شرح سنن الترمذي
الحديث ( 410 ) الجزء الثاني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري
302- باب [ ما جاء ] في التسبيح في أدبار الصلاة
410 – (( حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ الفُقَرَاءُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الأَغْنِيَاءَ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ أَمْوَالٌ يُعْتِقُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، قَالَ: ” فَإِذَا صَلَّيْتُمْ، فَقُولُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً، وَالحَمْدُ لِلَّهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً، وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّكُمْ تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَلَا يَسْبِقُكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ “)
حديث ضعيف الإسناد
قال : وَفِي البَابِ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وَأَنَسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” خَصْلَتَانِ لَا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ: يُسَبِّحُ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَيَحْمَدُهُ عَشْرًا، وَيُكَبِّرُهُ عَشْرًا، وَيُسَبِّحُ اللَّهَ عِنْدَ مَنَامِهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيَحْمَدُهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيُكَبِّرُهُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ ” ))
ضعيف الإسناد والتهليل عشرا فيه منكر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من فوائد هذا الحديث :
ــــــــــــــــــ
أن النص الوارد هنا أن يقال بعد الصلاة ” سبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله أكبر أربعا وثلاثين ” والتهليلة عشر مرات
والصواب :
أن التهليلة بهذا العدد لا تصح
وإنما الوارد عنه عليه الصلاة والسلام ما يلي :
التسبيح ثلاث وثلاثون
التحميد ثلاث وثلاثون
التكبير أربع وثلاثون
ولذا جاء عند مسلم : ” معقبات لا يخيب قائلهن دبر كل صلاة مكتوبة ” كما في حديث كعب بن عجرة
ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميد وأربع وثلاثون تكبيرة
الصيغة الثانية :
التسبيح ثلاثا وثلاثين والتحميد ثلاثا وثلاثين والتكبير ثلاثا وثلاثين
وختام المائة : ” لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير “
قال عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم : ( من قالها غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر )
الصيغة السابقة ثمرتها أنه لا يخيب قائلها
الصيغة الثالثة :
( ” فيسبح الله خمسا وعشرين وأن يحمده خمسا وعشرين وأن يكبره خمسا وعشرين وأن يقول لا إله إلا الله خمسا وعشرين “)
المجموع مائة يدل له ما جاء عند النسائي :
” أن رجلا أتاه آت في نمامه فقال أأمركم محمد أن تقولوا دبر كل صلاة سبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله أكبر أربعا وثلاثين قال نعم قال فاجعلوها خمسا وعشرين مع التهليلة “
فأخبر النبي عليه الصلاة والسلام بهذا فأقره
الصيغة الرابعة :
أن يقول :
( سبحان الله إحدى عشرة ـ الحمد لله إحدى عشرة ـ التكبيرة إحدى عشرة )
هذه سبق الحديث عنها ففهم سهيل بن أبي صالح كماعند مسلم هذا الأمر ولم يتابعه غيره وورد عند البزار من حديث ابن عمر لكنها ضعيفة
فدل هذا على أنها لا تقال
مع أن شيخ الإسلام ذكر في مجموع الفتاوى ذكر أنها من بين الصيغ
الصيغة الخامسة :
مما ورد :
أن يقول : ( سبحان الله عشرا والحمد لله عشرا والله أكبر عشرا )
هذه جاءت عند البخاري في رواية ورقة
ولكن قال ابن حجر : ” لم يتابع على ذلك ” ولكن ورد ما يؤيده في المسند والسنن وهو قوله عليه الصلاة والسلام وأشار الترمذي إلى ذلك :
( خصلتان أو خلتان أجرهن عظيم ومن يعمل بهن قليل قالوا : ما هن يارسول الله ؟ فقال : تسبحون الله دبركل صلاة عشرا وتحمدونه عشرا وتكبرونه عشرا )
الصيغة السادسة :
( التسبيح ثلاث وثلاثون والتحميد ثلاث وثلاثون والتكبير أربع وثلاثون إضافة إلى عشر تهليلات )
ولكن هذه الصيغة لا تصح
الصيغة السابعة :
جاء الإطلاق من دون تقيد بالمائة فتسع وتسعون جملة
سبحان الله ثلاثا وثلاثين
الحمد لله ثلاثا وثلاثين
الله اكبر ثلاثا وثلاثين
المجموع تسع وتسعون جملة
فعلى المسلم فيما صح أن ينوع مرة كذا ومرة كذا
لأن تنويع السنن له فوائد
من بين تلك الفوائد :
أولا : أنه يحي السنة
ثانيا : أنه يقتدي بالنبي عليه الصلاة والسلام
ثالثا : التسهيل على المكلف لأن بعضها قد يكون قليلا من حيث العدد كتسبيح الله عشرا والتحميد عشرا والتكبير عشرا
رابعا : استحضار القلب لمعاني هذه العبادة :
تصور لو أنه ينوع مرة ومرة إذا بالقلب حاضر لكن لو كان المعتاد عنده من حين ما يفرغ من الصلاة صيغة واحدة إذا بالقلب يكون منشغلا
لكن إذا فرغ من الصلاة إذا به يخطر بباله ماذا أقول ؟ تلك الصيغة أو تلك الصيغة أو تلك الصيغة هنا يكون القلب حاضرا
ومن الفوائد:
ــــــــــــ
أن ظاهر هذا الحديث يدل على أن هذا الذكر يقال بعد كل صلاة سواء كانت نفلا أو فرضا لعدم التقيد
يسبحون دبر كل صلاة ؟ أي صلاة صلاة نفل صلاة فرض ؟ هذا عام
وهذا لا نعمل به فهل ما نعمله عمل صحيح أو غير صحيح ؟
يسبحون دبر كل صلاة وفي رواية : ” خلف كل صلاة “ هذا مخصوص به الفرائض فقط لحديث كعب بن عجرة ” دبر كل صلاة مكتوبة ” فدل على أن هذا إنما يقال بعد الصلاة المكتوبة
ومن الفوائد :
ـــــــــــــ
لو أنه قال هذه الأذكار وهو يمشي من حين ما سلم خرج وقالها أتحسب له ؟
نعم تحسب له لأنه لم يكن هناك فاصل بينه وين قول هذه الأذكار لكن ينبغي للمسلم إذا لم يكن هناك داع ألا يقوم
وخصوصا كما قال بعض الفقهاء ولهم وجهة في هذا
أنهم يقولون : لو كان لدى الإنسان شغل فأراد أن ينصرف بعد انصراف إمامه عليه استحبابا ألا ينصرف إلا بعد أن يفرغ الإمام من قول أستغفر الله ثلاثا اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام
لماذا ؟
قالوا : لأنه ربما يتذكر أو يذكر الإمام بخطأ فيسجد للسهو أو تكون هناك فائتة من ركعة ونحوها فيقوم فيقولون يتأخر قليلا بمقدار الاستغفار ثلاثا وقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام