الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس ( 109 )
مسائل على باب ( من الشرك الاستعاذة بغير الله )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال المصنف رحمه الله :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فيه مسائل :
الأولى :
ـــــــــــــــ
تفسير آية الجن :
وهي قوله تعالى : {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً }
الشرح :
ـــــــــــــــ
وقد أوضحنا ما ورد فيها من معانٍ
الثانية :
ـــــــــــــــــ
كونه من الشرك
الشرح :
ـــــــــــــــــ
” كونه ” الضمير يعود إلى الاستعاذة بغير الله ”
والاستعاذة بغير الله سبق التفصيل في أنواع الاستعاذة
الثالثة :
ـــــــــــــــــ
الاستدلال على ذلك بالحديث ، لأن العلماء يستدلون به على أن كلمات الله غير مخلوقة ، قالوا : لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك “
الشرح :
ـــــــــــــ
سبق إيضاح ذلك بأوسع مما ذكره المصنف ، وذلك في قوله عليه الصلاة والسلام : (( فقال : أعوذ بكلمات الله التامات ))
الرابعة :
ــــــــــــــ
فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــ
فهذا الدعاء لا يعدو أن يكون كلمات قليلة لكنه حوى فضلا وكرما من الله عز وجل لا يوصف
فهذه الكلمات اليسيرة إذا قالها العبد من قلب مخلص صادق حفظته من الأذى والضر حتى يرحل من منزله ذلك
ووجه كونها قليلة مع هذا الثواب العظيم الذي يظهر لي – والله أعلم – لأن فيها توحيدا
وهذا التوحيد هو توحيد الأسماء والصفات
لأن كلمات الله عز وجل يثبت منها صفة الكلام لله عز وجل .
وفيها توحيد العبادة الذي هو توحيد الألوهية ، وذلك لن الاستعاذة عبادة ، استعيذ هنا بكلمات الله التي هي غير مخلوقة ، ولم تصرف لغيره عز وجل
والنص إذا جاء فيه توحيد فيكون له فضل
وذلك كما ورد من أن ” قل هو الله أحد ” تعدل ثلث القرآن
وكذلك سورة ” (( قل يا أيها الكافرون )) – كما ثبت عند الترمذي – أنها تعدل ربع القرآن ــــــــــ لم ؟
لأنها تحدثت عن التوحيد
سورة الفاتحة هي أعظم سورة لأن فيها ذكرا للتوحيد :
(( إياك نعبد وإياك نستعين ))
ــ آية الكرسي : أعظم آية في كتاب الله لأنها ذكرت التوحيد
وهذا يدل على عظم فضل التوحيد ، وأن بالتوحيد تكون نجاة العبد في دنياه وفي أخراه
فما في أخراه سبق بيان من أدلة ذكرها المصنف رحمه الله تحت باب : (( باب ما جاء في فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب ))
وأما فضائله في الدنيا:
فمنه ما جاء في هذا الحديث
وكذلك فيه توحيد الربوبية وهي صفة الخلق
الخامسة :
ــــــــــــــــ
أن كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شر أو جلب نفع لا يدل على أنه ليس من الشرك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــ
دليل هذا الآية التي في سورة الجن : {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً }
فإنه لما استعاذوا بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه حصل لهم شيء من الأمن أو شيء من المنفعة فلا يربط في كون هذا الشيء جائزا أم غير جائز بحصول المنفعة أو دفع المضرة
وذلك لأن المنفعة قد تكون في بعض المحرمات يجعلها جل وعلا ابتلاء واختبارا
ولذلك قد تأتي المرأة عند قبر وتدعو صاحب هذا القبر وهي عاقر تدعو صاحب هذا القبر أن يرزقها ولدا ، فترزق بولد ـــــــــ هذا من باب الابتلاء والاختبار والامتحان منه جل و علا
كما ذكر في الخمر والميسر :
قال تعالى : ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ))
لو نظرنا إلى الجهاد :
ـــ فيه كره
ـــ لكن فيه خير عظيم
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }
فدل على أن كون الشيء جائزا أم غير جائز لا يربط بكونه ينتفع به أو لا ينتفع به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ