بفي وعلام جره الكسرة وهو مضاف وتقويم مضاف إليه
فإن أحسن لما أضيف إلى تقويم لم يجر بالفتحة وإنما جر بالكسرة
كذلك قلنا :
مررت بنعمانَ :
الباء :حرف جر
نعمان : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون
لكن في الأحاديث نقول : عن النعمانِ :
ولم نقل : عن النعمانَ
وذلك :
لأن الممنوع من الصرف إذا دخلت عليه ” ال ” جُر بالكسرة
فـ:
عن : حف جر
النعمان : اسم مجرور بعن وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره
وعلى هذا فقس كما لو قلت : صلى محمد في السحرِ أربع ركعات
ولم نقل : في السحرَ
لم ؟
لدخول ” ال “
صلى محمد في سحرِ يوم الجمعة
في سحرِ ولم نقل في سحرَ ؟
لأن سحر مضاف ويوم :مضاف إليه
لو قلت :
مررت بالنساء الأخرِ
ولم نقل بالأخرَ
لم ؟
لدخول ” ال “
لو قلت :
زرتك في أمسِ يوم السبت
تريد بذلك يوم الجمعة
فهنا ولم نقل : في أمسَ
لم ؟
لأنه أضيف
لو قلت : زرتك في الأمسِ ولم نقل : الأمسَ
لم ؟
لدخول ” ال “
((كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ))
ولذا يقول ابن مالك :
وهذا البيت موجود في الكتب التي شرحت الألفية وبعض علماء اللغة يقول : ليس هو لابن مالك
قال الناظم :
وجُرَّ بالفتحة ما لا ينصرفْ
ما لم يضف أو يك بعد ال ردفْ
إذاً :
يكون الممنوع من الصرف مجرورا بالفتحة
فإذا أضيف فلا يجر بالفتحة وإنما بالكسرة
وإذا دخلت عليه “ال ” لا يجر بالفتحة وإنما بالكسرة
وبهذا ننتهي من الممنوع من الصرف
ثم قال الماتن :
وللجزم علامتان :
السكون والحذف
الجزم ليس له الا علامتان حسب التتبع والاستقراء وهما
ـ إما السكون
ــ و إما الحذف
وذكر السكون لأنه هو الأصل
وأما الحذف فإنه فرع
وأما السكون فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع الصحيح الآخر
قال :
في الفعل المضارع :
فالفعل يخرج الاسم وذلك لأن الاسم لا يجزم كما سبق معنا