تفسير سورة البقرة الدرس ( 155 ) [ وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا .. ] الآية ( 111 ) الجزء الأول

تفسير سورة البقرة الدرس ( 155 ) [ وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا .. ] الآية ( 111 ) الجزء الأول

مشاهدات: 573

تفسير سورة البقرة ــ الدرس ( 155 )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله تعالى :

 { وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) }

سورة البقرة ( 111 ) / الجزء الأول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

معنا في هذه الليلة تفسير قوله تعالى :

{ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) }

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــ

أن هؤلاء اليهود وكذلك النصارى ولاسيما اليهود جمعوا بين الكبر والعجب أما كبر هؤلاء فمذكور في آيات كثيرة كقوله تعالى : {اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} هنا فيه إشارة إلى أن هؤلاء أصيبوا بالعجب

والعجب لتعلم أنه شقيق الرياء

العجب هو أن يلحظ الإنسان نفسه فيرى أنها  في مقام العلو والعظمة هذا في  نفسه ، إذا به بعد حين يظهر هذا العلو على الآخرين رياء وسمعة

ولذلك : هذا العجب بريد الكبر

الكبرأعظم لأن الكبر هو أن يحتقر ويزدري الآخرين بينما العجب مازال في محيط باطن الإنسان لم يظهر بعد فإن ظهر فهو الكبر ، ولذلك هذه صفات ذميمة اتسم بها أهل الكتاب من بينها العجب

 

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــ

أن هؤلاء ادعوا شيئا بمجرد القول ولذلك قال تعالى : {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ}

الإنسان يسهل عليه أن يقول لكن أين هو من الفعل فهؤلاء زعموا أنه لا يمكن أن يدخل الجنة إلا من كان من اليهود أو من النصارى هذا قول ادعوه

والشيء بالشيء يذكر كما أن هؤلاء اتسموا بالادعاءات الخالية من البراهين والأدلة فإن بعض المسلمين قد يقع في مثل هذا الأمر ولاسيما في  مثل هذا الزمن

بعض الناس ربما لأن وسائل التواصل منتشرة الآن بعضهم ربما يفتح له صفحة فيزعم أنه عالم أو طالب علم بل ربما أنه يصدر نفسه للمهام العظام المتعلقة بعامة الأمة ثم إذا به يجني على نفسه وعلى الأمة مجرد ادعاء  ولذلك ماذا قال تعالى هنا : {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ}

ولتعلم وهي قاعدة لك :

أي إنسان لأن من يستعلم في هذا الزمن كثر كل يريد أن يصل ولتعلموا أن أسهل طريقة للشهرة ولكسب المال وللوجاهة عند الناس أسهل طريق عن طريق الدين ، ولكن ليس هناك نصف

في حديث أبي هريرة (( أول من تسعر بهم النار ثلاثة )) ــ من بينهم

(( عالم إنما كنت تعلم الناس ليقال إنك عالم ))

هذا وهو عالم فكيف بمن ليس بعالم أصلا ؟

ولذلك قال بعض العلماء في زمنه يقول :  كان يذكر في زمنه لو شاهد زمننا فماذا عسى أن يقول ؟ يقول : ” كانوا فيما مضى يراءون بأعمالهم فأصبحوا الآن يراءون بغير أعمالهم “

هذا قاله قبل مئات السنين ما ظنكم لو حضر في مثل هذا الزمن جهال تصدروا ، ولذلك قاعدة لك في خضم هذا العبث أنا أعتبر أن هذا عبث في المعلومات عبث في المعلومات عبث حتى في السياسة

تجد بعض الناس يقول أنا عالم أنا اجتماعي مختص بالاجتماع أنا مفسرأحلام  ، أنا راقٍ أنا محلل سياسي أنا كذا أنا كذا

ثم إذا به في جميع أوقاته في تواصل مع الناس

هذا ماذا يتسنى له أن يقرأ علما أو أن يقرأ كلام الله ، لا يتسنى له

فضاعت الأوقات فيما لا طائل من ورائه وادعاءات

ولتلعموا : أن من ادعى النبوة وصار لهم أتباع كثر مثل مسيلمة الكذاب وأمثاله فضحوا  ، لماذا ؟

يقول العلماء كما قال ابن أبي العز الحنفي قال : ” لأن النبوة من الله عز وجل فيحفظها ” ، ومن هم ورثة الأنبياء  ؟ العلماء

من يتسلق عن طريق العلم يقول أنا عالم وليس بعالم أو أنه داعية وقال أنا عالم فسيفتضح لا محالة ، لو قال أنا كهربائي مثلا لو قال هذا القول سيأتي في يوم من الأيام وسيكشف فما ظنكم بالعلم  ؟

قاعدة لك :

في مثل هذا العبث أنا أعتبره عبثا وخصوصا في العلم الشرعي لا تأخذ  بكلام أي شخص إلا إذا برهن عليه بالدليل الشرعي من الكتاب ومن السنة  على ما فهمه سلف هذه الأمة

بعض الناس يقول من هم السلف ؟

السلف سهل تعريفهم هم الصحابة الذين فهموا النصوص الشرعية ومن سار على طريقتهم إلى يوم الدين ، قال الله عز وجل : {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } فلا تأخذ إلا بمن أتى بالدليل على مقتضى ما فهمه السلف حتى لا  تزل وحتى لا تضيع ، ولذلك ما عظمت الفتن إلا لأنه لم يعرف العالم من غير العالم ، ومع ذلك سيحصحص الله الحق وسيظهره لا محالة ولو طال الزمن ، ولذلك قال تعالى : {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} أين الدليل : {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}

ثم إن بعض هؤلاء للأسف ممن يتصدر في العلم الشرعي وليس بأهل له لو أراد شخص أن يحضر دروس العلماء قالوا لا دروسهم صعبة. ولو كانت دروسا مطولة ، لا يقل هذا الكلام ، هذا فيه جناية ، هؤلاء جنوا على الأمة، وأنا أنصح أي شاب إذا رأوا فلانا استقام وصلحت حاله أو أراد أن يحضر أي درس من دروس أي عالم من العلماء لا يقل له هذا الكلام 

دع الناس يتعلمون إذا ما تعلموا من الكبار ممن يتعلمون ؟

ولذلك لما عزف الشباب عن تعلم العلم من الكبار أصبحت صحوات تمر بنا

صحوة لكنها عارية من العلم ، وبالتالي سرعان إما أن ينحرف بعض  هؤلاء انحرافا خلقيا وإما أن ينحرف انحرافا فكريا

فالتعلم عند الكبار ، والكبار المقصود منهم هومن يكون عالما بالكتاب والسنة على ما فهمه سلف هذه الآمة

ولذلك يقول بعضهم صعب ، كيف صعب  ؟ حتى لو شرح السنن لو شرح صحيح البخاري ، صحيح مسلم أليس حديثا عن النبي عليه الصلاة والسلام  ؟

ما الذي يفرق بين هذا الحديث الذي عند البخاري أو مسلم أو سنن النسائي أو الترمذي أو أبي داود وابن ماجه ما الذي يفرق بينه وبين الحديث الذي في الأربعين النووية ؟

إذا ظل الشباب  صراحة يستقيم وإذا به هو هو فلان الذي نعرفه قبل عشر سنين ، يأتي إلى موعظة إلى محاضرة ينتهي الأمر ،لابد أن تتعلم ،  الأمة بحاجة إلى العلماء ، صحيح توعية القلوب ووعظ القلوب مطلب حتى بالحديث الذي لا تعلق به بالجنة ولا بالنار فيه موعظة

قال تعالى لما ذكر الآيات المتعلقة بالظهار الظهار حكم شرعي متعلق بالنساء قال : {ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ }

الأحكام الشرعية بها وعظ التوحيد أعظم الوعظ : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}

كل الدين وعظ وأعظم ما توعظ به القلوب هو التوحيد ، ابن القيم لازم شيخه ابن تيمية ست عشرة سنة فقط  في ظل هذه السنوات انظر ماذا يقول ابن حجر لو لم يكن من حسنات ابن تيمية إلا ابن القيم لكفت ، بل هناك من الطلاب الذين كانوا يزاملونه في دروس شيخ الإسلام درسوا عليه كابن كثير وابن رجب والذهبي ، فلابد أن نتنبه

ولذلك بعضهم يجني على الشباب يقول لا تحضر هذه دروس صعبة

سبحان الله  ! دروس صعبة !

دروس في التفسير في كلام الله ، دروس في حديث النبي عليه الصلاة والسلام  صعب ؟ أعتبر هذا جريمة ،   لم    ؟ لأن التفسير من أين ؟

من القرآن

السنة أمر القرآن بأخذها {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ألم يقل الله عز وجل : {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}  كيف تصعب العلم على الناس ؟ لم يخرج أحد عالما{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا }

لا ترى عالما الآن موجودا أو فيما مضى من أنه من حين ما ولد أنه عالم لا يمكن{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} لكن جعل لك مصادر التعلم {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}

لابد أن يتحرك الشاب وأن يتحرك المسلم

تمر بنا فتن ولا ندري ماذا سنستقبله من فتن في السنوات القادمة ؟

ولذلك لما تأتي فتنة مسكين لا علم عنده ولذلك يضيع ،  لم ؟

لأنه لا علم عنده وإن تعلم تعلم أي علم ، ولذلك كما أن اليهود علماء ولم يعملوا بعلمهم وذموا كذلك من قصر في  طلب العلم فإنه يذم شرعا ولاسيما في مثل هذه الأيام في زمن الفتن

ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام : قال ” يقل العلم “ وفي رواية ” يرفع العلم ”  إذا رفع العلم ظهر الجهل ، قال بعدها ” ويظهر الجهل “ ما الذي بعدها ” وتكثر الفتن “ ما الذي بعدها ؟ ” ويكثر الهرج قيل وما الهرج يارسول الله قال  : القتل القتل “

انظروا مسلسلة يرفع العلم ما الذي يحل ؟ الجهل ، إذا حل الجهل كل يتحرك من رأسه من فكره ما عنده علم إذا حل الجهل أتت الفتن وإذا أتت الفتن ولم تطاوع هذا فيما ذهب إليه وهو إذا لم يطاوعك فيما ذهبت إليه حصل بينكم القتل وزهق الدماء وهذا شيء مشاهد الآن في الدول العربية والإسلامية والقريبة منا ، قل أن تفتح إذاعة إلا وتسمع كل ساعة عن قتل 

ولذلك لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل  

ولذلك أرشد النبي عليه الصلاة والسلام في زمن الفتن كما عند مسلم قال ( العبادة في الهرج كهجرة إلي ) من حيث الثواب

فإذن هذا شيء ذكرنا بما ادعته اليهود

العلم الشرعي هو الأساس  ، ما هو العلم الشرعي ؟  هو المبني على الكتاب والسنة ، لا تقل لي قصص لا تقل روايات ، صحيح أنها هي سلسة وسهلة على النفوس لأنها تتلائم مع النفوس لكن ما تفيدك ، سمعت لك قصة قصة

يا إخوان والله أنا رأيت كذا قابلت فلانا ثم ماذا ؟

ماذا قدمت ؟ ماذا فعلت  ؟ وماذا استفدت ؟

ولذلك حذر السلف من القصاص 

ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام (( لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال )) يعني هذا في جانب القصص

الآن في وسائل التواصل تأتيني بعض المقاطع قبل ما آتيكم وهذا مما أقلقني مقطع لشخص لا يليق بأهل المروءة فكيف بمن هو أي مسلم ما يليق به مثل هذا فما ظنكم بمن هو في سمة خير بمن هو يعظ أو يذكر الناس .