الشرح الموسع لثلاثة الأصول ـ الدرس السادس والعشرون

الشرح الموسع لثلاثة الأصول ـ الدرس السادس والعشرون

مشاهدات: 471

شرح ثلاثة الأصول موسع .

الأصل الثاني : معرفه العبد دين الإسلام

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله :

(( الأصل الثاني : معرفة دين الإسلام بالأدلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله  ))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هنا ذكرها مجملة :

ذكر أركان لإسلام مجملة

والآن سيأتي على كل ركن على حدة ويفصل في كل ركن

وقوله : (( ودليل الشهادة )) :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشهادة من الإسلام

شهادة ماذا ؟

شهادة أن لا إله إلا الله

الشهادة لها مراتب أربعة

أي شهادة له مراتب أربعة

متى يصح إطلاق هذه الشهادة على ما شهد عليه ؟

بأربعة أشياء

1ـ العلم علم الشاهد

2ــ التكلم بها

3ــ إعلام الغير بها

4ــ الإلزام بها

قوله :

(( الدليل :

{شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }آل عمران18

هذه الآية تضمنت أعظم شهادة من أعظم شاهد من أجل مشهود به

تضمنت أعظم شهادة :

وهي شهادة أن لا إله إلا الله

من أعظم شاهد :

هو الله

بأجل مشهود به :

كلمة التوحيد

الله شهد بأنه لا إله إلا هو :

: ( ( شهد الله ))

الشهادة لا تكون شهادة إلا بتلك الأربع مراتب التي سبقت

إذاً :

الله علم بأنه لا إله إلا هو

وتحدث بهذا

وأعلم غيره بهذا

وأوجب عباده بأن يقروا بأن لا إله إلا الله

وإخبار غيره :

إما بالرسل

وبما أنزل عليهم من الآيات الشرعية

أو إعلام الخلق وإطلاعهم على آياته الكونية

((أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ))

(( قل سيروا في الأرض ))

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ }آل عمران190

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ ))

قبلها  قال :

{وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ } البقرة163

بعدها  قال مفصلا ومبينا الأدلة على وحدانيته :

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } البقرة164

من لم يوحد الله ، من لم يطع الله فهو من أغبى الناس

فهو من أحمق الناس

قال : ((شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ ))

ثم جل وعلا أشهد ملائكته : ((شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ ))

يعني والملائكة شهدوا أيضا بأنه لا إله إلا هو

((شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ))

أولو العلم شهدوا أنه لا إله إلا هو

مرتبة عظيمة لطلاب العلم شرفهم الله فجعلهم يشهدون على أنه لا إله إلا هو

وفي هذا دليل على فضل طلب العلم

وهذه الآية من الآيات التي تدعو وتحث العبد على أن يطلب العلم لأن الله أشهدهم على أعظم  شهادة وهي ” لا إله إلا هو “

قوله : {قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ }

 يعني:

هو عز  وجل قائما بالعدل

وهذا يدل على أن التوحيد والتمسك به هو العدل

وأن الشرك والخروج عن التوحيد ظلم

ولذا قال لقمان :

{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }

بل هو أعظم الظلم فيكون المشرك ظالما لله

وقوله : (( لا إله إلا هو ))

سبحان الله!

أعيدها مرة أخرى :

{شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } آل عمران18

( لا إله إلا هو ) )

تأكيد لما سبق ؟

ما الذي سبق ؟

التوحيد

وهذا يدل على عظم هذا التوحيد

قال : ((لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))

العزيز لها ثلاثة معاني ذكرها ابن القيم رحمه الله :

قوي

غالب

ممتنع لا ينال بسوء

هذه هي العزة الكاملة :

أن يكون قويا غالبا ممتنعا لا  ينال بسوء

ولله المثل الأعلى :

قد يكو ن :

الإنسان قويا هل يلزم أن يكون غالبا ؟

لا

قد يكون قويا غالبا لكن هل يسلم من أن ينال بسوء؟

قد يكون مآله أن ينتصر لكن قد يناله سوء

إذاً :

هو جل  وعلا غالب قوي ممتنع لا ينال بسوء

فإذا كان كذلك فمن خرج عن هذا التوحيد فقد تعرض لمقت الله وسخطه وغضبه

تعرض لسخط العزيز القوي  الغالب الممتنع الذي لا ينال بسوء :

((لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))

الحكيم :

هو الذي يضع الأشياء  في  مواضعها  اللائقة بها

فائدة :

إذا ذيلت أي آية باسم من أسمائه عز وجل فاعلم بأن لهذا الاسم أو لهذه الأسماء ارتباطا بالآية

لا تذيل عبثا أبدا لابد لها معنى

ولذلك :

الذي يوحد الله هو حكيم :

والذي لا يوحد الله فهو أحمق لأنه لم يضع الأشياء في  مواضعها المناسبة

فإذاً :

من عزته وغلبته وحكمته أن يأمر بالتوحيد وأن ينهى عن الشرك

ولهذا :

أعرابي

والأعراب في  القدم كانوا على درجة كبيرة من البيان والفهم

من أعراب العرب هو لم يقرأ كتاب الله أتى وسمع قارئا يقرأ: ((وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ قال : (( والله غفور رحيم )) هي  :  ((وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))

قال : ليس  هذا بكلام رب العالمين لما  سمع هذه الآية وأخطأ القارئ فأبدل العزيز الحكيم بالغفور الرحيم

قال : ليس  هذا بكلام رب العالمين

قريحته تأبى هذا

يعرف عظم الله

كيف ؟

قال : أعدْ

فلما أعاد أصاب قال : ((وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))

قال : هكذا عز فحكم فقطع ولو غفر ورحم ما قطع

فإذاً :

هذه الأسماء أسماء الله الحسنى إذا ذيلت بآية فتأمل وتمعن فيها تجد أن لهذه الأسماء ارتباطا بهذه الآية

فهذا دليل على : (شهادة أن لا إله إلاالله ))

يكفي أن يذعن العبد للتوحيد بان الله رب العالمين قد شهد بهذا