تعليقات على سنن ابن ماجه ( 73 ) من حديث ( 580- 581) الجزء الأول

تعليقات على سنن ابن ماجه ( 73 ) من حديث ( 580- 581) الجزء الأول

مشاهدات: 534

تعليقات على سنن (  ابن ماجه )

الحديث ( 580- 581) الجزء الأول

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

( 97 ) بَابٌ فِي الْجُنُبِ يَسْتَدْفِئُ بِامْرَأَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَغْتَسِلَ

 

580 – حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُرَيْثٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، ثُمَّ يَسْتَدْفِئُ بِي قَبْلَ أَنْ أَغْتَسِلَ»

 

ضعيف

 

ــــــــــــــــــ

من فوائد هذا الحديث

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

هذا الحديث حكمه من حيث الإسناد ضعيف ولكن هذا الحديث لو صح فإنه يؤخذ منه ما يلي من فوائد ، تلك الفوائد دلت عيها أدلة اخرى

 

من بين هذه الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن بدن الجنب طاهر وإلا لما حصل استدفاء بجسم رطب من الماء بجسم يابس أو غير رطب منها رضي الله عنها ، ولاشك أن هذه الفائدة لا تؤخذ من هذا الحديث فحسب بل من قوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين : (( أن أبا هريرة كان مع النبي عليه الصلاة والسلام في طريق  وكان جنب قال فاختنست منه فرجع أبو هريرة فقال عيله الصلاة والسلام : أين ذهبت يا أبا هريرة فقال : إني كنت جنبا ، فقال عليه الصلاة والسلام : إن المؤمن  لا ينجس ))

فدل على طهارة بدن الجنب

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

لو لم يصح هذا الحديث أيجوز للرجل أن يفعل هذا الفعل؟  بمعنى إذا فرغ من جماع زوجته واغتسل وأراد أن يضمها أيجوز له  ذلك قبل أن تغتسل ؟

 

الجواب : نعم يجوز ولو لم يأت هذا الدليل

 

لأن هذا الفعل يجوز من وجهين :

 

الوجه الأول : أنها زوجته عليه الصلاة والسلام والزوجة مباحة لزوجها إلا ما استثناه الله ومما يجوز له أن يضمها أو يباشرها ولو من غير حائل

 

الوجه الثاني : أن جسم المرأة وهي جنب يكون طاهرا

كان يضمها حتى تزول عنه برودة الماء بحيث هي تأخذ من البرودة وهو  يأخذ من دفئها

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

( 98 ) بَابٌ فِي الْجُنُبِ يَنَامُ كَهَيْئَتِهِ لَا يَمَسُّ مَاءً

 

581 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يُجْنِبُ ثُمَّ يَنَامُ وَلَا يَمَسُّ مَاءً حَتَّى يَقُومَ بَعْدَ ذَلِكَ فَيَغْتَسِلَ»

صحيح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

من فوائد هذا الحديث :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

هذا الحديث طعن فيه بعض العلماء وقالوا إنه حديث ضعيف ومكمن الطعن فيه أن أبا إسحاق  مدلس وقد قال عن الأسود والمدلس إذا كان ثقة فإن حديثه لا يقبل إلا إذا صرح بالتحديث

فقال بعض العلماء  : إن هذا الحديث ضعيف باعتبار أن أبا إسحاق مدلس وهنا عنعن قال ن الأسود وبالتالي فإن الحديث تكون به على التدليس والتدليس يضعف الحديث

 

ولكن لو قال قائل : ما هو هذا التدليس ؟

 

التدليس : مأخوذ من الدلسة وهي الظلمة التي تسترالشيء كما يستر العيب في السلعة ، ولذلك بعض الناس ربما يدلس في سلعته يعني : يخفي عيبها هذا ما يسمى بالتدليس ومن غر بسلعة أخفي عيبها بجمال فإن له خيار التدليس بمعنى أن له الحق أن يرفض تلك البيعة وأن يأخذ ماله وله أن يبقي البيعة على ما هي عليه لكن له الحق أن يرد ذلك

 

هذا ما يسمى بخيار التدليس

 

وصوره توجد في هذا العصر :

 

ــ ربما يشتري الإنسان بيتا وبه شقوق عظيمة في الجدران فيأتي ويليس هذه الشقوق ويخفيها ويجملها فلما يراها المشتري إذا به يرى جدرانا طيبة نظيفة لكن متى يظهر عيبها ؟ بعد حين قليل من الزمن  ، هذا عيب

 

ــ بعض الناس ربما أن سيارته تخرج دخانا أزرق يقولون إذا أخرجت السيارة دخانا أزرق هذا يدل على أن هناك عيبا في ماكينتها بمعنى أنها تنقص زيتا ،هذا عيب ، بعض الناس يضع زيتا تقريبا اسمه  ” استب ” يضعونه فإذا أتى في السوق وشغل السيارة إذا بالسيارة لا تخرج شيئا ،  لا تخرج هذا الدخان الأزرق لكن لو أنه غير الزيت بزيت حقيقي خرج العيب  هذا تدليس

 

وهناك فرق بينه وبين العيب

العيب لم يستر

هذا عيب ستر

هنا له خيار التدليس

 

خلاصة القول :

أن التدليس هو ستر الشيء

 

ما هو التدليس في الإسناد ؟

التدليس أنواع  :

تدليس الإسناد

وتدليس التسوية

وتدليس الشيوخ

 

تدليس الإسناد  : ما هو ؟

أن يروي الراوي حديثا عن شيخه ولم يسمع هذا الحيدث من شيخه وإنما سمعه من شيخ آخر

تصور لو أن اسم هذا الراوي خالد  وله شيخان أحدهما زيد ، الآخر عمرو خالد هذا يسمع كثيرا من زيد أحاديث لكن هناك حديث لم يسمعه من زيد وإنا سمعه من شيخه عمرو فيقول :  عن زيد

زيد لم يقله يقول : عن زيد أو قال زيد أو فعل زيد

هو لم يقل  حدثنا أو حدثني او أخبرنا لقاله لكذب

 

لو قال حدثنا أو حدثني زيد هنا سيكون كذابا لكن هو يريد أن يدلس هو سمع الحديث لكن من شيخه عمرو لكن هو يريد أن يريد أن يجعل هذا الإسناد  إلى شيخه زيد

هذا هو التدليس في الإسناد

لماذا يقدم ؟

 

التدليس له أغراض كثيرة :

 

قد يكون زيد أوثق من عمرو مع أن عمرو ثقة

قد يكون هو راغب أن يكثر الرواية عن زيد أكثر من عمرو قد يكون لعلو السند حتى يقل الرواة

 

على كل حال التدليس له أغراض شتى

 

هذا هو تدليس الإسناد هو النوع الأول وهذا مذموم وأكثر من ذمه ” شعبة ” وقال إنه هو أخو الكذب بل روي عنه أنه قال ــ وهي كلمة قوية ــ قال : ” لأن أزني أحب إلي من أن أدلس “

مما يدل على فظاعة تدليس الإسناد عنده

وقد نقم على شعبة من أنه ذم التدليس ووقع فيه لكن ابن حجر نافح عنه وقال إنه ليس من أهل التدليس

هذا هو النوع الأول تدليس الإسناد

 

النوع الثاني : تدليس التسوية :

 

يصح أن يضاف تدليس التسوية إلى تدليس الإسناد

لكن الإفراد من باب حصر ذهن طالب العلم وحتى يعرف الفرق بين تدليس الإسناد وتدليس التسوية في الإسناد :

 

وصورته  :

 

أن يسمع حديثا عن شيخه وشيخه ثقة وشيخه الذي هو ثقة ما رواه عن ثقة رواه عن ضعيف ثم هذا الضعيف رواه عن ثقة

إذاً  هنا :

ثقتان  : شيخه ثقة  وبين الثقة الآخر ضعيف

فهو يسقط هذا الضعيف فيقول ــ لا يقول أخبرني أو حدثنتي لو قال ذلك وقع في الكذب ولا يكون من قبيل التدليس

هنا هو تدليس التسوية بمعنى أنه يجمل هذا الإسناد حتى إنه من يراه يقول : إسناد رواته ثقات

وهذا تدليس ذم أكثر من الأول    لم ؟

لأنه يجعل من ينظر في الإسناد  يجعله يصحح الحديث مباشرة ، لأنه أحيانا قد يكون الثقة الذي هو شيخه ليس بمدلس فلما يرون أن هذا الثقة رواه عن ذلك الثقة مع أن بينهما ضعيف هنا يؤخذ به

وهذا فيه جرم وبالتالي فإن هذا التدليس تدليس التسوية ذم أكثر من تدليس الإسناد

واكثر من أخذ به هو ( بقية بن الوليد )

ولذلك قال أبو مسفر قال  : أحاديث بقية ليست نقية فكن منها على تقية

 

من أغراض التدليس السابق :

أنه يريد أن يعلو بالإسناد وأن يعلو الإسناد إسنادا صحيحا

 

النوع الثالث : تدليس الشيوخ :

 

هولم يسقط أحدا ، هو  شيخه تصور شيخه مثلا اسمه زيد المكي وكنيته مثلا أبو عمرو فبدل أن يقول قال زيد المكي فيقول قال أبو عمرو المكي فينسبه إلى كنيته أو ينسبه إلى بلدته أو ينسبه إلى صفته لو كانت له صفة لو كان مثلا هذا زيد المكي له لحية بيضاء فيقول قال زيد ذو اللحية البيضاء كذا

هو لم يعمل شيئا

وهو أخف النوعين السابقين

 

لماذا يقدم على هذا ؟

من أجل أن يكثر شيوخه  ، أو قد يكون هذا الشيخ صغيرا في السن وهذا الطالب الراوي أكبر منه فلا يحب أن يروي عن الصغير أو يكون هذا الشيخ أكبر منه ، ولكن طال عمر هذا الشيخ فأتى طلاب صغار وقرءوا عليه فهو لا يحب أن يكون لديه أقران بهذا السن وهو قد روى أكثر منهم زمنا مع هذا الشيخ

 

والتدليس صنفه ابن حجر على خمس مراتب :

 

المرتبة الأولى  :

من يدلس نادرا بل أندر من النادر كـ ( يحيى بن سعيد )

النوع الثاني :

من قبل الأئمة تدليسه لقلة تدليسه القلة الكثيرة مع ثقته وإمامته كـ ( سفيان الثوري  ) ولذلك أخرج له أهل الصحيح أو من لا يدلس إلا عن ثقة كـ ( سفيان بن عيينة  )

المرتبة الثالثة :

من يدلس كثيرا ولكنه لا يقتصرعلى الثقات يدلس عن الثقات وعن غيرهم كـ ( أبي الزبير المكي  )

المرتبة الرابعة :

من يكون تدليسه كثيرا عن الضعفاء وقد اشتهر بهذا مثل بقية بن الوليد

المرتبة الخامسة :

من كان كذلك وهو ضعيف في نفسه كـ ( ابن لهيعة  )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ويعرف  التدليس :

إما بتصريح الشخص أنه مدلس كابن عيينة يصرح أنه مدلس أو أحد الأئمة يقول هذا مدلس

 

أما رواية المدلس هل تقبل أم لا ؟

 

قال بعض العلماء لا تقبل روايته أبدا ولو صرح بالتحديث لأن التدليس جرح ولا يقبل منه ولو صرح بالتحديث ولو كان ثقة

 

القول الثاني وهو الصواب :

أن من دلس وكان ثقة ثم صرح بالسماع كأن يقول حدثنا أو أخبرنا فإنه يقبل حديثه ولا يرد

كهذا الحديث الذي معنا

 

قال البيهقي رحمه الله : ” إن أبا إسحاق صرح بالتحديث عن الأسود هنا قال عن لكن في رواية أخرى قال حدثني الأسود “

وكذا قال النووي رحمه الله بصحة هذا الحديث وكما ذكر هنا عن الألباني رحمه الله

هذه فائدة عن التدليس

 

نحن نتحدث  في هذا الإسناد لكن لو أتى شخص آخر وتابعه شخص فنحن نحكم على هذا الحديث من ذلك المتابع الثقة من أنه صحيح ليس باعتبارهذا السند لكن هذا السند الذي معنا صرح أبو إسحاق أنه سمع من الأسود وبالتالي يكون صحيحا