تعليقات على سنن ( النسائي ) ــ الدرس ( 46 ) حديث ( 448 ) جزء ( 5 )

تعليقات على سنن ( النسائي ) ــ الدرس ( 46 ) حديث ( 448 ) جزء ( 5 )

مشاهدات: 466

تعليقات على سنن ( النسائي  ) ــ الدرس ( 46 )

حديث ( 448 ) جزء ( 5 )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

أما بعد :

فقد قال المصنف رحمه الله :

[ كتاب الصلاة  ]

 ( فرض الصلاة وذكر اختلاف الناقلين في إسناد حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – واختلاف ألفاظهم فيه )

حديث رقم – 448-

( صحيح )  أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا هشام الدستوائي قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  

(أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا هشام الدستوائي قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  (  ثم فرضت علي خمسون صلاة فأتيت على موسى فقال ما صنعت قلت فرضت علي خمسون صلاة قال إني أعلم بالناس منك إني عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لن يطيقوا ذلك فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنك فرجعت إلى ربي فسألته أن يخفف عني فجعلها أربعين ثم رجعت إلى موسى عليه السلام فقال ما صنعت قلت جعلها أربعين فقال لي مثل مقالته الأولى فرجعت إلى ربي عز وجل فجعلها ثلاثين فأتيت على موسى عليه السلام فأخبرته فقال لي مثل مقالته الأولى فرجعت إلى ربي فجعلها عشرين ثم عشرة ثم خمسة فأتيت على موسى عليه السلام فقال لي مثل مقالته الأولى فقلت إني أستحي من ربي عز وجل أن أرجع إليه فنودي أن قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وأجزي بالحسنة عشر أمثالها  )

هذه الجمل المذكورة تقدم حديث عن بعض فوائدها ، ويضاف إلى ما سبق :

من الفوائد :

أن النص يجوز أن ينسخ قبل أن يتمكن المكلفون من العمل ، وهذه مسألة خلافية بين علماء الأصول ، فالنبي صلى الله عليه وسلم فرض عليه خمسون صلاة ، ومع ذلك ما عمل بالخمسين ولا بالأربعين ولا بالثلاثين ولا بالعشرة ، فنسخت قبل أن يتمكن النبي صلى الله عليه وسلم من فعلها ، فهذا ما يسمى عند الأصوليين بـ [ نسخ النص قبل تمكن المكلفين من الفعل أيجوز ذلك أم لا ؟ ]

ومن الفوائد :

أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن أن عدم الرجوع بعد فرضه عز وجل خمس صلوات أن سبب عدم الرجوع هو الحياء من الله عز وجل ، فحياء النبي صلى الله عليه وسلم من ربه منعه من أن يعود ، وليس هذا هو السبب الوحيد ، بل ما أتى في الجملة التي تليها من أن الخمس لا تقبل النسخ ، ولذا ( نودي أن قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي ) فإن هذه الخمس تخفيف ، فلعله لا وجه إلى أن تخفف أكثر من هذا ، وهي ولله الحمد ميسرة على من يسرها الله عز وجل عليه

ومن الفوائد :

قال ابن حجر رحمه الله ” إن قوله ( نودي أن قد أمضيت فريضتي ) فيه دلالة واضحة على أن الله عز وجل كلَّم الرسول صلى الله عليه وسلم من غير واسطة ، فنال الفضل الذي ناله موسى عليه السلام { وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً }النساء164 ، فكما أن موسى عليه السلام كلمه الله عز وجل من غير واسطة فكذلك رسولنا عليه الصلاة والسلام كما ذكر هنا .

ومن الفوائد :

لو قال قائل : لماذا فرضت الصلاة في السماء ؟ لمَ لمْ تفرض كغيرها من الفرائض الأخرى والنبي صلى الله عليه وسلم في الأرض ؟

الجواب عن هذا لأمرين :

الأمر الأول : لبيان فضل الصلاة ، وأنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، بل  فيه تأكيد لما قرر من أن تركها كفر ، ولذا كما قال عبد الله بن شقشق العقيلي رحمه الله كما عند الترمذي ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة )

الأمر الثاني : فيه تخفيف لأمر الصلاة في نفس النبي صلى الله عليه وسلم ، لم ؟

لأنه كما مر معنا مر على البيت المعمور وإذا بالملائكة يدخلون فيه ، ففي هذا تخفيف لأمر الصلاة من حيث الفعل ، فيكون فعلها سهلا ، لأنه يتسلى بغيره إذا رأى الملائكة ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام ( أطَّت السماء وحُقَّ لها أن تئط  ) يعني صار لها صوت شديد مثل ما يوضع الرحل المُحَمل على البعير يسمع له صوت ( أطَّت السماء وحُقَّ لها أن تئط  ، ما فيه موضع شبر إلا وملك ساجد أو قائم يصلي لله عز وجل )

فإذا رأى هؤلاء وكيف يتعبدون الله عز وجل بهذه الصلاة تسلى إذا فرضت عليه هذه الشعيرة العظيمة .

ومن الفوائد :

لو قال قائل : لماذا لم يعرج بالنبي صلى الله عليه وسلم مباشرة من مكة إلى السماء ؟ لماذا أتى إلى المسجد الأقصى ثم عرج به ؟

الجواب /

 قال ابن حجر رحمه الله ” من أجل أن يظهر الله عز وجل الصادق من الجاحد ” لأنه لو عرج به إلى السماء من مكة مباشرة لكُذِّب وسهل تكذيبه ، لكن حينما يخبر أنه أسري به إلى بيت المقدس ، ثم يكُذب فيصف لهم المسجد الأقصى ولم يسبق له أن ذهب إليه ، وما ذهب من أجل أن يصفه ، وفي ذهابه كان بالليل ولم يكن المسجد مضاءً بكهرباء ولا بإنارة ، فكونه يخبرهم بدقائق ما في المسجد الأقصى وقد ذهب إليه بعضهم ، فيه تأكيد لصدق الصادق وجحود الجاحد ، فإن إخباره عليه الصلاة والسلام لهم بدقائق تفاصيل المسجد الأقصى فيه حجة عليهم .

ومن الفوائد :

أن ما عليه جمهور السلف أن الإسراء والمعراج حصل مرة واحدة ، ببدن وروح النبي عليه الصلاة والسلام ، يقظة وليس مناما ، ولذا قال ابن القيم رحمه الله ” كيف

ساغ لمن قال إن الإسراء حصل أكثر من مرة ، كيف ساغ لهم أن يجوزوا أن الصلوات فرضت أكثر من مرة ” فهي ما فرضت إلا مرة واحدة ، لو قيل بتعدد الإسراء لحصل تكرار لفرضية هذه الصلاة .

وأما كون الإسراء بروحه وبدنه ، فلأن الله عز وجل قال{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى }الإسراء1 ، وكلمة ( العبد ) تطلق على الروح والبدن ، ففيه تضعيف لقول من يقول بأنه عرج به بروحه وأما جسده فباقي ، فقالوا هذا لا يمانع فيه ، لأنه قد يكون من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم أن تعرج روحه ويبقى بدنه .

ولكن الصواب أن هذا حصل بروحه وبدنه معاً .

وأما كونه يقظة وليس بمنام : ففيه رد على من قال إنه أسري به مناما ، ولذا قال ابن قدامة رحمه الله في ” لمعة الاعتقاد ” قال رحمه الله ( لو كان مناما لما أنكرته وأكبرته قريش ) لأن النائم يرى أعظم من هذا ، فدل على أنه يقظة .

ومن الفوائد :

أنه في إحدى الروايات عند البخاري ( أن سقف بيته قبل أن يعرج به فتح ) قالوا فيه إشارة إلى أنه سيعرج به إلى السماء وأن صدره سيشق .

وكل هذه كما أسلفنا توطئة لما سيراه ، ولذا شُقَّ صدره كما أسلفنا ( ثلاث مرات ) وقد ثبت عند الطبراني – كما قال ابن حجر رحمه الله – ( أن الأنبياء قبله قد شقت صدورهم ) .

ومن الفوائد :

أنه في رواية ( أنه كان نائما في بيت أم هانئ )

وفي رواية ( كان نائما في بيته )

وفي رواية ( كان عند الكعبة )

وفي رواية ( أنه كان عند الحجر ) وهو البناء المقوس شمال الكعبة ، ويسمونه الناس ( حجر إسماعيل ) ولا علاقة لإسماعيل عليه السلام به البتة ، وإنما يقال ( حِجر )

فكيف التوفيق بين هذه الروايات ؟

التوفيق بين هذه الروايات : أنه كان في بيت أم هانئ ، ونُسب البيت إليه لأنه كان يسكنه ويبيت فيه ، وأن الملك أتى به عند الكعبة ، ثم حصل ما حصل عند الحِجر وفي رواية ( عند الحطيم ) والمقصود به الحِجر ، فأسري به ، وأتي بالبراق كما جاء عند الترمذي ( مُسْرَجاً ، فلما ركبه عليه الصلاة والسلام ارفض عرقا ، فقال جبريل اسكنْ فوالله ما ركبك أحد أفضل منه ، فهدأ )

وهذا البراق سخر للأنبياء قبل النبي صلى الله عليه وسلم ، قال ابن حجر رحمه الله ” لآثار يقوي بعضها بعضا ”

لو قال قائل : لماذا أتي بالبراق ؟ لماذا لم يؤت بفرس أو جمل ؟

الجواب / قالوا لأمرين :

أولا : كي يشعر أنه في حالة سلم لا في حالة حرب، لأنه في الغالب في حالة الحرب تستخدم الجمال والخيول .

ثانيا : لأن البراق ليس بذلك الحيوان السريع في الجري ، ومع ذلك كان سريعا من باب أن تكون هناك خوارق للعادة بحيث جرى من هذا الحيوان سرعة لم يعهد منه أنه يسرعها .

 

ومن الفوائد :

أن ما جاء أنه صلى الله عليه وسلم ( صلى في بيت لحم أو في سيناء ) أنه لا صحة له

ومن الفوائد :

قال ابن حجر رحمه الله “ أن ما جاء من صفات البراق بأن له خدا كخد الإنسان ، وأن له ذنبا كذنب البقر ، وأن صدره من ياقوته حمراء ، وأنه لا يمر بشيء إلا أحياه ” هذه لا دليل عليها .

ومن الفوائد :

أنه ثبت (  أن البراق لما وصل إلى المسجد قام جبريل بأصبعه فخرق في الصخرة فربط البراق به ) وفي هذا دليل لما قاله ابن كثير رحمه الله ” من أن المعراج لم يكن بالبراق وإنما كان على المعراج الذي هو السُلم “

ومن الفوائد :

أنه عليه الصلاة والسلام لما وصل المسجد ( خُيَّر بين إناءين خمر ولبن ، فاختار اللبن ، فقال جبريل الحمد لله الذي هداك للفطرة )

ولذلك اللبن حلو المذاق سلس الهضم ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام ( ليس هناك شيء يغني عن الطعام والشراب سوى اللبن ) وثبت عند أبي داود ( أنه عليه الصلاة والسلام إذا أكل طعاما قال ” اللهم ارزقنا خيرا منه ، وإذا شرب اللبن قال اللهم  بارك لنا فيه وزدنا منه ) وجاء عند البزار

( أن اللبن في المنام فطرة ) فإذا رأى الإنسان في منامه اللبن أو الحليب فهو دلالة على سلامة الفطرة ، ولذلك أوَّل النبي عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري ( أوَّل شربه اللبن حتى كاد أن يخرج من أظفاره وأعطى الفضلة عمر ، أوَّل هذا المنام بأن اللبن هو العلم )

بينما الخمر ثبت عند الطبراني وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( هي أم الخبائث ، من شربها وقع على أمه وخالته وعمته )

ومن الفوائد

أن لما نزل عليه الصلاة والسلام ( نزل معه الأنبياء فصلى بهم صلاة الفجر ) كما قال ابن كثير رحمه الله ، وفي هذا دليل على أن الأمم يجب عليها أن تتبعه ، لأن أنبياءهم اتبعوه في الصلاة ، وكان إماما لهم ، فعلى أتباعهم ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أن يتبعه ويصدقه .

ومن الفوائد :

أنه بسبب هذه القصة – كما قال بعض العلماء – بسببها نزل اسم ( الصدِّيق ) وصفا لأبي بكر رضي الله عنه ، كما جاء في مستدرك الحاكم ، قال علي رضي الله عنه ( والله ما نزل الصدِّيق إلا من السماء ) ولذلك لما رجع عليه الصلاة والسلام قابله أبو جهل ، قال ما عندك يا محمد ؟ قال صلى الله عليه وسلم ” أسري بي هذه الليلة إلى المسجد الأقصى فضحك مستهزئا وقال إن الجمال تقطعها شهرا ذهابا وشهرا إيابا ؟! ، فكيف يكون هذا ، فاتخذها فرصة لكي يشكك في أمر النبي صلى الله عليه وسلم عند صاحبه أبي بكر رضي الله عنه ، فلما أتى إليه يريد بذلك أن يقطع أواصل العلاقة بينهما وأخبره بالخبر ، قال ( أوقد قال ؟ قال نعم ، قال فإن قال قد قال فقد صدق ) قالوا كيف تصدقه بهذا والجمال تقطعها شهرا ذهابا وشهرا إيابا ؟! قال ( إني أصدقه في أعظم من ذلك ، أصدقه بخبر السماء يأتي غدوة وعشية )

ولذا قال الطحاوي رحمه الله في مشكل الآثار ” كيف كان أبو بكر رضي الله عنه صديقا ؟ ” مع أن الصحابة رضي الله عنهم كلهم يشاركونه في تصديق النبي صلى الله عليه وسلم ؟

قال رحمه الله لأنه كان أسرعهم تصديقا”

ولذا يقول ابن كثير رحمه الله  أنهم طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصفوا البيت – كما جاءت بذلك الرواية الأخرى – فجلَّى الله عز وجل له البيت فوصفه لهم وصفا دقيقا ، ولكن هم يعلمون أنه ما ذهب وما أتاه هذا الوصف إلا من العليم الخبير ، فآمن بعضهم وبعضهم كذَّب ، إلى درجة أن النبي صلى الله عليه وسلم ( أخبر أنه رأى شجرة الزقوم ) كما عند البخاري فتهكَّم أبو جهل – كما جاء في المسند – وقال ( هاتوا تمرا وزبدا ، فلا نعلم الزقوم غير هذا )

وقد قال ابن كثير رحمه الله ” ما روي أن

( أبا بكر رضي الله عنه هو الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يصف المسجد الأقصى )

قال هذا حديث منكر لا يصح ، إنما الذي سأله هم الكفار  .

وقد أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم – كما في المسند – قال ( مررت على قوم من بني فلان وهم قادمون إلى مكة ، وقد أضلوا بعيرا لهم ، ويتقدمهم جمل عليه غرارتان ) يعني رايتان ( سوداوان، يقدمون عليكم في يوم كذا وكذا ) فلما جاء ذلك اليوم أتى أولئك القوم ويتقدمهم ذلك الجمل ، ولكن مع ذلك منهم من آمن ، ومنهم من سخر ما بين مصفق ومصفر ، ولذا قال عز وجل { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ }الإسراء60 ،

والنبي صلى الله عليه وسلم ” رأى الجنة بل دخل فيها ”

ورأى نهر الكوثر حافتاه من الدُّر المجوف ، وطينه مسك أذفر ، يعني من أجود أنواع الطيب .

ورأى قصرا لعمر رضي الله عنه عنده امرأة تتوضأ .

ورأى في النارشجرة الزقوم “

ورأى ” عاقر الناقة ” التي عقر ناقة صالح عليه السلام ، قال ( وهو أحمر أزرق جدا ) رآه في النار .

ورأى – كما جاء عند أبي داود ( رأى قوما يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفار من نحاس ، فسأل عنهم ؟ فقيل هؤلاء الذين يغتابون الناس فيأكلون لحومهم )

ورأى – كما جاء عند ابن حبان ( رأى قوما تقرض شفاههم بمقاريض من نار ، فسأل عنهم ؟ فقيل هؤلاء خطباء أمتك يقولون ما لا يفعلون ، ويأمرون بالبر وينسون أنفسهم )  .

وجاء عند البيهقي بإسناد قال عنه ابن كثير رحمه الله ” لا بأس به ” أنه صلى الله عليه وسلم ( شم رائحة طيبة زكية ، وهي أثر من آثار جلد ماشطة بنت فرعون ) بنت فرعون لها ماشطة تمشط شعرها ، فسقط المشط منها ، فقالت الماشطة ” بسم الله ” فقالت البنت أبي ؟ قالت : لا ، بل هو ربي وربك ورب أبيك ، فأخبرت أباها ، فقال أولك رب غيري ؟ قالت نعم ، ربي وربك الله  ، فأمر ببقرة من نحاس قد أحمي عليها في النار فأمر أن تقذف فيها هي وأبناؤها ، قالت إني أريد منك أن تجمع عظامي وعظام بني في مكان واحد ، قال لك ذلك لما لك علينا من الحق )

فكافأها الله عز وجل لما صبرت بأن صدرت منها رائحة طيبة .

وقد أعطي النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة أشياء ، ولعلها تأتي في الحديث الذي يليه .