تعليقات على سنن أبي داود ـ الدرس الثالث والسبعون ــ حديث ( 494 )

تعليقات على سنن أبي داود ـ الدرس الثالث والسبعون ــ حديث ( 494 )

مشاهدات: 516

تعليقات على سنن أبي داود ـ الدرس الثالث والسبعون

26 – باب مَتَى يُؤْمَرُ الْغُلاَمُ بِالصَّلاَةِ

حديث ( 494 )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

494 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى – يَعْنِى ابْنَ الطَّبَّاعِ – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « مُرُوا الصَّبِىَّ بِالصَّلاَةِ إِذَا بَلَغَ سَبْعَ سِنِينَ وَإِذَا بَلَغَ عَشْرَ سِنِينَ فَاضْرِبُوهُ عَلَيْهَا ».

حسن صحيح

ــــــــــــــــــــــــــ

 

من فوائد هذا الحديث :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن هذا الحديث أتى بالأمر وأتى في رواية بالتعليم ( علموا اولادكم ) والأمر يختلف عن التعليم فإنه لو اقتصر في الرواية على ( علموا ) لا يلزم من التعليم الأمر لكن رواية هنا (مروا ) يلزم بعد الأمر يلزم في ثنايا الأمر أن يعلم

كيف تأمر شخصا بشيء وهو لا يعلمه

فرواية ( مروا ) أبلغ من رواية ( علموا )  لم ؟ لأن رواية مروا تتضمن التعليم هذه من دلالة اللزوم

ولما جاءت رواية ( علموا ) كانت خيرا على خير

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن الصبي إذا بلغ سبع سنين فإنه يؤمر بالصلاة أما ما دون السبع فإنه  لا يؤمر ولا تصح منه صلاة ولا تصح منه عبادة

من كان دون سن التمييز فإنه لا تصح منه عبادة إلا عبادة واحدة  وهي الحج لما عند مسلم : (( لما رفعت امرأة صبيا وقالت : يارسول الله ألهذا حج ؟ قال نعم ولك أجر ))

قال لما  رفعت الصبي دل على أن الصبي ممكن أن يكون دون سبع سنين فكل عبادة تقع من طفل عمره خمس سنوات أو أربع سنوات فإنها لا تصح حتى يبلغ سنين إلا الحج قاعدة ما دون سبع سنين لا تصح منه العبادات إلا عبادة واحدة وهي الحج والعمرة

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن  ما دون سبع سنين يطلق عليه طفل ويطلق عليه صبي

من بلغ سبع سنين إذاً عندنا الطفل هو من حين ما يخرج من بطن أمه إلى أن يبلغ سبع سنين

المميز إذا بلغ سينن

المراهق وهو الذي قارب البلوغ

عندنا المراهقة في ظننا أنه البالغ لكن في اللغة العربية المراهق هو ما كان في زمن قبيل بلوغه

الشاب أو الفتى من خمس عشرة سنة أو من بلوغه إلى سن الثلاثين أو ثلاثا وثلاثين على اختلاف بين أهل اللغة

ما زاد عن الثلاثين إلى الخمسين يسمى كهلا

بعض الناس يظن أن الكهل هو الذي بلغ في السن عتيا هذا خطأ (( وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ))

من خمسين إلى سبعين هذا يسمى بشيخ قال الشاعر :

زعمتني بشيخ ولست بشيخ    إنما الشيخ من يدب دبيبا

من تجاوز السبعين يسمى بالهرم

بعض الناس يظن أن الهرم هو المخرف ليس بصحيح ، الهرم من زاد عن سبيعن سنة ، ولو كان عقله معه فإذا ذهب عقله سمي بالمخرف أو المهذري

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن الأمر موجه هنا إلى أولياء هؤلاء الصبية

لأن الأمر لا يوجه إلى الصبية لأنهم لم يبلغوا وإنما الأمر موجه إلى أوليائهم

لكن ألا يمكن أن يوجه الأمر إلى الصبية

الأصل أن الأمر يوجه إلى من بلغ أما من لم يبلغ فالأصل ألا يوجه إليه الأمر لكن أيمكن  ؟

يمكن  أن يوجه ، والدليل : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ )) فالأمر هنا موجه إلى من لم يبلغ بأنه لو أراد أن يدخل على أبويه في هذه الحالات الثلاث عليه أن يستأذن

 

يكتب عليه السيئات إذا بلغ ولا يلزم من البلوغ أن يبلغ خمس عشرة سنة لو نبت الشعر الخشن حول القبل أو أنه حصل منه إنزال مني باختياره أو بغير اختياره فهنا بلغ ويجري عليه القلم من حين ما يبلغ

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

بيان عظم الصلاة وأن الخطاب الموجه هنا إلى الأولياء بماذا  بالصلاة لأن هذه الصلاة لو أحسن هؤلاء الصغار في إقامتها أحسنوا في غيرها كما هو الحال بالنسبة إلى الكبار (( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) ))

بعض الناس يظن كما قال شيخ الإسلام يظن أن ذكر الله أعظم من الصلاة يقول : لا،  يقول : ” ذكر الله في الصلاة أعظم من هي الصلاة عن الفشحاء  والمنكر “

هي تنهى عن الفحشاء والمنكر هذا جميل لكن أجمل منه أن تعظيم الله في هذه الصلاة أكبر من فائدة الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر

وهذا مشاهد لو دخل الإنسان في هذه الصلاة بقلب نقي مقبل خرج بإيمان إذا عظم الله في هذه الصلاة في ركوعه وفي سجوده خرج من الصلاة بإيمان ليس بالإيمان الذي دخل به

وبالتالي إذا خرج بهذا الإيمان حصل على المصلحة ودفع المفسدة لأنه لما يعظم إيمانه أين حاله من الفحشاء والمنكر ؟ يكون بعيدا

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن الثواب إذا صلى الطفل المييز أو إذا صام أو إذا حج ولو كان عمره شهر فإن ثواب العبادات هي للشخص الذي يقوم بها سواء كان صغيرا أو أكبيرا وليست للأولياء ، الأولياء لهم ثواب الأمر بالخير ، لكن العمل لصاحبه لقوله تعالى : (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ))

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن هذا الحديث فيه دلالة على أن التمييز يكون بسبع سنين بعض العلماء يقول : لا يلزم بعض الصغار يكون عمره صغير وما شاء الله من أفهم الناس وقد يكون أفهم من الكبار

 

فما هو حاله هل هو مميز أم لا ؟

خلاف

لكن هذا الحديث الذي معنا هو مستند لمن قال من العلماء إن التمييز يكون بالسن لا يكون بالوصف

ما هو السن ؟

إذا بلغ سبع سنوات

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أنه إذا أتاك لفظ يقول ( إذا بلغ أو إذا تم )

فالمقصود من ذلك أنه ينهي السبع سنوات ويدخل في الثامنة

مثلا :

إذا سقط الجنين متى يغسل ويكفن ؟ إذا بلغ أربعة أشهر

يعني ليس في الشهر الرابع لا وإنما المقصود أنه فرغ من الشعر الرابع ودخل في الشهر الخامس  وعلى هذا فقس

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن في هذا الحديث دليلا لما قاله شيخ الإسلام من أن الآباء والمربين يجب عليهم أن يحثوا النشء على فعل الخير ولو بمقابل هدية أو مال

فتشجيعهم على الخير ولو عن طريق المال جاءت به الشريعة ، ولذلك ما يعطى من هدايا لطلاب التحفيظ أو ما يعطى هدايا ولو كانت مادية لهؤلاء الصغار الذين يصلون الفجر مطلب شرعي

 

بعض الناس يقول إنك تعلق قلبه بالدنيا نقول : لا ، لما نعطيه هذا الشيء نعطيه من أجل أن نحبب إليه هذه الصلاة فيأتي إليها ويعتاد عليها وإذا اعتاد عليها لم يلتفت قلبه في المستقبل إلى هذه المادة شريطة أنه إذا قلنا له صل نقول صل ونعطيك ريالا أو خمسة ريالات ولكن انتبه هناك أجر من الله عز وجل في الآخرة يرفعك الله درجات ، يعني ما نعلق قلبه بالمال فقط

ولذلك بعض السلف يقول طلبنا العلم الشرعي للدنيا فأبى الله إلا ان يكون للآخرة

 

ولذلك :

من أصناف من يستحق الزكاة المؤلفة قلبوهم يعني من إيمانه ضعيف نعطيه من الزكاة حتى  يتألف قلبه ويقبل على الدين

والمؤلفة قلوبهم  :

باب واسع  بعض الناس وللأسف من قلة علمه شرعي  يقصر فهمه عما قد يفعله الوالي

يعني أحيانا  الدولة مثلا تعطي تلك الدولة ملايين قد تكون هاك فائدة إذا كان يجوز لك أن تعطي المؤلفة قلوبهم من الزكاة  فمن باب أولى أن تعطيهم من مال بيت المسلمين لمصلحة المسلمين

ربما أن ذلك عدو ولا نستطيع أن نرده فنحتاج أن ندفع إليه المال من أجل أن نرده

المؤلفة قلوبهم من إما كان كافرا ورجي فيه الإسلام فنعطيه من أجل أن نحبب الإسلام إلى قلبه

أو هو أسلم ولكن هو ضعيف الإيمان مثل صفوان بن أمية يعني قبل أن يسلم قال : إن محمدا كان أبغض الناس إلي فمازال يعطيني ويعطيني حتى صار أحب الناس إلي “

 

ذلك الرجل الذي كما جاء عند مسلم أتى إلى قومه لما أعطاه النبي عليه الصلاة والسلام قطيعا من الغنم قال : (( ياقومي أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ))

 

إما لزيادة إيمانهم أو تحبيبهم في الإسلام أو لدفع شرهم أو لإسلام نظرائهم

فالقضية قضية فهم للنصوص لشرعية

 

بعض الناس قد تحركه عاطفته من أجل أنه يرى شيئا وينقص منه شيء في ظنه لكن هذه أمور شرعية ولو نظر الإنسان إلى حال النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الأمور لوجد امرا واضحا بينا

 

ولذلك :

لما أعطى النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة حنين اعطى من ؟ أعطى صناديد ولم يكن لهم شأن في القتال فماذا قالت الأنصار ؟

(( غفر الله لرسول الله  يعطي هؤلاء ويمنعه عنا وسيوفنا تقطر من دمائهم ))

ما هي قضية إنك لما تعطى المال أنك محبوب وأنك إذا لم تعط أنك غير  محبوب

ولذلك النبي عليه الصلاة و السلام يقول : (( والله إني لأعطي الرجل والذي لا أعطي أحب إلي منه لما في قلوبهم من الهلع ولكني أكِل أناسا إلى ما في قلوبهم من الخير والإيمان ))

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أن التأديب في الإسلام أنواع :

ــ تأديبب بالأمر إذا بلغ سبع سنين

ــ تأديب بالرضب إذا بلغ عشر سنين ، يعني في سن العاشرة إذا انتهى من العاشرة ودخل في الحاديةعشرة ويكون الضرب غير مبرح

لأن المقصود من الضرب التأديب

 

ولذلك المعلم قديما كان فيه ضرب مجحف مفترض أنه لما يضرب أن يشعر الطالب أنه يضرب للتأديب لا للانتقام منه هنا يقبل الطالب

 

ولذلك يقول شيخ الإسلام  يقول عن القضاة والولاة ” إذا أقاموا حدود الله والتعزير يجب عليهم أن يقيموه من أجل تأديب الناس لا للانتقام منهم  حتى يكون هذا العلم قربة لهم عند الله “

لا تقيم الحد من أجل التشفي لنفسك أو تعذب من أجل التشفي ، لا ، وإنما من أجل التأديب والرحمة بهذا المجتمع

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن ما بعد الضرب بلغ عشر سنين ضرب لما بلغ سن الخامسة عشرة أو بلغ بإنزال المني أو بنبات الشعر الخشن وما صلى

ولذلك استدل من استدل من العلماء بأن تارك الصلاة يقتل إذا بلغ استدلوا بهذا الحديث قالوا لأن التأديب في الشرع ما بعد الضرب إلا القتل

وبالتالي  فإن تارك الصلاة يقتل بكفره

بعض العلماء كالحنفية يقولون لا يقتل وإنما يحبس ويضرب تعزيرا حتى يعود