شرح ثلاثة الأصول موسع
تتمة أنواع العبادة وأدلتها ( 2 )
الأصل الثاني : معرفة العبد دينه
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فرغ المصنف من تفريعات الأصل الأول وهو
[ معرفة العبد لربه ]
فذكر فيما ذكر في الأصل الأول أسئلة
فإن قيل لك : من ربك ؟
ثم ذكر الإجابة
ثم ثنى بسؤال :
كيف تعرف ربك ؟
ثم ذكر الأدلة
ثم ذكر العبادة
ثم ذكر انه هو الرب المعبود
وذكر الأدلة على هذا
ثم ذكر أنواع العبادة
وذكر أمثلة وأدلة عليها
ثم ذكر الأصل الثاني :
وهو : [ معرفة العبد لدينه ]
قوله : (( هو الاستسلام له بالتوحيد ))
ما هو هذا الدين ؟
هو دينه
فقوله : (( معرفة دين الإسلام بالأدلة )) :
يخرج التقليد
وأن هذا الدين الإسلامي يجب أن يتلقى من الكتاب والسنة
ولا يتلقى من الأهواء ولا من العقليات ولا من الآراء
ولا يسمى هذا الشيء دينا إلا إذا كان عليه دليل من كتاب أو من سنة
(( وهو الاستسلام لله بالتوحيد ))
عرف هذا الدين الذي هو دين الإسلام
قال :
(( الاستسلام لله بالتوحيد ))
انظروا إلى هذه العبارة :
(( الاستسلام ))
يعني : أنت في دين الإسلام يجب أن تكون كذاك الشخص الذي استسلم للطرف الآخر ورفع الراية فلا خيار لك ، وإنما عليك الاستسلام لله بالتوحيد
فلا تُدخل في دين الإسلام رأيا ولا فكرا ولا عقلا ولا هوى
ولذا قال تعالى :
((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ))
فقال :
الاستسلام لله عز وجل بالتوحيد
ما هو هذا التوحيد ؟
سبق وأن عرف وأن ذكرت أقسامه وذكرت الأمثلة عليه والأدلة على ذلك
فكأنه يحيلك إلى ما مضى
أن تستسلم لله بالتوحيد
ما هو هذا التوحيد ؟
ما سبق ذكره
إذاً :
الاستسلام لله بالتوحيد
العبارة الثانية :
(( والانقياد له بالطاعة ))
يعني :
كما تقاد بحبل أو بزمام
أنت عبد ذليل يجب أن تخضع لأوامر الله
وأن تنقاد له بالطاعة
فإذا أمرك تأتمر
إذا نهاك تنته
ولذا قال عليه الصلاة والسلام :
(( إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ))
ثم من باب التخفيف على الأمة : (( وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ))
فلا تكلف فوق طاقتك وفوق وسعك
(( والبراءة من الشرك وأهله ))
قد تستسلم لله بالتوحيد تنقاد له بالطاعة ولكن قد تأتي بما يجرح هذا التوحيد أو بما يضعفه أو بما ينقضه أصلا
إذاً :
لابد من الاستسلام لله بالتوحيد
والانقياد له بالطاعة
وأن تتبرأ من الشرك وأهله
ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم :
(( من قال : لا إله إلا الله )) فقط ؟
لا
(( من قال : لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم ماله ودمه وحسابه على الله ))
فلابد مع هذه الكلمة أن تترك ما يناقضها وما يخالفها
فالذي مثلا يقول :
أنا مسلم وأصلي وأتعبد لله ولكن لا أقول إن النصارى ضُلاّل ولا اليهود ضلال
ماذا يقال في هذا ؟
كافر
لماذا ؟
لأنه لما لم يقر بكفرهم فكأنه أقرهم على باطلهم
وذلك من نواقض الإسلام قال الشيخ المجدد : من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم أو شك : يقول : لا أقول كافر ولا هم مسلمون
وإنما شك في كفرهم هنا يكفر
لأنه كذب الله الذي ذكر في كتابه أن هؤلاء كفار
وكذب النبي عليه الصلاة والسلام الذي أخبر بان هؤلاء كفار
وكذب ما أجمعت عليه الأمة من أن هؤلاء كفار ضلال
يجب أيضا :
أن تتبرأ من أهله :
كما فعل إبراهيم عليه الصلاة والسلام
ولذا قال تعالى :
((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ))
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ{26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ{27} ))
ولذا :
لا يجوز أن يحب هؤلاء الكفار ولا أن يوالوا
ولذا قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51
فإذاً :
يجب أن يتبرأ من الشرك ومن أهله