تعليقات على سنن النسائي ـ الدرس ( 79 ) ـ حديث ( 494 ) جزء ( 2 )

تعليقات على سنن النسائي ـ الدرس ( 79 ) ـ حديث ( 494 ) جزء ( 2 )

مشاهدات: 1022

تعليقات على سنن النسائي ـ الدرس ( 79 )

كتاب المواقيت :

وشرح الحديث (494 ) الجزء الثاني

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

494 – أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الْعَصْرَ شَيْئاً فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ أَمَا إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَدْ نَزَلَ فَصَلَّى أَمَامَ رَسُولِ اللَّهِ ( . فَقَالَ عُمَرُ اعْلَمْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةُ . فَقَالَ سَمِعْتُ بَشِيرَ بْنَ أَبِى مَسْعُودٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( يَقُولُ« نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَمَّنِى فَصَلَّيْتُ مَعَهُ ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ » . يَحْسُبُ بِأَصَابِعِهِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ.

 

صحيح

ـــــــــــــــــــــ

 

هذا الحديث  ذكره النسائي وذكر الرواية التي تفصل في الموضوع لأن هناك روايات متعددة عند البخاري وغيره لكن أتى بهذه الرواية رواية الليث وهي عند البخاري لتفصل في الموضوع بحيث لا يحتاج طالب العلم إلى الأجوبة عاما يمكن أن يورد على الروايات الأخرى

وأنت إذا عرفت هذه  الرواية هنا فإنه ما يأتيك من روايات أخرى عند البخاري وغيره تفهم تلك الروايات على غرار ما صرح هنا

 

كيف يكون ذلك :

أولا : هذا الحديث له سبب :

سببه : مذكورهنا تأخير الصلاة من عمر بن عبد العزيز

فمن الذي نصحه ؟ عروة

استدل عروة بماذا ؟

قال سمعت بشير بن أبي مسعود يخبر عن أبي مسعود عن أبيه

نأخذ السند حتى نفهم :

( أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ )

الليث بن سعد  :

روايته هي التي تفصل في الموضوع أي موضوع ؟ موضوع أن ابن شهاب في الروايات الأخرى ذكر إنكار عروة على عمر بن عبد العزيز لكن ليس فيها تصريح بشهود ابن شهاب لإنكار عروة على عمر بن عبد العزيز

وليس فيها تصريح أن عروة سمع هذا الحديث من بشير

فجاء الحديث هنا مبينا السماع

سماع من ؟

 

( عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ )

هنا الإشكال باقي في ابن شهاب ، قلنا ” أنَّ ” مثل العنعنة فليس فيها إظهار من أن ابن شهاب حضر هذه القصة

ولذلك قلت لكم : إن عبد البر ماذا قال  ؟ قال يحمل إسناد العنعنة على الاتصال

فبمجرد اللقيا والجلوس يكتفى بهذا

من روى الحديث عن ابن شهاب أصحاب ابن شهاب مثل الليث في رواية أخرى

مثل ابن جريج

هؤلاء وأمثالهم أصحاب ابن شهاب أخبروا أن ابن شهاب حضر إنكار عروة على عمر بن عبد العزيز لما أنكر عليه

 

(( عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الْعَصْرَ شَيْئاً ))

في رواية : أخر الصلاة مرة

فدل هذا على أن هذا الأمر لم يكن معهودا من عمر بن عبد العزيز

 

(( فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ أَمَا إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَدْ نَزَلَ فَصَلَّى أَمَامَ رَسُولِ اللَّهِ (فَقَالَ عُمَرُ اعْلَمْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةُ ))

 

من الفوائد هنا :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن الحجة في الإسناد المتصل ليس في الإسناد المنقطع أو ليس في الحديث المرسل

ولذلك قال عمر بن عبد العزيز : ((اعْلَمْ مَا تَقُولُ)) بين لنا

لأن عروة هنا ماذا قال ؟

(إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَدْ نَزَلَ فَصَلَّى أَمَامَ رَسُولِ اللَّهِ )

عروة كأنه حضر ما جرى للنبي عليه الصلاة والسلام مع جبريل ولا يمكن هذا لأنه ليس صحابيا

 

فلو أن التابعي قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام فهو مرسل ليس بحديث موصول

فقال : (( اعْلَمْ مَا تَقُولُ ))  دل هذا على أن الحجة ليست في الحديث المرسل  ، وهذا هو الصحيح خلافا لمن قال إنه حجة ولكن أراد عمر أن يستوثق أكثر

الصحيح : أنه  ليس بجة وان الحجة في الحديث المرفوع المتصل ولذلك قال : (اعْلَمْ مَا تَقُولُ) بين وضح لنا

فماذا قال عروة ؟

(فَقَالَ سَمِعْتُ بَشِيرَ بْنَ أَبِى مَسْعُودٍ) بشير من التابعين ويذكر في الصحابة لأنه ولد في زمن النبي عليه الصلاة والسلام ، كان طفلا ، توفي النبي عليه الصلاة والسلام وبشير طفل

 

(سَمِعْتُ بَشِيرَ بْنَ أَبِى مَسْعُودٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ) هذا تصريح آخر من بشير أنه سمعه من أبيه

 

(سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ)

من القائل ؟

أبو مسعود واسمه عقبة البدري أبو مسعود كنية له

” يقول سمعت “

الصحابي لو قال سمعت أو قال النبي عليه الصلاة والسلام فلا إشكال في هذا

إن قال : وجاءت بذلك الروايات الأخرى من أن أبا مسعود لأن هناك سببا أيضا في هذا لم يذكر هنا وهو أن المغيرة أخر الصلاة يوما فقال أبو مسعود : ألم تعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام نزل جبريل فصلى بالنبي عليه الصلاة والسلام

هنا قال أبو مسعود ، أبو مسعود بدري من البدريين لأنه كان ينزل في المكان الذي وقعت به غزوة بدر سمي بهذا الاسم لأنه كان منزله هناك

هو لم يحضر أبو مسعود النبي عليه الصلاة والسلام لما نزل جبريل فصلى به

جبريل متى صلى بالنبي عليه الصلاة والسلام ؟

في مكة

فيكون مرسلا ومرسل الصحابي الذي لم يشهد الواقعة مقبول

 

مراسيل الصحابة :

يعني لو قال صحابي مثل  أبي سمعود هنا لو قال نزل جبريل فصلى جبريل بالنبي عليه الصلاة والسلام

هو لم يشهد ذلك فيكون مرسل الصحابي حجة  لم ؟

لأنه لا يمكن أن يروي إلا وهو مستوثق من أنه سمع هذا الخبر إما من النبي عليه الصلاة والسلام وإما من صحابي آخر

 

بينما لو قال التابعي : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ولم يذكر من سمعه من الصحابة هنا  يكون مرسل تابعي لا يقبل ليس بحجة

ولذلك عروة تابعي وما قبل منه عمر بن عبد العزيز لأنه مباشرة أرسله

فقال نزل جبريل فصلى إمام رسول الله عليه الصلاة والسلام

 

لكن مع هذا كله هنا في الرواية ولاسيما هذه الرواية ها تصريح من أبي مسعود أنه سمع ذلك من النبي عليه الصلاة والسلام

لو لم يصرح فهو مقبول لأنه مرسل صحابي لكن مما يزيدك علما ويقينا أنه سمع قصة إمامة جبريل بالنبي عليه الصلاة والسلام ممن النبي عليه الصلاة والسلام ذاته وليس من غيره

 

ولذلك عروة بما أننا في السند : عروة من أنكر عليه ؟ عمر بن عبد العزيز قال اعلم ما تقول

فأسند الخبر إلى من ؟ إلى بشير إلى أبي مسعود

أيضا زاد قال ولقد أخبرتني عائشة أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي العصر والشمس في حجرتها لم تظهر

 

وعمر بن عبد العزيز الخليفة العادل جده مروان بن الحكم

كم عمره لما توفي ؟ تسع وثلاثون سنة وثلاثة أشهر فقط

وفعل ما فعل

كم مدة خلافته  ؟ سنتان وخمسة أشهر وأربعة أيام

سن صغير وخلافة قصيرة وهذه البركة

الموفق من وفقه الله

 

والغريب :

انه أتى بعد زمن الحجاج بن يوسف الثقفي الظالم

سبحان الله !

 

إذاً هذا هو السند وما يتعلق به

يعني أي حديث يمر عليك بإسناد آخر فهذا الحديث رواية الليث بن سعد يفصل ويوضح كل شيء

فإنك لو قرأت في أكثر من موطن ذكر هذا الحديث البخاري ما وجدت هذا التفصيل في موطن ذكر فيه رواية الليث

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن عمر بن عبد العزيز أخَّر الصلاة ولكن دخول عروة على عمر يدل على أن العالم عليه أن يدخل على الولاة لمناصحتهم كما فعل من ؟ كما فعل عروة

وهكذا تكون الدعوة والتوجيه لولاة الأمر ولغيرهم عن طريق السر

ما صعد الأمر عروة وأفشى الخبر فيمن هم في زمنه من أن عمر بن عبد العزيز فعل وصنع وأخر الصلاة ، لا ، دخل عليه وناصحه وهذا يجب أن يناصح الولاة بالتي هي أحسن ، وبالطريقة المناسبة وبالشروط الشرعية لأن بعض الناس عنده حساسية فيما يتعلق بذكر حقوق الولاة

بعض الشباب عندهم حساسية في هذا الجانب

ويقولون إن من يذكر وهذا من الغرائب يعني اطلعت على هذا الكلام لابن دقيق العيد في شرحه للأربعين  النووية

 

بعض العلماء : لما يذكر حسن نصح ولاة الأمر بالتي هي أحسن بالضوابط الشرعية يقولون : أنتم تجاملون وربما يقولون أنتم مداهنون أو يقولون : غلاة الطاعة

مع أن هذا هو منهج السلف

 

ابن دقيق العيد يقول : الجمهور يرون أن الإنكار على الولاة  لابد فيه من شروط قال : وضلت طائفة من الغلاة يقولون لينكر على الولاة مطلقا بأي حال من الأحوال لا ينظر إلى أي شرط  إذاً من هم الغلاة  عند ابن دقيق العيد؟

من لا يأخذ بالضوابط الشرعية  في هذا

ولذلك يعني ربما تذكر بعض الأحاديث ولا تفهم حقيقة يعني ربما تسرد بعض الأحاديث

نحن لا نقدس الولاة لكن الشرع نسير حيث سار وعلى حسب ما فهمه السلف

هناك أحاديث ؟ نعم

لكن ما توجيه تلك الأحاديث وما بيانها

هذه الأحاديث يجب أن تربط بالأحاديث الأخرى

ربما يأتي حديث أو حديثان لكنها قد لا تكون مربوطة بالأحاديث الأخرى بل قد يجتز منها

 

يعني من ضمن الأحاديث التي ذكرت :

حديث عبادة  :

 ((  قال ويفعلون ما تنكرون ليس أولئك  عليكم بأئمة  ))

هذا أخرجه الطبراني وقالوا حسنه السيوطي في الجامع والهيثمي في مجمع الزوائد

الحديث حسنه السيوطي وهم ذكروا في معظم الأحاديث تصحيح الألباني ،  الألباني ضعفه لماذا لم يذكروا تضعيف الألباني له ؟

الأمر الآخر : السيوطي عنده تساهل في التحسين

الأمر الثالث :  أن الهيثمي في مجمع الزوائد ما حسنه أبدا بل قال : فيه رجل يقال  له الأعشى بن عبد الرحمن لا أعرفه

فإذاً  الحديث لا يصح

 

أيضا حديث أم سلمة :

 (( سَيَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ , فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ , وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ , وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ فَذَلِكُمُ الْهَالِكُ )) .

 

أكمل الحديث :

 ((قالوا أفلا نقاتلهم يارسول الله ؟ قال : لا ما صلوا ))

أين التتمة

ثم أيضا هنا من أنكر فقد برئ في رواية فقد نجا

ومن أنكر فقد سلم في رواية عند مسلم عكس من أنكر فقد برئ

ومن كره فقد سلم

 

ولذلك : قال قتادة كما عند أبي داود قال : (( ” من أنكر وكره بالقول  ” )) لأن الرواية هنا قالت مخالفا للرواية الأخرى