الشرح الموسع على (متن الآجرومية)
[48]
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العطف
[ 2 ]
من حروف العطف :
خامسا :
[ أم المتصلة ] وهي بمعنى [ أو ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعلامتها : أن يذكر بعدها ” المعادل ” ويشترط في عملها أن تكون متكررة
((سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ ))
أم/ : هنا حرف عطف بمعنى أو
((أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ ))
أم : هنا :
هي أم المنقطعة وهي بمعنى [ بل ] مع الإنكار ويدل لذلك عدم وجود المعادل
ويقال في إعرابها : أم المنقطعة بمعنى بل
[ أم المنقطعة ] بمعنى ” بل ” ويدل لذلك عدم المعادل لها
مثال :
{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ }الطور35
أم هنا :
أم المتصلة بمعنى أو وذلك لوجود المعادل (( الخالقون ))
[ أم المنقطعة ] بمعنى الإضراب ويكون المعنى في الآية : ((أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ ))
يكون : بل يقولون شاعر نتربص به
سادسا من حروف العطف : [ أمَّا ] :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتفيد الاختصار
مثال :
مهما يكن من شيء فزيدٌ منطلقٌ
مهما : أداة شرط جازمة
يكن : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة جزمه السكون وحذفت الواو لالتقاء الساكنين
من شيء :
من : حرف جر
شيء : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره
أما : حرف تفصيل وتقسيم
ويقول النحاة أنها قد تعرب اسم شرط
الفاء : رابط لجواب الشرط
زيد : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
منطلق : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
والفاء الرابطة وما بعدها وهي الجملة الاسيمة في محل جزم جواب الشرط
يقول النحاة :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لو أردنا إدخال (( أما )) على هذه الجملة لابد أن نحذف مهما وما بعدها إلى جواب الشرط وما يتعلق به من فاء ، ثم ندخل أما ونذهب بالفاء إلى الخبر الذي يكون بعده
فتصبح الجملة [ أما زيدٌ فمنطلقٌ ]
مثال :
{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }الضحى11
أصلها : مهما يكن من نعمة الله عليك فحدث بها
مثال : {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ }الضحى10
أصلها : مهما يكن من شيء فلا تنهر السائل
ـــ ** قال بعض النحاة : (( أما )) ليست حرف عطف إنما هي حرف تفصيل لأنها لا تأتي إلا مصاحبة لحرف العطف:
” الواو “
وهذا هو الأقرب ولو جعلت عاطفة كانت بمعنى ” أو ” ولا يصح اجتماع حرفي عطف في موضع واحد
وتعرف أنها عاطفة من عدم ذلك من معناها ولو جعلت عاطفة كانت الواو التي معها زائدة
سابعا : من حروف العطف [ بل ] :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفيد الإضراب
فأنت تذكر شيئا ثم تضرب عنه أي تعدل عنه إلى غيره وتثبت الحكم للآخر وتنفيه عن الأول
مثاله :
جاء زيدٌ بل عمرو
وفي هذه الحالة الجملة تفيد السكوت عن عدم مجيء زيد
أي لو أتى
أما لو سبق بنفي أو نهي مثل :
لا يأت زيد بل عمرو
ومثال النفي :
ما جاء زيد بل عمرو
في هذه الحالة أنت تقرر عدم مجيء زيد وتثبت الحكم لعمرو
ثامنا : من حروف العطف [ لكنْ ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفيد الاستدراك ويتشرط لعملها أن تكون مسبوقة بنفي
يجب الحذر والانتباه من أن تشدد فتصبح حرف ناسخ يفيد الاستدراك وهو [ لكنَّ ]
مثاله :
جاء عمرو لكنّ زيدا قدم
جاء عمرو : فعل وفاعل
لكنّ : حرف ناسخ يفيد الاستدراك
زيدا : اسم لكن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
قدم : فعل ماضي مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو
والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر لكن
مثال :
ما جاء عمرو لكن زيدٌ
:
ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب
جاء :فعل ماضي مبني على الفتح
عمرو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
لكن : حرف عطف مبني على السكون
زيد : اسم معطوف على عمرو مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
[ 9 ] : من حروف العطف :[ لا ] :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويشترط فيها أن تكون في سياق الإثبات
مثل :
جاء زيدٌ لا عمر
أما : لا جاء زيد لا عمرو فلا يصح هذا لاجتماع نفيين وهذا لا يصح في جملة واحدة
فـ ( لا ) تتثبت الحكم للأول وتنفيه عن الثاني
[ 10 ] من حروف العطف: [ حتى ] :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوجد حالات إعرابية لـ ” حتى “
1 ) النصب :
ولابد أن تكون قبل المضارع مثل : (( حتى يأذنَ لي أبي ))
2 ) الجر :
ولا تكون جارة إلا سابقة للاسم
مثال : (( سلام هي حتى مطلع الفجر ))
3 ) العطف :
وتكون في الأسماء :
مثل :
قدم الحجاجُ حتى المشاةُ
ـــ ** كيف نميز حتى الناصبة من الخافضة من العاطفة ؟
ــ الناصبة لا تدخل إلا على الفعل المضارع
العاطفة : لا تدخل إلا على الأسماء ويدل لذلك قول المؤلف :
باب المرفوعات في الأسماء وذكر من ذلك التوابع
ومن ضمن التوابع [ العطف ]
وكذلك حتى الخافضة لا تدخل إلا على الأسماء لأن الأسماء وحدها تجر بخلاف الأفعال
فكيف نميز بين الخافضة والعاطفة ؟
نميز بينها بأمور :
أولا :
إذا كان ما بعدها غاية لما قبلها فيراد منها الخفض ، والغاية لا تكون إلا في آخر الشيء أو ما هو متصل بالأخير من بعده
ثانيا :
إن كان ما بعدها بعض ما قبلها فهي عاطفة يراد منها التبين والتوضيح
أمثلة :
مات الناس حتى الأنبياء
هل الأنبياء من الناس ؟
نعم
إذاً فهي عاطفة
(( سلام هي حتى مطلع الفجر ))
هل الفجر يدخل ضمن ليلة القدر (( الليل عموما )) ؟
لا
إذاً : هي غاية فتكون خافضة
ــ مررت بالأمراء حتى الخدم
هل الخدم ممن يتبع الأمراء ؟
نعم
إذاً هي عاطفة
مثال :
سرت حتى نصف الليل
سرت الليل حتى نصفه
أي المثالين يفيد الغاية والعطف ؟
المثال الأول :
سرت حتى نصف الليل
لا تكون حتى حرف غاية لأن الغاية ذكرنا أنها تكون في آخر الشيء أو ما هو متصل بها والنصف ليس هو الأخير وليس متصل بالأخير
وعلى ذلك : الغاية لا تصح ان تكون إلى الثلث أو الربع ونحوه
لابد ان تكون إلى الأخير أو ما هو متصل به
والأصح في هذا المثال أن يعبر بـ ” إلى ” انتهاء الغاية
وهنا كذلك لا تفيد العطف لأن السير لا نعلم هل أوله في الليل حتى يدخل نصف الليل فيه أو أنه في النهار فلا يدخل فيه نصف الليل
ــ المثال الثاني :
سرت الليل حتى نصفه :
حتى عاطفة لأن نصف الليل هنا جزء وبعض من الليل
فلا يصح أن تكون غاية لما سبق ذكره من أسباب في المثال الأول
مثال :
أكلت السمكة حتى رأسها :
أيهما أصح : النصب أم الخفض ؟
يصح الوجهان : الخفض والعطف
1 ) العطف :
لأن الرأس بعض من السمكة وجزء منها فصح العطف فتدخل في حكم الأكل
2 ) الخفض
لأن الغاية لابد أن تكون في الأخير أو ما هو متصل بها
والرأس كذلك في الأخير فيصح الخفض على ذلك لا تدخل في الحكم
ــــــــــــــ
الفرق بين العطف والنعت :
النعت : الأفعال فيه لا تنعت
العطف : الأفعال فيها عطف
ــ زيد لم يقعد ولم يقم
هذا عطف جملة على جملة
ــ زيد لم يقم ويأكل
هذا عطف فعل على فعل
زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
لم : حرف عطف وجزم وقلب للفعل المضارع
يقم : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون
والفاعل مضير مستتر تقديره هو والجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ
الواو : حرف عطف
يقعد : فعل مضارع مجزوم بالعطف وعلامة جزمه السكون وهو معطوف على يقم
والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره ” هو ”
إن أتينا بالمعامل في الجملة الثانية كان عطف جملة على جملة مثل : زيد لم يقم ولم يقعد
ــ الزيدون يقومون ويقعدون فيأكلون ثم يذهبون
في هذه الجملة الزيدون قاموا وقعدوا ولا نعلم أيهما أسبق وكم مرة تكررت
ثم بعد ذلك أكلوا مباشرة أي أن الطعام لم يتأخر عن موعده
ثم بعد الأكل بمدة ذهبوا
ـــ ** المقصود من قولنا :
الغاية لا تكون إلا بالأخير أو ما هو متصل به
أي ان الغاية لا تكون إلا في الأخير فقط أو لا تكون إلا بشيء متصل بأخر الشيء مثل : (( سلام هي حتى مطلع الفجر )) فنهاية الليلة حتى مطلع الفجر