تفسير البسملة ( 6 )

تفسير البسملة ( 6 )

مشاهدات: 492

تفسير البسملة ( 6 )

تفسير لفظ (( بسم ) ( 5 )

فوائد تحت لفظ ( بسم )

فضيلة الشيخ  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مازال الحديث جاريا حول شرح البسملة :

ومن الفوائد اللغوية في هذه البسملة :

أن قولك بسم :

لا تكتب بالألف بمعنى أنه لا يوجد ألف في الباء

بينما لو قرأت قول الله في سورة العلق :

{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }العلق1

لوجدت فيها ألفا

والسر في ذلك :

أن قول : بسم الله :

تجري دائما على لسان العبد فحذفت هذه الألف تخفيفا في الكتابة

وذلك أن المسلمين جرى أمرهم في قولهم وفي  كتابتهم أن يقولوا بسم الله وأن يكتبوا بسم الله :

فحذفت الألف تخفيفا

أما قوله تعالى :

{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } العلق1

فإن العرف في المسلمين لم يجر بقول هذه الجملة فكان إثبات الألف مناسبا على القاعدة الأساسية

ومن الفوائد اللغوية :

أنك إذا قلت : بسم الله عند الأكل

المراد : آكل  مستعينا بسم الله

عندما تلج البيت هناك شيء  مقدر في نفسك : أدخل وألج بسم الله

حينما تشرب هناك أمر مقدر هو:

أشرب بسم الله

وهلم جرا

لكن هذا الشيء وهذا الفعل المقدر لم يذكر

هو مذكور من حيث اللغة

لكنه حذف

وحذفه لفوائد متعددة منها :

أنك إذا قلت بسم الله ولم تقل قبلها كلمة

الفائدة الأولى :

أن تتبرك بسم الله

فابتداء فعلك أو قولك يكون التبرك ابتداء بسم الله

ثانيا :

أن قولا بسم الله جارية على ألسنة المسلمين

في المأكل

في المشرب

في الدخول للبيت

في الخروج منه

فحذفت هذه الكلمة من أجل أن تعم كل حالة يكون فيها المسلم مبسملا

 

ومن الفوائد :

أنه لا يحسن أن نقدم شيئا على اسم الله

ليكن اسم الله مقدما

وهذا هو الذي ينبغي أن يكون من المسلم

 

ومن الفوائد :

أن يتعلق القلب باسمه جل  وعلا

فإذا قال بسم الله وابتدأ باسمه كان القلب مقبلا على أسمائه جل وعلا فناسب أن يحذف الفعل

 

لكن لو قال قائل :

إن قوله تعالى :

{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }العلق1

قبل بسم الله قدم اقرأ

لمَ لم يكن الكلام : باسم ربك الذي خلق اقرأ

لماذا لم يؤخر الفعل

لماذا قدمه على البسملة ؟

فقد يقول قائل :

إن هذا يناقض ما ذكرتم ؟

فنقول :

إن كلمة { اقْرَأْ } في هذه الآية :

هي أول كلمة نزلت على النبي عليه الصلاة والسلام في  مقام الوحي وفي  مقام النبوة فناسب أن يأتي بهذه الكلمة في ابتداء الكلام من أجل أن يبين وأن يقرر أن العلم له مكانة عالية وأن هذه النبوة وأن هذا معنى أنه لا يتم الدعوة إلى الوحي  وإلى هذا الدين إلا بالعلم

ومتى ما حاز المسلم على هذا العلم فإنه يكون بذلك في مستقبل أمره يكون متبركا باسمه جل وعلا

فلذا ناسب أن يبين بأن العلم له فضل ومكانة وأن هذا الدين ومن بين دين الله التعرف على أسمائه وعلى صفاته فلا يتم هذا إلا بالعلم

ولذا:

كانت أول كلمة في  طريق الوحي { اقْرَأْ } وهذا يدل على فضيلة وعلى منزلة العلم

ولذا قال تعالى :

{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }

 

ومن الفوائد حول قول بسم الله :

أن الباء كما أسلفنا للاستعانة :

يعني : أستعين بأسماء الله جل وعلا

والعبد محتاج حاجة ضرورية ملحة إلى عون من الله وإلا فإن عاقبته الخذلان والخسران

ولذا النبي عليه الصلاة والسلام : قال لمعاذ ذات يوم :

(( يا معاذ إني أحبك ))

ما دلائل المحبة الصادقة ؟

ما علامته ؟

ما سمة محبتك لأخيك المسلم محبة صادقة نافعة حتى تظفر بفضل الخلة والصحبة يوم القيامة؟

ما دلائلها ؟

أهي صداقة ومحبة مبنية على أمر من أمور الدنيا ؟

أو على مصلحة شخصية ؟

أو على قضاء حاجة ؟

كلا

ماذا قال :

(( يا معاذ إني أحبك لا تدعنَّ دبر كل صلاة أن تقول ))

وهذا يدل على أن أعظم ما يقدمه المسلم لأخيه النصيحة له في  دين الله

ولذا :

جعل النبي  عليه الصلاة والسلام الدين كله في النصيحة

سبحان الله !

كما عند مسلم قال : (( الدين النصيحة ))

الدين كله نصيحة

وذلك لأن هذا الدين لا يقوم إلا بالنصيحة وإلا لما أرسل الله الرسل

لماذا أرسل الله عز وجل الرسل عليهم الصلاة والسلام ؟

لكي ينصحوا عباد الله

لماذا أنزل الله الكتب ؟

من أجل أن ينصح الرسل بهذه الكتب عباد الله

أما حديث :

 (( الدين المعاملة ))

فهو من كلام العوام فلا أصل له في سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا ينسب إليه عليه الصلاة والسلام

إنما الوارد : (( الدين النصيحة ))

فقال :

(( يا معاذ  لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول )) ماذا يقول ؟

اللهم أعني .

على ماذا ؟

(( على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ))

وكونه عليه الصلاة والسلام يرشد معاذا أن يقول دبر كل صلاة أن يقول : هذا الدعاء

يدل على احتياج العبد إلى عونه جل وعلا

هذا  دبر كل صلاة

عندنا من الصلاة خمس صلوات في اليوم والليلة

تأتي فاطمة إلى النبي عليه الصلاة والسلام فيقول لها :

(( قولي عند كل صباح ومساء ))

وذلك لأن طرف الليل وطرف النهار  تنقلب فيه أحوال العبد فهو ينتقل من بياض النهار إلى سواد الليل من النور إلى الظلمة أو العكس

ولذا وردت الأذكار الصباحية والمسائية

فماذا قال لها عليه الصلاة والسلام ؟

قال :

(( قولي عند كل صباح ومساء : اللهم يا حي يا قيوم ))

الحي : من أسمائه جل وعلا

والحي يشمل جميع صفاته الذاتية كما قال السلف

والقيوم : يشمل جميع صفاته الفعلية كما قال السلف

إذًا :

كأنها دعت بجميع صفاته جل وعلا الدارجة تحت هذين الاسمين

(( اللهم يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني  كله ))

الشاهد :

(( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ))

نحن ضعفاء

والله لو وكلنا إلى أنفسنا ما أقمنا صلاة ولا أقمنا ذكرا ولا أقمنا عبادة

فلنحمد الله

من اهتدى واستقام على شرع الله فليحمد الله فإنها نعمة من الله عليه لأن أصلنا الضعف

ولذا قال تعالى :

{ وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ } ــ لم  ؟ ـــ { إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } الأحزاب72

قال شيخ الإسلام :

الأصل في بني آدم:

الظلم والجهل

لكن الله يعين عبده فيرتفع عن مقام الظلم والجهل على مقام العلم والعدل

هذه منحة ربانية منه عز وجل

ولذا قال عليه الصلاة والسلام :

(( ما أعطي أحد بعد اليقين خيرا من العافية))

يعني : ما هناك نعمة أفضل من نعمة الدين

يلي نعمة الدين : نعمة العافية

فهي  نعمة منه جل وعلا

ولذا قال تعالى : {فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ }الطور29

وقال عز وجل : {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } الضحى11

فأرشد عليه الصلاة والسلام ابنته فاطمة وهو إرشاد لجميع الأمة ليس خاصا بها وإنما هو شامل لجميع الأمة فيندب لهم أن يقولوا عند كل صباح ومساء  :

(( اللهم يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني  كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ))

لماذا هذا الدعاء عند الصباح والمساء ؟

لأن حال العبد تتغير عند الصباح والمساء

ولذا :

قال عليه الصلاة والسلام – كما عند مسلم – قال :

(( بادروا بالأعمال فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا ))

فنسأل الله أن يثبتنا على دينه

 

فقول :

بسم الله :

يعني : أستعين باسم الله جل وعلا

يأتي ابن القيم رحمه الله بكلام رصين عظيم متين فيحدثنا حول العون :

أعني : عون الله للعبد :

يقول : إن العبد محتاج إلى عون الله في أحكام الأوامر وأحكام النوازل

أحكام الأوامر  :

العبادات :

الصلاة الصيام الزكاة الحج

وسائر العبادات فهو بحاجة إلى عونه

قال :

وهو محتاج إلى عونه في أحكام النوازل :

يعني : المصائب والبلايا التي تلم بالإنسان

وبحاجة إلى أن يمد بعون منه عز وجل

ثم ماذا ؟

قال : فهناك تلازم بين الإعانتين إعانة أحكام الأوامر وأحكام النوازل :

كيف ؟

يقول :

(( من كان قائما بأحكام الأوامر التي هي العبادات أُعين على أحكام النوازل ))

يختصر هذا ويجمل في حديث النبي عليه الصلاة والسلام في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما :

(( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ))

اعرف الله عند أحكام الأوامر يعرفك عند أحكام النوازل

وقد قال عليه الصلاة والسلام :

(( من سره أن يستجيب الله له في الشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء  ))

أنت في رخاء ، في نعمة

نحن الآن في نعمة

في عافية

في أمن  ، في صحة

أموال ، أولاد

خيرات تعلوها خيرات :

{ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا }

ولذا:

 الأمن نعمة منه عز وجل

وكذلك:

 إشباع البطن نعمة من الله

الواجب  علينا:

أن نشكر الله على هاتين النعمتين

وأن نستعين بهاتين النعمتين على طاعته عز وجل

ولذا يقول تعالى :

{ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ }

يعني : لماذا أهلك الله أبرهة ؟

من أجل أن يبقى ما ألفته قريش لهم رحلتان في الشتاء، والصيف :

{ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) }

وقال عز وجل :

{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ }

والله كأن هذه الآية تصدق على واقعنا

نحن في هذه الدولة

الدول التي بجوارنا تتخطف

بينها ما بينها من المشاكل

لكن نحن في نعمة ودعة نسأل الله أن يتمها وأن يحفظها من الزوال

فهاتان النعمتان يجب علينا أن نستعين بهما على طاعته عز وجل :

{ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا }

فنحن في نعم

فيقول ابن القيم :

(( من عرف الله في الرخاء عرفه الله في الشدة ))

وذلك : لأن الإنسان في حالة الرخاء قد هيئت له الأسباب

ولذا قال عليه الصلاة والسلام :

((عبادة في الهرج ))

انظروا : (( عبادة في الهرج ))

ما هو الهرج ؟

القتل

((عبادة في الهرج كهجرة إليّ ))

ما أعظم الهجرة إلى النبي عليه الصلاة والسلام

أثنى الله على المجاهدين في كتابه

لم ؟

لأنهم تركوا أموالهم وأوطانهم لله

لكن لما كانت هذه العبادة ولو قلت في حال الخوف والفزع كانت بمثابة الهجرة للنبي عليه الصلاة والسلام

ولذا قال عليه الصلاة والسلام – كما عند مسلم : (( بادروا بالأعمال ))

لم ؟

انتهزوا الأعمال : ( (فتن كقطع الليل المظلم ))

ولذا:

إبراهيم عليه الصلاة والسلام في أول دعوته

ماذا قال ؟

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا }

قبل أن يدعو لأبنائه بالتوحيد وأن يبقوا عليه

لأن الأمن ركيزة من ركائز إقامة التوحيد وعبادة الله

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ }

فالأمن ضرورة من ضروريات الحياة

فنسأل الله أن يتمها علينا وأن يحفظها وألا يزيلها بذنوبنا ومعاصينا وألا يؤاخذنا بما فعله السفهاء منا

فيقول رحمه الله :

(( من تعرف إلى الله عند أحكام الأوامر أعين على أحكام النوازل ))

ثم انظر إلى هذه العبارة اللطيفة منه :

يقول :

(( إذا كانت أحكام الأوامر قد أوتي بها ظاهرا وباطنا أعين في أحكام النوازل باطنا وظهرا ))

الحمد لله نحن نصلي ، لكن فرق بين صلاة هذا وهذا .

يمكن يصلي شخص كما قال ابن القيم رحمه الله :

(( يصلي شخص ألف ركعة وآخر يصلي ركعتين وما بينهما كما بين السماء والأرض  ))

بمعنى : أن من يصلي ركعتين له من الفضل والمقام والرفعة ما ليس لمن يصلي ألف ركعة

لم ؟

لما في القلب من الإيمان والحضور والانكسار والانطراح بين يدي الله عز وجل

فيقول :

” إذا كانت عبادتك وأوامرك ظاهرا وباطنا قد استحضرتها يقول : إذا نزلت بك النازلة جاء لطف الله “

يلطف الله بك عند النازلة

كيف يلطف به ؟

قال رحمه الله :

” ينسيه هذه المصيبة فيتعلق قلبه بالله فيتحصل من هذا التعلق على حلاوة ولذة تنسيه هذه المصيبة “

ولذا قال العلماء :

إن الإنسان عند نزول المصيبة له حالات :

حالة التسخط :

وهذا حرام

الثاني :

حالة الصبر

وهذا واجب

أن يصبر عند نزول المصيبة

الثالث :

حالة الرضا

وهو أن يرضى بقضاء الله وقدره

لم يتألم

علم أنها من عند الله فقبلها

الحالة الرابعة :

وهي حالة الشكر :

أن يشكر الله على هذه المصيبة

كيف يشكر الله على هذه المصيبة أقلبه ميت ؟

لا قلبه حي

لكنه علم أن هذه المصيبة ما جاءت لتقتله وإنما جاءت لتحييه

فتعلق قلبه بالله فعلم أنه سيتحصل من الله على الجر

لأنه لما صبر أجر

{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

وإنه ليحمد الله أنها لم تكن أعظم

فمن هنا يحصل اللطف  منه جل و علا

إذا كانت العبادة التي قام بها العبد قام بها ظاهرا وباطنا

إذًا :

لنستحضر قلوبنا وجوارحنا حينما نؤدي العبادة

ولذا :

النبي عليه الصلاة والسلام يذكر نفسه ويذكر قلبه ويشرع لنا هذا الذكر في الركوع :يقول :

(( خشع لك سمعي  وبصري  ومخي وعظمي وما استقلت به قدمي لله رب العالمين ))

ممكن أن يقول  : خشعت لك

وهذا يشمل السمع والبصر والمخ والعظام وما استقلت به القدم

ألا يمكن هذا ؟

يمكن

لكنه فصلها عيه الصلاة والسلام لكي يذكر القلب بضرورة خشوع الجوارح لله

ولكي يكثر من التضرع والابتهال لله

فإذًا :

يحصل اللطف حينما نقوم بالعبادة ظاهرا وباطنا

وهناك دعاء قال عنه سماحة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : إنه محرم

يقولون هذا الدعاء يقولون :

(( اللهم إننا لا نسألك رد القضاء ولكننا نسألك اللطف فيه ))

هذه دعوة يقولها البعض لكنها لا تجوز

لو دعوت الله أن يلطف بك حينما ينزل القضاء لا بأس

لكن كونك تقول : ((لا نسألك رد القضاء )) هذا مخالف لحديث النبي عليه الصلاة والسلام : (( لا يرد القدر إلا الدعاء ))

فنحن مأمورون أن نرد القدر بالدعاء

لأن الدعاء من قدر الله

فنحن نرد قدر الله بقدر الله

فهو قدر جل وعلا المصيبة والمحنة وقدر الدعاء

ولذا جاء في إحدى الروايات :

(( أن الدعاء والقدر يتعالجان في السماء أيهما غلب غلب على صاحبه ))

فإذًا :

لا يقول هذا الدعاء لمخالفته حديث النبي  عليه الصلاة والسلام : (( لا يرد القدر إلا الدعاء ))

وذلك :

أن الدعاء مما قدره الله

وذلك أن يقدر عز وجل على هذا العبد مصيبة أن تنزل به

لكن يقدر جل وعلا أيضا في حياة هذا العبد أنه يدعو الله فينصرف هذا البلاء الذي قدر ينصرف عنه بالدعاء الذي قدر

فنحن نرد قدر الله بقدر الله

ولذا عمر رضي الله عنه لما أتى إلى الشام وعلم أن الطاعون قد نزل بها رجع ولم يدخلها

فقال  له أبو عبيدة : يا أمير المؤمنين أفرارا من قدر الله ؟

فقال رضي الله عنه : نفر من قدر الله إلى قدر الله

نحن مأمورون باتخاذ الأسباب لا نلج إلى هذه البلاد التي  نزل بها البلاء

فهذا  من قدر الله

نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره