تعليقات على سنن النسائي ـ الدرس ( 65 )
باب فضل صلاة العشاء
شرح الحديث رقم ( 482 )الجزء الأول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باب فضل صلاة العشاء
482 – أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ نَصْرٍ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ أَعْتَمَ رَسُولُ اللَّهِ ( بِالْعِشَاءِ حَتَّى نَادَاهُ عُمَرُ رضى الله عنه نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ . فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ( فَقَالَ« إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُصَلِّى هَذِهِ الصَّلاَةَ غَيْرُكُمْ » . وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ يُصَلِّى غَيْرَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
صحيح
ــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
من فوائد هذا الحديث :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيان فضيلة صلاة العشاء وصلاة العشاء هي التي يمتاز بها أهل الإيمان مع صلاة الفجرعن أهل النفاق
ولذلك:
قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح عن صلاتي الفجر والعشاء قال :
(( أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ))
ولاشك في مثل ذلك الزمن أن صلاة العشاء ثقيلة ، لم ؟
لأنهم أصحاب مهنة وعمل ولا يقاس في عصرنا هذا فإنهم كانوا وقد أدركنا أجدادنا إنهم كانوا يستيقظون قبل الفجر بساعة أو ساعتين يصلون لله فإذا صلوا الصبح انتشروا في الأرض فلا يأتي وقت المغرب ولذلك أكلهم يكون قبيل المغرب يسموه بالعشاء هذا هو العشاء
فإذا أتى المغرب قد أنهكت قواهم فلا يستطيع أحد أن يصابر نفسه على أن يبقى لصلاة العشاء من الجهد الذي ناله في نهاره إلا من كان في قلبه إيمان لكن من في قلبه نفاق أو مرض أو قلة إيمان فإنه يتخلف ولاسيما وأن في مثل ذلك الزمن ليس فيه نور حتى يعرف فلان حضر أو لم يحضر
هناك ظلمة بل هناك ظلمتان ظلمة الكون وظلمة القلب حينما يتخلف عن هذه الصلاة
لأن بعضا من الناس في هذا الزمن حينما يسمع هذا الحديث يقول : أين الثقل في صلاة العشاء بل يمكن هي أحسن في زماننا أحسن الصلوات تناسب لنا لكن نقول أين أنت من صلاة الفجر ؟
ولذلك كانت أثقل الصلوات على المنافقين هذه الصلاة وصلاة الفجر
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن الأفضل في صلاة العشاء أن تؤخر إلى ثلث الليل ؛ ولذلك أعتم بها يعني دخل في العتمة في أواخر العتمة إلى الثلث الأول من الليل
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : (( والله إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي ))
ومن ثم :
فإن جماعة من المسجد لو اتفقوا على أن يؤخروا صلاة العشاء إلى ثلث الليل فهذا خير
لكن لو قال قائل : بما أن هناك فضلا لصلاة العشاء في تأخيرها سأوخرها
نقول : لا ، لا تقدم سنة على فرض ، الفرض أن تصلي صلاة الجماعة لكن لو أنه ماتفقوا فبها ونعمت
إذاً :
النساء في البيوت الأفضل في حقهن أن يؤخرن صلاة العشاء إلى ثلث الليل
المرضى الذين لا يستطيعون أن يحضروا إلى المساجد السنة في حقهم أن يؤخروا صلاة العشاء إلى ثلث الليل
من في صحراء خرج في نزهة لصيد أو ما شباه ذلك وكان وحده أو معه جمع فالأفضل في حقهم أن يؤخروا الصلاة العشاء إلى ثلث الليل الأول
لو قال قائل : كيف أعرف ثلث الليل ؟
نقول تعرف ثلث الليل وهذه قاعدة خذها مطردة إذا أردت أن تعرف ثلث الليل أو نصف الليل لأن بعضا من الناس يظن أن نصف الليل الساعة الثانية عشرة باستمرار في شتاء وفي صيف
هذا خطأ
تحسب الساعات من أذان المغرب إلى أذان الفجر
المغرب الآن مثلا : الساعة السادسة
الفجر : الساعة الخامسة
نحسب السادسة السابعة الثامنة العاشرة الحادية عشرة الثانية عشرة الواحدة الثانية الثالثة الرابعة الخامسة
كم عندنا الآن في مثل هذا الزمن في هذا اليوم
إحدى عشرة ساعة
نصفها كم ؟ خمس ونصف
نريد أن نعرف نصف الليل
السادسة يؤذن للمغرب ، السابعة الثامنة التاسعة العاشرة الحادية عشرة والنصف ينتهي نصف الليل
فيما مضى من أيام كانت ساعات الليل ثنتي عشرة ساعة
في الصيف أحيانا ما تأخذ ألا عشر ساعات في الليل لقصر الليل
نصف الليل طريقته هكذا
ثلث الليل نفس الحال
الليل كم ؟ الآن إحدى عشرة ساعة نقسم أحد عشر على ثلاثة الناتج ثلاث ساعات وأربعون دقيقة
لو كان الليل ثنتي عشرة ساعة نقسمها على ثلاثة : أربع ساعات
الساعة السادسة السابعة الثامنة التاسعة العاشرة ثلث الليل الأول
لو قلنا في مثل هذا الزمن يمكن الساعة العاشرة إلا ربع ، الثلث هذا هو الثلث الأول من الليل بداية الثلث الأول
أول الثلث الثاني
لكن متى يخرج وقت صلاة العشاء ؟ إلى نصف الليل
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رفقه عليه الصلاة والسلام بأمته وأن على الإمام أن يراعي أحوال من خلفه ولا يقيس على نفسه ولذلك كان الزمن الفاضل أن تؤخر صلاة العشاء إلى ثلث الليل ومع ذلك قدمها من أجل مراعاة الناس
ولذلك : في حديث جابر إذا رأى عليه الصلاة والسلام الصحابة في العشاء قد اجتمعوا عجل بصلاة العشاء وإن رآهم تأخروا أخر الصلاة مراعاة لأحوالهم
وبالتالي :
فإن على الإمام أن يراعي أحوال الناس وألا يشق عليهم فيترك الشيء الفاضل من أجل مراعاة الناس ، ولا يعني هذا أن الناس يتوسعون في هذا فيريدون من الإمام أن يختصر الصلاة أو أنه لا يأتي بالسنن الواردة في مثل فجر الجمعة وما شابه ذلك ، لا ، لكن المراعاة التي هي في حدود الشرع
ولذلك :
في مثل هذا الزمن المدارس الساعة السابعة والأذان كما تعرفون ومتى يخرج الناس من الصلاة ؟ الساعة السادسة إلا عشر أو إلا خمس دقائق
يعني بعض الأئمة في مثل هذا الوقت يطيل إطالة في صلاة الفجر، ولا شك أن الإطالة في صلاة الفجر سنة ولكن كونك تراعي الناس هذا مطلب شرعي يعني كون هذا الشخص لما يخرج من المسجد الساعة السادسة والربع متى يوقظ أولاده ممن يتخلف ؟
متى يذهب بأولاده الذكور والإناث إلى المدارس ؟
الإنسان يكون حكيما في مراعاة الناس وتحبيب الناس إلى الخير
لكن لو كان في إجازة كيوم خميس أو ما شابه ذلك أو الوقت طويل فالسنة له أن يطيل
ولذلك بعض الناس لا يقتصر في هذا الزمن على الإطالة ، لا ، بل بعضهم يؤخر الصلاة حتى يسفر جدا ثم يصلي وإذا صلى أطال
فأين حال هؤلاء الناس ؟
ولذلك على المسلم أن يكون مراعيا
فالنبي عليه الصلاة والسلام يحب أن يؤخر صلاة العشاء إلى ثلث الليل الأول ومع ذلك مراعاة لأصحابه كان يعجل بها إذا اجتمعوا
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيان حضور النساء والصبيان لمساجد ولو كان بالليل
فإن عمر رضي الله عنه نادى في النبي عليه الصلاة والسلام أن الصبيان والنساء قد رقدوا مما يدل على حضورهم
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن هذا الحديث يرد ذلك الحديث الذي لا يصح
فيه حديث : ((جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم )) هذا لا يصح لم ؟
لأن هذا الحديث يرده أحاديث أخرى أيضا
لكن إذا أحضر هؤلاء فيجب أن يبين لهم مراعاة حرمة المسجد بحيث لا يؤذوا المسجد ولا يؤذوا من فيه
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن الصبيان والنساء رقدوا ومع ذلك لما خرج عليه الصلاة والسلام صلى بهم ولم يعيدوا الوضوء
فدل هذا على أن هذا الحديث دليل لمن قال من العلماء من أن النوم ليس بناقض للوضوء
والصواب كما أسلفنا : أن النوم إن كان الإنسان مستغرقا قد ذهب وعيه فإن وضوءه يبطل لكن لو أنه نام وليس بمستغرق فإن وضوءه باقي
ولذلك هذا الحديث يحمل على أن هؤلاء الصحابة لم يستغرقوا في نومهم