تعليقات على سنن النسائي ـ الدرس ( 73 ) حديث ( 489 ) الجزء ( 2 )

تعليقات على سنن النسائي ـ الدرس ( 73 ) حديث ( 489 ) الجزء ( 2 )

مشاهدات: 517

تعليقات على سنن النسائي ـ الدرس ( 73 )

بَابُ فَرْضِ الْقِبْلَةِ

وشرح حديث ( 489 ) الجزء الثاني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

489 – أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِى زَائِدَةَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فَصَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْراً ثُمَّ إِنَّهُ وُجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ فَمَرَّ رَجُلٌ قَدْ كَانَ صَلَّى مَعَ النَّبِىِّ ( عَلَى قَوْمٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( قَدْ وُجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ . فَانْحَرَفُوا إِلَى الْكَعْبَةِ )

صحيح

ــــــــــــــــــــــــــ

 

هذا الحديث مرت معنا بعض فوائده مما تبقى من هذه الفوائد  تحت هذا الحديث :

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــ

 

أن الصحابة رضي الله عنهم وهم هؤلاء الأنصار لما أتاهم هذا الصحابي وأخبرهم بحال النبي عليه الصلاة والسلام قبلوا خبره مباشرة وتحولوا

ففي هذا دليل على أن خبر الواحد العدل مقبول شرعا

 

ولذلك :

نازعت المعتزلة في خبر الآحاد يعني خبر الآحاد الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام  ، لا يرون إلا المتواتر ، ولاشك أن المتواتر قليل بالنسبة إلى خبر الآحاد وإذا رد خبر الآحاد مع كثرته رد كثير من الشريعة

ولذلك هم يتعللون بهذا من أجل أن ينفوا عن الله عز وجل الأسماء والصفات لكن هناك أدلة من بينها هذه الأدلة فإن الصحابة قبلوا خبره

والأدلة على هذا كثيرة ومن القرآن قول الله عز وجل : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ))

مفهوم الآية : إذا أتى عدل فلا نحتاج إلى أن نتبين وأن هذا العدل خبره كاف

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــ

 

أن هذا الصحابي قال : أشهد يعني أحلف أكد خبره بالحلف فكلمة الشهادة قد تطلق ويراد منها اليمين  ، وما هو الدليل ؟

الدليل : أن الله عز جل لما ذكر آيات اللعان : (( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ ))

 

الشهادة هنا : هو أن يحلف بالله أن رآها قد مارست الزنا مع فلان

ولماذا يعبر عن اليمين بالشهادة ؟

لأن كلا منهما طريق لإثبات الحكم فالشهادة تثبت بها الأحكام الأيمان تثبت بها الأحكام

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــ

 

أن هؤلاء الصحابة مع أخذهم لخبرهذا الصحابي احتفَّ بخبره قرائن تؤكد صدقه أكثر فأكثر وإلا فالصحابي عدل وصدوق ما هي تلك القرائن ؟

تلك القرائن : أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقلب بصره في السماء رجاء أن يحول من بيت المقدس إلى الكعبة

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــ

 

أن سماع المصلي لكلام غيره ممن هو خارج الصلاة لا يبطل صلاته لو أن إنسانا يصلي وهناك طائفة تتحدث وجعل يستمع لكلامهم صلاته صحيحة لكن من حيث نقصان الأجر لاشك أنه ينقص الأجر

لم ؟

لأن الأجر في الصلاة مترتب على الخشوع كما جاء في المسند : (( إن الرجل لينصرف من صلاته ولم يكتب له إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها ))

 

أن تصويب من لا يصلي لخطأ من يصلي وارد في السنة لأنهم كانوا يصلون وهو لا يصلي لأنه صلى مع النبي عليه الصلاة والسلام فصوب خطأهم

ولذلك لو رأيت إنسانا صلى إلى غير القبلة فتقول : يا إنسان أخطأت

لو أن إنسانا يصلي مثلا صلاة الظهر وأنت تثبر حاله وإذا به لم يأت إلا بثلاث ركعات وجلس للتشهد فقل : يافلان بقيت عندك ركعة

لوقا ل قائل : أين الدليل ؟

الدليل هنا

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــ

 

أنهم صلوا كم ركعة ؟ ركعتين

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــ

 

أنهم لما شرعوا في الصلاة شرعوا وقد اتجهوا إلى بيت المقدس ومعلوم أن الشروع في الصلاة لا يمكن أن ينعقد إلا بتكبيرة الإحرام فكونهم يدورون ويكملون الصلاة دل على أن تكبيرة الإحرام وقعت موقعها الشرعي

 

وبالتالي :

فإن العمل الصالح إذا كان يعمل به الإنسان بناء على دليل ثابت عنده ولكن هذا العمل بهذا الدليل قد نسخ وقد جهله هذا العابد فإن ما مضى من عبادة يحسب له أجرها

يعني ربما إنسان بناء على حديث سمعه إذا به يفعل عبادة وإذا به بعد سنين يطلع أكثر فيجد أن هذه العبادة قد نسخت في الشرع هنا عبادته صحيحة

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــ

 

من بين الروايات التي وردت فيه أنه لما قال أشهد وحلف قال : ”  لقد أنزل على النبي عليه الصلاة والسلام هذه الليلة قرآن  “

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــ

 

أن فيه دليلا لمن قال من أهل اللغة أن ما قبل الزوال يعني ما قبل دخول وقت الظهر يصح أن تطلق عليه ليلة أن تخبر بما مضى بالليل أن تقول فعلت هذه الليلة

 

تصور :

لو أن إنسانا الساعة العاشرة صباحا وقال لأحد زملائه رأيت الليلة وهو الآن بالنهار لكن قبل زوال قال رأيت الليلة رؤيا أو قابلت الليلة فلانا من الناس فوجدته في ذلك المكان

هنا له أصل

ولذلك ماذا قال هنا قال : (( لقد أنزل الليلة على النبي عليه الصلاة والسلام قرآن )) مع أنه أتاهم في صلاة الفجر

وصلاة الفجر دخل النهار وذهب الليل

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــ

 

أنه يجوز أن يطلق على الآية أو الآيتين أو المجموع من الآيات أن يطلق عليها قرآن ( لقد أنزل الليلة قرآن ) هل أنزل القرآن كله ؟ لا ، المقصود من ذلك قول الله تعالى : ((قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ))

 

ولذلك لو قال إنسان عن آية مكتوبة في ورقة لو قال هذا قرآن صح

وهذا كما يقول البلاغيون من باب إطلاق الكل على الجزء أو إطلاق الكل على البعض فالقرآن كل أطلق على الجزء

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــ

 

أنه قال : ” فاستقبَلُوها “ يعني لما أداروا ( فاستقبلوها ) هم أو أمر منه فاستقبِلوها أنتم

يعني : فاستقبَلوها بفتح الباء يعني لما التفوا حينها استقبلوها وهذا على ما ذهب إليه الأكثر بفتح الباء أنهم استقبلوها لأنه لو كان بالأمر فاستقبلوها فأين موقع الجملة السابقة لأنهم أصلا امتثلوا الأمر أوامتثلوا ما أتاهم به الخبر فكيف يأمرهم مرة أخر ى وقد امتثلوا

 

لكنك هناك رواية عند البخاري وهي أنه قال :” إن النبي عليه الصلاة والسلام أمر أن يتوجه إلى الكعبة ألا فاستقبلوها  “ هنا لا يصلح إلا أن يكون أمرا لأن كلمة ألا تشعر بأن هناك أمرا  فإن النبي عليه الصلاة والسلام أمر أن يتوجه إلى الكعبة  ” ألا فاستبقِلوها “ هذا مما يؤكد كسر الباء

وعلى كل حال يصح هذا ويصح هذا فيكون هو رضي الله عنه أمرهم واستجابوا مباشرة

وهذا يدل على صفاء قلوب الصحابة فإنهم لم يسؤوا الظن به بخلاف ما يعدهم من عصور ، وكلما طال الزمن بالناس بينهم وبين عصر النبي عليه الصلاة والسلام كلما كثر الشر واسودت القلوب وساءت الظنون

بينما هم رضي الله عنهم مباشرة .

 

 

س :  ما الواجب على الإمام  إذا سها في صلاته وسبح اثنان ولم يجزم بصواب نفسه ؟

ولذلك إذا سبح الإمام اثنان ولم يجزم بصواب نفسه فإن الواجب عليه أن يعود بدليل أن النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين لما انصرف من صلاته وسلم من ركعتين قال له ذو اليدين يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت  ؟

قال : لم تقصر ولم أنس

ولم يكتف بخبره وإنما سأل أبا بكر وعمر

لكنه لو أنه سبح به ثقة واحد وغلب على ظنه أنه صادق لأنه أحيانا قد يقوم في قلب الإمام ما يغلب على ظنه أن ما نبه عليه من قبل هذا الشخص أنه صدق فهنا يأخذ به