الشرح الموسع على (متن الآجرومية) [ 49 ] ( التوكيد – البدل – التابع بالمجاورة)

الشرح الموسع على (متن الآجرومية) [ 49 ] ( التوكيد – البدل – التابع بالمجاورة)

مشاهدات: 531

 

الشرح الموسع على (متن الآجرومية)

[49]

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من التوابع :

 التوكيد المعنوي

البدل

التابع بالمجاورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ من التوابع :

التوكيد المعنوي ]

ــــــــــــــــــــــــــــ

هو من التوابع وهو يتبع المؤكد في إعرابه : في الرفع والنصب والخفض

ألفاظ التوكيد معلومة من التتبع والاستقراء وهي خمسة ألفاظ :

1 ) النفس

2 )  العين

أمثلة :

جاء زيدٌ نفسُه

رأيت زيدا نفسَه

مررت بزيد نفسِه

جاء  زيدٌ عينُه

رأيت زيداً عينَه

مررت بزيد عينِه

ـــ وقد يأتي التوكيد مثنى أو جمعا فيكون على وزن [ أفْعُل ] ثم تلحق بالمثنى علامة تثنية [ هما ]

وتلحق بالجمع علامة الجمع [ هم ] أو [ هنّ ] لجمع المؤنث

مثل :

جاء الزيدون أنفسُهم

مررت بالزيدين أنفسِهم

رأيت الزيديْن أنفسَهما

مررت بالزيدين أعينِهم

جاء الزيدان أعينُهما

[ عين ــ نفس ] تؤكد عدم المجاز

حيث أنه لو قلت [ جاء زيدٌ ] قد يظن الظانُّ أن الذي جاء  غلام زيد أو خبره

لكن قولك : جاء زيدٌ عينُه أو نفسُه  ـــ تأكد عدم المجاز بأن زيدا هو الذي أتى بنفسه

فهي تنفي احتمال المجاز على القول بوجود المجاز في اللغة وإلا يكون هذا أحد أساليب اللغة أن يعبر بالشخص عن غلامه أو عن خبره

إعراب :

رأيت الزيدَيْن أعينَهما

رأى : فعل ماضي مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع تحرك

التاء : ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل

الزيدين : مفعول به منصوب  وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى

أعينهما :

أعين : توكيد معنوي للزيدين منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

وهو مضاف

وهما : ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف إليه

ــ *** : عين ـــ نفس تؤكد المفرد  والمثنى والجمع في الشيء الذي لا يتجزأ

3 ) من ألفاظ التوكيد المعنوي :

[ كل ]

ـــــــــــــ

جاء القومُ كلُهم

جاء  :فعل ماضي مبني على الفتح

القوم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

كل : توكيد معنوي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف

هم : ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف إليه

4 ) أجمع :

ــــــــــــــــــــــ

جاء  القوم أجمعون :

جاء  القوم : كما سبق فعل وفاعل

أجمعون : توكيد معنوي  مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض عن التنوين في المفرد

ــ رأيت القومَ أجمعين

مررت بالقوم أجمعين

[ كل ــ أجمع ]

تؤكد للشمول وتنفي احتمال التجزئة وهي تأتي  توكيدا لما قد يتجزأ

5 ) توابع أجمع [ أكتع ـــ أبتع ـــ أبصع ]

وهي بمعنى أجمع ولا تأتي إلا مصاحبة لأجمع

وتكون بعدها ولا يمكن أن تأتي لوحدها وهذا خطأ

وتكون توكيدا لأجمع ولو تكررت أكثر في  جملة واحدة تكون كل واحدة توكيدا للأخرى التي قبلها

 وهذه التوابع تكون في  جمع المذكر السالم وتعرب إعرابه

مثال :

جاء القوم أبتعون ــــــ هذا خطأ

والصحيح : جاء القوم أجمعون أبتعون

جاء  القوم  :فعل وفاعل

أجمعون : توكيد معنوي  مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض عن التنوين في المفرد

أبتعون : توكيد معنوي لأجمعون مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض عن التنوين في المفرد

والماتن يرى أن التوكيد لا يكون في النكرات

مثال :

جاء رجل نفسه

هذا لا يصح لدى الماتن

لأن رجل نكرة بدليل قبول دخول ” ال ” وتأثرها بها

أمثلة :

جاء زيد كله

هذا خطأ

لأن زيدا لا يتجزأ بالمجيء و [ كل  ] لما يتجزأ

عتق زيدٌ كله ــــ هذا صحيح لأن زيدا يتجزأ بالعتق

أكلت الرز نفسه ــــ هذا خطأ لأن الرز يتجزأ ، ونفس لما لا يتجزأ

عتق زيد أبتعه ـــــ هذا خطأ لأن أبتع لا تأتي إلا مقرونة بأجمع 

(( فسجد الملائكة كلهم أجمعون ))

هذا صحيح لأن سجود الملائكة يتجزأ بعدم سجود إبليس

إعراب الآية :

سجد الملائكة : فعل وفاعل

كلهم :

كل  : توكيد معنوي للملائكة مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف

 و ” هم ” ضمير مبني على السكون في  محل جر مضاف إليه

أجمعون : توكيد معنوي لكل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض عن التنوين في المفرد

وما سبق يصح أن تؤكد كل بأجمع

ــ جاء الزيدان كلاهما :

جاء الزيدان  :فعل وفاعل

كلا : توكيد معنوي للزيدين مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى وهو مضاف

وهما : ضمير مبني على السكون في  محل جر مضاف إليه

جاء كلا الرجلين :

جاء  : فعل ماضي مبني على الفتح

كلا  : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر وهو مضاف

الرجلين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى

ـــ *** التوكيد المعنوي خاص بالأسماء فقط

أما الأفعال فتتأكد بتوكيد لفظي مثل :

اضربْ اضربْ

ولذلك المعنوي لا يجزم أبدا

البصريون يرون أن النكرة لا تؤكد مطلقا

أما الكوفيون فيرون أنها تؤكد إذا كانت محددة  مثل :

صمت شهرا كله

فهنا صح توكيد الشهر مع أنه نكرة لأنه ممن يقبل ” ال ”  فالشهر ثلاثون يوما وهذا على كلام الكوفيون  لأن البصريين لا يرون ذلك مطلقا

صمت زمنا كله :

هذا لا يصح لأن الزمن غير محدد

وهذا يراه البصريون والكوفيون

وصمت شهرا كله يصح لأنه محدد وهذا على قول الكوفيين

وصمت دهرا كله : لا يصح مطلقا لأنه غير محدد

[ نفس  ـــ عين ] :

ـــــــــــــــــــــــــــ

تفيد نفي  توهم وجود مضاف إلى المذكر فالذي يؤكد نفسه لإضافة أخرى معه أي لا يقال : غلام زيد أو خبر زيد فالذي يؤكد زيد نفسه

** تحديد النكرة المؤكدة تكون محددة فترة معينة معلومة القدر ولو كانت مجملة مثل :

شهر 

سنة

الأسبوع

فهي معلومة القدر

الشهر ثلاثون يوما

والسنة 360 يوما

والأسبوع سبعة أيام

[ كل  ـــ وأجمع ] :

ــــــــــــــــــــــــــــــ

يؤكدان المفرد الذي يتجزأ (( عتق عمرو كله أو أجمعه ))

يؤكدان الجمع

المثنى : يؤكد بـ ” كلا ، وكلتا ” فقط بلا اجمع بشرط إضافتهما لضمير تثنية

الحروف :  لا تؤكد إلا إذا ذكر معمولها

مثل : إنّ زيدا إنّ زيدا قائم

ولا يصح : إنَّ إنَّ زيدا قائم

وكذا :

هل قمت هل قمت ؟

لا يصح : هل هل قمت ؟

[ نافلة التوكيد ]

يوجد لفظ خامس للتوكيد بعض علماء النحو يعدونه من ألفاظ التوكيد ، والبعض  لا يعدونه .

وفي عده أحسن ممن أبعده وهو [ عامة ]

مثل :

جاء القوم عامتُهم

مما يميز هذه التوابع :

1 ) أنها تدخل فيها الأسماء

2) التوابع تدخل فيها الأفعال عدا التوكيد المعنوي والصفة

( النعت ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من التوابع :

[ البدل ]

ــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع البدل المبدل منه في جميع حالاته الإعرابية

قول المصنف ( اسم من اسم )( يفيد أن البدل في الأسماء

كذلك قول الماتن ( فعل من فعل ) يفيد ان البدل في الأفعال كذلك

[ أقسام البدل ]

ـــــــــــــــــــــــ

أولا :

بدل الشيء من الشيء

( بدل كل من كل أو بدل مطابق )

مثل :

قام زيدٌ أخوك

أخوك : بدل

زيد : مبدل منه

كيف علمنا أنه بدل ؟

لأنه يصح أن تحذف المبدل منه وتحل محله البدل فتصبح العبارة :

قام أخوك

قام : فعل  ماضي مبني على الفتح

زيدٌ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

أخو : بدل مطابق من زيد مرفوع وعلامة فعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف

الكاف : ضمير مبني على الفتح في  محل  جر مضاف إليه

قام أخوك : تصح الجملة فعل وفاعل

ثانيا :

من أنواع البدل :

بدل البعض من الكل

مثل :

أكلت الرغيف نصفه

أكلت : فعل وفاعل

الرغيف : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

نصفه :

نصف : بدل جزء من كل للرغيف منصوب وعلامة نصبه الفتح الظاهرة على آخره وهو مضاف

والهاء : ضمير مبني على الضم في  محل  جر مضاف إليه

ثالثا :

بدل اشتمال :

ــــــــــــــــــــــــــ

مثل :

نفعني زيدٌ علمُه

نفع : فعل ماضي مبني على الفتح

النون : للوقاية

الياء : ضمير مبني على السكون في  محل نصب مفعول به مقدم

زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

علمه :

علم  :بدل اشتمال من زيد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

وهو مضاف

والهاء : ضمير مبني على الضم في  محل جر مضاف إليه

المقصود من الاشتمال :

أي الشمائل وهي الصفات فكل صفة تذكر لشخص تكون بدل اشتمال

مثل:

 أعجبني زيد شجاعتُه أو كرمُه

ــ * لابد أن يكون في البدل ما يعود على المبدل منه سواء كان ضميرا أو نحوه

الاشتمال يتعلق بالمبدل منه في  نفسه

ـــــــــــــــ

رابعا :

بدل الغلط :

ـــــــــــــــــــــــــــ

مثل :

 رأيت زيدا الفرسَ

المقصود من هذا البدل :

أن القائل كان قصده أن يقول رأيت زيدا أخاك أو نحوه من الأقوال فغلط فقال : الفرس

فإعراب الفرس :

بدل غلط من زيد منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

ــــ “** بعض النحاة كابن مالك يرى أن بدل الغلط إن كان قائله قاصدا لهذا القول أي أنه أراد أن يقول : رأيت زيدا الفرس يقصد منه الإضراب

أي : أنه أضرب عن زيد وأراد الفرس ولذلك يسميه بدل الإضراب إن كان قاصدا

وإن لم يقصد فهو بدل الغلط

فهذا الأمر راجع إلى نية المتحدث

خامسا :

ــــــــــــــــــــ

بدل كل من بعض

وهو نادر قليل

مثل :

رحم الله أعظما دفنوها        بحجارة طلحةَ الطلحات

رحم : فعل

الله : لفظ الجلالة فاعل

أعظما : مفعول به

دفنوها : جملة كاملة من فعل وفاعل ومفعول

بحجارة : جار  ومجرور

طلحة : بدل كل  من بعض لأعظما منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

ــ بدل كل من بعض يكون ذلك بذكر الجزء أولا ثم يتبعه ذكر الكل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ أنواع العطف ] :

ـــــــــــــــــــــــ

1 ) عطف نسق وسبق ذلك

2 ) عطف بيان :

وهو كل ما صح أن يكون بدلا صح أن يكون عطف بيان إلا في  مسألتين سيأتي ذكرهما

مثال مهم لبدل الغلط :

رأيت زيدا الصديق

فهو بدل أن يقول : رأيت زيدا أخاك قال : الصديق

فإن كان قاصدا لذلك فهو على رأي ابن مالك بدل إضراب

وإن لم يقصد فهو  بدل غلط وعلى رأي الأكثر هو بدل غلط سواء قصد أو لا

** ــ يمكن الاكتفاء بأنواع البدل الأُول المذكورة

مثال :

((وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً{68} يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ ))

من : اسم شرط جازم مبني على السكون

يفعل : فعل مضارع مجزوم على انه فعل الشرط

والفاعل : ضمير مستتر جوازا تقديره هو

ذلك : اسم إشارة مبني على الفتح في محل نصب  مفعول به

يلق : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة وهو جواب الشرط

والفاعل : ضمير مستتر تقديره هو

آثاما : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

يضاعف : فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله مجزوم على انه  بدل من يلق

له :

اللام : حرف  جر مبني على الفتح

الهاء : ضير مبني  على الضم في  محل  جر اسم مجرور

العذاب : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من التوابع :

[ التابع بالمجاورة ] :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مثاله :

هذا جحرُ ضبٍ خربٍ

هذا  : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ

جحر : خبر المبتدأ مرفوع  بالمبتدأ وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف

ضبٍ : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره

خرب : خبر ثاني مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المجاورة

ولا يكون [ خرب ] صفة لأنه لابد من موافقة النعت للمنعوت في التنكير والتعريف ولم يتم هنا ومن ثم فما مضى من القول بأنه صفة يعدل عنه

هذه التوابع تتميز بـ “

1 ) أنها تدخل فيها جميعا الأسماء

2 ) التوابع تدخل فيها الأفعال ما عدا في التوكيد المعنوي والنعت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ