تفسير سورة البقرة الدرس ( 146 ) [ ما ننسخ من آية أو ننسها .. ] الآيتان ( 106 107 ) الجزء الخامس

تفسير سورة البقرة الدرس ( 146 ) [ ما ننسخ من آية أو ننسها .. ] الآيتان ( 106 107 ) الجزء الخامس

مشاهدات: 496

تفسير سورة البقرة  ــ الدرس ( 146 )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله تعالى :

{ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ألَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107) }

سورة البقرة ( 106 ـ 107 ) / الجزء الخامس

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فنكمل ما تبقى من فوائد تحت قوله تعالى :

{ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ألَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107) }

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

تقرير علم الله عز وجل بكل شيء وتقرير علمه بأنه قدير على كل شيء

وهذ الخطاب سواء وجه إلى النبي عليه الصلاة والسلام أو من يصح إليه الخطاب فيه بيان سعة قدرة الله جل وعلا

وانه كما هو جل وعلا قادر على أن يغير في الآيات الكونية هو قادر جل وعلا على أن يغير في الآيات الشرعية فينسخ ما يشاء ويثبت ويبقي ما يشاء

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

أنه قال هنا : {ألَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} يعني هو قدير على كل شيء وهذا يدل على عموم قدرته جل وعلا

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

أن قوله هنا {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} إذا كان المقصود إثبات صفة القدرة أتى بالاسم { قدير} إن كان المقصود الفعل أتى بالاسم { القادر }

وهنا إثبات صفة القدر لله على ما يليق بجلاله وعظمته

لكن إن أراد الفعل أتى بالاسم { القادر } : {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} كما أشار إلى ذلك الشيخ ابن عثيمين

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

أن بعض الناس يقول : الله قادر أو الله على ما يشاء قدير

هنا {ألَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

ليعلم :

أن قول : { إن الله على كل شيء قدير} أبلغ من قول إن الله على كل شيء قادر ، ولذلك قال الشيخ ابن عثيمين قال ” إن الله على ما يشاء قدير”  أو ” قادر ” لا تطلق إلا مقيدة على شيء فتكون جملة { إن الله على كل شيء قدير} أبلغ

الله لما ذكر جمع الناس في يوم القيامة : {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} قيد بماذا ؟ بجمعهم

ذلكم الرجل الذي خرج من النار وكما جاء بذلك الحديث في الصحيح وكان مآله إلى الجنة ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ( قال الله : إني على ما أشاء قادر )

فصيغة : { إن الله على كل شيء قدير } أبلغ من ” إن الله على ما يشاء قدير أو قادر ” لأن قول{ إن الله على كل شيء قدير } تدل على العموم والإطلاق دون التقييد

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

أنه قال هنا{ قَدِيرٌ } إثبات صفة القدرة ، هل هناك فرق بين القوة والقدرة ؟

نعم هناك فرق ، الفرق : أن القوي لا يلزم منه أن يكون  ذا إرادة  ، تقول : حديد قوي لكن له إرادة ؟ لا ، فالقوة تطلق أيضا على من هو له إرادة ومن لا إرادة له  ، مثال على من لا إرادة له كما تقول : الحديد قوي

ولكن أتقول  : الحديد قادر  ، ما تقول هذا

والفرق الثاني : أن القوة صفة تقوم بالقوي من غير ضعف

القوة صفة تقوم بالقوي من غير ضعف ، القدرة صفة تقوم بالقادر من غير عجز  ، إذا أردت ألا تنسى هذا فتذكر قوله تعالى : {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا}

فالقدرة صفة تقوم بالقادر من غير عجز لأنه قال : {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ}

القوة صفة تقوم بالقوي من غير ضعف ، الدليل قوله تعالى : {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً}

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

أن قوله { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ } يدل على أن من يملك له أن يفعل ما يشاء في ملكه إذن لا اعتراض عليه جل وعلا لما ينسخ بعض الآيات ،  لم ؟ لأن له ملك السموات والأرض

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

أنه قال : {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ}

{ لَهُ } : خبر مقدم { مُلْكُ } : مبتدأ مؤخر

مر معنا  في البلاغة أن من أداوت القصر تقديم ما حقه التأخير فدل على أن ملك الأشياء هي بيده جل وعلا

لو قال قائل : المخلوق يملك ؟ نقول يملك لكن ملكه قاصر ، هو من حيث الأصل لا يملك شيئا لو أتاه هذا الشيء قد يذهب من يده ، فملكه قاصر

لو بقي في يده أيجوز له أن يتصرف فيه بما يشاء ؟ لا

محكوم بشرع الله فيما يملكه

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

أنه قال هنا :  { لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ}

{ السَّمَوَاتِ } ما هي ؟

السموات تطلق على السماء المبنية وتطلق على ما علاك ، والمقصود هنا السموات المبنية

وليعلم من حيث اللغة أن كل ما علاك فه وسماء وكل ما هو تحت قدمك فهو أرض ، هذا السقف هذا سماء في اللغة العربية ، لكن المقصود هنا السموات المبنية والأرض المعروفة

س : هل من أسماء الله الساتر ؟

ليس من أسماء الله الساتر وليس من أسماء الله الستار وإنما هو الستير ( إن الله حيي ستير يحب الستر )

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

أنه قال هنا : {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}

انتبه  : قال : {أَلَمْ تَعْلَمْ} الخطاب لشخص أم لجمع ؟ لشخص

في تتمة الآية : {وَمَا لَكُمْ} ولم يقل ” وما لك ” قال {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} هذا يفيدنا بفائدة وهي :

أن الخطاب الموجه للنبي عليه الصلاة والسلام هو خطاب للأمة يعني ما أمر به هو للأمة وليس هناك فرق إلا ما جاء الدليل الصريح من أنه خاص به عليه الصلاة والسلام ، ولذلك ما نقول هذا خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام إلا إذا دل دليل ، فدل على أن أي خطاب موجه له عليه الصلاة والسلام موجه للأمة :

أمثلة :

{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ } الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام{إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ } لم يقل ” إذا طلقت ” أتى بصيغة الجمع

دليل آخر : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {1} قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ}لم يقل لك

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا {1} وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا {2}}

فهذه أدلة تدل على أنه عليه الصلاة والسلام لا يخص بشيء

ولذلك في الصحيح :

لما ظن بعض الصحابة أن هناك خصوصية له لما قال : ( اعلموا أنه لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله قالوا : ولا أنت يارسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل  )

فهي القاعدة الأصولية الشرعية :

أن كل خطاب موجه إلى النبي عليه الصلاة والسلام فهو موجه لنا إلا إذا دل دليل يخصه هو ويستثنى من ذلك

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

أنه قال هنا : {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}

ما الذي يسعى إليه أي إنسان ؟  يسعى إلى أن يأتيه الخير وأن يندفع عنه الشر إما جلب منفعة أو دفع مضرة ،  جلب منفعه إليه ودفع مضرة عنه

ولذلك قال هنا مما يدل على عظم قوة الله قال : { وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ }

نفى الولي ونفى النصير

الولي : هو الذي يساعدك في الخير

النصير : هو الذي يدفع عنك الشر

{وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ } ــ لجلب الخير ـ { وَلَا نَصِيرٍ } لدفع الشر

فهذا يدعوك إلى أن تعلق قلبك بالله لأن البشر كلهم ليس هناك ولي وليس هناك نصير وإن أعطى ابن آدم شيئا أو دفع شيئا فإنه  في حدود ضيقة وقد لا يستمر

 ولذلك :

الشفاعة لما تشفع لشخص الوساطة لما تتوسط لشخص عند مخلوق ماذا  تريد ؟ جلب منفعة أو دفع مضرة

وأيضا من يشفع لك ويتسوط لك هو أيضا يريد منك مستقبلا  العوض إما أن تجلب له منفعة أو تدفع عنه مضرة  ، ولذلك ماذا قال تعالى : {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}

يوم القيامة ما أحد يشفع إلا بإذنه حتى النبي عليه الصلاة والسلام يأتي ويسجد ويفتح الله عيله بمحامد فيقال : ( يا محمد ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع وقل تسمع )

بعد أن يستأذن ، لم ؟

لأن الله هو الغني ما يحتاج إلى أن يأتي شخص ليس كملوك الدنيا

ربما  الوزير يأتي إلى الملك ويشفع مباشرة دون أن يستأذن لأن الملك أو الرئيس عموما هو بحاجة إلى هؤلاء الوزراء لإخباره ما يكون في دولته

فهو يرجو منهم النفع ويرجو منهم أن يدفعوا الضر لأنه مخلوق

لكن الله هو الغني{قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ}

{مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}

ولذلك قال تعالى في سورة النجم :

{وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى {26}}

لأنه هو الغني جل وعلا الغنى المطلق ما يحتاج إلى نفع أحد أو دفع مضرة

ولذلك عليك أن تعلق قلبك بالله ولذلك {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ }

بل أكد على هذا بتأكيد يشمل أي ولي مهما كان هذا المخلوق من العظمة ذكر أنثى عظيم قوي قل ما تشاء  فيه من الصفات :

قال : {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}

” ما ” نافية  و” نصير ” نكرة

قاعدة شرعية : النكرة في سياق النفي تعم يعني ما لكم أي ولي ، ثم أيضا أكد العموم بزيادة { مِنْ } أصل الكلام لو كان في غير القرآن وما لكم من دون الله ولي ولا نصير ، لكن أتى بــ { مِنْ }  الزائدة من باب التنصيص  على نفي عموم وجود ولي أو نصير

لكن لو قال قائل : فيه هناك من ينصر ، المخلوق ينصر المخلوق ؟

فماهو الجواب ؟

الجواب  : أن نصرة المخلوق للمخلوق بسبب جعلها الله تعالى سببا

ولذلك قال تعالى : {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ}

هم سبب لكن لا يعلق ابن آدم قلبه بأي مخلوق مهما كان

وخصوصا أن علاقة المخلوق بالمخلوق وخصوصا في العصور المتأخرة مبناها على المصلحة

ولذلك لو أتيت إلى شخص ولك مقام كبير عنده واستشفعت به عند مخلوق  آخر المرة الأولى يقبل ، تعالى إلى المرة الثانية الثالثة الرابعة

بعض الناس وللأسف يحرم نفسه الخير:

النبي عليه  الصلاة والسلام قال كما في الصحيحين : ( اشفعوا تؤجروا  ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء ) وفي رواية ( ما أحب )

بعض الناس لما يأتيه إنسان ويقول اشفع لي عند فلان يقول : لا

من أجل أن يدخرهذه الشفاعة له ربما أنه يحتاجها في المستقبل

يا أخي اشفع من أول مرة فلعل الله يفتح لك أبوابا الخير من غير ما تحتاج إلى شفاعة أو يدفع عنك من الشر والضر ما هو أعظم  مما بذلته من جاهك

ولذلك الجاه لا يجوز أخذ  العوض عليه

الآن هناك أناس آخرون يأخذون على الجاه عوضا يقول أتوسط لك لكن أريد مالا ولست في تلك الدائرة لأني لو كنت في تلك الدائرة هذه تكون رشوة هذا متفق عليه

لكن هو ليس من الدائرة شخص غريب عن هذه الدائرة ولا يعمل فيها ولا في أي قطاع منها لكنه يعرف ذلك المسؤول فيقول أشفع لك ولكن تعطيني

لا يجوز أن يأخذ إنسان عوضا على جاهه

ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام كما عند أبي داود : ( من شفع لأخيه شفاعة ثم أعطاه هدية فقبلها منه فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا )

الربا لما يأتي إلى الحلال يسقطه ذلكم المال يأتي إلى أجر هذه الشفاعة ويسقطها ويبطلها فلا خير في تلك الشفاعة ، يجب أن تبذل جاهك للمسلمين من غيرعوض ، والعوض يختلف ما هو مال أي شيء مما هو عوض فلا يجوز أن تأخذه على هذه الشفاعة

إنسان يقول عندي قدرة والهيبة ، أدخل على أي مسؤل وأتكلم بأي كلام وأراجع ومعاملات نظير مبلغ ، لا إشكال هذا يسمى بالجعالة

يعني جعل مال على هذا العمل

لكن أنت بمجرد الاتصال أو الذهاب إلى فلان وتقول يافلان أريد أن تتوسط لفلان لكي يعمل فقط بجاهك لا يجوز

ولذلك قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى : ” كما يجب على المسلم أن يصلي وأن يصوم وأن يحج عليه أن يبذل جاهه لإخوانه المسلمين من غير عوض “

لأنه يكون بذلك إذا لم يأخذ عوضا أو مالا يكون ناصحا للأمة

يقول لأنه في المستقبل  وهذا هو واقع والآن واقع يقول في المستقبل هذا في وقته انظر الآن يقع يقول في المستقبل من هو كفء لتلك الوظيفة ينحى لأنه فقير ما عنده مال ليدفع ، ومن ليس بكفء ولا يصلح للأمة ولا يصلح لهذا المكان يقرب ويوضع فيها لأن عنده مالا فيقول تضيع مصالح الأمة

ولذلك ماذا قال عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري :

(( لما قال له رجل يا رسول الله متى الساعة  ؟ قال : إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قال : وما إضاعتها ، قال : إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ))

يفترض أن هذا حق لي آتي إليه من بابه ولا يعترض معترض

ولا يقف شخص وهذه مشكلة ، لم ؟

لأن الناس كما قال عليه الصلاة والسلام عند البخاري : (( يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء من أين أخذ المال أمن حل أمن حرام ))

الآن الناس أهم شيء عندهم المال ، ولذا إذا كنت ذا مال تعظم عند البنوك ولو كنت لا تساوي شيئا ، يعني لما يأتي إليك شخص وهو محتاج ويحتاج إلى شفاعة اشفع له (( صنائع المعروف ــ كما قال عليه الصلاة والسلام ــ تقي مصارع السوء ))

ربما بدعوة من هذا الضعيف المسكين الذي لو أقسم على الله لأبره ربما يدعو لك فيبعد الله عنك من الشرور ما لو دفعت مليارات ما اندفعت

الشفاعة لا يجوز أخذ  المال عليها 

رجل عندك قدرة على الذهاب والإياب ومراجعة المسؤلين وقدرة على  الكلام هذه جعالة لا إشكال فيها

لكن لكونك تعرف فلانا ولك به علاقة وتشفع نظير مبلغ من المال مثل ما يفعل بعض الناس أنقلك من ذلك المكان إلى هذا المكان لكن تعطيني وأعظم المصائب إذا كانت رشوة

فهنا تضيع مصالح الأمة

الناس يتعبون في أقل المعاملات التي يسعون وراءها من أجل فقدان وضياع الأمانة