تفسير البسملة ( 17)

تفسير البسملة ( 17)

مشاهدات: 480

 تفسير البسملة ( 17 )

فضيلة الشيخ  : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حديثنا في الليلة الماضية قد حط رحاله عند أمر تحدث فيه بإسهاب وهو :

أن الكتب السماوية داعية إلى الرحمة وأن كل من غرف من ينابيع هذه الكتب فإن الرحمة تكون في قلبه أكبر وأعظم

ولذا يقول ابن القيم :

” إن كتاب الله هو هدى للجميع للمسلم والكافر بينما صار في حق المؤمنين هدى ورحمة ، وصار في حق الكافر : هدى بلا رحمة “

وهذا واضح جليا من قوله تعالى :

{ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا }

يقول رحمه الله : ” إن الهدى الذي يناله المؤمن من هذا الكتاب يكون في الدنيا وفي الآخرة

في الآخرة أمر معروف ومذكور في كتاب الله عز وجل”

أما في الدنيا :

فإن الحلاوة الإيمانية تكون في القلب

ولذا قال تعالى عن هذا القرآن :

{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ }

{ بِفَضْلِ اللَّهِ }

يعني : الإسلام

برحمته : يعني : القرآن:

{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا }

قال : { فَلْيَفْرَحُوا }

إذًا :

فيه فرح : يفرح المؤمن بهذا القرآن

النبي عليه الصلاة والسلام يقول – كما عند مسلم : (( ذاق طعم الإيمان ))

من ؟

(( من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ))

وقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين:

(( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة  الإيمان))

هذه هي الهداية التي ينالها المسلم من كتاب الله في الدنيا قبل الآخرة وإلا فما وجه قول شيخ الإسلام : ” إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة “

وهي جنة الإيمان

ولذا كان يقول رحمه الله :

” أنا جنتي في صدري أينما رحلت فهي معي : إن حبسوني فخلوة ، وإن قتلوني فشهادة ، وإن أخرجوني من بلدي فسياحة ، والله لو أخرجوني إلى بلاد قبرص لدعوت أهلها فدخلوا في الإسلام “

إيمان

ما الذي جعل بعض السلف يقول :

” مساكين أهل الغفلة خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها !  قيل : ما أطيب  ما فيها ؟ قال : ذكر الله والأنس به  “

إذًا :

هذه هي الهداية التي ينالها المسلم من كتاب الله

بينما الكفار:

ماذا قال عز وجل في أمرهم وفي شأنهم ؟

مع كتاب الله قال تعالى :

آيات كثيرة يكون هذا القرآن حسرة وشقاوة وندامة على هؤلاء :

قال تعالى :

{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ }

ما الذي بعدها ؟

{ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } الإسراء82

وقال تعالى في شأن القرآن :

{ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ }الحاقة50

{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى }

وقال تعالى عن القرآن :

{ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ }

شبه القرآن بالمطر :

لأن المطر به تحيا الأرض

فكذلك  القلوب لا تحيا إلا بالقرآن

فقال عز وجل في وصف المنافقين

{ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ }

ما هي هذه الظلمات ؟

{ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ }

شبه جل وعلا الكفر المذكور في القرآن بأنه ظلمات

وشبه الوعيد الشديد والرهيب الذي في القرآن بأنه بمثابة الرعد

وشبه الحجج والبراهين الساطعة بالبرق

فما شأن هؤلاء مع كتاب الله جل وعلا ؟

{ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ }

لا يريدون أن يسمعوا شيئا من القرآن

لم ؟

لأنهم يقولون : لو سمعنا تأثرنا بهذا القرآن فيعدون هذا التأثر بالقرآن موتا لهم

انظروا :

كيف أصبح القرآن ندامة وحسرة على هؤلاء في  دنياهم قبل أخراهم

وإذا خلا الإنسان من الهدى الموجود في الكتب فإنه يكون قاسي القلب

قال عز وجل عن التوراة :

{ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً }

ما الذي صنعه اليهود ؟

نقضوا العهود

فلما نقضوا العهود ونقضوا التمسك بهذا القرآن خلت الرحمة من قلوبهم

ما الدليل ؟

{ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً }

عيسى : عليه الصلاة والسلام لما اتبعه من اتبعه ماذا قال عز وجل ؟

{ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً }

جمعهم هذا القرآن

لما جاء النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة وجد أن الأوس والخزرج قبيلتان متناحرتان

فلما جاء بهذا الهدى وأشرقت قلوبهم بهذا الهدى غير هذا الهدى من أحوالهم

ولذا قال عز وجل :

{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا }

وقال تعالى :

{ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ }

يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام :

{ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ }

لا يمكن أن تأتلف القلوب بالأمور المادية مطلقا لو ائتلفت حينا من الدهر سرعان ما تزول

لو كانت تلك علاقة مع شخص هذه العلاقة مبينة على مال سرعان ما تزول وتفنى وتذهب

{ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً }وهنا تقف إذا قرأت ثم تكمل :

{ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا } من تلقاء أنفسهم ليست من الله عز وجل

{ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا }

هؤلاء الذين اتبعوا عيسى صارت هناك مودة ورحمة في قلوبهم

لكن هناك طائفة أخرى : ناصبت العداء لعيسى عليه الصلاة والسلام فكفرت به

فماذا قال عز وجل عنها ؟

مبنيا أن الشتات حل بها

قال تعالى :

{ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ }

نسوا نصيبا مما اذكروا به

ما الذي جرى ؟

{ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ }

إذًا :

هذه الكتب تجمع وتلم و لا تفرق  ، تجمع

{ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً }

إذًا :

كتاب موسى رحمة

هدى

الإنجيل هدى

وهذه الآيات مذكورة في كتاب الله ، وأريد أن أقف معها وقفة لأنه قد يؤتى إلى المسلم من حيث لا يشعر فيقال له : لمَ تناصبون العداء أو تقولون : إن ما عليه اليهود باطل وأن ما عليه النصارى باطل ، مع أن الله جل وعلا قد ذكر أن كتبهم هدى ونور:

قال تعالى عن عيسى :

{ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ }

وقال تعالى :

{ إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ }

وقال تعالى :

{ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ{3} مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ }

{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ }

قد يأتي آت ويقول : هذه الكتب فيها هدى

وهنا : : انطلقت دعوة في هذا العصر وهي دعوة :

توحيد الأديان أو التقريب بين الأديان

وهذه دعوة كفرية

لا يجوز أن تقر

ولا يجوز لأحد أن يركن إلى وسائل الإعلام التي  تبث مثل هذه الأشياء يريدون أن يميعوا الدين

وهذه من المصائب التي حلت بالأمة نتيجة الجهل

وإلا فالنبي عليه الصلاة والسلام ماذا قال ؟

قال – كما عند مسلم – قال :

(( من قال : لا إله إلا الله ))

سكت ؟

لا

(( وكفر بما يعبد من دين الله حرم دمه وماله وحسابه على الله عز وجل ))

بمعنى :

أن من قال : لا إله إلا الله وقال : إني لا أقول في دين اليهودية ولا النصرانية شيء أسكت عن ذلك نقول : أنت كافر

لابد أن تكفر بكل ما يعبد من دون الله

إذًا :

دين النصارى باطل

دين اليهودية باطل

نحاورهم هذا أمر

المحاورة معهم هذا أمر من أجل أن نبين لهم عظمة هذا القرآن وقدر هذا الدين :

قال تعالى :

{ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }

{ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }

أما أن تعقد ندوات ومحاضرات ولقاءات من أجل أن تقرب الأديان بعضها إلى بعض هذه  دعوة كفرية كفر صراح

ولذا قال عز وجل :

{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }

وقال تعالى :

{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ }

هذا هو الدين الصحيح

ولذا:

لو كانوا مسلمين ما حاربهم النبي عليه الصلاة والسلام

لو كانوا على حق : ما أخرجهم النبي عليه الصلاة والسلام

أيام كانوا في المدينة

ولذا قال تعالى : { وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ }

يعني : أسلموا

}فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }آل عمران20

دل على أنهم ليسوا على هدى

{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا }  أنتم أيها المسلمون  { فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }

حتى لو جاءت كتبهم من التوراة والإنجيل لم تحرف ولم تمسسها يد فهي منسوخة  بهذا الكتاب :

قال تعالى :

{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ }

ولذا  :

النبي عليه الصلاة والسلام لما رأى مع عمر نسخة من التوراة غضب عليه الصلاة والسلام وقال : (( أمتهوكون أنتم ؟ والله لقد جئتكم بها بيضاء  نقية ، والله لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي ))

جاء في الصحيحين :

أن عيسى عليه الصلاة والسلام في  آخر الزمن ينزل فيحكم بشريعة النبي عليه الصلاة والسلام ما يحكم بشريعة النصارى

المتبع منهم أيام عيسى أو أيام موسى عليه الصلاة والسلام يطلق عليه بأنه مسلم

لكن من أدرك عصرنا ليس بمسلم :

قال تعالى :

{ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }

آل عمران52

ولذا يقول شيخ الإسلام :

إسلام عام

وإسلام خاص

فالإسلام العام :

هو ما كانت عليه الأمم السالفة التي اتبعت أنبياءها عليهم الصلاة والسلام

لكن الإسلام الخاص :

الذي لا يقبل الله إلا هو ، هو الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فنسخ الإسلام الخاص ذلك الإسلام العام

فليتنبه لمثل هذا الأمر

والهدى والرحمة متلازمان

بمعنى : أنك إذا أردت أن تكون رحيما ما الذي عليك ؟

أن تعود إلى كتاب الله عز وجل حتى تكون عندك رحمة

قد تكون هناك رحمة لكنها رحمة ليست مبنية على علم

نعم

مثال :

بعض المفتين يقول  : يجوز الذهاب للسحرة من أجل فك السحر بسحر مثله من باب رحمته بهذا المريض

هذه رحمة ليست مبنية على علم

لم ؟

لأنها مخالفة لصريح قول النبي عليه الصلاة والسلام : (( من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما انزل على محمد ))

إذًا :

هذه رحمة ليست مبنية على علم

لو قلنا : إنه يجوز أن يفك السحر بسحر  مثله : ما الفائدة من القرآن ؟

ما الفائدة من الأذكار ؟

ما الفائدة من قوله تعالى :

{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ }

ما الفائدة من قوله تعالى :

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ }

يونس57

ما الفائدة من  قوله تعالى :

{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ }

كأن هذه الآيات وهذه الأحاديث والأذكار لا قيمة لها ولا قدر ؟

وهذا ليس بصحيح

إذًا :

على هذا علينا أن نبقي بعض السحرة من أجل أن نستفيد منهم

على هذا القول منهم فائدة

كيف والصحابة رضي الله عنهم قتلوا السحرة الذين كانوا في عصورهم :

كعمر

وحفصة

وجندب

لأن السحرة مفسدون في الأرض

إذًا :

يلزم على هذه الفتوى وعلى هذا القول أن نبقي على هؤلاء السحرة

فليتفطن المسلم

ليست أي فتوى تصدر أو تقال أو تذاع تتلقفها الألسن وتستمع إليها الآذان وتطبق

هذه مصيبة

أيضا من الأشياء التي تدل على الإنسان قد يرحم من غير علم :

بعض المفتين يقول :

إخواننا الشيعة إذا تحدث

ليسوا بإخوان لنا

أناس يدعون الأضرحة ويطوفون بها هم إخواننا ؟!

بعض الفتاوى يا إخوان واضحة البطلان

مثل : المساهمة الورقية التي خرجت قبل كم شهر

يعني :أفتى البعض بجوازها

يعني  :يفترض بك يا مسلم أن لا تسأل أحدا

مساهمة تتبنى مثل مجلة سيدتي لا تحتاج إلى أن تسأل فيها مفتي

هذه حرام

كأنك تعين هذه الشركة على أن تنشر الرذيلة والعهر

لا تحتاج إلى فتوى

بعض  المفتين يقول : لا يجوز أن تدعو على دولة بعينها

ليس بصحيح

هذه رحمة من غير علم

نحن لا نحب العداء :

قال تعالى :

{ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ }

لكن :

أن يقال : إنه لا يجوز أن يدعى على دولة كافرة

هذا ليس بصحيح

أين الدليل ؟

بل الدليل يخالف ذلك :

النبي عليه الصلاة والسلام – كما عند البخاري  – قال :

(( اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسنين يوسف ، اللهم عليك برعل  وذكوان ))

خبيب بن عدي كما عند البخاري  – قال عن كفار قريش لما نصبوه وأرادوا أن يصلبوه قال : (( اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم  أحدا ))

في  عصر النبوة

إذًا :

قد تكون هناك رحمة لكن من غير علم واضح أو ثابت

فالشاهد من ذلك :

من أراد أن تكون له الرحمة الحقيقية لابد أن تكون هذه الرحمة مبنية على علم شرعي

إذا لم يكن في القلب علم شرعي لا رحمة

وإذا كانت هناك رحمة من غير علم شرعي فهي  رحمة واهية ليست صادقة

وإنما هي رحمة باطلة

فخلاصة القول :

أن ذكر الهدى والرحمة في الكتب السماوية تدل على هذا المغزى الذي ذكرته لكم

إذا أردت أن يكون قلبك رحيما عليك بالرجوع إلى كتاب الله

إذا أردت أن تكون رحمتك رحمة حقيقة يجب أن تكو ن مبنية هذه الرحمة على علم شرعي

نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى