تفسير سورة البقرة الدرس ( 60 ) [ إن الذين آمنوا والذين هادوا … ] الآية ( 62 ) الجزء الثاني

تفسير سورة البقرة الدرس ( 60 ) [ إن الذين آمنوا والذين هادوا … ] الآية ( 62 ) الجزء الثاني

مشاهدات: 571

تفسير سورة البقرة ـ الدرس ( 60 )

قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

البقرة62 (2)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشيخ زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــ

فمازلنا في ذكر فوائد قوله تعالى :

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } البقرة62

ـــــــــــــــــــ

فمن فوائد هذه الآية الكريمة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذكرنا فيما مضى أن الله ذكر أربع طوائف :

((الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ ))

في سورة المائدة ذكر أمر هؤلاء الطوائف الأربع :

((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى )) رفعت الصابئون في سورة المائدة  بينما هي في سورة البقرة بالنصب ولكن العدد هو هو

في سورة الحج ذكر الله ست طوائف :

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج17

قلنا لكم :

إن الطوائف تقسم إلى ثلاثة أقسام:

طائفة سعيدة سعادة محضة وهم : المؤمنون

طائفة شقية شقاء محضا : وهم المجوس والمشركون

طائفة منها ما هو سعيد ومنها ما هو شقي

السعيد والشقي يكمن في  طوائف  من ؟

في اليهود والنصارى والصابئين

ذكرت الست الطوائف في سورة الحج لأن المقصود من ذكرهم أن الله يفصل بينهم يوم القيامة الفصل العدل

 ولذلك قال :

((إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج17

أما هنا في سورة البقرة وكذلك في سورة المائدة هنا ذكرت أربع طوائف

لم ؟

لأن هذه الأربع منها طائفة سعيدة سعادة محضة وهم المؤمنون

و اليهود والنصارى والصابئون منهم السعداء ومنهم الأشقياء

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــ

لماذا سموا اليهود بهذا الاسم ؟

لماذا سميت النصارى بهذا الاسم ؟

أخذ في  الدرس الماضي

لماذا سميت تلك الطائفة وهم الصابئون بهذا الاسم ؟

من هم الصابئون ؟

من هم الصابئة ؟

الصابئة اختلف فيها المفسرون

منهم من قال فرقة من النصارى

ومنهم من قال هي  فرقة بين اليهودية والمجوسية

وذكروا أقوالا كثيرة

وذكر ذلك ابن القيم في  كتابه أحكام أهل الذمة وذكر كلاما جميلا عن هذه الطائفة

الصابئ في  معناه عند العرب :

هو الخارج عن الدين

ولذلك :

إذا أسلم من أسلم يقولون : صابئ

يعني خرج من دينهم

 

قال رحمه الله : تلك الطائفة المسماة من الصابئة خرجوا من الأديان كلها وهم لا يلزمون الناس باتباع  الأنبياء وإنما يقولون : الأنبياء وسيلة لتحصيل الصفات الحميدة الطيبة ولذا لو أن الإنسان تحصل على تلك الصفات الطيبة من أي ملة من الملل من غير الأنبياء لكان سعيدا

ولذلك سموا بهذا الاسم لأنهم لا دين لهم لأنهم خرجوا من الأديان

إذاً :

ما حال هؤلاء ؟

يقول رحمه الله : الصابئة نوعان :

صابئة حنفاء من سار على الملة الحنفية

وصابئة مشركة

وبالتالي فإن تلك الطائفة الصابئة الخارجة عن الأديان إذا كانت مؤمنة بالله وباليوم الآخر فإن لها ذلك الثواب المذكور

 في آخر الآيات :

((فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )) البقرة62

هم خرجوا من الأديان هذا في وصفهم العام لكن لا يكون مفلحا سعيدا إلا إذا آمن  بالله واليوم الآخر وبالأنبياء لأنه لا سبيل للفلاح لفلاح العبد إلا باتباع الأنبياء وإلا فكيف يهتدي الإنسان إلى الخير ويحذر من الشر

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــ

أنه قال هنا : ((والصابئين )) بالنصب عطفا على الاسم الموصول الذين وعطفا على النصارى وعطفا على اليهود

قال في سورة المائدة :

((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى ))

رفعت هنا لأن الواو هنا استئنافية كأن الكلام استأنف من جديد لأهمية هذا الموضوع  بما أن هذه الطائفة ليست يهودية لها كتاب وليست نصرانية لها كتاب وإنما هي طائفة خرجت من الأديان كلها هنا أتى بفصلها عما مضى من أجل التأكيد على أن هذه الطائفة متى ما آمنت بالله وباليوم الآخر فإن ثواب الله يشملها

ولذلك قد يفصل الشيء عن توابعه لو كان مرفوعا يفصل عن المنصوبات أو كان منصوبا يفصل عن المرفوعات

من باب التأكيد على أهمية هذا الشيء

 وأدلة هنا في سورة البقرة :

 {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } البقرة177

للاهتمام بشأن من أوفى بالعهد

كذلك حال المنصوب  مع المرفوعات

 كما قال تعالى :

{لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً } النساء162

نصب المقيمين الصلاة

لأهمية هذا الشيء

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــ

أسأل الله لي  ولكم حسن الختام

لأنه قال هنا: (( من آمن بالله واليوم الآخر ))

لما ذكر تلك الطوائف ذكر من بينهم من آمن

من آمن : لا يصدق  عليه ذلك الثواب إلا أن يموت على ذلك الإيمان لأنه لو كان مؤمنا ثم كان في آخر حياته غير مؤمن فإنه لا يظفر بذلك ولذلك كررت كلمة الإيمان

((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ))  ثم قال في ثناياها ((مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً ))

يعني ماتوا على الإيمان

ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري :

 (( إنما الأعمال بالخواتيم ))

خواتيم ماذا ؟

الإيمان

ولذلك في دعاء الجنازة :

اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان

مما يدل على أن الإيمان أعظم درجة

ولذلك في أول حياة الإنسان يكون مسلما ثم معه إيمان يصحح ذلك الإسلام

ليس إسلاما مجردا وإلا كان منافقا فلابد مع هذا الإسلام من إيمان يصحح إسلامه

لكن هذا فيه إشارة وتنبيه إلى أن ابن آدم عليه كلما تقدمت به السنون أن يحرص  على أعماله الطيبة

 

ولذلك :

في  دعاء الجنازة : اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام

هذه البداية ربما يعتري الإنسان ما يعتريه من ذنوب وخطايا

لكن انتبه كلما تقدمت بك السنوات

 

ولذلك :

حديث النبي صلى الله عليه وسلم في السنن :

 (( أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين )

عند البخاري :

(( أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة ))

يعني : الثلث كما قال النبي عليه الصلاة والسلام والثلث كثير كما في الصحيحين

فلو أتيت إلى حالنا يفترض  أن تقسم هذه الحياة إلى أثلاث :

العشرون الأولى من حياة الإنسان من طفولة مرورا بالشباب

هذه قل لعب ولهو

من عشرين إلى أربعين وهي الثانية : هذه كد وتعب في هذه الحياة

مع عدم خلو الإنسان من الخير لكن تجد أنه يتعب ويشقي

يفترض من الأربعين إلى الستين أن يكون الهم الأعظم هي الآخرة

لم

لأن الستين هي بداية أو علامة الرحيل من هذه الدنيا

ولذلك :

قال عز وجل :

((حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }الأحقاف15

قال : وأصلح لي في ذريتي

ولذلك تجد أن من تزوج في العشرينات تجد انه في سن الثلاثين لا يشكو من أولاده لأنهم في  طوعه

هم مازالوا صغارا تأمره فيأتمر تنهاه فينتهي

لكن إذا بلغ الإنسان أربعين سنة وكان قد تزوج في العشرين تبدأ المنغصات

ولذلك :

لماذا يقول الأطباء في هذا العصر يقولون : إن سن الأربعين هو سن الأمراض  العصرية

لأن الإنسان فيما مضى من سنوات هو يسير على  برنامج واضح تأمر ابنك أو ابنتك فيستجاب لك تنهى فيستجاب لك

لكن بعد الأربعين يكبرون ويبلغون وإذا بتلك الأوامر في أغلبها أو في معظمها يضرب بها عرض  الحائط

هنا تتغير نفسية الإنسان وربما يقع في هذه الأمراض  العصرية

ولذلك كرر فأعاد الإيمان :

 ((مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً ))

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــ

أن أركان الأيمان كم ؟

ستة :

الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره

ستة

هنا كم ذكر ؟

اثنان

من آمن بالله واليوم الآخر

سبحان الله

كثيرا ما يجتمع هذا الأمران  :

((إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ))

((إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ))

وفي الصحيحين :


(( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ))

لم يخص هذا الأصلان بالذكر مع أن أركان الإيمان الستة كلها واجبة

لم ؟

لأن الإيمان بالله يشعر بمحبة الله

واليوم الآخر يشعر بالرجاء في ثواب الله وبالخوف من عقاب الله

وهذه هي  أركان العبادة الثلاثة

إذا قيل لك :

ما أركان العبادة قل ثلاثة :

محبة الله

ورجاء الله

والخوف من الله

ولذلك قال شيخ الإسلام كما نقل ذلك ابن القيم في  كتاب الوابل الصيب

قال : هنا قاعدة وهي أن العبادة مبنية على حب كامل وذل تام

لأن المحبة توقعك في طريق الله

محبة الله توقعك في طريق الله

والرجاء يقودك في هذا الطريق

والخوف يمنعك من الخروج من هذا الطريق

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــ

الإيمان ما تعريفه ؟

اعتقاد بالجنان يعني بالقلب

وقول باللسان وعمل بالأركان

يعني بالجوارح

العمل الصالح من الإيمان :

أليس كذلك ؟

بلى

قال  : ((مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً ))

أليس العمل الصالح داخلا في الإيمان ؟

بلى

فلماذا ذكر ؟

للتأكيد على أهميته

قلنا لكم وذكرنا ذلك فيما مضى أن العطف في اللغة العربية يأتي على أربعة مراتب كل مرتبة أعلى من الأخرى

المرتبة الأولى :

أن يكون هناك تغاير تغايرا واضحا بين المعطوف والمعطوف عليه

يقول الله عز وجل : (( خلق الله السموات والأرض ))

هل الأرض هي السماء ؟

لا

المرتبة التي تليها :

أن يكون المعطوف متلازما مع المعطوف عليه

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ )) عطف الرسول على الله في الطاعة

أليست طاعة الله ملزمة لطاعة الرسول  عليه الصلاة والسلام والعكس ؟

هذا عطف تلازم

المرتبة الثالثة :

عطف الشيء على كله :

{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى ))

أليست الصلاة الوسطى من ضمن الصلوات ؟

بلى

هنا أليس العمل الصالح داخلا في الإيمان

إذا هنا عطف الجزء على الكل من باب أهمية هذا الجزء

ما هو هذا الجزء ؟

العمل الصالح

لأن الناس يدَّعون الإيمان لكن أين أنتم من العمل الصالح

ولذلك يقول شيخ الإسلام رحمه الله :

(( إن الجوارح مغاريف ما في القلوب

ولذلك من يعمل خيرا دل على أن في قلبه خيرا لأن القلب  وعاء إما وعاء خير وإما وعاء شر

من يعمل السيئة فمغرافه التي  هي الجوارح تظهر ما في قلبه من السوء

من يعمل صالحا جوارحه التي هي مغارف تغرف ما في قلبه من السوء

 إن عمل صالحا فقلبه صالح ومن عمل سيئا فقلبه سيء

بعض الناس لما تنصحه تقول : يا أخي  اتق الله

يقول : التقوى ها هنا يا أخي

النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((التقوى ها هنا وأشار إلى قلبه ))

يا أخي أين أنت من إعفاء اللحية أين أنت من تقصير الثياب

أين أنت من ذلك

يقول يا أخي التقوى ها هنا

لا شك أن التقوى ها هنا

والله ولو أن التقوى عظمت هاهنا تعظم جوارحك بهذه التقوى

وإن قل تقواك هنا قل تقواك في  جوارحك

إذاً :

الحديث  لا حجة فيه الحديث يؤكد على أن العمل الصالح ضروري ولا أحد يستدل بهذا الحديث

 التقوى هاهنا

هو دليل عليه ليس دليلا له

ولذلك :

النبي  عليه الصلاة والسلام يقول كما في الصحيحين :

 ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب

المرتبة الرابعة من أنواع  العطف :

عطف الشيء على نفسه لاختلاف الصفة (( غافر الذنب وقابل التوب))

إذا غفر الله ذنبك قبل توبتك

ومرت معنا آية في سورة البقرة : عطف الشيء على نفسه لاختلاف الصفة : (({وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ )

هل الفرقان غير الكتاب ؟

لا

العطف هنا ليس عطف تغاير ، بل هو عطف الشيء  على نفسه لاختلاف الصفة فهو كتاب ومن صفات هذا الكتاب أنه فرقان

 

ـــــــــــــــــــ

سؤال بعد الدرس :

قال الأخ :

هناك أناس وهناك طائفة نبعت الآن وللأسف ممن يقول أنا عالم أو أنا طالب علم

يقول : عن اليهود والنصارى مؤمنون يقولون :لا إله إلا الله

فلماذا تكفرونهم

نقول  :سبحان الله لا يُكَفَّرون

الجواب في حديث النبي عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم قال : (( والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار ))9

بلغته الدعوة أين هذا اليهودي وهذا النصراني  من دين النبي عليه الصلاة والسلام ؟

إن اتبعه نجا

إن لم يتبعه كفر

بنص  الحديث

ولذلك الآية :

{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85

لو قال قائل :

الله عز وجل سماهم مسلمين في سورة البقرة :

{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }البقرة132

فسماهم الله مسلمين هذا إسلام عام

لكن جاء إسلام خاص الذي أتى به النبي عليه الصلاة والسلام فنسخه

 

قد يقول قائل :

الله قال عن التوراة هي هدى ونور والإنجيل كذلك

{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ))

نقول  نعم هي هدى ونور باعتبار ما سبق

لكن بمجيء النبي عليه الصلاة والسلام من لا يؤمن من هؤلاء فإنه كافر

بل لو أن مسلما شك في  كفر هؤلاء فهو كافر

قال النبي عليه الصلاة والسلام كم اعند مسلم :

 (( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم دمه وماله وحسابه على الله ))

إذا لم يكفر بما سوى دين الإسلام وقال لا إله إلا الله فهو كافر

المنافقون يقولون : لا إله إلا الله

لو قال قائل : أنا مسلم لكني محايد لا أقول دين اليهودية إنه صحيح وليس بصحيح لا أقول هم كفار وليسوا بكفار

أقول  :كفرت

لأن الحديث قاطع : (( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم دمه وماله وحسابه على الله ))

والذي يحرم دمه وماله هو المسلم والذي يستباح دمه وحرمته هو الكافر

هذه أدلة في سورة المائدة :

(({لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ))

{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ))

ولذلك ربما مع هذه الوسائل ربما تحدث بعض الشبه فيما يخص هذا الاعتقاد

ولذلك :

قال عز وجل في سورة الحديد :

لما ذكر ما يخص اليهود والنصارى قال :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الحديد28

لأنهم أمنوا بالنبي عليه الصلاة والسلام وبدينهم السابق  ونبيهم السابق

ولذلك:

هما لما لم يؤمنوا بالنبي عليه الصلاة والسلام خالفوا أنبياءهم ؟

كيف ؟

الله أخذ على كل نبي إن أدرك محمدا أن يتبعه وان ينصره وكذلك أصحابه

((وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ))9

يعني : من أجل ما أعطيتم من الكتاب والحكمة

(({وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ{81} فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{82} أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ{83} ))

ثم قال بعدها

((وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ{85} ))

لكن نحن تلقى علينا الشبه ولانقرأ القرآن

الناس انشغلوا بهذه الأجهزة وأخذت الأعمار والأوقات ثم إذا بالإنسان بين عشية وضحاها وإذا به يفارق هذه الحياة

تذهب تلك الصفحة وذلك الموقع بأشياء تعود على الإنسان بالضرر وتدخل على الإنسان الشبه ولكن لو أن المسلمين أخذوا بهذا القرآن وعملوا به لانتفعوا به

الصحابة رضي الله عنهم ما يمر أسبوع إلا وهم يختمون القرآن

فأين نحن من هذه الأشياء

وخليق بالمسلم أن يتنبه إلى هذه الأشياء