الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (87) (من قطع تميمة من إنسان) و(كانوا يكرهون التمائم)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (87) (من قطع تميمة من إنسان) و(كانوا يكرهون التمائم)

مشاهدات: 506

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس(87 )

(من قطع تميمة من إنسان) و(كانوا يكرهون التمائم)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال المصنف :

               ـــــــــــــــــــــــ

وعن سعيد بن جبير : قال  (( من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة ))

رواه وكيع

الشرح :

ـــــــــــــــــــ

سعيد بن جبير :

ــــــــــــــــــــــــــــ

هو التابعي المشهور المعروف ، وهو ممن كان ضحية للحجاج بن يوسف الثقفي فقد قتله

وقد ذكر ابن كثير في البداية قصة قتله

وقتله ثابت لكنه يقول : ” إن ما زيد فيها من محاورة بينه وبين الحجاج بن يوسف فمعظمها غير صحيح “

وسعيد من أئمة التفسير

فيروي هنا قولا : قال : (( من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة ))

لو نظرنا إلى هذا الرواي لوجدنا انه تابعي

ولو تأملنا ما ذكره لوجدنا أنه مما  لا يقال بالرأي

فهل يكون له حكم المرفوع أو ليس له حكم المرفوع ؟

بعض العلماء يقول :

” إنه من قبيل الحديث المرفوع إلى النبي عليه الصلاة والسلام

ولكن الصحيح :

أنه ليس من الحديث المرفوع ، وهذا هو رأي الجمهور : يرون أنه ليس من الحديث المرفوع ، وإنما هو مرسل تابعي

ومراسيل التابعين ليس لها حكم الأحاديث المرفوعة

بعض العلماء يستثني أكابر التابعين فيقول : ” إن مراسيلهم مقبولة ،لها حكم الأحاديث المرفوعة كــ ” سعيد بن المسيب “

لكن الصحيح أن جميع مراسيل التابعين ليست من قبيل الحديث المرفوع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال :(( من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة )) :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التميمة : ـــــــــــ عُرفت

القطع : ـــــــــــــ عُرف

(( من إنسان )) يشمل الذكر والأنثى والصغير والكبير

(( كان كعدل رقبة )) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أي كان كمن أعتق رقبة

ما وجه التشابه بين قطع التميمة وبين عتق الرقبة ؟

الوجه :

ــــــــــــــ

أن من أعتق رقبة من الرق حررها من ذل الرق فكذلك من قطع تميمة من إنسان فقد حرره من ذل ورق الشرك

وإذا كان كذلك فإن من قطع تميمة من إنسان أعتق الله رقبته من النار

ما الدليل ؟

الدليل :

أن النبي عليه الصلاة والسلام كما عند ابن ماجة وغيره قال : (( من أعتق مسلما أعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار ))

لو أعتقت رقيقا أعتقك الله من النار

فتساوى العتقان

فيكون معنى الحديث :

” أن من قطع تميمة من إنسان حظي على ثواب من أعتق رقبة “

ما ثواب من أعتق رقبة ؟

أن يعتق من النار

فكذلك هنا

ـــــــــــــــــــ

رواه وكيع :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وكيع : هو وكيع بن الجراح إمام من الأئمة في الحديث

وهو كوفي وأخذ عنه العلم الشافعي

سـ / هل هذا اجتهاد من سعيد ؟

جــ / نعم ، هذا اجتهاد منه لأنه قاس على ما ورد في حديث : (( من أعتق مسلما ……  ))

 وهذا قياس لا يؤخذ به لأنه لا قياس في الثواب

وهذا اجتهاد منه رحمه الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قال المصنف :

    ــــــــــــــــــــــــ

له :

عن ” إبراهيم ” قال : (( كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن ومن غيره ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــ

وله : يعني عن ” وكيع “

عن ” إبراهيم ” هو ” إبراهيم النخعي ” الكوفي ، وهو من كبار الفقهاء ، من التابعين

ولذا :

ـــــــــــــــــ

إذا أراد أن يذكر حكما أو قولا عن أصحاب ابن مسعود

قال : (( كانوا يكرهون التمائم كلها ………….. ))

هذا هو رأي لمن ؟

لابن مسعود وأصحابه وطلابه

وقد سبقت المسألة

ســ / هل الكراهية هنا للتحريم أم لتنزيه ؟

جــ/ الكراهة للتحريم ، لأن عرفهم في الكراهة هي كراهة التحريم

كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( إن الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ))

وقال تعالى لما ذكر عدة محرمات :

قال : {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً }