تفسير سورة البقرة الدرس ( 25 ) [ وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل .. الآية ( 30 ) ] الجزء الثالث

تفسير سورة البقرة الدرس ( 25 ) [ وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل .. الآية ( 30 ) ] الجزء الثالث

مشاهدات: 430

تفسير سورة البقرة  ـ الدرس الخامس والعشرون

تفسير قوله تعالى :

{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) }

البقرة30/  الجزء الثالث

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله تعالى :

{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) }

 

ــــــــــــــــ   ـــــــــــــ

 

من فوائد هذه الآية :

 

أن الواو المذكورة هنا { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } الواو حالية فكوننا نسبح بحمدك ونقدسلك فكيف تجعل هذا المخلوق خليفة ونحن أولى بذلك منه ومعلومٌ أن الملائكة عليهم السلام أنهم لا يفترون عن تسبيح الله عز وجل { يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ }

ولذلك أخذ العلماء أنهم لا يأكلون و لا يشربون لأن الوقت كله مستغرق في التسبيح ولذلك لما قدم إليهم إبراهيم عليه السلام العجل الحنيذ لم يأكلوا منه فدل هذا على أن الملائكة في طاعة مستمرة لله عز وجل .

من فوائد هذه الآية :

أن من أفضل ما يذكر الله به عز وجل أن يقول العبد سبحان الله وبحمده والدليل هنا

{ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ }

في حديث أبي ذر رضي الله عنه كما في صحيح مسلم قالوا يا رسول الله ما أفضل الذكر فقال صلى الله عليه وسلم ما اصطفاه الله لملائكته (سبحان الله وبحمده) ما الذي اصطفاه الله لملائكته؟

ما ذكر هنا { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ }

ولذا صح عنه عليه الصلاة والسلام أن قول ( سبحان الله وبحمده ) تغرس له نخلة في الجنة)

بل صح عنه عليه الصلاة والسلام قوله ( من ظنَّ ـ أي من بخل ـ بالليل أن يكابده وبالمال أن ينفقه )

(المال محبوب وإنفاقه عسير على النفس ومكابدة الصلاة بالليل وترك الفراش مع برودة الجو ومع تعب الإنسان أيضا عسير

إذًا ما الحل ؟

قال (من ظن بالليل أن يكابده وبالمال أن ينفقه فعليه بسبحان الله وبحمده ) ما أسهلها وما أيسرها ولكن الموفق من وفقه الله عز وجل إذًا لا تتعب نفسك قل (سبحان الله وبحمده , سبحان الله وبحمده…….. ) نخيل تغرس في الجنة بمثابة من كابد الليل وأنفق المال .

من فوائد هذه الآية :

أن هذه الكلمة (سبحان الله وبحمده) { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ }

أنها اشتملت على أمرين :

الأمر الأول : أن فيها تنزيهاً لله عز وجل عما لا يليق به وهو التسبيح .

الأمر الثاني : أن فيها وصفا لله عز وجل بصفات الكمال وهذا ما يسمى عند العلماء بالتخلية قبل التحلية . كيف ؟

ولله المثل الأعلى لو أن شخصاً قبل أن يغتسل لبس ثوبه النظيف وتعطر ثمَّ لما لبس هذا الثوب وتعطر أغتسل !! مناسب ؟

ما هو الألذ والأحسن ؟

أنه يخلي جسمه من الشوائب بالاغتسال فإذا خلى جسمه من الشوائب هنا يأتي التحلية وذلك بلبس الثوب النظيف و التعطر .

( التخلية قبل التحلية ) لها أمثلة هنا :

{ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ }سبحان الله :هذا تخلية تنزيه الله عز وجل عن ما لا يليق به

وبحمده :إثبات صفات الكمال لله عز وجل .

ولذلك بين السجدتين ماذا نقول ؟          

(رب اغفر لي وارحمني )

( رب اغفر لي ) : تخليص من الذنوب

إذا خلصت من الذنوب (ارحمني) تأتي التحلية

ولذلك لا يمكن أن يكون الإنسان مؤمنا بالله في توحيد الأسماء والصفات إلا بالنفي والإثبات .

نفي ماذا ؟ ما لا يليق به سبحانه وتعالى .

إثبات : إثبات ما يليق به مما ذكر في كتابه أو في سنة رسول صلى الله عليه وسلم.

الدليل هنا { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ }

 (نُسَبِّحُ) والثانية (بِحَمْدِكَ).

ولذلك قوله عز وجل { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ } نفي ماذا ؟ نفى الله عز وجل عن نفسه أن يظلم . فقط

كذا لا يصلح ؟

(نفى عن نفسه الظلم) لا بد أن تكمل (لكمال عدله) أما كون الإنسان يقول (نفى الله عز وجل عن نفسه) ويسكت هذاخطأ  هو نفى ولكن أين الإثبات ؟ (لكمال عدله ).

{ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ } نفى عن نفسه عز وجل النعاس والنوم المستغرق لمَّ ؟

لكمال حياته وقيوميته

{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ }  لمَّ ؟ { لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ } .

من فوائد هذه الآية :

أن الواو هنا { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ } تسمى بـ(واو) الملابسة كيف ؟

يعني نحن نسبح وننزهك يا الله متلبسين في ثنايا هذا التنزيه بحمدك وهو إثبات صفات الكمال لك .

من فوائد هذه الآية :

{ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ }

ما هو التسبيح ؟

تنزيه الله عن ما لا يليق به .

يلزم من هذا التسبيح أن تكون مستمراً في تنزيهه عز وجل .

ولذلك ماذا قال عز وجل في سورة المزمل { إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا } يعني لك في النهار جريا وسعيا مستمرا في طلب معيشتك يلزم من الجريان في التسبيح أن يكون جاريا في تنزيه الله عز وجل عن ما لا يليق به .

 

من فوائد هذه الآية :

أن التقديس معناه التطهير والتعظيم { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } مع تنزيهه عز وجل و إثبات المحامد له يأتي التعظيم .

انتبه!! { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ } تنزيه الله عز وجل عن ما لا يليق به و{ بِحَمْدِكَ } إثبات صفات الكمال له.

إذًا من انتفت عنه الصفات الذميمة وثبتت له الصفات العظيمة  ألا يعظم ؟ بلى .

ماذا نقول بعد الصلاة ؟

( سبحان الله و الحمد لله والله أكبر )

(سبحان الله) تنزيه الله عز وجل عن ما لا يليق به .

(الحمد لله) إثبات صفات الكمال له عز وجل .

إذًا بعدها (الله أكبر) نكبرك ونعظمك يا الله , وفي الختام من أعظم التعظيم أن يعظم الله بالتوحيد ولذلك في ختام المائة ماذا نقول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد كل شيء قدير) .

من أذكار الركوع والسجود (سبحان ربي العظيم) غيره ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك)

(سبوح قدوس رب الملائكة و الروح ) كما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده (سبوح قدوس رب الملائكة و الروح )

(سبوح قدوس) يتوافق مع ما جاء في الآية { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }

سبوح : تنزيه لله عز وجل عن ما لا يليق به .

قدوس : تعظيم الله عز وجل .

فيكون المعنى في غير القرآن (ونحن نسبح بحمدك ونقدسك) تكون اللام زائدة ويسميها بعض العلماء (صلة) من باب تلطيف العبارة .

وإلا فليس هناك شيء زائد في القرآن هو زائد من ناحية الإعراب ولكن من حيث المعنى فليست هناك كلمة وليس هناك حرف في كتاب الله عز وجل إلا وله فائدة.

الزيادة تؤكد المعنى يعني (نحن نسبح بحمدك ونقدسك) وكلا المعنيين صحيح .

 

من فوائد هذه الآية :

 

{ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }هناك حذف (ونقدس لك أنفسنا) يعني نطهر أنفسنا لك يا الله .

كيف يتم التطهير ؟ بترك الذنوب (والملائكة لا يعصون الله عز وجل )

ويكون بماذا ؟ (بذكره وبعبادته).

إذًا إذا أردت أن تتطهر لله عز وجل فما هو الطريق ؟ ترك الذنوب وفعل الطاعة .

سبحان الله كيف التوافق هذا لأنه لا يمكن لأي شخص يقدس الله ويعظم الله أعظم التعظيم إلا إذا طهر نفسه .

ولذا كلما أكثر الإنسان من طاعة الله ومن عبادة الله كان أكثر لله ذكرا لمَّ ؟

لأنه طهر نفسه ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم (كان يذكر الله على كل أحيانه) لأنه طهر قلبه وبدنه لله عز وجل بترك ما يسخطه وبفعل ما يحبه عز وجل , ولذلك يجد الإنسان حينها حلاوة

ففي الصحيحين قوله عليه الصلاة والسلام ( ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان ) [الإيمان فيه حلاوة ولا حلاوة إلا بالتطهير ولا حلاوة إلا بمحبة الله ولا تحصل لك محبة لله إلا بتطهير نفسك من الشوائب] أن يكون الله ورسول أحب إليه مما سواهما) ومحبة المحبوب تكمن في ماذا؟ ولله المثل الأعلى

من أحب شخصاً ألا يكثر من ذكره؟ بلى

ألا يحرص على ترك ما يغضبه؟ بلى

ألا يحرص على فعل ما يحبه؟ بلى.

إذًا لا يمكن للإنسان أن يصل إلى محبة الله عز وجل بوجود هذه الحلاوة من المحبة إلا بتعظيم الله ولا تعظيم لله إلا إذا خلص الإنسان نفسه من الشوائب

ولذلك ابن مسعود رضي الله عنه لما أتاه رجل قال يا أبا عبد الرحمن لا نستطيع قيام الليل قال (أقعدتكم وقيدتكم ذنوبكم) .

ولذا من أحب شخصاً أحب كلامه فإذا أردت أن تقيس محبة الله عز وجل في قلبك فانظر إلى محبتك لقراءة كلامه , ولذلك يقول عثمان رضي الله عنه (هذا الكلام مؤيد للتطهير والتقديس) قال ( لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم) .

 

من فوائد هذه الآية :

{ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } بيان علم الله عز وجل المحيط بكل شيء وأن الملائكة مع ما لديهم من القدرة العظيمة الفائقة إلا أنهم يجهلون ولذلك قال عز وجل { إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } هم ماذا قالوا ؟

قالوا كيف تجعل في الأرض خليفة ؟

ما الحكمة من ذلك مع أننا نسبح بحمدك ونقدس لك ؟

أمثالنا لا يعصي في الأرض بينما هذا الخليفة تعصي ذريته وتفسد في الأرض فقال عز وجل { إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ }.

سبحان الله !

قصور علم الخلق حتى عند الملائكة ولذا لو أن الإنسان نظر في بادئ الأمر في الآدميين في بني البشر قال ما الفائدة من خلقي!! (زنا , سرقة , قتل ,أخذ للأموال ..) ؟

إذًا ما الحكمة ؟

فلو كانت الملائكة موجودة على الأرض لما جرى ما جرى من هذا الفساد ؟ أليس كذلك ؟! ولكن لله عز وجل علم بشأن هذه الخليفة  إذ تحصل هناك من المصالح العظمى ما تفوق هذه المفاسد .

ولذلك قد يأتي إنسان ويقول لماذا خلق الله إبليس ؟

الجواب يتوافق مع ما سيذكر هنا .

قال تعالى { إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } يعني بوجود هذا البشر على هذه الأرض يتبين الصادق من الكاذب

المؤمن من غير المؤمن

تفعل محبوبات لله عز وجل من الصلاة والصيام و الزكاة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ولذا لو لم توجد الذنوب والمعاصي لما وجد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولما وجد الجهاد في سبيل الله فمصالح خلقه عز وجل للبشر بجعلهم في الأرض تفوق ما يحصل منهم من مفاسد.

ولذلك خلقه عز وجل لإبليس هو نفس الجواب هو هو .

 

من فوائد هذه الآية :

أن الله عز وجل لا يخلق شرا محضّا أبدًا

لتعلم أن الله خالق كل شيء لا يمكن لأي شيء سواء كان فساداً أو إفساداً أو صلاحاً أو إصلاحا

لايمكن أن يقع شيء في الكون إلا بأمر الله وقد خلقه الله { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ }

{ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ  }  { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } كل شيء

لكن لما تقع العبادة هذا خيرٌ محض لكن لما تقع سرقة أو يقع ذنب يبغضه الله أليس شرا؟ لكن ليس شرا محضا لكن فيه خير باعتبارات أخرى إما لذات الشخص أو لغيره .

أما قول النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم كما في حديث دعاء الاستفتاح دعاء علي ( والشر ليس إليك )

يعني لا ينسب الشر إلى الله تأدبًا .

وإلا فلتعلم !! وهذه عقيدة المسلم ومن لم يؤمن بها فهو كافر أن الله خلق كل شيء خلق الشر وخلق الخير ولكن لا ينسب إليه الشر تأدباً معه ولكن لا يخلق الشر لذات الشر أبدا يخلق الشر لخير

مثل ما خلق هذا البشر وهو الخليفة وجعله في الأرض أليس مفسداً في الأرض أليس سفاكا في الأرض ؟؟

لكن هناك المصالح الكثيرة .

إذًا ما خلقه لذات الشر قد يذنب الإنسان ذنباً أليس شرا ؟ بلى يمكن أن يكون هذا الذنب تغييراً لحاله يجعل هذا الذنب بين عينيه فيكون أخضع لله عز وجل قبل أن يفعل هذا الذنب

آدم عليه السلام لما عصى الله كيف حاله لما تاب الله عليه ؟

{ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) }

المرض شر أليس كذلك ؟ لما ينزل هذا المرض ويكون على نفس مطمئنة ألا يؤجر ؟ بلى .

ألم يوعك النبي صلى الله عليه وسلم كما يوعك الرجلان منا كما جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه لمَّ ؟

لرفعة درجاته عليه الصلاة والسلام .

بعض الناس قد يتسخط من المرض أين الخير ؟ الخير باعتبارات أخرى لأن من يرى أن ذلك المرض وذلك البلاء نزل بذلك الطاغية المفسد فأقعده في الأرض و أذل غيره ممن هو على شاكلته !! يتعض أليس مصلحة ؟ بلى

مثال على ذلك ولله المثل الأعلى

لما يصاب ابنك بمرض فيعجز الأطباء عن علاجه وقالوا ليس له علاج إلا الكي قالوا لا بد لك أن تكويه  كيَّك له

هذا الفعل ذاته شر مؤذي لكن للاعتبارات و الآثار الطيبة التي تكون بعد الكي تفعل هذا .

ولذا من رحمته عز وجل أن ينزل البلاء في الأرض حتى يتوب المذنبون حتى يعود المخالفون حتى يتعظ المتعظون .

و أنا أعرف شخصاً يقول عنه أحد أصحابه لم يدع ذنباً من الذنوب إلا فعله و كان من الأثرياء وأعرف هذا الشخص وكان لا يشهد الصلاة معنا في ذلك الجامع قبل أن  أحضر هنا فأصيب بمرض السرطان الرجل انقلبت أحواله

ثرائه الذي كان ينفقه في الشر أنفقه في الخير بنى مسجداً من أول الناس حضور للصلاة و أخر الناس خروجا من المسجد صار هذا البلاء رحمة له

سبحان الله

لله في ذلك حكمة والله يا إخوان إن هذا الرجل استأصلت منه أمعاء ومازال حياً و أنا أعرفه قبل أن أحضر هنا بثمان سنوات ووجودي هنا اثنتي عشرة سنة يعني له الآن عشرون سنة الرجل لا يتعاطى  علاجاً أبدا , سبحان الله أول ما نزل البلاء مصيبة شر لكن ما الذي أعقبه ؟ بالخير له بالدنيا وفي الآخرة و أعرف أنه متكفل بحلقات تحفيظ يعني خيرٌ على خير فإذًا ما أصابك من شيء مما يلائمك أو لا يلائمك فاحمد الله عز وجل عليه .

إذًا خلاصة القول { قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ }