الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (104) قوله تعالى (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر )

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (104) قوله تعالى (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر )

مشاهدات: 495

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ درس (104)

قوله تعالى (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله تعالى : ((وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ ))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــ

هذا هو النص الثاني الذي ذكره المصنف تحت هذا الباب

لو قال قائل : ما وجه ذكر المصنف لهذه الاية تحت هذا الباب ؟

فيقال :

ـــــــــــــــــــ

إن وجه ذكره لهذه الآية تحت هذا الباب أنه عز وجل علق هذا النذر على علمه ، وأن علمه محيط بنذر الناذر

فلا يستفاد من هذا التعليق إلا لكون هذا النذر محل علم منه جل وعلا يجازي به الموفي للنذر ، وعدم الموفي له

وإلا فهو يعلم قبل أن ينذر الناذر ، وقبل أن ينفق المنفق عالم بكل شيء

فدل على أن الله إذا ذكر علمه على عباده دل على انها محل علمه الذي يجازي به

والأمثلة على ذلك كثيرة :

قال تعالى : ((وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ))

هذا العلم علم يترتب عليه جزاء وحساب

وإلا فهو جل وعلا عالم بمن سيتبع النبي عليه الصلاة والسلام أو من لم يتبعه قبل أن يخلق الخلائق :

فقوله : (( وما أنفقتم من نفقة )) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

” ما “ هنا شرطية ــــــــــ اسم شرط

وجواب الشرط : ” فإن الله يعلمه “

وقوله (( من نفقة ) ) :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه نكرة في سياق الشرط فتعم أي نفقة

بل زيدت ” من ” لأن الأصل : ” وما أنفقتم نفقة أو نذرتم نذرا “

زيدت من للتأكيد على هذا العموم

فإذا كانت نفقة العبد يعلم بها جل وعلا دعت المسلم إلى أن لا ينفق ولا ينذر إلا لما يحبه الله عز وجل

فيصبح هذا الإنفاق ، وهذا النذر عبادة يمتدح صاحبها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ