بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .
أما بعد :
فقد قال المصنف رحمه الله :
[ ذكر ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنعه إذا حاضت إحدى نسائه ]
حديث رقم 375-
( منكر ) أخبرنا هناد بن السري عن بن عياش وهو أبو بكر عن صدقة بن سعيد ثم ذكر كلمة معناها حدثنا جميع بن عمير قال دخلت على عائشة مع أمي وخالتي فسألتاها : كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع إذا حاضت إحداكن ؟
قالت : كان يأمرنا إذا حاضت إحدانا أن تتزر بإزار واسع ثم يلتزم صدرها وثدييها )
( من الفوائد )
هذا الحديث لا يصح ، وإذا كان غير صحيح فإنه لا يعول عليه في ذكر فوائد ، وإن كانت بعض جمله قد جاءت في أحاديث أخرى صحيحة ، وقد مر معنا في السنن الأخرى طرفا منها .
! ! ! ! ! ! !
حديث رقم – 376-
( صحيح ) أخبرنا الحرث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن بن وهب عن يونس والليث عن بن شهاب عن حبيب مولى عروة عن بدية وكان الليث يقول ندبة مولاة ميمونة عن ميمونة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر المرأة من نسائه وهي حائض إذا كان عليها إزار يبلغ أنصاف الفخذين والركبتين في حديث الليث تحتجز به )
( ومن الفوائد )
أن المرأة الحائض طاهرة ، خلافا لما كان يصنعه اليهود ، فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم وبين أن بدنها طاهر ، إذ لو لم يكن طاهراً لما باشر الرسول صلى الله عليه وسلم نساءه وهن حِيَّض .
( ومن الفوائد )
أن ميمونة رضي الله عنها ذكرت أنصاف الفخذين وذكرت الركبتين ، فلعلها أرادت في بعض الأحيان يكون عليها إزار يصل إلى أنصاف الفخذين ومرة يصل إلى الركبتين .
( ومن الفوائد )
أن الأفضل ألا يباشر الرجل زوجته وهي حائض إلا فيما دون الركبتين وأعلى السُّرة ، لأن ما دون السرة وما فوق الركبة يوشك الإنسان أن يقع فيما حرم الله عز وجل إما في الدبر وإما في القُبل الذي هو مصدر الدم ، وليس هذا على سبيل التحريم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند مسلم ( اصنعوا كل شيء إلا النكاح ) يعني إلا الجماع ، فإذا اتقى الدبر والفرج حال الحيض فإن له أن يستمتع بزوجته في أي جزء من بدنها .
( ومن الفوائد )
بيان فضل نساء النبي صلى الله عليه وسلم إذ يخبرن الأمة عما قد يخفى عليهم مما لا يطلع عليه إلا هن ، فتبَّا وقبحاً لأولئك الرافضة الذين يتقربون بزعمهم يتقربون إلى الله عز وجل بسب نساء النبي صلى الله عليه وسلم .
( ومن الفوائد )
بيان ما كان عليه بيت النبي صلى الله عليه وسلم من شظف العيش ، فليس عندهن من اللباس العدد الكثير ، ولذلك لما أثقلن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن النفقة خيرهن { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً{28} وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً{29}، وقد اخترن رضي الله عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم والدار الآخرة ، فأكرمهن الله عز وجل بألا يتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم عليهن {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً }الأحزاب52 .
! ! ! ! ! ! !
[ باب مؤاكلة الحائض والشُّرب من سؤرها ]
حديث رقم – 377-
( صحيح ) أخبرنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف قال أنبأنا يزيد بن المقدام بن شريح بن هانئ عن أبيه شريح أنه سأل عائشة : هل تأكل المرأة مع زوجها وهي طامث قالت نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوني فآكل معه وأنا عارك كان يأخذ العرق فيقسم علي فيه فاعترق منه ثم أضعه فيأخذه فيعترق منه ويضع فمه حيث وضعت فمي من العرق ويدعو بالشراب فيقسم علي فيه من قبل أن يشرب منه فآخذه فأشرب منه ثم أضعه فيأخذه فيشرب منه ويضع فمه حيث وضعت فمي من القدح )
( من الفوائد )
أن فيه دلالة على طهارة المرأة الحائض .
( ومن الفوائد )
حسن معاشرة النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته إذ كانت عائشة رضي الله عنها تأخذ العظم وتأكل منه فيأكل من حيث أكلت منه ، وكذلك الشأن في الشرب ، وهذا من ملاطفته ومداعبته صلوات ربي وسلامه عليه .
( ومن الفوائد )
أن تقبيل الرجل لزوجته عن طريق الفم لا بأس بذلك ، وكذلك لو مصَّ لسانها فلا بأس بذلك ، سواء كانت طاهرة أو كانت حائضا .
( ومن الفوائد )
أن ريق الآدمي طاهر .
( ومن الفوائد )
أن الحيض له أسماء ، من بينها ( الطمث – والعراك )
( ومن الفوائد )
أن فيه تنبيها لأولئك النفر الذين اتخذوا عادة من العادة أنهم يرون من القبح العظيم ” أن تبدأ المرأة قبل الرجل في الطعام ” فيرون من الجُرم إذا قدِّم الطعام أن تتقدم المرأة على زوجها في الأكل ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ترك عائشة تتعرك العظم قبله ، وشربت من الإناء قبله .
! ! ! ! ! ! !
حديث رقم – 378-
( صحيح ) أخبرني أيوب بن محمد الوزان قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن الأعمش عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع فاه على الموضع الذي أشرب منه ويشرب من فضل شرابي وأنا حائض )
! ! ! ! ! ! !
[ الانتفاع بفضل الحائض ]
حديث رقم – 379-
( صحيح ) أخبرنا محمد بن منصور قال حدثنا سفيان عن مسعر عن المقدام بن شريح عن أبيه قال سمعت عائشة تقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يناولني الإناء فأشرب منه وأنا حائض ثم أعطيه فيتحرى موضع فمي فيضعه على فيه )
! ! ! ! ! ! !
حديث رقم – 380-
( صحيح ) أخبرنا محمود بن غيلان قال حدثنا وكيع قال حدثنا مسعر وسفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت : كنت أشرب من القدح وأنا حائض فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في فيشرب منه وأتعرق من العرق وأنا حائض فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في )
( ومن الفوائد )
أن ( التعرق ) هو أخذ اللحم الذي يكون على العظم بأطراف الأسنان ، ويسمى ( بالنهس ) ومن ثمَّ فإن بعض عادات الناس يرون أن هذا من القبيح أن يحمل الإنسان عظما أثناء الطعام فيأكله ظنا منه أن هذا يشبه حال البهائم ، وهذا موجود في عرف بعض الناس ، وهذا ليس بصحيح فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع العظم وكان يأكل منه عليه الصلاة والسلام .
( ومن الفوائد )
أن الإنسان في هذا العصر يحمد الله عز وجل على ما أنعم الله به عليه من كثرة وتنوع الأكل ، فإن العَرْق وهو العظم كان النبي صلى الله عليه وسلم يتقاسمه مع عائشة رضي الله عنها ، فإذا رأى الإنسان هذه النعم التي تقدم بين يديه وقد اختلطت صنوفها وأشكالها وأنواعها ويرى نفسه في طاعة الله عز وجل أنه مقصر يجب عليه أن يحذر ، لأن النعمة إذا ما ساقت صاحبها إلى التقرب إلى الله عز وجل وإلا كانت وبالاً عليه ، ومع هذه الكثرة نجد أن كثيراً من الناس – وللأسف – لا يقنع بما لديه ، مع أن الله عز وجل قد منحه ووهبه ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ( يستعيذ من نفس لا تشبع ) لأن النفس إذا وقعت في ملاذ الدنيا طلبت الزيادة ، بل قد يبيع الإنسان – وللأسف- دينه من أجل لذة فانية فائتة .
! ! ! ! ! ! !
[ باب الرَّجل يقرأ القرآن ورأسه في حجر امرأته وهي حائض ]
حديث رقم – 381-
( حسن ) أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن حجر واللفظ له قالا حدثنا سفيان عن منصور عن أمه عن عائشة قالت : كان رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجر إحدانا وهي حائض وهو يقرأ القرآن )
من الفوائد :
أن قراءة القرآن قرب الأماكن النجسة ليس بمحرم ، لأنه رأسه صلوات ربي وسلامه عليه إذا كان في حجر عائشة رضي الله عنها وهي حائض ينزل معها الدم ورأسه قريب من موضع الدم ، بل نصَّ الفقهاء على أن [ قراءة القرآن تجوز ولو كان من متنجس الفم ] قد يتنجس فم الإنسان لأمر ما فيقولون لا يمنع من قراءة القرآن .
ومن الفوائد :
أن ( الحاء ) في كلمة ( حِجر ) يجوز فتحها وكسرها، يصح ( حِجر ) ويصح ( حَجر ) .
ومن الفوائد :
بيان ما كان عليه صلوات ربي وسلامه عليه من حرصه على قراءة القرآن ، وهذه الحال تشهد بهذا .
ومن الفوائد :
أن على المسلم ولاسيما حافظ القرآن ألا يدع وقتا من الأوقات يمر عليه دون أن يقرأ ، لأن الله عز وجل قد أكرمه بحفظ القرآن ما لم يعطه غيره ، فيقرأه في جميع الأحوال ، وفي وضع رأسه صلوات ربي وسلامه عليه في حجر عائشة رضي الله عنها يدل على أن قراءة القرآن لا يلزم أن يكون الإنسان فيها جالساً متهيئاً ، فلو قرأ مضطجعا أو قائماً أو قاعداً ، فإنه يحقق قول الله عز وجل {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ }آل عمران191 .
ومن الفوائد :
قال بعض العلماء : إن الحائض لا تقرأ شيئا من القرآن ، وعلى قولهم هذا فإن سماعها للقرآن ليس بمحرم ، لأنها كانت تسمع والرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ ، وفيما يظهر لي أن الجنب كذلك ، فالجنب على القول الراجح يمنع من قراءة القرآن ، لكن لو أراد أن يستمع فإنه لا حرج في ذلك .
! ! ! ! ! ! !
[ باب سقوط الصلاة عن الحائض ]
حديث رقم – 382-
( صحيح ) أخبرنا عمرو بن زرارة قال أنبأنا إسماعيل عن أيوب عن أبي قلابة عن معاذة العدوية قالت سألت امرأة عائشة أتقضي الحائض الصلاة فقالت : أحرورية أنت قد كنا نحيض عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا نقضي ولا نؤمر بقضاء )
من الفوائد :
أن الخوارج قد ضلوا وأضلوا ، ومن بين ضلالاتهم أنهم كانوا يأمرون المرأة الحائض بقضاء الصوم وقضاء الصلاة ،ولذلك أنكرت عائشة رضي الله عنها على معاذة فقالت ( أحرورية أنت ؟!) نسبة إلى [ حروراء ] وهي بلدة قريبة من العراق ، أول ما خرج الخوارج خرجوا منها على علي رضي الله عنه .
ومن الفوائد :
أن الصلاة والصيام حال الحيض يحرمان على الحائض والنفساء ولا يصحان .
ومن الفوائد :
أن فيه أعظم الحكم في أوامر الشرع ، فإن عائشة رضي الله عنها ردت هذه المرأة إلى أعلى الحكم وهي إتباع الشرع ، فإنها تستفهم لماذا تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟
فلم تعلل لها عائشة رضي الله عنها بعلل ، وإنما عللت بعلة هي أعظم العلل ، ولذلك إذا لم تعرف حكمة أمر أو حكمة نهي فقل هذا أمر الشرع والدليل حديث عائشة رضي الله عنها .
وقد ذكر العلماء : أن من بين العلل في كون المرأة الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة : قالوا لأن الصوم لا يتكرر فيشق على المرأة ، بينما الصلاة تتكرر ، فلو ألزمت المرأة بقضاء الصلاة مع تكرر الصلاة لكانت هناك مشقة عليها .
! ! ! ! ! ! !
[ باب استخدام الحائض ]
حديث رقم – 383-
( صحيح ) أخبرنا محمد بن المثنى قال حدثنا يحيى بن سعيد عن يزيد بن كيسان قال حدثني أبو حازم قال قال أبو هريرة : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ قال يا عائشة ناوليني الثوب فقالت إني لا أصلي فقال إنه ليس في يدك فناولته )
( من الفوائد )
أن الحيض لا يسري على بدن المرأة وإنما هو في موضعه الذي يخرج منه ، وهذا يدل على أن الإنسان لو أدخله توهمه وعقله في النصوص الشرعية لتبادر إلى ذهنه أن المرأة الحائض نجسة ، ولذلك عائشة رضي الله عنها توهمت شيئا من هذا ، من أنه لا يجوز لها أن تدخل المسجد عبوراً .
! ! ! ! ! ! !
حديث رقم – 384-
( صحيح ) أخبرنا قتيبة عن عبيدة عن الأعمش ح وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا جرير عن الأعمش عن ثابت بن عبيد عن القاسم بن محمد قال قالت عائشة قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ناوليني الخمرة من المسجد فقلت إني حائض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست حيضتك في يدك )
( من الفوائد )
أن ( الخمرة ) صنعت من الحصير تسع وجه المصلي وكفيه ، وهذا يدل على أن الحائل المنفصل عن المصلي لا بأس به ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ( صلى على حصير ) و ( صلى على الخمرة ) .
( من الفوائد )
أنه قال في الحديث السابق ( ناوليني الثوب ) وقال هنا ( ناوليني الخمرة ) فإما أن تكون قصة متحدة فيطلق على الخُمْرة بأنها ثوب ، وإما أن تكون قصة أخرى .
( من الفوائد )
أن بعض العلماء : أخذ منه أن المرأة الحائض لها أن تعبر المسجد ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن تناوله عائشة رضي الله عنها الخمرة من المسجد وهذا ما عليه كثير من الأئمة ، فكلمة ( من المسجد ) هل هي متعلقة بقوله عليه الصلاة والسلام ( قال ) أو بقوله ( ناوليني ) ؟
فإن كانت كلمة من المسجد مرتبطة بقوله ( ناوليني ) فحينها يكون ما ذهب إليه كثير من الأئمة هو الصواب ، يعني تكون المناولة من المسجد ، بمعنى أنها تدخل المسجد ثم تناوله عليه الصلاة والسلام .
لكن لو كانت كلمة ( من المسجد ) متعلقة بقوله ( قال) فيكون المعنى – وهذا ما ذهب إليه بعض العلماء من نهي المرأة الحائض من الدخول إلى المسجد – يكون المعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وطلب منها وهي خارج المسجد أن تناوله الخمرة دون أن تدخل .
! ! ! ! ! ! !
[ بسطُ الحائضِ الخمرةَ في المسجدِ ]
حديث رقم – 385 –
(حسن ) أخبرنا محمد بن منصور عن سفيان عن منبوذ عن أمه أن ميمونة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع رأسه في حجر إحدانا فيتلو القرآن وهي حائض وتقوم إحدانا بخمرته إلى المسجد فتبسطها وهي حائض )
( من الفوائد )
أن فيه دلالة ظاهرة- كما بوَّب المصنف رحمه الله – من أن المرأة الحائض لها أن تدخل المسجد للمرور أو لوضع شيء من الأشياء .
بينما من لا يرى جواز ذلك يقول لا يبعد أن تبسط إحداهن الخمرة في المسجد وهي خارج المسجد ، ولكن هذا بعيد .
( من الفوائد )
أن المرأة الحائض طاهرة ، ومما يدل على طهارتها أن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن في حِجر إحداهن وهي حائض .
$$$$$$$$
[ باب ترجيل الحائض رأس زوجها وهو معتكف في المسجد ]
حديث رقم – 386-
( صحيح ) أخبرنا نصر بن علي قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها : كانت ترجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حائض وهو معتكف فيناولها رأسه وهي في حجرتها )
( من الفوائد )
أن ترجيل الشعر المراد ” تسريحه ” وهذا يدل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على النظافة ، ولذلك ما يجنح إليه بعض الفقهاء من أن ” المعتكف يبقى على ما هو عليه على ثيابه حتى يخرج بها إلى صلاة العيد وهي منتنة ” فإن هذا خلاف السنة .
( من الفوائد )
أن هناك فوة ما بين حجرته صلى الله عليه وسلم وبين المسجد ، وإلا لما تمكن من إخراج رأسه .
( من الفوائد )
أن الاعتكاف لا يصح إلا في المسجد ، حتى ولو كان بيت الإنسان قريبا ، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان بيته قريبا ومع ذلك ما اعتكف إلا في المسجد ، ولذا قال تعالى { وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ }البقرة187.
( من الفوائد )
أن المعتكف إذا أخرج بعض بدنه لا يضر باعتكافه إلا إذا أخرج قدميه – كما قال ذلك ابن حجر رحمه الله – فإذا خرج وكان قدماه خارج المسجد فقد صدق عليه أنه خرج ، أما إذا أخرج ما عدا القديمين كأن يخرج رأسه أو يخرج يده فإنه لا ينقطع اعتكافه ، لأن المعول عليه هي القدم لأنها هي آلة السير .
$$$$$$$$
[ غسل الحائض رأس زوجها ]
حديث رقم – 387-
( صحيح ) أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى قال حدثني سفيان قال حدثني منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدني إلي رأسه وهو معتكف فأغسله وأنا حائض )
من الفوائد :
أن الترجيل ليس هو التسريح فقط ، وإنما هو تسريح مع إدهان ، وقد قال ابن حجر رحمه الله في الفتح ” إن الترجيل قد يصدق بوضع الماء على الشعر ” ولعل هذا الحديث يؤيد ما ذكره رحمه الله ، مع أنه لم يذكره ، لكن غسلها رضي الله عنها لشعر رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على أن الترجيل كان بالماء ، أو يكون مرة بالماء ومرة بالدُّهن .
$$$$$$$$
حديث رقم – 388-
( صحيح ) أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى قال حدثني سفيان قال حدثني منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدني إلي رأسه وهو معتكف فأغسله وأنا حائض )
$$$$$$$$
حديث رقم – 389-
( صحيح ) أخبرنا قتيبة عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : كنت أرجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض )
( من الفوائد )
أن المرأة عليها أن تعاشر زوجها بالمعروف ، ومن المعاشرة أن تقوم بخدمته ، ومن خدمته أن تقوم على أموره التي يحصل بها تنظيف بدنه ، خلافا لما ذهب إليه بعض فقهاء الحنابلة من أن المرأة لا تلزم بخدمة زوجها ، فعلى رأيهم هذا لو أنه قال لها ” قومي فاحضري لي ماء ” فلا يلزمها لأن العقد الذي بينهما عقد معاوضة على الجماع ، أما ما زاد على ذلك فلا تلزم ، ولكن هذا القول ضعيف ، لأن هذا ليس من المعاشرة بالمعروف ، قال تعالى { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ }النساء19 { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ }البقرة228، والصحابيات رضي الله عنهن كن يخدمن أزواجهن .