تفسير سورة البقرة ـ الدرس ( 46 )
تفسير قوله تعالى :
(( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ{51} ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{52} ))
الجزء الأول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإنه عز وجل لما ذكر وذكّر بني إسرائيل بنعمته إذ أغرق
فرعون ومن معه ونجَّى موسى ومن معه
وكان ذلك اليوم الذي أغرق فيه فرعون هو يوم ماذا ؟
يوم عاشوراء
وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم
بعد ذلك قال تعالى :
((وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ{51} ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{52} ))
قبل أن أدخل في فوائد هذه الآية :
((وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ{51} ))
أحب أن أقرر لكم بعض ما يتعلق بحال بني إسرائيل بعد أن نجَّاهم الله من الغرق
لأنك لما تقرأ كلام الله تجد أنه ذكر في سورة الأعراف ما لم يذكر هنا في سورة البقرة
وذكر في سورة طه وفي غيرها من السور ما جرى لبني إسرائيل بعد أن أغرق الله فرعون ونجَّى موسى ومن معه
فموسى عليه السلام لما نجاه الله ومن معه من الغرق وهذه نعمة وسبقتها نعمة أخرى أنه نجَّى أبناءهم من القتل ونجَّى نساءهم من الاستبقاء للخدمة
ومنّ الله على السحرة فرأوا وأبصروا بقلوبهم وبأعينهم أن موسى ليس بساحر لأنهم يعرفون السحر
ولذلك :
لما آمن مع موسى هؤلاء السحرة ومن معه من قومه ما الذي جرى ؟
لما دخل في البحر وجرى ما جرى مما ذكرناه لكم في الدرس الماضي انطلقوا
انطلقوا إلى أين ؟
انطلقوا وفي طريقهم رأوا قوما يعبدون الأصنام : ((وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ ))
بعد أن نجاهم الله
((وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ{138} إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ )) يعني هلكى
(( مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{139} قَالَ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ{140} ))
ما الذي بعدها ؟
((وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ ))
(( وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ{141}))
فطلبوا من موسى أن يتخذ لهم أصناما يعبدونها كما يعبد هؤلاء هذه الأصنام فرد عليهم موسى عليه السلام بما رد عليهم
بعدها طلبوا من موسى أن يكون لهم كتاب يبصرهم ويعلمهم فطلب موسى من الله عز وجل أن ينزل عليه الكتاب
فماذا قال عز وجل هنا ؟
(وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً )
يعني :
بعد أربعين ليلة لتأتيني يا موسى لتأخذ هذا الكتاب ليست أربعين من أول الأمر ، هي ثلاثين وزيد عشرة كما في سورة الأعراف :
((وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ))
هنا عندنا :
((وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ))
تفصيلها أين ؟
في سورة الأعراف :
جمهور المفسرين يقولون : إن هذه الثلاثين هي شهر ذي القعدة والعشر تمام ذي الحجة
لم ؟
ليتهيأ موسى لربه عز وجل ومن معه
لم ؟
لأن هذا الكتاب هو كلام الله والتوراة كلام الله
وكلام الله يحتاج إلى نفوس متهيئة
ولذلك قال تعالى :
(( لا يمسه إلا المطهرون ))
أي القرآن
قال شيخ الإسلام :
” كلما كان القلب أطهر كلما كان أفهم لكلام الله “
ومتى يكون القلب طاهرا ؟
إذا خلا مما يغضب الله
ولذلك قول عثمان :
” لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم “
ولذا إذا أقبل الإنسان على الطاعة كلما زادته هذه الطاعة إقبالا على كلام الله
لكن لو أنه مشغول في هذه الدنيا ينصرف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فليتهيأ موسى لهذا الأمر
فلما انقضت المدة أمر موسى أخاه هارون أن يكون خليفة على بني إسرائيل من بعده
كان موسى عليه السلام مطالبا بأن يأتي وقومه لأخذ هذه التوراة لكن أخلفهم من أجل أن يتقرب إلى الله بالسير إليه في أول الأمر قبل غيره
ولذلك قال في سورة طه :
((وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى{83} قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى{84} ))
فاستخلفه
ولكن قومه ماذا صنعوا ؟
عبدوا العجل
كان عندهم حلي وهذا الحلي جمعوه وإذا برجل يقال له السامري لما أتى جبريل ليأخذ موسى ليأخذ التوراة ورأى أن أثر جبريل لا يمشي على شيء إلا حيا أخذ تربة من هذه الأرض فأخذ هذه التربة وإذا به يلقي هذه التربة
((فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي{96} ))
على هذه الحلي
فماذا أصبحت هذه الحلي؟
عجل له خوار
ولذلك :
قال : ((قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ {85} فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً ))
يعني بهذه التوراة
(أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ )
ولذلك لما خرج وأصبح لهذا العجل صوتا ماذا قال السامري ؟
((فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ{88} ))
نسي موسى أن هذا إلهه فذهب يبحث عنه
لكن هارون عليه السلام :
((وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي{90} قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى{91} ))
لما رجع موسى رجع ومعه الألواح ولذلك لما كانت معه الألواح لم يلقها
في سورة الأعراف :
((وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ ))
ولذلك قال عيه الصلاة والسلام :
” ليس الخبر كالمعاينة “
هذا حديث ” ليس الخبر كالمعاينة ” إن موسى لما أخبره الله بأن قومه عبدوا العجل لم يلق الألواح فلما أتاهم ورآهم ألقى الألواح فليس الخبر كالمعاينة “
((وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ))
فاستعطفه هارون :
((قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }الأعراف150
ولذلك في سورة الأعراف أيضا قال له موسى قال لهارون :
(وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) الأعراف142
وكان موسى لما ذهب إلى الله كلمه الله لما كلمه الله أحب أن يرى الله
{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }
الأعراف143
إذا كان هذا الجبل بقوته لم يستطع أن يتحمل لرؤيتي فكيف أنت يا موسى الضعيف في هذه الدنيا ؟
وإلا فسوف يراه في الآخرة
فعفا موسى عن أخيه واخرج السامري
ولذلك هارون كلمهم بخطاب العقل
يعني :
هذا العجل :
((أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً{89} ))
{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ } الأعراف148
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فما الذي جرى ؟
عبدوا العجل :
(قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ{95} قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي{96} قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ )
معناها يعني :
اذهب ولا تختلط بالناس كما هجر النبي عليه الصلاة والسلام كعب بن مال وصاحبيه خمسين ليلة كذلك أنت مبعد إلى يوم القيامة
وقال بعض المفسرين :
إن الله ابتلاه وابتلى غيره أن هذا السامري لا يمس أحدا ولا يمسه أحد إلا أصابه بالحمى كلما أتاه أحد قال لا تمسني
فماذا فعل موسى عليه السلام ؟
حرق هذا العجل وألقاه في البحر
((وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً{97} ))
ثم قال :
(( إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً {98} ))
أرادوا أن يتوبوا كما سيأتي معنا
ولذلك في سورة الأعراف :
{وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }الأعراف149
في الآيات التي معنا في سورة البقرة :
((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ ))
توبتهم أن يقتل بعضهم بعضا
ففعلوا
إذاً :
أراد موسى أن يأخذ هؤلاء التوراة
ما أخذوا التوراة مع أن التوراة بأيديهم ما أخذوها
سبحان الله !
أسأل الله لي ولكم صلاح السرائر
يعني :
القوم رأوا من العجائب ما رأوا :
ــ كيف أنقذوا من فرعون ونجوا من البحر وأهلك عدوهم
ــ كيف أتى موسى بالبينات فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين
ــ عبروا البحر وطلبوا أن يعبدوا غير الله
ذهب موسى وعبدوا العجل
سبحان الله !
لكن هي على القلوب
لا تقل دلائل ولا براهين هي على القلوب
أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ذهبوا معه إلى تبوك في شدة الحر
لأن قلوبهم صالحة ما تريد التعنت إيمان عظيم
ولذلك قال تعالى :
({لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ )
أصلح القلب :
((فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً{18} وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً{19} ))
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } الأنفال70
صلاح السرائر
إن أصلح الله لك سريرتك أفلحت
هذا الكتاب قالوا : لن نأخذ به
فماذا صنع الله ؟
رفع الجبل
{وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأعراف171
لا ينصعون إلا بالشدة الجبل فوقهم إن لم تأخذوا بهذا الكتاب
فلما تابوا
انظروا :
يعني :
ما فيه كما يقول العوام : إلا ربك
يعني :
توكل على الله لا تملك لنفسك نفعا ولا ضرا
أراد موسى أن يعتذر إلى الله مما صنع قومه فاختار سبعين من أخيارهم :
((وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا ))
قالوا : نريد أن نرى الله
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ } البقرة55
في سورة الأعراف :
((وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ))
قبل أن نآتيك
((فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ{155} وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ{156} ))
فخروا مصعوقين
هل ماتوا أم أنها غشية سيأتى معنا
والأقرب أنها موتة أماتهم الله
ولذلك بعدها :
{ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة56
وإذا بالقوم هم القوم لا تغيير