الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (116) مسائل على باب (من الشرك أن يستغيث بغير الله)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (116) مسائل على باب (من الشرك أن يستغيث بغير الله)

مشاهدات: 439

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس ( 116)

مسائل على باب (من الشرك أن يستغيث بغير الله)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال المصنف :

فيه مسائل :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ :

الأولى :

ـــــــــــــ

أن عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف ” العام على الخاص ” :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــ

يدل على أن هذه المسألة مختارة على تبويبه ، وليس هذا من النص

ولذا قد تكون هذه المسألة محل استغراب : كيف يذكر هذه المسألة مع أنها لم تأت مبينة في أحد النصوص التي ذكرها ؟

لكن هذه المسألة أخذها من تبيوبه ، ولا شك أن تبويبه ليس دليلا ولا نصا ، لكن لعله أراد أن يبين لطال العلم سبب إيراده للدعاء والاستغاثة في الباب

الثانية :

ـــــــــــــ

تفسير قوله تعالى : ((وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ)):

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــ

وسبق تفسير هذه الآية

الثالثة :

ــــــــــــــــــــ

أن هذا هو الشرك الأكبر :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــ

وذلك لأن الله قال في ختام الآية : ((فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ ))

والظلم هنا ـــــــــــــ هو الشرك بالله

قال تعالى : ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ )) أي بشرك

الرابعة :

ــــــــــــــــــ

أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــ

وذلك لقوله : ((وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ)):

هذا النهي : هل هو موجه للنبي عليه الصلاة والسلام أم أنه موجه إليه ويراد منه غيره ؟

ومضى ذكر الخلاف في هذا

فالنبي عليه الصلاة والسلام مع قدره وعظم منزلته لو فعل ذلك إرضاء لغير الله فإنه يكون من المشركين

لكن هذا لا يمكن أن يقع من النبي عليه الصلاة والسلام باعتبار ما أكرمه اله عز وجل من عصمة

أما باعتبار البشرية والإنسانية فهذا يمكن أن يقع :

قال تعالى : ((وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ))

الخامسة :

ــــــــــــــــ

تفسير الآية التي بعدها :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــ

وهي قوله تعالى : ((وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ ))

وسبق تفسيرها

السادسة :

ــــــــــــــــ

كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفرا :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــــ

وهذا مستفاد من قوله تعالى : ((وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ ))

ثم قال : ((وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ))

ثم قال مبينا الضرر الذي يكون في الآخرة : {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ }

السابعة :

ــــــــــــــــ

تفسير الآية الثالثة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــ

وهي قوله تعالى : ((فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ  ))

الثامنة :

ــــــــــــــ

أن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله كما أن الجنة لا تطلب إلا منه :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــــ

وذلك في قوله تعالى : ((فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ ))

فقوله : لا ينبغي إلا من الله : كأن هناك تجوزا في العبارة :

وكلمة ” لا ينبغي ” خفيفة على القلب وعلى السمع

نقول : ” إن طلب الرزق لا يجوز إلا من الله كما أن الجنة لا تطلب إلا من الله علما أن كلمة لا ينبغي في النصوص لها معنى آخر كما سيأتي بيانه إن شاء الله .

التاسعة :

ـــــــــــــــــ

تفسير الآية الرابعة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــ

المصنف لم يذكر في قوله تفسير الآية الرابعة أو تفسير الآية الخامسة بدلالة الآية

فدل على أنه رحمه الله فسر جميع ما ذكره من الآيات تحت هذا الباب

وذلك لاستنباط القارئ

ــــ إذاً تكون الآية الأولى في قول المصنف :

((وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ)):

ــــ الآية الثانية التي يقصدها :

((وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ ))

الآية الثالثة :

((فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ ))

الآية الرابعة :

((وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ ))

ـــ فتكون الآية الخامسة :

((أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

العاشرة :

ـــــــــــــ

أنه لا أضل ممن دعا غير الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــ

دليل هذه المسألة قوله تعالى : ((وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ ))

فحكم جل و علا أن من دعا غير الله أنه من أضل الناس

الحادية عشرة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

أنه غافل عن دعاء الداعي لا يدري عنه :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــ

لقوله : ((وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ))

الثانية عشرة :

ـــــــــــــــــــــــــ

أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــ

ودليلها قوله تعالى :((  وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء ))

وهذا من باب ” معاملة الشيء بنقيض قصده “ وسبق إيضاح هذا

الثالثة عشرة :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

تسمية تلك الدعوات عبادة للمدعو :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــ

وذلك لأن الله ذكر في صدر هذه الآية الدعاء قال : ((وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو ))

ثم ختم الآية بقوله : ((وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ))

فدل على أن الدعاء عبادة

الرابعة عشرة :

ــــــــــــــــــــــــ

كفر المدعو بتلك الدعوات :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــ

دليلها قوله تعالى : ((وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ))

الخامسة عشرة :

ــــــــــــــــــــــــــــــ

هي سبب كونه أضل الناس :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــ

وذلك لأنه قال : ((وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو ))

وهنا استفهام مشرب بالنفي يراد منه التحدي

فيكون الجواب :

أي لا أضل  ممن يدعو من دون الله

السادسة عشرة :

ــــــــــــــــــــــــــــــ

تفسير الآية الخامسة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :/

ــــــــــــــــــ

وهي قوله : ((أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاه ))

السابعة عشرة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الأمر العجيب ، وهو إقرار عبادة عبدة الأوثان أنه لا يجيب المضطر إلا الله ، ولأجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــ

وهذا مأخوذ من قوله : ((أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ ))

فهم يقر ون بهذا

وإذا أقروا بهذا ألزموا فقال : ((أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }النمل62

الثامنة عشرة :

ـــــــــــــــــــــــــــ

حماية المصطفى حمى التوحيد ، والتأدب مع الله عز وجل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــ

ودليلها قوله عليه الصلاة والسلام : (( إنه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله ))

وكأن المصنف يرى أن استغاثة هؤلاء النفر من الصحابة بالنبي عليه الصلاة والسلام استغاثة فيما يقدر عليه لكن النبي عليه الصلاة والسلام حمى التوحيد

ومن ثم :

فإن هذه المسألة الأخيرة تربطنا بعنوان الباب

ما هو الباب ؟

” باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره “

فهو عمم هناك في تبويبه ، ولكنه ذكر في هذه المسألة الأخيرة ما يشير إلى أن الاستغاثة نوعان :

ـــ منها الجائز

ـــ ومنها المحرم