شرح ثلاثة الأصول موسع
تتمة أركان الإيمان ( القدر )
أدلة أركان الإيمان
الإحسان
الأدلة على مراتب الدين من السنة
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله :
(( وتؤمن بالقدر خيره وشره )) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والدليل على هذه الأركان الستة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما هي هذه الأركان الستة ؟
هي أركان الإيمان
فلا نؤصل حكما أو نؤصل قاعدة إلا بدليل
فمن أتى بشيء من جعبته فهو مردود عليه
ولذا :
في الأصل الثاني : ماذا قال ؟
معرفة دين الإسلام بالأدلة
لا بالأهواء ولا بالآراء ولا بالاستحسانات
إنما هذا الدين يؤخذ بالأدلة
ما الدليل على هذه الأركان الستة ؟
قوله تعالى :
((لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الآية جمعت أركان الإيمان وخلت من الركن الأخير وهو : الإيمان بالقدر خيره وشره
وقوله عز وجل :
((لَّيْسَ الْبِرَّ )) :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
البر :
اسم جامع لكل خير
فكل ما دعا إليه الإسلام من خير فهو بر
فأراد عز وجل أن يبين في هذه السورة وهي سورة البقرة :
أن تحويل المسلمين في الصلاة من بيت المقدس إلى الكعبة ليس هذا هو البر لوحده
لأن اليهود شككوا في الدين :
قالوا : محمد لا يثبت على رأي :
مرة يصلي إلى بيت المقدس
ومرة إلى الكعبة
وهم يعرفون أن هذا حق
ولذا قال عز وجل لما ذكر : ((سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ ))
إلى آخر ما ذكر :
قال : ((وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ))
وقال :
((وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ ))
فقد استقر عند أهل الكتاب أن محمدا قبلته إلى الكعبة حتى لا يكون لهؤلاء حجة وبرهان عليكم
((إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ ))
فهؤلاء الظالمون المعاندون لا يلتفت إليهم
فالشاهد من هذا :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن الله بيَّن أن البر ليس في وجهة الخلق إلى جهة معينة
ولذا قال في هذه السورة :
{وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
ليس هذا هو البر
ولكن البر الحقيقي هو :
((مَنْ آمَنَ بِاللّهِ )) :
هذا دليل على الركن الأول:
وهو :
الإيمان بالله
((وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ ))
(( والكتاب )) وهو اسم جنس :
المراد منه : الكتب
يراد منه جنس الكتاب
يعني : جميع الكتب التي نزلت على جميع الأنبياء
((وَالنَّبِيِّينَ )) :
هذا هو الركن الخامس
قال بعدها :
((وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ))
الإنسان مفطور ومجبول على حب المال :
(( وإنه لحب الخير لشديد ))
والخير هنا : المال
ومع ذلك قدمه في سبيل الله
قدم محبة الله على محبة نفسه
وهذا يدل على أن الإيمان لا يكون إيمانا صحيحا إلا بعمل صالح
فلا يصلح إيمان بل لا يكون إيمان إلا بعمل صالح
ولذا :
لما ذكر هذه الأصول قال :
}وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } البقرة177
فهذه الآية أوردها المصنف دليل على أركان الإيمان
وهناك آيات تدل على أركان الإيمان :
منها قوله تعالى :
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } البقرة285
وأيضا في مطلع سورة البقرة :
(( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ{4} ))
فتجد أن الإيمان ذكر في مطلع هذه السورة وفي ثناياها وفي آخرها
وقوله : ((ودليل القدر ))
هذا هو الركن السادس من أركان الإيمان
وأراد المصنف أن يدلل عليه :
قوله تعالى : {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } القمر49
فهذا دليل على أن القدر أصل من أصول الإيمان
وفيه دلالة على مرتبة من مراتب القدر وهي مرتبة الخلق
فالله خلق كل شيء بتقدير منه
وقد سبق معنا :
أنه أول ما خلق الله القلم فقال له : (( اكتب ، قال : ماذا أكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ