تفسير سورة البقرة الدرس ( 161 ) [ وقالت اليهود ليست النصارى على شيء .. ] الآية ( 113 ) الجزء الثاني

تفسير سورة البقرة الدرس ( 161 ) [ وقالت اليهود ليست النصارى على شيء .. ] الآية ( 113 ) الجزء الثاني

مشاهدات: 444

تفسير سورة البقرة ــ الدرس ( 161 )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله تعالى :

{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) }

سورة البقرة ( 113 ) / الجزء الثاني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نكمل تفسير قوله تعالى :

:

{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) }

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــ

أن العداء بين شخصين أو بين قبيلتين أو بين مجموعتين قد يوصل الإنسان إلى أن ينسى المحاسن التي تكون في ذلك الشخص

وهنا واضح جلي فإنه قال هنا : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ} وكلمة ” ليس ”  تفيد النفي يعني نفت اليهود ونفت النصارى أن تكون إحدى الطائفتين على شيء

كلمة { شَيْءٍ } نكرة ، والنكرة في سياق النفي تعم يعني أبطلوا كل شيء عند إحداهما اليهود أبطلت ما لدى النصارى ، والنصارى كذلك ، وهذا يدل على أن النفس البشرية يجب أن يربطها صاحبها بالشرع فإنه وإن صارت هناك عداوة بينك وبين شخص فاحذر من أن تعمم السوء به ، قد يكون لديه من السوء ما لديه لكن أن يكون على وجه العموم فإن هذا من الظلم

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــ

أن من أعطاه الله العلم ليس كحال من لم يعطه ذلك

ولذلك ماذا قال هنا {وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ } فهنا ميزة لهؤلاء ، وهي أنهم علماء والعالم لا يليق به أن يضع نفسه في مقام الجهال ومن باب أولى أن يضع نفسه في مقام السفهاء ، ولذلك ربما أنه يشاهد وهذا شيء منتشر وليس الأمر خفيا ربما بعض من ينتسب إلى الدعوة يخرج مثلا في مقطع لا يليق أن يعمله الجهال أو السفهاء أو من يعمله هم السفهاء والجهال ويخرج بهذه الصورة ، لا ، لا يليق بك

ولذلك بعضهم ربما يخرج بلباس لا يناسب العقلاء فكيف يناسب من ينتسب إلى الدعوة أو ينتسب إلى أنه يوجه الناس ، ولذلك مقام  من لديه علم ليس كمقام غيره وإلا فما الفرق ؟ يعني استوى الجاهل والعالم

ولذلك ابن مسعود ماذا قال : ” لما سئل متى تفشو الفتن ؟

متى تظهر ، والفتن بجملتها عامة ليست الفتن فقط في القتل حتى فتن في  الشبهة وفي الشهوة

قال : ” إذا ساوى الجاهل نفسه بالعالم “

فما ظنكم إذا نزل العالم إلى مقام الجاهل ؟! هذا أسوأ وأردأ ، ولذلك مقام العلماء هذا إن أعددنا هؤلاء من العلماء لكن الناس الآن يصدرون أنفسهم يقولون نحن علماء ربما أنه يأخذ شهادة ربما دكتوراه في أمر ما ، الشهادة لا تدل على علم ؛ لأن الشهادة إن بحثت بحثت في معلومة أو في جزئية من علم واحد أو فن واحد

ولذلك بعض الناس ربما أن يهول أمر بعض الناس هذا دكتور ثم ماذا ؟

لا يقيم الناس بالأوصاف  ، وإنما يقيمون بما يقولون بما يفعلون

ولذلك في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام : ( من بطأ به عمله لم  يسرع به نسبه )

ما تنفع الأنساب ولا الأوصاف والألقاب إذا لم تكن حقيقة اتسمت بتلك الصفة أو بذلك المقام وإلا فإنه لا خير فيما تلقب به لأن الألقاب تزول والمدح يزول لكن الحق يبقى

هذا إن أعددنا هؤلاء علماء لكن للأسف أن هناك كثيرا من هؤلاء يصدرون أنفسهم للعلم وليسوا بعلماء ، يصدرون أنفسهم للدعوة يقولون نحن ندعو بهذه الطريقة

سبحان الله ! ما فائدة الناس لما تخرج مثلا بقميص في بيتك وتصور نفسك وتقول أنا فلان ؟! ماذا سيجنى من هذا المقطع ؟ لا يجنى شيء ، ما الفائدة؟

يخرج مثلا بفانلة وسروال ويقول أنا أدعو الناس هذا ليس بمقام لائق لعموم الناس فكيف بمن ينسب نفسه أنه من أهل الدعوة

وهذا أمر عابر وأنا ذكرته لأنه ليس بخفي وكل منكم اطلع على بعض المقاطع

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــ

أنه قال هنا : { وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ} ما معنى { يَتْلُونَ الْكِتَابَ } ؟

يقرءونه لكنها قراءة من غير عمل كما قال تعالى : {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} يعني مجرد قراءة أومجرد أماني وتمني كما في القول الآخر ، لكن لتعلم أن التلاوة  قد تكون بمعنى العمل ، التلاوة تكون قراءة وتأتي من حيث المعنى بمعنى العمل

قوله تعالى : {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} أثني عليهم ، التلاوة هنا هذه ليست القراءة فقط ، العمل كما قال شيخ الإسلام التلاوة هنا العمل والاتباع ، قال والدليل قوله تعالى : {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا {1} وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا {2}} يعني تبعها ، فتكون التلاوة هنا في الآية التي ستأتي معنا إن شاء الله {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} بمعنى الاتباع وهو العمل

لكن هنا : {وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ} القراءة فقط

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــ

أنه قال : {وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ} أي كتاب ؟  التوراة والإنجيل

لأن كلمة الكتاب تطلق على الكتب فإذن اليهود يقرءون التوراة والنصارى يقرءون الإنجيل ، ومع ذلك لم تفدهم شيئا ، وهذا الشأن يجري على المسلمين : بعض المسلمين عنده هذا القرآن ومع ذلك مجرد قراءة وتلاوة  لكن من حيث العمل والتطبيق لا شيء

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــ

أنه لما قال جل وعلا {وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ} يدل أنه لا يمكن أن يفض  نزاع ولا أن يخلص الناس من هلاك إلا بكتاب من الله ، فإن هؤلاء لو أنهم رجعوا إلى ما في هذه الكتب لما حصل بينهم هذا النزاع والشقاق فإذا كان هذا في التوراة وفي الإنجيل فمن باب أولى القرآن

وما ترى من نزاع وخصام بين المسلمين على مستوى الحكومات أو الأفراد أو الجماعات ما حصل إلا من خلل ذلكم الخلل والنور بين أيديهم ما حصل هذا الخلل إلا ببعدهم عن هذا النور وهو القرآن ، وإلا لو رجعوا إلى القرآن فماذا قال تعالى : {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ } ما العاقبة  ؟  {ذَلِكَ خَيْرٌ}  { خَيْرٌ } مطلق في الدنيا وفي الآخرة خير مطلق في كل شيء {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} يعني أحسن عاقبة لكم إن أخذتم بهذا القرآن عند التنازع

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــ

أنه قال هنا : {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} سبحان الله !

كذلك : الكاف هنا للتشبيه بمعنى مثل يعني مثل قول هؤلاء { قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } يعني هؤلاء العلماء ساووا أنفسهم بالجهال فما قاله الجهال قاله هؤلاء وإذا استوى العالم والجاهل فأصبح العالم مثل الجاهل فماذا يصير للأمة بل ماذا يصير للإنسان فيه يصير له الهلاك

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــ

أنه قال : {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} من هم هؤلاء الذين لا يعلمون ؟ أكثر المفسرين على أنهم هم كفار قريش

وقال بعض العلماء : هم طوائف متناثرة من اليهود والنصارى

قال بعض العلماء قول آخر : هم أمم سابقة قبل اليهود والنصارى

اختار ابن جرير الطبري من أن الآية يدخل فيها هؤلاء كلهم

وقاعدة :

بعض الناس ربما يقرأ في تفسير ابن كثير أو تفسير القرطبي أو الطبري ويجد أقوالا لتعلموا أن معظم هذه الأقوال تحتملها الآية ، بعض الناس يقول ماذا عساني أن آخذ بأي قول في تفسير هذه الآية ، أي قول تحتمله الآية ولا تعارض بين هذه الأقوال فالآية تحتمل هذه الأقوال كلها بمعنى أنك تأخذ بجميع هذه الأقوال ، لو أخذت بقول واحد كفى ، لو أخذت بجميعها وجمعتها مع بعض وفسرت الآية بهذه الأقوال هذا أكمل وأتم ، وهذه قاعدة خذها معك لأن كلام الله عز وجل عام

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــ

أنه قال عز وجل هنا : {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} ، الحكم هنا ما نوعه ؟ حكم جزائي

لتعلم ومر معنا في أمر الله : قلنا إن أمر الله إما أمر كوني قدري ، أو أمر ديني  شرعي  ، كذلك حكم الله : حكم كوني قدري ، وديني شرعي

وما ذكر هناك يذكر هنا :

بمعنى أن حكم الله الكوني القدري لابد أن يقع ولا يلزم أن يكون فيما يحبه الله ، بينما الحكم الديني الشرعي يكون فيما يحبه الله ولا يلزم أن يقع

الدليل على الحكم الشرعي قوله عز وجل : {ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ}

أما الحكم الكوني القدري في سورة يوسف : {فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي}

بعض العلماء يزيد الحكم الجزائي وهو المذكور هنا يعني حكم يجازيهم مع العلم أن الحكم الجزائي ثمرة من ثمرات الحكم الشرعي ، لو قلت إن حكم الله نوعان كوني قدري وشرعي ديني ويكون الحكم الجزائي يكون داخلا في الشرعي ، وإن فصلت فتقول: حكم كوني قدري وحكم شرعي ديني وحكم جزائي ، الحكم الموجود هنا حكم جزائي

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــ

أنه جل وعلا يحكم بينهم أهناك شريك مع الله في هذا الحكم ؟ لا

الدليل : {وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} ، لم ؟ لأنه جل وعلا كامل وعدل

ولذلك قال تعالى : {وَمَا رَبُّكُ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} لا يقع منه الظلم عز وجل لكمال عدله ، هو لا يظلم ، ولذلك في الحديث القدسي في صحيح مسلم : قال : ( إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )

بل سبحان الله ! هو لا يظلم لكمال عدله والدليل : {وَمَا رَبُّكُ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} بل هو جل وعلا لا يريد الظلم ، هو لا يظلم فحسب  ، بل لا يريد الظلم والدليل : {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ} {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ}

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــ

إثبات أن هناك قيامة : {قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}

لو قال قائل : لماذا سميت القيامة بهذا الاسم؟ سميت لاعتبارات مذكورة في القرآن : لأن الناس يقومون لربهم يوم القيامة :

والدليل : {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }

ولذلك سمي يوم القيامة بهذا الاسم لأن الموازين تقام هناك : {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ }

الأمر الثالث : قيام الأشهاد الذين يشهدون في يوم القيامة : {وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــ

أن من طبيعة البشر الاختلاف إلا من رحمه الله ولذلك لا يعجب من الاختلاف ، الاختلاف موجود لكن يجب أن يكون المؤمن حريصا على الاجتماع ولا اجتماع إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة

والدليل على أن الاختلاف موجود : {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ {118} إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} الاستثناء هنا يفيدك بماذا ؟  يفيدك من أن من لا اختلاف عنده هم أهل الرحمة إذن عكسهم هم أهل الشقاء ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام كما في المسند : ( الجماعة رحمة والفرقة عذاب )

ولذلك : من يحرص  وهذا يمكن أن يكون قاعدة لك لأن الكلام يكثر في اختلاف الناس ، إذا رأيت العالم الذي يقول أنا عالم إذا رأيته يحب اجتماع الكلمة واتحاد الصف فهو من الموفقين ومن أهل السنة والجماعة ، لكن إن رأيت من يثير الفتن ويثير الناس على حكوماتهم أو على أمرائهم أو يثير بعضهم على بعض فاعلم بأنه صاحب هوى

ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام كما في السنن لما ذكر أن الأمة تفترق  على ثلاث وسبعين فرقة قال : ( كلها في النار إلا واحدة ، قالوا يا رسول الله ما هي ؟ قال : الجماعة )

في الحديث الآخر : ( على مثل ما أنا عليه وأصحابي  )

إذن : من يحرص على الجماعة هو متبع للحديث الآخر ( على مثل ما أنا عليه وأصحابي ) هو متبع لمن ؟ للنبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه

من رأيت من يزعزع الناس ويثير الفتن ويتصيد الأخطاء ويعظم الأخطاء لأن الآن تعظم الأخطاء ما يقع مما يقع من هذه الدولة من أخطاء تعظم وتفظع إلى درجة أن بعضهم يحكم بالكفر ، بينما هو لو ذهب إلى بعض  البلدان وبلدان معروفة وفيها من الزنا الفاضح وشرب الخمور الواضحة وفيها ما فيها إذا به يطمس عينيه بل الأدهى والأمر أنه يثني عليها

ما محل الثناء هناك ومحل الذم هنا ؟

لا نقر بالخطأ ، الخطأ يعالج والذنب يعالج لكن بالطرق الشرعية وأنزلوا الناس منازلهم ، ولست ملزما بأن يهتدي الناس لو لم يستجب لك أهم شيء أن تبرئ ذمتك بخطاب ببرقية باتصال برسالة تبرأ ذمتك بهذا الأمر ، لكن أن يفظع ويعظم ما لدى هذه الدولة من أخطاء مع أنها هي الدولة الوحيدة التي تطبق التوحيد ، إن وجد خلل الخلل لا يسلم منه أحد نحن في بيوتنا عندنا أبناء وبنات لدى هؤلاء من الأخطاء ما لم نستطع أن نقوم أخطاء بعضهم  ، وهذا ليس تبريرا لإيقاع الخطأ أو التمادي به لكن يعالج بالطريقة الشرعية ولاسيما في مثل هذه الأيام والسنوات ، لكن أن تعظم الأخطاء وأن تبرز الأخطاء هذا من الخطورة بمكان ولاسيما في زمن الفتن

ألم تعلموا أنه ورد في السنن ( أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى أن تقطع الأيدي  في السفر في الغزو )

يعني لو سرق إنسان في السفر في الغزو لا تقطع يده حتى يرجع المسلمون   لم ؟

لأنه لو قطعت يده هنا أثيرت الفتن والفرقة والأمة بحاجة إلى أن تجتمع

ضد من ؟ ضد عدوهم  ، أما أن يكون الأعداء متربصين بنا في هذه الدولة من كل جانب ثم إذا بنا يطعن بعضنا في هذه الدولة وحتى من الناس وللأسف نصبوا أنفسهم علماء أو دعاة أو وعاظ ، هذا من الخطورة بمكان

لأنه إن حصل خلل في الأمن والله لن نجتمع هنا

مثل ما قال الشيخ ابن عثيمين يقول أنا لا أدعي معرفة المصالح والمفاسد  لكن يقول : ” انظروا إلى واقع غيركم “هو يتحدث عن فتن وقعت في وقته

يقول : ” انظروا إلى الواقع ” الواقع يشهد بهذا

والله لو رأى واقع بلدان المسلمين الآن ماذا عساه أن يقول ؟ انظروا ماذا يحدث في العراق في سوريا في ليبيا يريدون الأمن مع أنها من أغنى الدول من حيث الثروات ، حتى قال بعضهم قرأت له في بعض المقالات وهو محلل سياسي يقول إن لم تجتمع كلمة الليبيين فهذا البلد لا يكون بلدا لنا سنخرج منه وسنهاجر منه

أيحب أحد أن يهاجر من بلده ؟ هذا خطير

ولذلك الوطن كما قال شيخ الإسلام من حيث الفطرة الناس مجبولون على حب الوطن مثل هذا يجب أن ينبه ويتنبه إليه ، نحن بحاجة إلى اجتماع الكلمة مع ولاة الأمر ، ولا نسمع لأن هناك من يريد إثارة الشر

وبعض الناس مسكين جاهل ربما أنه في قلبه شيء ، لا قدر الله لو اختل أمن الآن يمكن بعضنا يتعب من الصلاة من كثرة ما في بطنه من المأكولات والمشروبات

والله لو اختل الأمن ما تجد كسرة خبزة ، وأنت في بلد خصوصا في نجد ما عندك مياه وأنا لا أقول هذه الأشياء من أن الإنسان ليس متوكلا على الله ، لا ، لكن هذا معتقد أهل السنة والجماعة ، فلا يجوز الخروج على الولاة وكما قال الشيخ ابن عثيمين والآيات والنصوص الشرعية تدل على هذا

لا يمكن أن يخرج الناس على ولاة أمورهم بالسيوف أول ما يبدأون بالكلام إذا رأيت أي شخص لا تنظر إليه والله فلان الدكتور فلان العالم فلان الداعية كذا أو كذا من أنه يقول والله بخست حقوقنا أو ضيعت حقوقنا أو مقدراتنا هذا داعية شر داعية فتن داعية بلاء وامحتان

الآن نساؤنا في بيوتنا والحمد لله ، تنتهك أعراض في بلدان حولنا العراق من أغنى الدول الآن يشربون من مياه المجاري ، وحل محلهم من يجز الروءس  جزا كأنه يذبح الشياه ، الأمر خطير جدا ، فليتنبه العاقل

لا يأخذه الهوى ولا يأخذه دعاة التفنة من التحريض على الولاة وما شابه ذلك فإن في هذا من الخطورة ما فيه

 

ولذلك  قال السلف : ”  الفتنة يعرفها العالم قبل أن تقع فإذا وقعت عرفها الجاهل والعالم ” وإذا وقعت ما ينفع

الآن أين المياه التي نشربها تأتينا من الجيبل ونحن في الرياض

تموت هلكى والله تصبح أعظم من الصومال أنا لا أقول هذا من باب أن الأمن أو الخير بيد الحكام  ، لا ، لكن هذا دين ، الأمر يجب أن يتنبه إليه

بل حتى الشيخ ابن باز نص بهذا اللفظ من أن الحاكم لو كان كافرا وليس للناس القدرة على إزاحته إلا بزهق الأراوح وانتهاك الأعراض فلا يجوز

الصبر عليه أولى

قيام الشعائر  ، قيام الخير هذا مما نحتاج إليه

وأنا أقول هذا ديانة لله وإبراء للذمة أقول حافظوا على مقدراتكم هنا لتبقى لكم نعم الدين من الصلاة وما شابه ذلك

يعني الواحد الآن لو شاء أن يركب سيارته ومعه عشر من النساء وطاف المملكة من الشرق وإلى الجنوب وإلى الغرب وإلى الشمال وليس معه شيء لا سلاح حتى ولا سكين لاستطاع ، وهي مترامية الأطراف ، هذه نعمة فلنحافظ عليها

وكما قال ابن مسعود كما في صحيح مسلم : ” والسعيد من وعظ بغيره  “

خرجوا يقولون نريد الأمن والكل والملايين في بلدان كانت غنية والآن يتمنون لقمة يسدون بها جوعتهم وجوعة عيالهم بل يتمنون الأمن

فلنتنبه لهذا الأمر