الشرح الموسع على (متن الآجرومية)
[52]
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظرف الزمان وظرف المكان
الحــــــال
من المنصوبات [ الظرف ]
ظرف الزمان وظرف المكان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويسمى [ المفعول فيه ]
ـــــــــــــــــــــــــ
ويسمى عند النحويين المفعول فيه
فهي اختصارا لقولك : ظرف الزمان وظرف المكان
وسبب هذه التسمية :
لأن الظرف منصوب بتقدير حرف الجر [ في ] فهو مضمَّن معنى [ في ] أو مقدر تقدير [ في ]
[ ظرف الزمان ]
ــــــــــــــــــــــــــــــ
هو اسم : يخرج الفعل والحرف
الزمان : يخرج المكان
المنصوب : يخرج المرفوع والمخفوض
بتقدير في : يخرج ما لم يكن في تقدير في
إذاً /: ظرف الزمان منصوب
ــ ** متى يكون ظرف زمان ؟
إذا كان بتقدير في
وإذا لم يكن بتقدير ( في ) خرج عن كونه منصوبا
مثال :
اليوم
الليلة
جئتك يوم الجمعة
جئتك ليلة الجمعة
أكرمت زيدا يوم الجمعة
أكرم : فعل ماضي مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك
التاء : ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل
زيدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
يوم : ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
وهو مضاف
الجمعة : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره
من ظروف الزمان :
أبدا
أمدا
حينا
[ ظرف المكان ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميع ما قيل في ظرف الزمان يقال في ظرف المكان
مثال :
أمام :
الصلاة أمامك
الصلاة : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
أمامك :
أمام : ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
وهو مضاف
والكاف : ضمير مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه
والظرف في محل رفع خبر مقدم
أو الخبر متعلق بمحذوف أي الصلاة حاصلة أو كائنة أمامك
مثال :
فوق
تحت
خلف
عند
تلقاء
عند : ملازم لشبه الظرفية ولذلك يسمونه شبه الظرف ولأنها تخرج أحيانا عن الظرفية بـ ( في )
مثل :
(( ولو كان من عند غير الله ))
[ مع ] :
منصوبة على الظرفية مطلقا ويصح فيها تسكين العين أو فتحها مثل :
ذهبت معَ زيد
أو
ذهبت معْ زيد
يجب التفريق بين ” ثُم” وبين ثَمّ “
ثَم ــــــــ بفتح الثاء ظرف مكان بمعنى هناك
مثال :
(( وإذا رأيت ثم رأيت ))
يعرب ظرف الزمان وظرف المكان : منصوب على الظرفية
ولا يكونان ظرفين إلا إذا كان في تقدير ( في )
متى تخرج هذه الظروف عن الظرفية ؟
إذا لم تقدر بفي
ومتى لا تقدر بفي ؟
لها حالات خمس :
أولا :
إذا وقعت مبتدأً
ثانيا :
إذا وقعت خبرا
مثال :
يومُ الجمعة يومٌ مبارك
يوم : مبتدأ
الجمعة : مضاف إليه
يوم : خبر مرفوع
مبارك : نعت
ثالثا :
إذا وقع الظرف فاعل :
إذا جاء يوم الجمعة أكرمتك
يوم :فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
ــ ** إذا يوم الجمعة أتى أكرمتك
يوم : فاعل على تقدير فعل أو خبر
لماذا ؟
لأن إذا لا تدخل الا على الأفعال فيكون تقدير الكلام إذا أتى يوم الجمعة
رابعا :
إذا وقع الظرف اسم مجرور بعد حرف الجر
مثل :
حضرت في يوم الجمعة
حضرت :فعل وفاعل
في :حرف جر
يوم : اسم مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره
خامسا :
إذا وقع في محل المفعول به فيعرب شبيها بالمفعول
مثل :
سكنت الدارَ
الدار :شبيه بالمفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
قيل : شبيه بالمفعول : لأنه متردد بين الاسم المجرد الذي تقديره في والمفعول به فيقال شبيه بالمفعول به
هذه الحالات الخمس متى ما وقع الظرف فيها سمي ظرفا متصرفا لأنه يوجد ظرف غير متصرف
ــ ما خرج عن الظرفية يعتبر متصرفا
والذي يبقى على الظرفية هو غير المتصرف
أمثلة :
((تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً ))
أمدا : اسم أن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
إذاً :
هو ظرف متصرف لأنه وقع اسم أن وأصل اسم ان مبتدأ
((هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ ))
حين : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
إذاً :
هو ظرف متصرف لأنه وقع فاعلا
الدهر : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره
إذاً : هو ظرف متصرف لأنه وقع اسم مجرور
ـــ * :
يمكن اشتقاق ظرف الزمان وكذلك المكان من المصدر وذلكم فقط في المصدر اللفظي لا المعنوي
مثال :
جلست مجلس زيد
مجلس : مشتق من المصدر
يجلس ــــــــ جلوسا
ولا يصح أن يقال جلست مقعد زيد لأنه مصدر معنوي
إعراب :
جلست مجلس زيد :
جلست : فعل وفاعل
مجلس : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
وهو مضاف
وزيد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره
ــ قعدت مقعد زيدٍ
هذا ظرف مكان صحيح لأنه مصدر لفظي
سرت مسير زيد
ظرف زمان يصح لأنه مصدر لفظي
ونيابة المصدر عن ظرف الزمان كثيرة
مثل :
أتيتك طلوع الشمس
أصلها : أتيتك وقت طلوع الشمس
وقت : ظرف زمان وهو مضاف
طلوع : مضاف إليه مجرور وعلامة رجه الكسرة
لا ينوب المصدر عن ظرف المكان إلا سماعي عند العرب والسماعي لا يقاس عليه
أتيتك طلوع الشمس
أتيتك : فعل وفاعل ومفعول به
طلوع : مصدر منصوب ناب عن ظرف الزمان
وهو مضاف
الشمس : مضاف إليه
أتيتك وقت طلوع الشمس :
أتيتك : فعل وفاعل ومفعول به
وقت : ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
وهو مضاف
طلوع : مضاف إليه
أتيتك مطلع الشمس
أتيتك طلوع الشمس
الفرق بين المثالين :
مطلع : ظرف زمان مشتق من المصدر
طلوع : مصدر ناب عن ظرف الزمان وهو مضاف
المصدر يشتق منه ظرف الزمان وظرف المكان
جلس ــــ يجلس ـــــــ جلوسا
لاشتقاق ظرف الزمان منه يكون :
مجلس
طلع ــــ يطلع ــــــ طلوعا
لاشتقاق ظرف الزمان منه يكون :
مطلع
لا يحل المصدر محل ظرف المكان
أما محل ظرف الزمان فيصح
مثل :
((حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ ))
أي : حتى إذا بلغ وقت غروب الشمس
سرت بعض الليل
سألت عنك كل مكان
بعض : نائب عن ظرف الزمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف والليل مضاف إليه
كل :
ما قيل في بعض يقال فيها إلا أنها نائب عن ظرف المكان
ــ بعض ، وكل كلاهما ينوب مناب ظرف الزمان والمكان وذلك حسب موقعهما من الجملة
ظرف الزمان فضلة
أي ليس عمدة لو حذف لما اختل المعنى
مثال :
سرت الليل
يقال : سرت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ الحال ]
ـــــــــــــــــــــــ
هو :
الاسم :
يخرج الفعل والحرف فلا يكونان حالا
والحال يقع :
جملة اسمية أو فعلية أو مفردا
مثال :
جاء زيد يضحك :
يضحك يعربها النحاة في محل نصب حال
تقول : هذا ليس فعلا لأن الفعل لا يصح أن يكون حالا وإنما هذه جملة فعلية في محل نصب حال
فتقدير الحال : ضاحكا
المنصوب :
يخرج المرفوع والمخفوض فلا يكونان حالا
المفسر لما انبهم من الهيئات :
مثل :
جاء زيد راكبا :
راكبا : اسم منصوب مفسر لما انبهم من هيئة زيد
كيف يعرف الحال ؟
بوقوعه جوابا لسؤال بـ ” كيف “ مستفهما عن الفعل :
مثل :
كيف جاء زيد ؟
الجواب :
يضحك
إذاً :
الحال يبين هيئة صاحبه وهو الفاعل أو المفعول به أو الجار والمجرور
مثال :
جاء زيد راكبا : هنا يبين حالة الفاعل
رأيت الفرس مسرعا : هنا حال مبين لهيئة المفعول به
نظرت إلى الشجرة مثمرة : هنا الحال مبين لهيئة الجار والمجرور
مررت بعبد الله يصلي : الحال هنا يبين حالة الجار والمجرور
مما سبق من الأمثلة يتضح أن الحال يأتي للعاقل ولغير العاقل كما في زيد والفرس
أما صاحب الحال لابد أن يكون [ معرفة ]
زيد : علم
الفرس : معرف بـ ” ال ”
الشجرة : معرف بال
عبد الله : معرف بالإضافة
والحال لابد أن يكون نكرة
راكبا ــ مسرعا ــ مثمرة ـــ فجميعها نكرات بدليل تأثير ” ال ” عليها
إذاً :
النكرة بعد المعرفة : حال: مثل : جاء زيد راكبا
النكرة بعد النكرة : صفة : جاء رجل راكب
المعرفة بعد المعرفة : صفة : جاء زيد الراكب
الحال :
لابد أن يكون وصفا مشتقا
والمشتقات أنواع منها :
1 ) اسم الفاعل
2 ) اسم المفعول
3 ) أفعل التفضيل
4 ) الصفة المشبَّهة باسم الفاعل
5) صيغ المبالغة
مثال :
خلق الله الزرافة يديها أطولَ من رجليها
أطول : حال مشتق من أفعل التفضيل
ــ جاء زيد راكبا
راكبا حال مشتق من اسم الفاعل
ركبت الفرس مسرَجا
مسرجا : حال مشتق من اسم المفعول
ــ إذا جاء الحال غير مشتق فاعلم أن لها تأويلا :
مثل :
جاء زيدٌ فزعا
فزع ليس مشتق
فتأويها : مفزعا اسم مفعول
ذهبت فردا :
فردا ليست اسم مشتق تأويلها منفردا اسم فاعل
ــ لابد أن يكون صاحب الحال موجودا في الجملة وإلا أصبحت الجملة غير مفيدة
مثل :
جاء راكبا
ركبت مسرجا
لقيت راكبا
هذه الكلمات لا تعرب أحوال لعدم وجود صاحبها فأصبح الكلام غير مفيد
ــ ويستثنى من هذه الحالة :
لو كان صاحب الحال ضميرا بارزا
مثل :
((وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ))
فصاحب الحال هو الواو في تعثوا
ــ أو ضميرا مستترا يفيد الكلام معنى تاما
إذاً :
في حذف صاحب الحال لو كان المعنى مفيدا تاما صح الحال وإلا فلا
الحال فضلة : وليس عمدة أي يمكن حذفه من الجملة
ــ يصح تعدد الحال مثل :
جاء زيد راكبا ضاحكا قائما
ــ هناك حالات أربع :
يصح فيها أن يكون صاحب الحال نكرة
أولا :
إذا وصفت النكرة
مثل :
جاء رجل جميل راكبا
راكبا حال لرجل وجميل صفة
ثانيا :
إذا سبقت النكرة بنفي
مثل :
لم يأت رجل راكبا
راكبا حال لنكرة مسبوقة بنفي
ثالثا :
إذا سبقت النكرة بنهي
مثل :
لا يأت رجل قائما
قائما حال لنكرة سبقت بنهي
رابعا :
إذا سبقت النكرة بأداة استفهام :
مثل :
هل جاء فر س مسرجا
مسرجا حال لنكرة مسبوقة باستفهام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ