تعليقات على سنن ( النسائي )ـ الدرس الحادي والعشرون من حديث ( 363 ) حتى ( 369 )

تعليقات على سنن ( النسائي )ـ الدرس الحادي والعشرون من حديث ( 363 ) حتى ( 369 )

مشاهدات: 434

تعليقات على سنن ( النسائي  )ـ الدرس الحادي والعشرون

من حديث ( 363 ) حتى ( 369 )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

أما بعد :

حديث رقم – 363-

 ( حسن صحيح ) وأخبرنا محمد بن المثنى قال حدثنا بن أبي عدي من حفظه قال حدثنا محمد بن عمرو عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن فاطمة بنت أبي حبيش كانت تستحاض فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :   إن دم الحيض دم أسود يعرف فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصلاة فإذا كان الآخر فتوضئي وصلي قال أبو عبد الرحمن قد روى هذا الحديث غير واحد ولم يذكر أحد منهم ما ذكر بن أبي عدي ، والله تعالى أعلم )

من الفوائد :

أن اسم الإشارة يمكن أن يكون بالفتح ( ذلكَ ) يشار به إلى الدم ، ويمكن أن يكون بالكسر

( ذلكِ ) فيكون الخطاب إليها .

ومن الفوائد :

أن دم الحيض يمنع من الصلاة ، بينما الدم الآخر لا يمنع من الصلاة ، فالمستحاضة الواجب عليها أن تصلي وأن تصوم لأنها في عداد الطاهرات .

حديث رقم – 364-

( صحيح الإسناد ) أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي عن حماد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت استحيضت فاطمة بنت أبي حبيش فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت :   يا رسول الله اني استحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ذلك عرق وليست بالحيضة فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وتوضئي وصلي فإنما ذلك عرق وليست بالحيضة قيل له فالغسل ؟ قال وذلك لا يشك فيه أحد  )

من الفوائد :

أن النبي صلى الله عليه وسلم بين الفرق بين دم الاستحاضة ودم الحيض ، فوصف دم الاستحاضة بأنه دم عرق ، ومعلوم أن الدم إذا نزف من العرق يكون لونه أحمر ويكون رقيقا ولا رائحة له منتنة .

ومن الفوائد :

حرص الصحابيات رضي الله عنهن على السؤال عما أشكل عليهن في أمور دينهن ، حتى ولو كان هذا المسئول عنه أمرا يستحيى منه ، ولذلك قالت أم سليم رضي الله عنها ( يا رسول الله ) أسبقت سؤالها بجملة ، لأن هذا السؤال الذي ضمِّن أمرا يستحيى منه قالت ( يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق ، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت ؟ فقالت أم سلمة رضي الله عنها فضحت النساء )

فهذا أمر يستحيى منه ، ومع ذلك كله ما منعنهن رضي الله عنهن أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك في صحيح مسلم أثنت عائشة رضي الله عنها على نساء الأنصار ( قالت نِعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من أن يسألن عن أمور دينهن ) فإذا كان هذا الثناء على الصحابيات رضي الله عنهن وهن نساء ، فالحياء في سؤال أهل العلم في الأمور التي لا يستحيى منها من قِبل الرجال في هذا العصر أعظم ذنبا .

ومن الفوائد :

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( فدعي الصلاة ) و ( أل ) كما هي القاعدة في الأصول [ أنها تفيد العموم  إلا إذا وجد دليل يخرجها عن هذا ]  فدل على أن المرأة الحائض تمنع من أنواع الصلاة كلها ، لا صلاة فرض ولا صلاة نفل ولا صلاة استسقاء وما شابه ذلك من هذه الصلوات ، فهي ممنوعة من الصلاة الفريضة والنافلة .

حديث رقم 365-

( صحيح ) أخبرنا سويد بن نصر قال حدثنا عبد الله عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن فاطمة بنت أبي حبيش أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت :   يا رسول الله إني استحاض فلا أطهر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ذلك عرق وليست بالحيضة فإذا أقبلت الحيضة فأمسكي عن الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي  )

من الفوائد :

أن هذا الحديث كرره النسائي رحمه الله مع أن ما قبله والذي قبله يغني ، وهذه عادة ظاهرة في سنن النسائي ، فالنسائي رحمه الله يكرر في الباب أكثر من حديث بروايات متعددة ، لأن القاعدة عند العلماء [ أن كثرة الأدلة تقوي المدلول وتؤكده ] فكونك تستدل بدليل ليس في القوة أن تستدل عليه بدليلين أو بثلاثة أو بأربعة ، فإن تضافر الأدلة يقوي الحكم .

ومن الفوائد :

أنها قالت ( إني أستحاض فلا أطهر ) يدل على أن طهر المرأة من الحيض يحصل بواحد من أمرين :

إما أن ترى ( القصة البيضاء )  وهي سائل أبيض دلالة على الطهر ، وهذا لا يجري لجميع النساء وإنما لبعضهن .

وإما أن تطهر بالجفاف ، ولذلك قالت رضي الله عنها ( إني أستحاض فلا أطهر ) فدل على أن من عادتها أن دمها يجف قبل أن يحصل لها هذا المرض .

ومن الفوائد :

أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرها أن تغسل الدم ، فاستفيد من هذا أن دم الحيض دم نجس إلا أنه يعفى عن يسيره كما في حديث عائشة رضي الله عنها ( أن القطرة كانت تُبل بالريق ) ومعلوم أن الريق لا يطهر .

ومن الفوائد :

أن ندرك أن المرأة مهما بلغت في الجمال فإنها في هذه الدنيا يعتريها ما يعتريها من هذه النواقص ، ولذلك يقول ابن مسعود رضي الله عنه ( إذا رأيت امرأة فأعجبتك فتذكر مناتنها ) تذكر ما لها من النتن والرائحة وما يخرج منها حتى تردك إلى الصواب ولا تقع في الفاحشة ، بخلاف نساء أهل الجنة { وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ }البقرة25 ، مطهرات من حيث الحس ومن حيث المعنى ، فإنهن مطهرات من الأقوال والأفعال الرذائل ، ومطهرات من هذه الأدران والأوساخ الحسية التي تكون في البدن من الحيض والبول والغائط ونحو ذلك .

حديث رقم – 366-

( صحيح ) أخبرنا قتيبة عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قالت فاطمة بنت أبي حبيش لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا أطهر أفأدع الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   إنما ذلك عرق وليست بالحيضة فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة وإذا ذهب قدرها فاغسلي عنك الدم وصلي  )

 

من الفوائد :

أن النبي صلى الله عليه وسلم أحالها على العادة ، فإذا ذهبت العادة وهي القدر المحدد من حيث العدد ، فإنها تغتسل وتصلي .

ويمكن أن يكون المقصود بالقدر في قوله ( وإذا ذهب قدرها ) أنه إذا ذهبت الأيام التي ترى فيها الدم المعروف بدم الحيض من حيث السواد والرائحة المنتنة والغلظة .

حديث رقم – 367-

( صحيح ) أخبرنا أبو الأشعث قال حدثنا خالد بن الحرث قال سمعت هشاما يحدث عن أبيه عن عائشة :  أن بنت أبي حبيش قالت يا رسول الله إني لا أطهر أفأترك الصلاة قال لا إنما هو عرق قال خالد وفيما قرأت عليه وليست بالحيضة فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي )

كل هذه الأحاديث تصب في معنى واحد وهو التفريق بين دم الاستحاضة ودم الحيض .

من الفوائد :

لو قال قائل :

لو أن العادة اضطربت عند المرأة وليس لها تمييز أو أن التمييز مضطرب عندها فمثلا مرة ساعتين أو ثلاثة ساعات يأتيها دم أسود ومرة أحمر ، فالأمور مضطربة عندها ؟

نقول :

ترجع إلى غالب عادة نسائها ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تحيضي في علم الله ستا أو سبعا ) لأن هذا هو غالب عادة النساء ، فينظر مثلا إلى أمها وأخواتها وخالاتها وعماتها ، الغالب منهن كم تحيض في الشهر من يوم ؟ فإن قلنا عشرا مثلا وكان سبع منهن يحضن ستة أيام والثلاث الأخريات يحضن عشرة أيام يؤخذ بالغالب والأكثر ، فنقول لها تحيضين ستة أيام بناء على غالب عادة نسائك .

إذاً الدرجات ثلاث إذا حصلت دماء مستمرة مع المرأة تعود إلى عادتها ، فإذا نسيت عادتها تعود إلى التمييز ، فإذا كان لا تمييز لها أو كان لها تمييز لكنه مضطرب فغالب عادة نسائها ، وبهذه تستقيم الأدلة ولا يكون تعارض بينها .

باب الصُّفرة والكُدرة

حديث رقم – 368-

( صحيح ) أخبرنا عمرو بن زرارة قال أنبأنا إسماعيل عن أيوب عن محمد قال قالت أم عطية :   كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئا  )

من الفوائد :

أن المرأة تخرج منها سوائل متعددة مثل ( الصفرة والكدرة )

” الصفرة ” ماء أصفر يخرج معها .

و” الكدرة ” هي حمرة مخلوطة بلون بني متكدر ، فهذه الصفرة والكدرة هل تعد حيضا أم لا تعد ؟

من نظر إلى هذه الرواية في حديث أم عطية رضي الله عنها ( كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئا )

قال إن الصفرة والكدرة ليست بحيض سواء أتت في زمن الحيض أو لم تأت في زمن الحيض ، فلا يلتفت إليها .

وقال بعض العلماء :

إن الصفرة والكدرة تعد حيضا مطلقا سواء قبل الحيض أو بعده أو في أثنائه

 

 

وقال بعض العلماء :

إن القاعدة الشرعية تقول [ يثبت تبعا ما لا يثبت استقلالا ] فإذا كانت الصفرة والكدرة في زمن الحيض فتتبع الحيض ، فتأخذ حكم الحيض تبعا لأنها في زمن الحيض ، وإن كانت مستقلة ليست في زمن الحيض فلا يثبت لها حكم ، فإن كانت بعد الحيض فإنها من الأوساخ التي لا يعتد بها ، فإذا كانت مستمرة معها فهي في عداد الطاهرات تصلي وتصوم ، ولكن إذا أرادت أن تصلي عليها أن تغسل فرجها وتتحفض وتتوضأ لكل صلاة ، شأنها كشأن من به سلس .

وهذا هو الراجح :

والدليل أن هناك رواية عند أبي داود ( كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئا ) فهذه الرواية التي ذكرها النسائي رحمه الله ، وهي أيضا عند البخاري ( كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئا ) مطلقة ، فجاءت رواية أبي داود تبين أن هذه الصفرة والكدرة لا تعد شيئا إذا كانت بعد الطهر .

ومن الفوائد :

أن ما ذكره الراوي مضيفا هذا المذكور إلى زمن وعهد النبي صلى الله عليه وسلم يكون من قبيل الحديث المرفوع حكما ، لأن الحديث المرفوع نوعان ” حقيقي وحكمي ” فهذا من قبل الحديث المرفوع حكما ، فإذا نسب صحابي أمرا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يكون من قبيل الحديث المرفوع حكما .

باب ما يُنال من الحائض وتأويل قول الله – عز وجل – {  وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي }البقرة222 الآية

حديث رقم – 369-

( صحيح ) سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال :   كانت اليهود إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوهن ولا يشاربوهن ولا يجامعوهن في البيوت فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل {  وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى } الآية ، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤاكلوهن ويشاربوهن ويجامعوهن في البيوت وأن يصنعوا بهن كل شيء ما خلا الجماع فقالت اليهود ما يدع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من أمرنا إلا خالفنا فقام أسيد بن حضير وعباد بن بشر فأخبرا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالا أنجامعهن في المحيض فتمعر رسول الله صلى الله عليه وسلم تمعرا شديدا حتى ظننا أنه قد غضب فقاما فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية لبن فبعث في آثارهما فردهما فسقاهما فعرف أنه لم يغضب عليهما  )

من الفوائد :

أن  ( الجماع ) إذا أطلق يراد منه الجماع المعروف ” مضاجعة المرأة بإدخال الذكر في الفرج ” بدليل أنه ذكر هنا عن اليهود أنهم ( لا يجامعوهن ) وقيَّد قال ( في البيوت ) وبدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خلا الجماع ) فأطلق ، فدل على أن ( الجماع ) إذا أطلق في الحقائق الشرعية يراد منه الجماع الذي هو إدخال الذكر في الفرج ، ولذا أريد غيره قُيَّد كما هنا ( لا يجامعوهن في البيوت ) بمعنى ” السكنى “

ومن الفوائد :

أن المرأة الحائض طاهرة ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم خالف ما عليه اليهود من هذا الصنيع ، وقد مرت معنا أحاديث في السنن ( أن عائشة رضي الله عنها تتعرق العظم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يضع فمه حيث موضع فمها ) .

ومن الفوائد :

أن قوله تعالى { قُلْ هُوَ أَذًى } يستفاد منه تحريم جماع المرأة في الدبر ، لأن الله سبحانه وصف زمن ومكان الحيض بأنه أذى وهو أذى مؤقت في وقت محدد ، فكيف بالدبر الذي مستمر فيه الأذى ؟

بل أذاه أعظم من أذى الدم .

ومن الفوائد :

أن الإسلام أعطى المرأة حقها ومكانتها وقدرها ، بينما أعداء الدين الذين ينادون في هذا العصر من أن الإسلام هضم حق المرأة ، فإن هذا الحديث يناقض ما يدعون إليه وما ينادون به ، فإن من أسقط حق المرأة وأفقدها هيبتها وكرامتها هم اليهود ، ولا أدل مما يصنعونه في عصر النبي صلى الله عليه وسلم .

ومن الفوائد :

أن سبب نزول الآية {  وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى } هو هذا الحديث ، فمعرفة سبب النزول تعين على فهم الآية كما قال شيخ الإسلام في مقدمة أصول التفسير ” يقول رحمه الله ” من فوائد معرفة أسباب النزول أنه يعين على فهم الآية “

ومن الفوائد :

أن هذا الحديث فيه دليل على أن الرجل يجوز له أن يعاشر ويضاجع زوجته الحائض في أي مكان ما عدا الجماع ، فيباح له أن يباشر جميع بدنها ما عدا الجماع ، لأن القاعدة في الأصول تقول [ إن الاستثناء معيار العموم ] لما استثنى دل على أن ما عدا الجماع يجوز ، فيكون عاما .

بينما كما سبق معنا يرى بعض العلماء النهي عن مضاجعة المرأة إلا فيما فوق السرة  ودون الركبة ، وستأتي أدلة ذكرها النسائي رحمه الله تبين ما ذهبوا إليه .

 

ومن الفوائد :

أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يغضب لنفسه وإنما يغضب لله أو إذا انتهكت حرمات الله ، ولذلك لما قال أسيد وعبَّاد رضي الله عنهما ( أنجامعهن في المحيض ؟  فتمعَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم ) يعني تغير وجهه ، لكن لما كان هذا صادرا منهما من غير قصد أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين أنه لم يغضب عليهما وإنما غضب أول ما غضب لما نطقا بهذه الكلمة ، وهذا يعطينا فائدة وهي  :

أن الحرام لا يعالج بالحرام ، وأن البدعة لا تعالج بالبدعة ، وأن الفساد لا يعالج بالفساد إنما يعالج بالخير ، فإنهما لما استأذناه أن يجامعوا الحيَّض مخالفة لليهود ، لأن اليهود امتنعوا مطلقا من كل شيء من مجامعتها في البيوت ومن مؤاكلها ومشاربتها ، فأرادا رضي الله عنهما أن يخالفوا اليهود مخالفة تامة ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم غضب لما نطلقا بهذا الكلام ، ومثل هذا الحديث يستدل به حينما نرى بعض جهَّال أهل السنة يخالفون أهل البدع ببدع ، مثل ما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في يوم عاشوراء لما فعلت الروافض ما فعلت من المآتم والأحزان ، اختلق بعض جهال أهل السنة بعض الأحاديث التي يراد منها التوسعة على العيال والتنظف والاغتسال والاكتحال وما شابه ذلك ، قال رحمه الله ” فعالجوا البدعة والفساد بالفساد ” وكلتا الطائفتين مخطئة وبعيدة عن الصواب والحق .

ومن الفوائد :

خلو قلب النبي صلى الله عليه وسلم من البغض والحقد ، إذ لما أتته هديه بعث عليه الصلاة والسلام بها إليهما تطييبا لخاطرهما.

 

 

 

ومن الفوائد :

أن الهدايا لا يصدق عليها كما يظن بعض من الناس – لا يصدق عليها أنها هدية إلا إذا كانت ثمينة ، أو إذا كانت عينا أو نقدا – كلا – بل ما هو مستهلك يُعد هدية ، ولذلك أضاف الهدية إلى اللبن ، فكل ما أدخل السرور على قلب أخيك المسلم يعد هدية ، ولا شك أن للبن فضائل ، فإنه إذا رئي في المنام فإنه ( علامة على العلم )  كما جاء في الصحيحين ، وكذلك إذا رئي في المنام يدل على أن الرائي صاحب فطرة ، واللبن له فضائل وأحاديث ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم .

ومن الفوائد :

أن على المتعلم إذا رأى أن عالمه قد غضب أو قد أغلظ عليه القول فعليه أن يسكت وألا يتكلم ، فهذان الصحابيان رضي الله عنهما لم يصدر منهما أي كلمة بعد هذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم .

ومن الفوائد :

أن قوله ( غضب ) يفسر الرواية الأخرى ( وجد عليهما ) فكلمة  ( وجد ) تطلق على الحزن والغضب .