تفسير سورة البقرة الدرس ( 51 ) [ وإذ قال موسى لقومه ياقوم إنكم ظلمتم … ] الآية ( 54 ) الجزء الثاني

تفسير سورة البقرة الدرس ( 51 ) [ وإذ قال موسى لقومه ياقوم إنكم ظلمتم … ] الآية ( 54 ) الجزء الثاني

مشاهدات: 466

تفسير سورة البقرة ـ الدرس ( 51 )

تفسير قوله تعالى :

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{54}}

البقرة  54 ــ الجزء الثاني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نكمل ما تبقى من فوائد تحت هذه الآية الكريمة :

((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{54} )))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من فوائد هذه الآية الكريمة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن على المسلم أن يتعاهد قلبه من الترسُبات في البيئة القديمة التي كان يعيش فيها ، فإن القلب إذا خلا من التعلق بالبيئة السابقة المظلمة فإن انتقاله إلى البيئة الصالحة يكون انتقالا طيبا ومستقرا وشامخا لا يتزعزع ، لكن إن كان في القلب ميل ممن استقام وله تعلق بما مضى من بيئة سواء من شخص أو فعل أو نحو ذلك فإنه ربما يأتيه الشيطان في غفلة منه فيوقعه فيما هو محبب إليه مما مضى والدليل :

هنا : بنو إسرائيل لما في قلوبهم من الترسبات القديمة

بعد أن جاوزوا البحر :

((وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ))

أنكر عليهم :

((قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ{138} إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{139} قَالَ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ{140}))

ومع هذا بعد هذه الموعظة من موسى عليه السلام لهم ثم لما ذهب لكي يتلقى التوراة من الله وقعوا فيما رغبوا فيه بعد مجاوزة البحر

 

ولذلك بعض الناس قد يستقيم ويكون له أصحاب من السابقين :

هنا سد الأبواب أو أنه اعتاد على معصية فيما مضى ، معصية قد شغف بها قلبه فعليه أن يتعاهد قلبه في التخلص منها لأنه ربما في أي لحظة من اللحظات يعود ولابد أن تجعل الفاصل الحازم

يعني :

مثل ما قال الشاعر :

لا تقطعنْ ذنب الأفعى وترسلَها     

إن كنت شهما فأتبع رأسَها الذنبَ

 

ولذلك في الصحيحين :

كعب بن مالك :

لما تخلف عن غزوة تبوك ومعه صاحباه وهجره النبي عليه الصلاة والسلام أربعين ليلة هي مدة خمسون ليلة لما أتت الليلة الأربعون إذا برسالة من ملك غسان في الشام : “

كعب بن مالك شاعر له مكانته

 

رسالة من ملك غسان في الشام :

” لقد بلغنا أن صاحبك قد جافاك فالحق بنا نواسك “

فتحت الأبواب

أين ؟ في الشام

الهواء العليل الأرض المباركة الخضروات الأشجار

بينما المدينة موبؤة بالحمى

وأين ؟

عند ملك ويعرض عليه الدنيا ويعرض عليه أن يقربه

فلما قرأها كعب بن مالك قال :

”  والله إن هذا من البلاء فقام إلى التنور وفي مكان النار

قال :  ” فسجرتها فيه “

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

لا تفتح بابا

 

 

ولذلك في الحديث  الصحيح :

 

أن الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا فقذف الله في قلبه التوبة فقال : دلوني

فدلوه على عابد لكن ليس بعالم فلما سمع بأنه قتل تسعة وتسعين نفسا استعظم قال : ليس لك توبة

هذا من الجهل

وهذا يدل على أن الجهل يقتل نفسه

فقتله فكمل به المائة فدل على عالم فقال هذا العالم : ومن يحول بينك وبين التوبة ولكن فيه أمر :

(( اذهب إلى أرض كذا وكذا فإن بها قوما يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ))

 

انتبه :

البيئة السابقة احذر منها

ولذلك :

حتى ما يتعلق بالمكان ليس بالأشخاص لأنه ما أمر أن يترك أرضه إلى الأرض الأخرى إلا لسوء  في أشخاص ليس  في الأرض مع ذلك الأرض لو علق بها شيء  من خبث  الشيطان فلا تقعد بها

 

ولذلك:

عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين لما قفل من غزوة خيبر وبلغ بهم الجهد ناموا عن صلاة الفجر حتى طلعت عليهم الشمس

فقال عليه الصلاة والسلام: ” ارتحلوا عن هذا المكان “

وفي رواية :

(( إن الشيطان قد حضرنا في هذا المكان ))

وفي رواية عند أبي داود :

” ارتحلوا عن هذا المكان الذي أصابتكم فيها الغفلة “

مع أنه ليس بأيديهم ناموا بعذر

ومع ذلك لتبتعد عن مسالك الشيطان

 

ولذلك :

بعض الناس يمكن في هذا العصر من الشباب يبتلى بهذه الأجهزة اللاب توب أو الأجهزة الذكية فيها مقاطع في اليوتيوب في التويتر أشياء كثيرة فيها خير وفيها  شر والشر فيها أكثر

وإذا رأى من نفسه أنه سينتقل فليحذف البرنامج بأكمله ولا يبقيه عنده

دينك أهم شيء فانتبه

 

الآن بنو إسرائيل :

بقيت ترسبات من البيئة السابقة ومع  ذلك عبدوا العجل لما ذهب موسى ليتلقى التوراة من الله .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن فوائد هذه الآية :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن التوبة خير للبشر ولو كانت قتلا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لأن توبة بني إسرائيل كانت القتل

ومع ذلك قال : ((ذلكم خير لكم ))

خير لكم عند بارئكم

لم ؟

لأن الدنيا لو ذهبت تبقى الحياة السرمدية التي لا تفنى ولا تبيد ومع ذلك لو كانت توبة الإنسان حتى يعود القلب نقيا صافيا  بالقتل لكانت خيرا فكيف بأمة محمد عليه الصلاة والسلام وتوبتها ماذا ؟

ما أسهلها

ومع ذلك يتعاجز البعض

 

بل إن البعض هو شر ليس على نفسه حتى على غيره

يعني :

لما يتصفح الإنسان في اليوتيوب يجد بعض الناس يضع في بعض المنتديات مقطعا خليعا ويقول : وضعت لكم هذا المقطع

يا أخي يكفي أنك ابتليت بالشر وبالسيئات أتبلي غيرك بالشر  وبالسيئات حتى يكون عليك مثل ما يكون عليهم  ؟ 1!

 

بعض الناس مثل ما يقول ابن القيم : ” بعض الناس إذا استمرأ المعصية فعلها من غير لذة “

هكذا

مجرد أنه فعلها يقول : احذر من المعصية فإن المعصية اذا استقرت في القلب فإن صاحبها يفعلها من غير لذة يجدها

كما يفعل بعض الناس  .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنه قال : ( (ذلكم خير لكم عند بارئكم ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لم يقل : (( عنده ) حتى يرجع الضمير إلى الله :

((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ )) الذي هو الله

وذكرنا الفرق بين البارئ  والخالق والمصور

بعدها قال :

((ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ  ))

لم يقل : ذلكم خير لكم عنده

هذا يسمى عند البلاغيين في اللغة العربية ما يسمى :

بالإظهار في مقام الإضمار:

للاهتمام بهذا الشيء  الذي أظهر

يعني : لما ظهر الاسم وهو بارئكم مرة أخرى كان في ذلك تعظيم لهذا الاسم

 

يعني :

أعطيكم دليلا آخر سيأتي معنا إن شاء الله بعد آيات قوله عز وجل : {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }البقرة59

لم يقل فأنزلنا عليهم

الضمير يعود عليهم

 

لماذا أظهر هنا في مقام الإضمار ؟

لبيان تحقير وخطورة الظلم

لا نقرأ القرآن هكذا

لابد أن نتأمل

ولذلك قال : (( ذلكم خير لكم عند بارئكم ))

ثم قال :

(( فتاب  عليكم ))

هنا فيه حذف :

ذلكم خير لكم عند بارئكم ففعلوا فتاب عليهم

هنا إيجاز قصر ففعلوا انظروا : لو تأملت الآية :

(( ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم ))

أين فعلهم  ؟ هل فعلوا ؟

لو تتأمل تجد أن هناك كلمة قد أوجز ذكرها

وهذا يجعل مثل هذه الوقفات أحيانا

مثل ما ذكرنا الإظهار في مقام الإضمار أو العكس من فوائدها :

أنه يجعل المسلم إذا تلا القرآن  يقف عند كل كلمة

 

ولذلك:

الصحابة ما ملَّت قلوبهم ولا خلت أيديهم من المصاحف

لم ؟

لأنهم يجدون الحلاوة واللذة في ذلك

يقول إبراهيم بن أدهم رحمه الله ـ هذا من زهاد البصرة لأن بعض الناس يرى أن الحلاوة عند الملوك والرؤساء قصور  وسيارات وأثاث وسفاريات    و         و

لم ؟

لأننا لم نذق حلاوة ما ذاقه أولئك

يقول إبراهيم بن أدهم :

” والله لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم من نعيم الطاعة لجالدونا عليه بالسيوف “

ما هي  القضية قضية مال

يعني :

النبي عليه الصلاة والسلام يعرض عليه الغنى تعرض عليه بطحاء مكة ذهبا وفضة فيقول : لا يا رب أشبع يوما فأشكرك وأجوع يوما فأتضرع إليك “

السعادة ليست والله في مال ولا قصور ولا ما شابه ذلك لأنها حقيقة واقعية لأنك لو سألت من يسكن بعض القصور ألا تطمح نفسك أن تنتقل من هذا القصر إلى قصر فلان الذي هو أجمل

قال :  أريد

 

فالشاهد من هذا :

أن على المسلم أن يتأمل كلام الله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــ

أنهم قتلوا أنفسهم كيف كان هذا القتل ؟

بعضهم قتل بعضا وليس معنى ذلك أن الإنسان يقتل نفسه لأن ذكر النفس في القرآن إما أن تكون للنفس ذاتها أو لأخيك المسلم

ولذلك هنا : ((فاقتلوا أنفسكم ))

يعني : كل يقتل الآخر

قوله عز وجل : (( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب ))

ألمز الإنسان نفسه ؟

وإنما يلمز أخاه ، فأخوك المسلم بمثابة نفسك

ولذلك :

في الصحيحين :

(( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بيان فضل الله على البشر إذ إنه يحب التوبة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولذلك تاب عليهم وعلل (( إنه هو التواب الرحيم ))

الله تواب ؟

نعم

ولذلك أتى بصيغة المبالغة على وزن الفعال يحب من عباده أن يتوبوا

ولذلك يوصف العبد بأنه تواب

((إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ )) البقرة222

إذاً :

هو جل وعلا يقبل التوبة ويحبها من عبده ويأمر عبده بأن يتوب إليه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن الفوائد:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن التوبة من الله نوعان :

توبة الله على العبد على نوعين :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذن وتوفيق

واعتداد وقبول

بعض الناس يتمنى أن يتوب لكن ما يوفق إذاً : لابد من القسم الأول : إذن من الله وتوفيق لهذا العبد

بعض الناس يتوب لكن ما يقبل منه : قبول واعتداد

فتوبة الله على العبد على نوعين :

إذن وتوفيق

واعتداد وقبول

ولذلك كررت التوبة في سورة التوبة :

{لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة117

أول الآية : توبة

آخر الآية : توبة

كررت التوبة مرتين :

إذن وتوفيق وقبول واعتداد

من تخلف وهم الثلاثة :

{وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }التوبة118

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنه ذكر التواب ولذلك في الآية الأخرى :

(وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ))

في سورة التوبة :

{أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }التوبة104

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن ذكر ” الرحيم ”  بعد التواب يدل على ماذا ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

(( إنه هو التواب الرحيم ))

يدل على أن التوبة رحمة من الله بهذا العبد

فالتوبة رحمة من الله بعبده إذا وفق لها وقبلت منه

 

ولذلك :

أتى بضمير الفصل :قال : (( إنه هو ))

لو قال : إنه التواب الرحيم في غير القرآن استقام المعنى

لكن : (( إنه هو التواب الرحيم ))

هذا ضمير الفصل يسمى بضمير الفصل عند البلاغيين هذا الضمير يفيد الحصر والتوكيد على أنه جل وعلا  هو لا غيره جل وعلا

هو التواب وهو الرحيم الذي توبته على عبده ورحمته بعبده عز وجل هي على وجه الكمال

لاشك أن العبد تواب والعبد يرحم

 

سبحان الله !

رحمة منه عز وجل وفضل : (( إنه هو التواب الرحيم ))

سبحان الله !

تذنب بقدر من الله فتتوب

التوبة نعمة

رحمك الله بهذه التوبة نعمة

لا يقتصر الأمر على هذا

بل إذا تبت حق التوبة فإن الله يحبك مع أنك عصيته في أول الأمر

كيف ؟

يسر الله لك أن تتوب

ورحمك بعد هذه التوبة

وبعد هذه التوبة الصادقة يحبك الله

الدليل :

((  إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ{12} إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ {13} وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ{14} ))

لماذا أتى بالودود بعد الغفور؟

 

قال العلماء رحمهم الله : لبيان أن من تاب من الذنب يكون محبوبا عند الله  بل إن الله يفرح بتوبة العبد كما جاءت بذلك الأحاديث

ولذلك ق يكون هناك ترابط بين الاسمين كما هنا : (( إنه هو التواب الرحيم )) ((وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ{14} ))

ولذلك قوله عز وجل من باب الاقتران بين الاسمين نستفيد منها لما يأتي اسمان لله مقترنان لنستفد من ذلك

قوله عز وجل : {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً{148} إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً {149} } النساء148

قال العلماء:

هذا فيه دليل على ان أفضل العفو هو العفو عند المقدرة : ((أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً{149}} النساء148

دل هذا على أن العفو عند المقدرة من أحسن ما يكون