الشرح الموسع على (متن الآجرومية)
[46]
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتمة [ إنَّ وأخواتها ]
مبحث في نون الوقاية
أفعال القلوب [ ظنَّ وأخواتها ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ إن وأخواتها ]
إذا دخلت عليها [ ما غير الموصولة ] كفتها عن العمل :
مثل :
إنما زيدٌ قائم
لعلما زيدٌ قائمٌ
الإعراب :
إن : حرف مكفوف يفيد التوكيد
ما : كافة
زيد : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
قائم : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
فيعرب الحرف : مكفوف
و ” ما ” كافة
لكن [ ليت ] يصح فيها الأمران :
فيصح أن تعمل
ويصح أن تكف
فإذا علمت كانت ” ما ” زائدة
مثل :/
ــ حالة العمل : ليتما زيداً قائمٌ
ـــ حالة الكفّ : ليتما زيدٌ قائمٌ
ــــ * ـــ إذا دخلت ” ما الموصولة على هذه الأدوات فإنها تعمل وتكون [ ما ] اسما لهذه الأدوات الناسخة
مثل :
((إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ))
إن :حرف ناسخ يفيد التوكيد
ما : اسم موصول بمني على السكون في محل نصب اسم إن
صنعوا : فعل ماضي مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة
والواو :ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل
كيد :خبر عن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف
ساحر : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره
و [ ما الموصولة ] : إذا وقعت على هذه الأدوات يصح فيها الوجهان :
إما الإعمال
وإما الإهمال
فإذا أهملت : كانت كافة والأداة مكفوفة
فيصبح إعراب الجملة السابقة :
((إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ))
إن : حرف ناسخ مكفوف
ما : اسم موصول كاف
صنعوا : فعل وفاعل كما سبق ذكره
كيدَ : مفعول به منصوب على القراءة الأخرى وهو مضاف
ساحر : مضاف إليه مجرور
ــ * ــ كيف يمكن التفريق بين [ ما الموصولة ] وغيرها ؟
[ ما الموصولة ] هي التي إذا أبدلت بـ ” الذي ” صح المعنى واستقام
مثل :
(( إن الذي صنعوا كيد ساحر ))
المعنى صح واستقام
لعلما زيدٌ قائمٌ
لعل الذي زيد قائم ـــــ لم يستقم المعنى ولم يصح فتكون ” ما ” غير موصولة
مثال : لزيدٌ كريمٌ
اللام : لام التوكيد لا محل لها من الإعراب
زيد : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
كريم : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
[ إنَّ ] :
ـــــــــــــــ
تتميز عن غيرها :
بأنه يصح دخول لام الابتداء التي هي للتوكيد على خبرها مثل :
إنَّ زيدا لكريم
أما ما عداها من الأدوات فلا يصح ذلك ويكون خطأ
ولا يمكن للام التوكيد أن تدخل على اسم إنَّ إن كانت إنّ مباشرة لاسمها
لأن ” إنّ “تفيد التوكيد واللام كذلك تفيد التوكيد
وفي اللغة لا يصح أن يجتمع مؤكدان في موضع واحد
ومن أجل هذا السبب نقلت اللام من اسم إنَّ إلى خبرها
أما إنْ لم تباشر إنَّ اسمها فحينها يصح كما لو أن الخبر قدم على الاسم
مثل :
((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً))
فـ :
إن :حرف ناسخ يفيد التوكيد
في ذلك : جر ومجرور في محل رفع خبر إنَّ مقدم
اللام : للتوكيد
عبرة : اسم إنَّ مؤخر
وإنما صح ذلك لعدم اجتماع المؤكدين في موضع واحد
ـــــــــــــــــ
ما صح في خبر كان من تنوعه يصح هنا في خبر ” إن “
مثل :
الخبر المفرد :
((إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ))
الخبر غير المفرد
ــ خبر جملة :
1 ) خبر جملة اسمية مثل : ((إنَّ اللَّهَ هُوَ التواب الرحيم ))تكتب من المصحف من سورة التوبة
2 ) خبر جملة فعلية : ((إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً))
الخبر شبه الجملة :
1 ) الخبر الجار والمجرور : ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً)) ))
2 ) الخبر الظرف والمظروف : ((إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مبحث في [ نون الوقاية ] ودخولها على الكلام :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ نون الوقاية ] لا تدخل إلا على الأفعال فقط
ولا تدخل على الأسماء إلا سماعا ولا يقاس عليها لأن الأسماء الأصل فيها أن تخفض
فلا يقال هذا ضاربُني إنما يقال : هذا ضاربي
وأما الأفعال :
فيجب لحوق نون الوقاية فيها عند مخافة الخفض
لأن الأفعال لا تنخفض ، ويكون ذلك عند اقتران ياء المتكلم بالفعل
مثل : يضربني :
فالنون منعت الفعل من الكسر لأن الياء إذا أردنا أن ننطق بها كان لابد من كسر الحرف الذي قبلها
فلو كسر أصبح الفعل منخفضا وهذا ممنوع في اللغة فمن هنا أتت نون الوقاية لتقي الفعل من الكسر
ــ أما الحروف :
ليت : كثيرا ما تدخل عليها نون الوقاية ((يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً))
وقليل تخلو ليت من النون
لعل : الأفضل عدم لحاقها بنون الوقاية مثل : ((لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ))
وإلحاق النون بها قليل
أما باقي الحروف فأنت بالخيار :
إن :
يصح فيها إني ويصح إنني
أن :
يصح فيها أني
ويصح أنني
كأن :
يصح فيها كأني ويصح كأنني
لكن :
يصح فيها لكني ويصح فيها : لكنني
أما حروف الجر :
[ من ـــ عن ] يجب فيها إلحاق النون بهما
مثل :
منّي ، وعنّي
فلا يقال عنى أو منى بدون تشديد النون
فأصلها : منني ، وعنني لكن عند تلاقي النونين أدغمت النونان وأصبحت نونا واحدة مشددة
والحرف المشدد عبارة عن حرفين من نفس النون الأول ساكن والثاني متحرك
مثاله : (( إنَّ هذين لساحران ))
وفي قراءة : (( إنْ هذان لساحران ))
فلما خففت حذف الحرف الثاني وظهر الأول مخفف ساكن
أما باقي حروف الخفض فلا تدخل عليها النون
ـــ * : نون الوقاية لا تدخل ولا نأتي بها إلا عند
دخول ياء المتكلم على الكلمة
وما منع فيه دخول النون فيجوز حال الضرورة الشعرية
ــ هذه النون تعرب :
نون وقاية لا محل لها من الإعراب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ أفعال القلوب ] [ ظن وأخواتها ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهي ثلاثة أقسام :
أولا: قسم يدل على اليقين :
1 ) علم :
مثل علمت زيدا قائما
2 ) وجد :
مثل : وجدت زيدا قائما
ولا تنصب مفعولين إلا إذا كانت لمعنى اليقين كما في المثال وجدت زيدا منطلقا
أما إذا كانت لمعان أخرى فلا تنصب مفعولين كما لو كانت بمعنى :
ــ لقيت : وجدت حمدا في السوق
ــ الحزن : وجدت على المال أي حزنت عليه
3 ) رأي :
مثل :
رأيت زيدا قائما
4 ) تعلمْ:
ولا تنصب مفعولين إلا إذا كانت بمعنى ” اعلمْ ” وذلك بأن تقلب تعملْ إلى اعلمْ فإن استقام المعنى نصبت مفعولين مثل :
تعلمْ شفاء الناس قهر عدوها
فـ ” تعلم ” هنا بمعنى اعلمْ
أما سوى ذلك من المعاني فلا تنصب مفعولين
ثانيا :
قسم يدل على الرجحان :
1 ) زعم :
مثل :
زعم زيدٌ الحق ظاهرا
2 ) جعل :
مثل : جعل البابَ مكسورا
بمعني :اعتقد تدل على الرجحان
3 ) عدَّ :
مثل :
عددت عمرا شاخصا
4 ) حجا:
مثل : حجيت زيدا كريما
5 ) هبْ:
مثل :
هببتك كريما
ثالثا :
قسم يدل على الرجحان واليقين حسب السياق :
1 ) ظنَّ :
ظننت زيدا قائما ـــــ تفيد الرجحان
ظننت الإسلام خير طريق ـــ تفيد اليقين
[ ظن ] :
لابد أن تكون بعصا ، أما [ ضنّ ] فلا تدخل هنا كقوله تعالى : ((وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ))
2 ) حسب :
حسبت زيدا قائما ــــــــ رجحان
حسبت الإسلام خير طريق ـــــــ يقين
3 ) خلتُ :
خلت زيدا قائما ــــــــ رجحان
خلت الإسلام خير طريق ــــــ يقين
4 ) رأى :
ولها معاني كثيرة :
فمنها ما ينصب مفعولا واحدا
ومنها ما ينصب مفعولين :
أولا: ما ينصب مفعولا واحدا :
أ ) أن تكون مذهبية مثل :
يرى شيخ الإسلام إباحة هذه المسألة
ب ) بصرية : مثل رأيت عمرا
ثانيا :
ما ينصب مفعولين :
أ “) أن تكون رأى حلمية :
مثل :
رأيتني في المنام قويا
والحلمية هي التي بمعنى ما يراه النائم
ب ) أن تكون بمعنى اليقين :
مثل : رأيت الحق ظاهرا
ج ) أن تكون ظنية مثل :
زرت المريض فرأيته معافىً
جميع الأدوات السابقة يمكن أن تكون معانيها حسب السياق في الجملة
ــ رأى ، وعلم : إذا سبقتا بهمزة استفهام نصبتا ثلاثة مفاعيل
مثل :
أعلمتُ زيدا الحق ظاهرا
أرأيتُ زيدا الشمس طالعة
ـــ * * ــ : هذه الأدوات إذا توسطت الجملة أو تأخرت عنها فأنت بالخيار:
إما أن تعملها وإما أن تهملها :
مثال :
زيدٌ ظننت قائما أو زيد ظننت قائمٌ
فالأولى عاملة :
المفعول الأول:ضمير مستتر تقديره هو يعود على زيد
في الثانية مهملة
مثال التأخير :
زيدٌ قائم ظننت هنا أهملت
زيد قائما ظننت هنا أعملت
وهذان الأسلوبان قليلان في اللغة
ــــــــــــــــــــــــــ