تعليقات على سنن النسائي ـ الدرس ( 64 )
باب صلاة المغرب
وشرح حديث ( 481 ) الجزء الثاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باب صلاة المغرب
481 – أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِجَمْعٍ أَقَامَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ ثَلاَثَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى- يَعْنِى – الْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ صَنَعَ بِهِمْ مِثْلَ ذَلِكَ فِى ذَلِكَ الْمَكَانِ وَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ فِى ذَلِكَ الْمَكَانِ )
صحيح
ــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
من فوائد هذا الحديث :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيان حال صلاة المغرب في السفر وأن صلاة المغرب في السفر لا تختلف عنها في الحضر فكما أنها تصلى في الحضر ثلاث ركعات فكذلك تصلى في السفر ثلاث ركعات ولا تقصر بينما العشاء لما جمعت معها صليت ركعتين وفي الحضر تصلى أربع ركعات
وهذا بالإجماع فإن صلاة المغرب لا تقصر وكذلك صلاة الفجر
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أن الجمع لا يكون إلا بين المغرب والعشاء فلا يكون جمعا بين العصر والمغرب ولا جمع بين العشاء والفجر ولا جمع بين الفجر والظهر ، إنما الجمع يكون بين المغرب والعشاء وبين الظهر والعصر
والجمع يختلف عن القصر
الجمع هو جمع الصلاتين وسواء قصرت أو لم تقصر بينما القصر أن تجعل الرباعية ركعتين
ولذلك :
القصر لا يجوز في الحضر ، لا يجوز قصر العدد لأن هناك ما يسمى بقصر الهيئة وهي صلاة الخوف قد تحدث صلاة خوف في الحضر فهذه لا علاقة لنا بها
فلا تقصر الصلاة الرباعية فتكون ركعتين في الحضر أبدا
ولذلك :
لو أن مريضا في الحضر جعل الظهر ركعتين والعصرركعتين أخطأ
لكن لو أنه جمع صلى الظهر أربع ركعات ويشق عليه أن يتوضأ لكل صلاة أو أن يصلي الصلاة في وقتها نقول : يجوز لك الجمع لمرضك ولكن الجمع تصلي الظهر أربع ركعات والعصر أربع ركعات والمغرب ثلاث ركعات والعشاء أربع ركعات
لو أنه جعل العشاء ركعتين والظهر ركعتين والعصر ركعتين أخطأ بينما في السفر يجوز الأمران
إذاً:
لا قصر في الحضر وإنما الجمع
وفي السفر يجوز القصر والجمع
مثال :
شخص أتانا من جدة إلى الرياض له الجمع والقصر لكن إذا كان هناك مساجد ويسمع الأذان فيجب عليه أن يصلي مع الجماعة
مثال :
شخص مثلا من هجرة نقول مثلا أتى من هجرة في الجنوب وأتى إلى الرياض للعلاج ونوم في المستشفى يجوز له الجمع والقصر لم ؟
لأنه مسافر
بينما شخص من الرياض نوم في مستشفى في الرياض يجوز له الجمع إذا شق عليه أن يفرد كل صلاة في قوتها
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بيان أهمية القدوة في الأقوال والأفعال
فإن ابن عمر اقتدى بالنبي عليه الصلاة والسلام في الجمع بين الصلاتين في مزدلفة
وسعيد اقتدى بابن عمر
فدل هذا على أن الأمة الإسلامية بحاجة إلى القدوة وبحاجة إلى أن يستفيد كل شخص من الآخر ، وأن هذا العلم يتلقاه الصغار عن الكبار فإن هؤلاء الصغار سيكونون كبارا في المستقبل ، ويتولون تعليم الناس وهكذا هي سنة الله
ولذلك :
في الحديث الذي صححه الإمام أحمد قال يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله
وقال عليه الصلاة والسلام كما في السنن : ( نضر الله امرأ سمع مقالتي فأداها كما سمعها فرب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه )
فدل هذا على أن الأمة بحاجة إلى أن يأخذ بعضها من بعض
ولذلك :
ما وصل إلينا هذا العلم إلا عن طريق الصحابة عن طريق التابعين وتابعي التابعين وهكذا وهذه سنة الله
ولذا :
إذا كثر طلاب العلم كثر الخير في المجتمع ونشروا الخير ولكن إذا قل طلاب العلم يعني في هذه السنوات قل طلب العلم أين حال الخير
وأين حال الشر من المجتمع ؟
الشر واضح بدأت معالمه تظهر اكثر واكثر
هذا ناتج من انصراف الناس عن تعلم العلم وقد ينتج من عدم تعلم العلم أن ينصرف العلماء عن تعليم الناس إذا لم يجدوا أحدا
ولذلك :
قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح وفي غيره : ( يقبض العلم يرفع العلم يظهر الجهل )
يقول ابن حجر: ” ليس معنى هذا أنه ليس هنانك علماء يقول : هناك علماء ربانيون ولكن هم مغمورون في الناس لعدم طلب الناس العلم منهم لم ؟
لأن الناس يحبون ما يدخل السرور إلى قلوبهم إما بنكت أو بتجاذب أطراف الحديث أو ما شابه ذلك في قيل وقال مما لا طائل من ورائه
وبالتالي :
إذا بهؤلاء بعد حين من الزمن قد تكون أعمارهم في العشرين أو الثلاثين لكن إذا أتى تكون أعمارهم أربعون أو خمس وأربعون أو خمسون سنة إذا به خالي أين ما ذهب من أوقات ؟
ذهب فيما لا طائل من ورائه
ولا يعرف هذا إلا من جرب
ولذلك :
تجد أن بعضهم قد يكون صاحبا لشخص هذا الشخص اجتهد في العلم وذلك لم يجتهد وإذا بهما في السن سواء بعد الأربعين أو الخمسين ما بينهما كما بين السماء والأرض
وحتى لو أن الإنسان فاته قطار العلم لا يعدم خيره
يعني أئمة لم يطلبوا العلم ولم يتفطنوا له إلا بعد أربعين سنة :
الكسائي:
أراد أن يتعلم علم النحو لما دخل فيه تعب في هذا السن كلما دخل فيه أكثر من مرة ما وجد أن قلبه يتقبل هذا العلم
فتركه ، فبينما هو جالس ذات يوم في بيته إذا به يرى نملة تحمل حبة من القمح وإذا بها تصعد الجدار كلما صعدت سقطت أكثر من مرة حتى تجاوزت فقال : سبحان الله ! هذه النملة الصغيرة تحمل هذه الحبة التي هي أكبر منها وأنا إنسان وأكبر منها وأتواني فاجتهد ، لم يصل باجتهاده إلى أن يكون عالما في النحو ، لا ، صار إمام الكوفة في النحو
ولذلك :
العلم ميدان عظيم
ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام متى تلقى النبوة ؟ بعد أربعين سنة
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أن مزدلفة تسمى بجمع لم ؟
لأن الحجاج يجتمعون فيها ليلة العاشر
وتسمة بمزدلفة لم ؟
لأن الناس يزدلفون إلى منى يعني يقتربون من الذهاب إلى منى لقضاء ما تبقى من مشاعر الحج
وتسمى بالمشعر الحرام لم ؟
لأن بها الجبل وهذا الجبل هدم ووضع في محله الآن مسجد مزدلفة
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أن الجمع في مزدلفة من أجل النسك أم السفر ؟
خلاف بين أهل العلم والصواب أنه من أجل السفر لا من أجل النسك كما هو الشأن في منى
ولذلك :
لو أن أهل مكة حجوا وأرادوا أن يقصروا في منى أهم مسافرون ؟
إن قلنا بأن المقصود من الجمع والقصر هو السفر فإنهم لايقصرون وإن أردنا النسك فإنهم يقصرون