النهي

النهي

مشاهدات: 477

البلاغة

النهي

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النوع الثاني من أنواع الطلب :

النهي :

هو طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء

فإذاً النهي هو في أصل معناه :

طلب الكف عن الفعل على  وجه الاستعلاء

وليس له إلا صيغة واحدة وهي :

الفعل المضارع مع لا الناهية

فيفترق النهي عن الأمر:

 في الأمر :

هو طلب حصول الفعل من المخاطب على وجه الاستعلاء

أما النهي :

فهو طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء

الفرق الثاني :

أن الأمر:

له أربع صيغ

أما النهي :

فله صيغة واحدة وهي الفعل المضارع مع لا الناهية

والأمثلة كثيرة منها :

قوله تعالى :

((وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا))

((وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ ))

والأمثلة كثيرة لا حصر لها

لكنهما يتفقان :

الأمر والنهي في كونهما قد يخرجان عن معناهما الأصلي وسبق إيضاح ذلك في الأمر

وهنا تنبيه للصيغ والأساليب التي  خرجت عن معنى النهي الأصلي :

وهو :

طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء

 

ومن بين هذه الأساليب الدعاء :

قلنا في الأمر :

(( رب أوزعني )) الآية

هنا في النهي :

قوله تعالى :

((لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)) الآية

ورد فيها الفعل المضارع مع لا الناهية بصيغة الدعاء

والأمثلة كثيرة

أيضا من الأساليب التي  خرجت عن المعنى الأصلي للنهي :

أسلوب الالتماس

سبق في الأمر قولنا :

أعطني القلم لمن يساويك في المنزلة

كذلك تقول لزميل لك :

لا تتكاسل

أيضا سبق معنا في الأمر:

الإرشاد :

مثاله :

(( فاكتبوه ))

آية الدين

هذا في الأمر

أما بالنسبة إلى النهي :

مثاله قوله تعالى :

((لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ))

أيضا من الأساليب التي  مرت معنا :

الأمر المراد منه :

الدوام والاستمرار

 ومثاله في الأمر :

((اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ))

هنا في النهي :

قوله تعالى :

((وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ))

من الصيغ التي ذكرت في الأمر :

التمني

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي

وهنا في النهي قولك في ليلة سعيدة كليلة العروس :

يا صبح قف لا تطلعِ

فقوله :

 لا تطلع :

هنا صيغة نهي  خرجت عن معناها الأصلي إلى :

التمني

ومن الأساليب التي مرت معنا :

التهديد :

في الأمر :

((اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ))

وهنا في النهي :

كقول  السيد لعبده : لا تطع أمري .

ومن الأساليب أيضا التي  استقرئت :

بيان العاقبة :

وهذه لم تمر معنا في الأمر :

وهي قوله تعالى :

{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }آل عمران169

ومن الأساليب أيضا :

أسلوب التيئيس :

كقوله تعالى :

(( لا تعتذروا ))

وهذا الأسلوب أيضا لم يرد علينا في الأمر

ومن الأساليب أيضا التي ذكرت في النهي ولم تذكر في الأمر :

الكراهة :

كقولك :

لا تلتفت وأنت في الصلاة

ومن الأساليب التي جاءت هنا ولم تأت في الأمر :

أسلوب التوبيخ :

كقوله تعالى :

((وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ))

كذلك :

قول الشاعر:

لا تنه عن خلق وتأتيَ مثله

عار عليك إذا فعلت عظيمُ

كذلك البيت الذي يناسب هذا المقام :

لا تحسب المجد تمرا أنت آكله

لن تبلغ المجد حتى تلعق الصَّبٍرا

أيضا من الأساليب التي وردت ويراد منها الأنس والائتناس ولم ترد في الأمر :

قوله تعالى على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام لأبي بكر :

(( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ))

الأخير :

وهو أسلوب التحقير

ولم يرد هذا في الأمر :

قال ابن القيم :

((إن الكسل والعجز سبب كل بلاء وشر))

قال الشاعر :

لا تطلب المجد إن المجد سُلَمه صعب

وعش مستريحا ناعم البال

تحقير له لست أهلا لأن تخوض هذا المضمار فعش مستريحا ناعم البال .

ولعل في  هذه الأبيات عظة وذكرى لأولي الألباب

هذا فيما يتعلق بالنهي