تعليقات على سنن الترمذي ( 91 ) حديث ( 410 ) الجزء الرابع

تعليقات على سنن الترمذي ( 91 ) حديث ( 410 ) الجزء الرابع

مشاهدات: 496

شرح سنن الترمذي

الحديث ( 410 ) الجزء الرابع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري

302- باب [ ما جاء ] في التسبيح في أدبار الصلاة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

410 – (( حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ الفُقَرَاءُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الأَغْنِيَاءَ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ أَمْوَالٌ يُعْتِقُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، قَالَ: ” فَإِذَا صَلَّيْتُمْ، فَقُولُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً، وَالحَمْدُ لِلَّهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً، وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّكُمْ تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَلَا يَسْبِقُكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ “)

حديث ضعيف الإسناد

قال :

(( وَفِي البَابِ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وَأَنَسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ  وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” خَصْلَتَانِ لَا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ: يُسَبِّحُ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَيَحْمَدُهُ عَشْرًا، وَيُكَبِّرُهُ عَشْرًا، وَيُسَبِّحُ اللَّهَ عِنْدَ مَنَامِهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيَحْمَدُهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيُكَبِّرُهُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ ” ))

 

ضعيف الإسناد والتهليل عشرا فيه منكر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من الفوائد :

ـــــــــــ

 

أن على العالم المسؤول أن يبين للسائل الطريقة المثلى التي يفوق بها غيره فإنه عليه الصلاة والسلام لما أتاه فقراء المهاجرين وشكوا إليه أمرهم وأمر الأغنياء لم يقل عليه الصلاة والسلام ما قلتم هو الحق فهم أفضل بل أرشدهم عليه الصلاة والسلام إلى عمل آخر يفوقون به الأغنياء

وهذا يدل على فضيلة النبي عليه الصلاة والسلام إذ أوتي حكمة من خلالها جعل الأغنياء فيما هم عليه جعلهم على فضلهم وأرشد هؤلاء إلى أن يأتوا بعبادة تفوق هؤلاء

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــ

 

أن التوفيق بيد الله وأن الفضل بيد الله فلقد سمع الأغنياء بنصيحة النبي عليه الصلاة والسلام للفقراء ففعلوا مثلما فعلوا من هذا الذكر فقال عليه الصلاة والسلام  : ” ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء  “

وهذا يدعو العبد إلى أن يعلق قلبه بالله إذا طلب فضله فهو الذي ييسر الأمر فكما أنه يسر الأمرالمتعلق بالآخرة لهؤلاء الأغنياء فجمعوا بين الفضلين هو قادر جل وعلا على أن ييسر لك فضله جل وعلا في الدنيا

 

ومن الفوائد:

ـــــــــــــ

 

أنها وردت جملة رجع فقراء المهاجرين إلى النبي عليه الصلاة والسلام

(( فقالوا : يارسول الله سمع إخواننا ففعلوا مثل فعلنا ))

هذه عند مسلم من قول أبي صالح

قال ابن حجر : هذه مرسلة لكن يمكن أن تؤيد ببعض الآثار الضعيفة كما قال رحمه الله

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــ

 

أن هذا الذكر الذي يقال بعد الصلاة عبادة قاصر نفعها على الشخص أم متعدي نفعها على غير الشخص  ؟

الذكر الذي يقال بعد الصلاة الذي أرشد النبي عليه الصلاة والسلام للفقراء قاصر بينما الإنفاق الذي يبذله هؤلاء الأغنياء متعد نفعه يصل إلى غير هؤلاء الأغنياء يصل إلى المحتاجين

 

فدل هذا على أن ما تقرر وما تقررهو مبني على الأغلب والأكثرية تقرر في الذهن أن العمل المتعدي نفعه أفضل من العمل القاصر نفعه على الشخص مطلقا وهذا ليس بصحيح

 

فإذاً  :

 

القاعدة  :

 

أن العبادة المتعدي نفعها أفضل لكن ليس على سيبل الإطلاق لكن قد يأتي بعض العبادات القاصر نفعها ويكون في ذلك خيرا   لم  ؟

لأنه عليه الصلاة والسلام قال :” ألا أدلكم على عمل تدركون به غيركم ولا يأتي أحد بأفضل مما جئتم به إلا من فعل مثل فعلكم “

فدل هذا على أن العبادة التي قصر نفعها قد تكون مفيدة وأنفع من العبادة المتعدي نفعها

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــ

 

أنه قال عليه الصلاة والسلام : ” تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم “ سبحان الله ! انظروا إلى فضل الله

هؤلاء أتوا من أجل أن يصلوا إلى درجة إخوانهم الأغنياء يريدون عملا لكي يتفقوا فيه مع إخوانهم الأغنياء في درجة فإذا بالفضل من الله عز وجل يأتي بما هو أعظم

 

وهذا إن دل يدل على أن الإدراك لا يكون بمساواة الشيء بل قد يكون بتحصيل ما يساوي الشيء ويفضل عليه كما هنا قال  : ( ( تدركون به من سبقكم ) )

 

 فالإدراك هنا ليس إدراك الفضيلة المتساوية معهم بل ماذا ؟

إذا بهم يتجاوزون هؤلاء الأغنياء

ومع هذا كله وفق الله الأغنياء وفعلوا مثلما فعل الفقراء فرجعوا إلى ما رجعوا إليه لكن سبحان الله ! هؤلاء الأغنياء لما فعلوا مثلما فعل هؤلاء الفقراء يعني كأنه قد يقال لم يدركوا شيئا أو لم يتحصلوا شيئا

نقول :

أدركوا أولا أنهم  أدركوا فضل هذا الذكر ولو شاركهم غيرهم من الأغنياء

الأمر الثاني :

أنه بهذا السؤال من الفقراء قد يصلون  إلى مرتبة الأغنياء بسبب أن هؤلاء الفقراء كانوا سببا في سؤال النبي عليه الصلاة والسلام فأظهر لهم فضيلة هذا الذكر فكانوا هم المتسببين

وقد قال عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها  ) إذاً لم يعدموا خيرا

 

كذلك النية فإنهم يتمنون أن تكون لهم أموال حتى يفعلوا مثلما يفعله الأغنياء