تعليقات على سنن أبي داود الدرس الثامن والثمانون
28 – باب كَيْفَ الأَذَانُ .
وشرح حديث ( 506 ) الجزء الثاني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
506 – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِى لَيْلَى ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِى لَيْلَى قَالَ أُحِيلَتِ الصَّلاَةُ ثَلاَثَةَ أَحْوَالٍ – قَالَ – وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَقَدْ أَعْجَبَنِى أَنْ تَكُونَ صَلاَةُ الْمُسْلِمِينَ – أَوْ قَالَ الْمُؤْمِنِينَ – وَاحِدَةً حَتَّى لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبُثَّ رِجَالاً فِى الدُّورِ يُنَادُونَ النَّاسَ بِحِينِ الصَّلاَةِ وَحَتَّى هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رِجَالاً يَقُومُونَ عَلَى الآطَامِ يُنَادُونَ الْمُسْلِمِينَ بِحِينِ الصَّلاَةِ حَتَّى نَقَسُوا أَوْ كَادُوا أَنْ يَنْقُسُوا ». قَالَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى لَمَّا رَجَعْتُ – لِمَا رَأَيْتُ مِنَ اهْتِمَامِكَ – رَأَيْتُ رَجُلاً كَأَنَّ عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ أَخْضَرَيْنِ فَقَامَ عَلَى الْمَسْجِدِ فَأَذَّنَ ثُمَّ قَعَدَ قَعْدَةً ثُمَّ قَامَ فَقَالَ مِثْلَهَا إِلاَّ أَنَّهُ يَقُولُ قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ وَلَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ – قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى أَنْ تَقُولُوا – لَقُلْتُ إِنِّى كُنْتُ يَقْظَانًا غَيْرَ نَائِمٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى « لَقَدْ أَرَاكَ اللَّهُ خَيْرًا ».
وَلَمْ يَقُلْ عَمْرٌو « لَقَدْ أَرَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَمُرْ بِلاَلاً فَلْيُؤَذِّنْ ». قَالَ فَقَالَ عُمَرُ أَمَا إِنِّى قَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِى رَأَى وَلَكِنِّى لَمَّا سُبِقْتُ اسْتَحْيَيْتُ. قَالَ وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا قَالَ وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا جَاءَ يَسْأَلُ فَيُخْبَرُ بِمَا سُبِقَ مِنْ صَلاَتِهِ وَإِنَّهُمْ قَامُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ بَيْنِ قَائِمٍ وَرَاكِعٍ وَقَاعِدٍ وَمُصَلٍّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ عَمْرٌو وَحَدَّثَنِى بِهَا حُصَيْنٌ عَنِ ابْنِ أَبِى لَيْلَى حَتَّى جَاءَ مُعَاذٌ. قَالَ شُعْبَةُ وَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ حُصَيْنٍ فَقَالَ لاَ أَرَاهُ عَلَى حَالٍ إِلَى قَوْلِهِ كَذَلِكَ فَافْعَلُوا. قَالَ أَبُو دَاوُدَ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ قَالَ فَجَاءَ مُعَاذٌ فَأَشَارُوا إِلَيْهِ – قَالَ شُعْبَةُ وَهَذِهِ سَمِعْتُهَا مِنْ حُصَيْنٍ – قَالَ فَقَالَ مُعَاذٌ لاَ أَرَاهُ عَلَى حَالٍ إِلاَّ كُنْتُ عَلَيْهَا. قَالَ فَقَالَ إِنَّ مُعَاذًا قَدْ سَنَّ لَكُمْ سُنَّةً كَذَلِكَ فَافْعَلُوا. قَالَ وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ أَمَرَهُمْ بِصِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ثُمَّ أُنْزِلَ رَمَضَانُ وَكَانُوا قَوْمًا لَمْ يَتَعَوَّدُوا الصِّيَامَ وَكَانَ الصِّيَامُ عَلَيْهِمْ شَدِيدًا فَكَانَ مَنْ لَمْ يَصُمْ أَطْعَمَ مِسْكِينًا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) فَكَانَتِ الرُّخْصَةُ لِلْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ فَأُمِرُوا بِالصِّيَامِ. قَالَ وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا قَالَ وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَفْطَرَ فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يَأْكُلَ لَمْ يَأْكُلْ حَتَّى يُصْبِحَ. قَالَ فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَرَادَ امْرَأَتَهُ فَقَالَتْ إِنِّى قَدْ نِمْتُ فَظَنَّ أَنَّهَا تَعْتَلُّ فَأَتَاهَا فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَرَادَ الطَّعَامَ فَقَالُوا حَتَّى نُسَخِّنَ لَكَ شَيْئًا فَنَامَ فَلَمَّا أَصْبَحُوا أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ).
صحيح
ــــــــــــــــــــــــــ
من فوائد هذا الحديث :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنه بما أنه طويل ومتشعب وفيه روايات متعددة وطالب العلم الذي هو مبتدئ أو أنه غير مبتدئ لكن لم يسمع به إلا هذه المرة أو لم يقرأه إلا هذه المرة فإنه من المناسب أن نبين معنى هذا الحديث على وجه الإجمال فإذا وضح الحديث من حيث الإجمال استقبلت النفوس الفوائد المجزأة والمفصلة بسهولة
من الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــ
أن الصلاة أحيلت يعني تغيرت ثلاث تغيرات :
التغير الأول : أنهم كانوا لا يجتمعون يعني لا يجتمع الصحابة كلهم على الصلاة فأراد عليه الصلاة والسلام أن يجمعهم فقالوا بالناقوس وقالوا بالبوق كما مر معنا وقالوا بنار إلى غير ما ذكر وهذه كلها وسائل لجمعهم
يعني الحالة الأولى : ما هي ؟ أنهم كانوا متفرقين في الصلاة فجمعهم فالأذان وتلك المذكورات من البوق والناقوس هذه وسائل لجمعهم
كانوا يصلون غير مجتمعين فاجتمعوا هذه هي الحالة الأولى
الحالة الثانية :
أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا أتوا إلى المسجد بعد أن اجتمعوا إذا أتوا إلى المسجد والنبي عليه الصلاة والسلام على أي حال مثل حالة الركوع فإنهم على قول والقول الآخر خلافه فإنهم يدخلون مع النبي عليه الصلاة والسلام فيقضي الإنسان ما فاته
ولذلك قال هنا : ( ما بين قائم وراكع يقضي وما بين قاعد وما بين مصلي )
يعني هو من أدرك النبي عليه الصلاة والسلام من أول الصلاة لم يختلف عنه
إذاً كان القضاء للصلاة ليس في الأخير وإنما في الأول فيقضي أولا بنفسه حتى يدرك النبي عليه الصلاة والسلام في آخر الصلاة
فجاء معاذ فقال : لا ، سأصلي مع النبي عليه الصلاة والسلام ما أدركته معه ثم إذا سلم أتيت بها
هذه هي الحالة الثانية
الحالة الثالثة لم تذكر هنا سيذكرها فيما بعد
الحالة الثالثة ما هي ؟
هي أنهم كانوا يصلون إلى بيت المقدس ثم توجهوا إلى الكعبة
الحديث الآن فهم من حيث الصلاة ، الصلاة تغيرت ثلاث تغيرات
الصوم تغير ثلاث تغيرات :
الحالة الأولى : أن الناس كانوا مأمورين بصيام ثلاثة أيام ففرض رمضان وكان الصوم شاقا فخير من خير بين أن يصوم ولا إطعام عليه وهو قادر على الصيام لكن خير القادر بين أن يصوم ولا إطعام عليه أو أن يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينا
هذه هي الحالة الأولى
الحالة الثانية : أنه جاء الأمر من الله جل وعلا بأن يصوم الجميع من هم ؟ القادرون
الحالة الثالثة : أن من نام بعد أن غربت الشمس ولم يسبق له أن يأكل أو أكل ثم نام فإنه لا يأكل حتى ينتهي الليل ثم يأتي النهار فتغرب الشمس
فجاء التخفيف من الله : (( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ))
إذاً هذه ثلاث تغيرات في الصلاة وهناك ثلاث تغيرات في الصوم
وهذا هو الحديث بمعناه العام لكن معناه الخاص المفصل لابد منه
الأخير : أن من غربت عليه الشمس ثم نام فإنه ممنوع من الكل ومن المفطرات
من الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــ
هل هذا الحديث صحيح أم لا ؟
الألباني يرى أنه صحيح لكن بعض العلماء يقول : إنه مرسل كيف ؟
قال : لأن ابن أبي ليلى من التابعين
وماذا قال ؟ قال : حدثنا أصحابنا
ولذلك قال المنذري : إن كان يقصد بهؤلاء الأصحاب هم أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام لأنه أدرك بعضا منهم فهو حديث مسند موصول
وإن كان المراد من أصحابنا غير صحابة النبي عليه الصلاة والسلام وهم أصحابه الذين في أسنانه فإنه حديث مرسل والمرسل من أنواع الحديث الضعيف
والصحيح : أنه ليس بمرسل بدليل ما جاء عند أبي شيبة أنه قال ابن أبي ليلة حدثنا أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام
فوضح هنا من هم هؤلاء الأصحاب ، لكن من هم أعيان هؤلاء الأصحاب لا يضر ، لأن جهالة الصحابي لا تضر فكلهم رضي الله عنهم عدول