تعليقات على سنن أبي داود ـ الدرس الثاني والثمانون ـ تكملة شرح حديث ( 499 ) وشرح حديث ( 500 ) الجزء الأول

تعليقات على سنن أبي داود ـ الدرس الثاني والثمانون ـ تكملة شرح حديث ( 499 ) وشرح حديث ( 500 ) الجزء الأول

مشاهدات: 577

تعليقات على سنن أبي داود ـ الدرس الثاني والثمانون

28 – باب كَيْفَ الأَذَانُ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وتكملة شرح حديث ( 499 )

وشرح حديث ( 500 ) الجزء الأول

ــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 (قَالَ أَبُو دَاوُدَ هَكَذَا رِوَايَةُ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ وَقَالَ فِيهِ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِىِّ « اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ». صحيح وَقَالَ مَعْمَرٌ وَيُونُسُ عَنِ الزُّهْرِىِّ فِيهِ « اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ». ولَمْ يُثَنِّيَا.صحيح لكن أصح تربيع التكبير )

 

من فوائد هذه الروايات والزيادات في هذا الحديث :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن معمر ويونس رويا عن الزهري هذا الأذان لكن لم يثنيا

التثنية في الأذان : هي تربيع التكبير ( اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ) أربع تكبيرات في أول الأذان وسمي تربيع التكبير تثنية لأن التكبيرتين تجمع فكأنه إذا قال المؤذن (اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ) هذه واحدة (اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ) هذه ثانية

ولذلك استدل من استدل من العلماء استدلوا على أن المؤذن يستحب له أن يجمع في أذانه بين التكبيرتين ولا يفرد التكبير تكبيرة واحدة بمعنى أنه من السنة والأمر فيه سعة لكن من السنة أن يقول : (اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ) لحديث عمر كما في صحيح مسلم أنه عليه الصلاة والسلام لما بين متابعة المؤذن جمع بين التكبيرتين ، وكذلك هنا فإن تربيع التكبير سمي تثنية   لم ؟

لأن التكبيرتين تعد واحدة

ولذلك :

 

كان عليه الصلاة والسلام كما في حديث بلال يشفع الأذان ويوتر الإقامة

وبعض العلماء يقول : ” إن السنة وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد أنه إذا كبر المؤذن للأذان أن يفرد كل تكبيرة وحدها :

اللَّهُ أَكْبَرُ ويقف

اللَّهُ أَكْبَرُ ويقف

لم ؟

قالوا : لأنه ورد حديث التكبير جزم ، لكن لما تقول (اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ)  هنا ضممت الراء ليس هناك جزم

فيجاب عن هذا :

بأنه التكبير ورد معه التسليم في الحديث ( التكبير جزم والتسليم جزم ) فدل هذا على أن المقصود من هذا الحديث هو تكبير الصلاة أم تكبير الأذان ؟ تكبير الصلاة بدليل ورود كلمة التسليم

ثم هذا الحديث  لا يصح حتى لو قيل إنه في الأذان فلا يصح   لم ؟

لأنه ليس من قوله عليه الصلاة والسلام وذلك لأن الجزم الذي علامته السكون والرفع الذي علامته الضمة والنصب الذي علامته الفتحة والجر الذي علامته الكسرة لم يكن معروفا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام

ما كانوا يعرفون هذه الأشياء ، وإنما أتى بها النحاة من باب تقريب علم العربية للناس لما عجمت ألسنتهم وكثر فيها اللحن

إذاً هذا طرح

 

قالوا عندنا دليل آخر : ما هو ؟

قالوا : قول النبي عليه الصلاة والسلام : (  إذا أذنت فترسل وإذا أقمت فاحدر ) الترسل التأني لكن لو قلت (اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ) ليس هناك ترسل ليس هناك تأني

لكن لما تقول :(اللَّهُ أَكْبَر) وتسكت هنا يزيد معك وقت الأذان

فالجواب عن هذا :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن هذا الحديث ضعيف ولو صح فإن جمع التكبيرتين لا ينافي الترسل بدليل أن الترسل موضح بالحدر الذي بعده ومعلوم أن الحدر الذي بعده ما معناه ؟ السرعة وليس المقصود جمع التكبيرتين من عدم ذلك

 

ولذلك بعض الناس يتأني ويترسل في أذانه ويجمع بين التكبيرتين

ثم إن الترسل لا يصدق في التكبير فقط لأنه لما قال الأذان أراد بالأذان كله بجمله وليس المقصود التكبير

 

فخلاصة القول :

 

أن قوله هنا عن يونس ومعمر لما رويا عن الزهري ولم يثنيا يعني أنهما لم يأتيا بتربيع التكبير لأن تربيع التكبير يسمى التثنية لما نجمع بين التكبيرتين هذا تثنية

فالتكبيرتان جملة والتكبيرتان الأخريتان جملة

 

يعني الرواة عن الزهري أتوا بالتثنية الذي هو التربيع بمعنى أن الأذان يكون بأريع تكبيرات بينما معمر ويونس قالوا بعدم التثنية لم يرويا عن الزهري بالتثنية

إذاً ما هي التثنية ؟

التربيع يعني أنهما لم يذكرا في روايتها أربع تكبيرات وإنما ذكروا تكبيرتين

وأسلفنا لكم أن صيغ الأذان جاءت متعددة  :

ــ خمس عشرة جملة وهو أذان بلال

ــ وورد سبع عشرة جملة   كيف ؟ بالترجيع مع تكبيرتين

ـــ وورد تسع عشرة جملة بأربع تكبيرات مع الترجيع

وقلنا لكم إن السنة في مثل هذا أن ينوع الإنسان ما لم يحدث ضوضاء وتشويشا على الناس إذا لم يفهموا

لكن ربما يكون الإنسان في بر معه طلاب علم فليطبق لو كان وحده وأراد أن يؤذن فالسنة في حقه إن كان وحيدا في الصحراء أو كان مسافرا فأدركته الصلاة فالسنة في حقه أن يؤذن وإذا أذن فليطبق

ــــــــــــــــــــــــــــــ

 

وأحيانا ما يكون بناء على ترجيح ، لا ، قد يكون الترجيح للمؤذن خلاف ما يفعله من باب أنه يرى أن جمال صوته يكون بإفراد كل تكبيرة وحدها ، ولا يلزم حينما لا يطبق أنه يرى خلاف ما يفعله

ــــــــــــــــــــــ

 

500 – حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِى مَحْذُورَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِى سُنَّةَ الأَذَانِ. قَالَ فَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِى وَقَالَ « تَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ تَرْفَعُ بِهَا صَوْتَكَ ثُمَّ تَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ تَخْفِضُ بِهَا صَوْتَكَ ثُمَّ تَرْفَعُ صَوْتَكَ بِالشَّهَادَةِ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حَىَّ عَلَى الصَّلاَةِ حَىَّ عَلَى الصَّلاَةِ حَىَّ عَلَى الْفَلاَحِ حَىَّ عَلَى الْفَلاَحِ فَإِنْ كَانَ صَلاَةَ الصُّبْحِ قُلْتَ الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ».

صحيح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

من فوائد هذا الحديث :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن أبا محذورة كنية وقد يعرف الإنسان بكنيته أكثر مما يعرف باسمه فياترى ما اسمه ؟

اختلف في اسمه قيل هو سلمة وقيل هو سمرة

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــ

 

أن أبا محذورة هو أحد المؤذنين الأربعة للنبي عليه الصلاة والسلام

فمؤذنوه عليه الصلاة والسلام أربع  : اثنان في المسجد النبوي وواحد بقباء وواحد بمكة

أبو محذورة في مكة

في قباء : سعد القرض

في المسجد النبوي : بلال وابن أم مكتوم

هؤلاء مؤذنوه عليه الصلاة والسلام

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــ

 

أن أبا محذورة ما اختاره النبي عليه الصلاة والسلام للأذان إلا لأن صوته كان جميلا

فإنه لما سمعه بعد فتح مكة جعله مؤذنه

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــ

 

أن أبا محذورة علمه النبي عليه الصلاة والسلام الأذان أو سنة الأذان

فهل أذن عليه الصلاة والسلام ؟

مر معنا

هل أذن النبي عليه الصلاة والسلام في حياته ؟

 

الجواب مر معنا :

النووي يقول أذن عليه الصلاة والسلام بناء على حديث النبي عليه الصلاة والسلام لما أصابهم المطر فصلى بهم بعد أن أذن وهم على الدواب

لكن هذا الأذان ليس صادرا منه عليه الصلاة والسلام فلم يباشره ، وإنما نسب الأذان إليه باعتبار أنه الآمر لأنه كما قال ابن حجر أن رواية الإمام  أنه عليه الصلاة والسلام لم يؤذن وإنما أمر غيره

ثم مع هذا كله فالحديث فيه ما فيه

 

إذاً :

يلغز بها لغزا عبادة أمر بها النبي عليه الصلاة والسلام ولم يفعلها  في حياته  وفعلها غيره ؟

ما هي ؟

الجواب : الأذان