تفسير سورة البقرة الدرس ( 109 ) [ ولقد جاءكم موسى بالبينات …] الآية ( 92 ) الجزء الثاني

تفسير سورة البقرة الدرس ( 109 ) [ ولقد جاءكم موسى بالبينات …] الآية ( 92 ) الجزء الثاني

مشاهدات: 449

تفسير سورة البقرة ــ الدرس { 109 }

ــــــــــــــــــــــــــ

قوله تعالى :

{ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ {92} }

سورة البقرة ـ الآية { 92 } ــ الجزء الثاني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

قوله تعالى :

{ َلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ {92} }

فمازلنا في ذكر الفوائد المتعلقة بقول الله تعالى : { َلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ {92} }

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــ

أنه مر معنا  أنه في اللغة يجوز أن يحذف الموصوف وتبقى الصفة والدليل هنا : { وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ }  البينات صفة لموصوف محذوف تقديره : ولقد جاءكم موسى بالآيات البينات

لو قال قائل : أيمكن أن يبقى الموصوف وتحذف الصفة يعني عكس هنا ؟

نعم يمكن

قوله تعالى عن الخضر : { وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا }  لما خرق السفينة أنكر عليه موسى عليه السلام فلما أنكر عليه موسى عليه السلام أجاب الخضر فقال{ وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا }

إذًا هو لما خلع منها الألواح لأن ذلك الملك لا يأخذ أي سفينة وإنما يأخذ  السفينة الخالية من العيب

إذًا هنا تقدير يأخذ كل سفينة صاحلة وإلا السفينة موجودة لو كان على ظاهر الآية { وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا } أخذ هذه السفينة سواء كانت معيبة أو غير معيبة لكن لما خلع منها بعض الألواح دل هذا على أنه ليس المقصود أي سفينة  { وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} سفينة صاحلة

السفينة موجود ة صفتها صالحة حذفت

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــ

أن هؤلاء اتخذوا العجل : العجل هو صغير البقر فالعجل الذي اتخذوه يتناسب أو يناسب اسمه صفة هؤلاء  ، ما صفة هؤلاء ؟ العجلة

ولذا اتخذوا العجل

فهؤلاء ليس لهم من صفة التأني شيء وإنما هم من غير تثبت وتروي أقدموا على أن يتخذوا هذا العجل ، هذا العجل من أي شيء أهو من لحم وعظم ودم ؟ الجواب : لا

لماذا قلنا لا مع أن الآية لم تذكر هنا { ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) } لماذا قلتم لا ؟ للآيات الأخرى التي ذكرها الله عن حال هؤلاء مع العجل وسألتكم هذا السؤال من أجل التأكيد على أن القرآن إذا أردت أن تفهم القصة المذكورة فيه أو الحكم المذكور فيه أن تنظر إلى المواضع التي ذكر فهيا ، والعجل ذكر في مواضع متعددة

نأتي إلى هذا العجل من خلال قراءتكم القرآن ونتأمل سويا وما ذكره جل وعلا عن هذا العجل في سورة البقرة وفي سورة الأعراف وفي سورة النساء وفي سورة طه

ولنتأمل : هذا العجل لو سألت مصنوع من ماذا ؟

مصنوع من حلي  ، والدليل قوله تعالى : { وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ }

هو من حلي  ، تلك الحلي من حليهم أضاف الحلي إليهم إذًا هذ الحلي لبني إسرائيل صحيح ؟ لا  ، تلك الحلي استعاروها من القبط ، وإنما أضيفت إليهم باعتبار أنهم يستعملونها ، أضيفت إليهم كما لو أنك استعرت مني هذا القلم وانتفعت به فيصدق أنه قلمك انتفاعا لا تملكا{ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ}  إذًا تلك الحلي استعاروها

الدليل في سورة طه :{ حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا } قال {مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ } وإلا لقالوا من زينتنا أو حلينا ، فدل هذا على أن هذه الحلي مستعارة وليست لهم

 

تلك الحلي التي عمل منها عجل  ، من عمل هذا العجل ؟

السامري كما في سورة طه { فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ }

هذا العجل يصدر صوتا  ، سبحان الله ! يصدر صوتا  ؟

نعم له خوار كما قال عز وجل { وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ } أي له صوت

الصوت هذا ليس صوت هذا العجل إنما هناك فتحة فيه يأتي الهواء فيصدر من خلاله هذا الصوت أو أن الشيطان يصدر صوتا من خلاله حتى يضل هؤلاء

 

سؤال  :

هذا العجل لماذا أقدم عليه السامري ؟

لأن موسى عليه السلام ذهب من أجل أن يأتي بالتوراة ، ولذلك قال تعالى : { وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى {83} قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى {84} قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ {85} }

سبب الضلال هنا أن موسى عليه السلام وعد من قبل الله في ثلاثين يوما

تأخر عنهم عشرة أيام لأنها أضيفت على تلك الأيام الثلاثين : { وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً }

لما تأخر موسى قال السامري لقد أضل موسى ربه وهو هنا بين أيديكم كما قال تعالى في سورة طه :  { فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ }

 

هذا العجل يصدر صوتا ، لكن هل به شيء من الحياة ؟

ليس به شيء من أثر الحياة

{ قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ {95} قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي {96}}

لما أتى جبريل عليه السلام  ورأى فرسه وقال المفسرون أنه لا يضع خفه أو قدمه على شيء إلا حيا أخذ من ذلكم التراب الذي وقعت عليه قدم الفرس شيئا منها { قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ {95} قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي {96} } نبذها على هذا العجل ، لكن ما نوعية هذا التأثير من هذه التربة ؟  الله أعلم

 

هذا العجل ما حال موسى لما علم ؟

رجع ، لكن لما رجع أرجع ومعه التوراة ؟

في سورة طه { وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى {83} قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى {84} قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ {85} فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا } ــ يعني هذه التوراة  ــ { أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ }

أرجع بالتوارة أم لم يرجع ؟ رجع بها ، الدليل في سورة الأعراف :

{ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي }

ما هي الكلمات التي قالها موسى لهم ؟

قال : { قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ }

أيضا من  ضمن الكلمات :

{ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي {86} قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ {87} }

لما رجع موسى بيده التوراة ماذا صار لهذه التوراة

لما رأى موسى ما فعله قومه ألقى الألواح :{ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ} يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( ليس الخبر كالمعاينة إن موسى لما أخبره الله أن قومه عبدوا العجل لم يلق الألواح لكن لما رآهم ألقى الألواح ) فليس الخبر كالمعاينة

ما موقف هارون قبل أن يرجع موسى ؟

{ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي {90} قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى {91}}

إذا فتن العبد فتن { لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ} لأن حب هذا العجل وقر في قلوبهم كما في قوله تعالى {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} يعني أشربوا في قلوبهم حب العجل يعني مثل الشراب الذي يتغلغل في الجوف

كما يقال وهو حديث لكنه ضعيف ( حبك للشيء يعمي ويصم )

الشخص الذي يحب شيئا لا يسمع ولا يبصر يعني تقول له هذا الشيء ينغبي ألا تقدم عليه ينبغي ألا تشتريه لكن من أجل أن الحب قد ملك كيانه كله يعمي بصره حبك للشيء يعمي ويصم

 

لما رجع موسى ما موقفه من أخيه هارون قولا وفعلا ؟

الفعل أخذ برأسه كما في سورة الأعراف ، وأخذ بلحيته كما في سورة طه

ليس إذلالا ، وإنما هذه عادة عندهم من باب الترفق به ، وليس إذلالا

القول الذي قاله موسى لهارون لما رجع :

{ قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا {92} أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي {93} قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي }

هذا الكلام له تفسير:

لأنه قبل أن يذهب إلى الله لأخذ التوراة جعله موسى خليفة على قومه كما قال تعالى في سورة الأعراف : { اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ }

فهو الآن يقول هارون إني خشيت أن تقول لو رجعت وتبعتك وتركتهم على ما هم عليه خشيت أن تقول { فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي }

ما قول موسى  ؟

{ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ }

 

ما حال موسى لما أجابه هارون ؟

في سورة الأعراف :

{ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ } لأن الأم هي محل الشفقة { إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {150} } فهدأت نفس موسى : { قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {151} }

لأن الغضب خف من موسى ، موسى عليه السلام عنده غيرة على الدين

الألواح ألقيت ألقاها في الأرض ، { وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ {154}}

 

بم حكم موسى عليه السلام على من اتخذ العجل ؟

قولا  : { إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ {152} }

إذًا هؤلاء مفترون وسيصابون بذل { إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ {152} }

ما هو الذي الذي أصابهم ؟

الآيات التي مرت معنا في أول هذه السورة :

{ إِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {54}}

إذًا قتل بعضهم لبعض لا شك أنه نوع من الذل ثم هو أيضا نوع من العفو

من عفو الله ان يفتح لك بابا لترجع إليه

ولذلك قال عز وجل في سورة النساء  : { يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ }

مع أنه قتل عفو وأيضا فيه نوع من الذل

ما هو الذل الذي أصاب رئيسهم الذي هيجهم على هذا العجل الذي هو السامري؟

{ قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ } يعني ظل يهيم في الصحراء لا يقرب أحد ولا يمسه أحد

حتى قال بعض المفسرين إنه أصيب بمرض الحمى لا يمسه أحد إلا وقد وعك منها { قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ  } يعني أي واحد يقترب منه يقول :  لا تمسني

 

ما عاقبة العجل  ؟

{ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا }

يعني ليس له قوة بدليل أنه ضعيف ألم يقل جل وعلا : { أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا {89}}

جماد ضعيف

{ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ {148}}

عفا الله عنهم لكن أهناك كلمات صدرت منهم :

{وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {149}}

 

ولذلك لما رمى بهذا العجل نسفه  {وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا}

ما الذي بعدها ؟

{ إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا {98}}

 

نحن بحاجة إلى أهمية قراءة القرآن بتأمل وتدبر فانظروا إلى هذا العجل  وما جرى له وكيف ذكر الله فيه آيات متعددة وفي مواضع متنوعة عن هذا العجل بهذا الأسلوب العظيم