تعليقات على سنن الترمذي ( 96 ) حديث ( 413 ) الجزء الثاني

تعليقات على سنن الترمذي ( 96 ) حديث ( 413 ) الجزء الثاني

مشاهدات: 444

شرح سنن الترمذي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحديث ( 413) الجزء الثاني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري

 

305 – بَابُ مَا جَاءَ أَنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ الصَّلَاةُ

 

413 – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ  بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ الحَسَنِ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ المَدِينَةَ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا، قَالَ فَجَلَسْتُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي جَلِيسًا صَالِحًا، فَحَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ،

 فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ “

 

 وَفِي البَابِ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ،: «حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الوَجْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَدْ رَوَى بَعْضُ أَصْحَابِ الحَسَنِ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، غَيْرَ هَذَا الحَدِيثِ وَالمَشْهُورُ هُوَ قَبِيصَةُ بْنُ حُرَيْثٍ»

وَرُوِي عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوُ هَذَا

 

قال أبو عييسى :

حديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه

صحيح

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

من فوائد هذا الحديث :

ـــــــــــــــ

 

بيان فضل الصلاة وأن فضلها يكون بعد فضل التوحيد فإن المحاسبة أول ما تكون فيما هو من حقوق الله إنما تكون في أول الأمر في الصلاة

 

وهذا مما يؤكد ويقرر ويزيد رجحان من يقول إن تارك الصلاة تهاونا وكسلا يكون كافرا والمسألة هذه مرت معنا ومر معنا تفسيرها لكن هذا مما يقوي القول بكفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا

أما من تركها جحودا فهذا لا خلاف في كفره

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــ

 

تفاوت الأعمال :

فإن المحاسبة في الأعمال لما كانت متفاوتة في الأولوية دل على أنها تتفاضل ومر معنا حديث يدل على هذا

 

الدليل :

 

(( أن النبي عليه الصلاة والسلام سئل عن أفضل الأعمال ؟

قال : الصلاة على وقتها  ))

 

ومن الفوائد:

ــــــــــــ

 

على المسلم أن يحرص أن يستعد لما هو أمامه فإنه محاسب

 

والمحاسبة  :

من جعلها نصب عينيه زاد إيمانه وإذا زاد إيمانه حسن عمله ومن هذه الأعمال الصلاة فإنه إذا صار المسلم محاسبا لنفسه فإنه إذا دخل صلاته وأدى أعماله من بينها الصلاة فإنه يكون في صلاته في حال غير الحال الذي دخل به قبل الصلاة

ولذلك قال تعالى مبينا أهمية المحاسبة : ( ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ))

 

وقال عمر :  ” حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا “

 

وقال الحسن البصري : (( إنما خف الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا وإنما شق الحساب يوم القيامة على من أخذ هذا الأمر من غير محاسبة ” ))

لو حاسبنا أنفسنا لصلحت أعمالنا ومن بين هذه الأعمال الصلاة

 

وكما أن الصلاة هي أول ما يحاسب عنه العبد هي أسرع طريق للاستقامة على شرع الله

قال عليه الصلاة والسلام كما في السنن  قال : (( ” استقيموا ولن تحصوا ” ))

ويمكن أن يعجز الإنسان قال  : (( ” ولن تحصوا ” ))

 

ولذلك  :

قال في الحديث الآخر  ” سددوا وقاربوا ” يعني إن لم تصب بالسهم في ما تريد أن ترمي إليه وأن تصيبه فعلى أقل الأحوال قارب لأن من قارب سيسدد بإذن الله تعالى

 

فقال عليه الصلاة والسلام :

(( ” استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن “ ))

 

لأن الوضوء متعلق بالصلاة بل هو مفتاح الصلاة كما قال عليه الصلاة والسلام : (( ” مفتاح الصلاة الطهور ” ))

 

وقال عليه الصلاة والسلام :  (( الصلاة خير موضوع فاستكثروا منها ))

 

ولذا قال بعض السلف :

 

ونحن بحاجة إلى المحاسبة حقيقة ومحاسبة مستمرة في شأن الصلاة يمكن أن تمر بالإنسان موعظة أو تذكير لكن أين الاستمرارية

 

قال بعض السلف :” إذا أردت أن تعرف قدر دين الرجل عنده فانظر إلى حاله في الصلاة “

لأنه صلة بوابة خير عظيم

هي الفريضة الوحيدة التي شرعت في السماء ومن غير واسطة

فنحن بحاجة ماسة إلى المحاسبة ولاسيما في هذه الصلاة

 

ولذلك :

 

يقول شيخ الإسلام لما تحدث عن العشق والعشق عظم وكثر في هذا الزمن بسبب انفتاح الناس في وسائل التواصل قال رحمه الله في العشق  قال :

( ما يقع العشق إلا من ضعف دين المسلم في حين من أحيانه )

 

يعني  :

بمجرد ما يرى امرأة مثلا او شيئا يعجبه إذا به يقع فريسة  ، لم ؟

قال ما يقع إلا من ضعف في دينه

 

والدين يقوى بالتوحيد والصلاة

 

ولذلك يوسف عليه السلام كيف سلم بفضل من الله عز وجل من عشق امرأة العزيز ؟

بالتوحيد  ((كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)))

هذا هو التوحيد

أيضا الصلاة إذاً من يصلي وهو مفرط فيها يخشى عليه فكيف بمن لا يصلي ؟

 

أول ما تفقدون من أعمالكم الخشوع حتى لا تكاد ترى مصليا خاشعا

إذا فقد الخشوع الذي هو الأساس يفقد الخير ، وبالتالي يحاسب وإذا وجد الخشوع تكريم وفضل عند الله عز وجل