تفسير سورة البقرة ـ الدرس ( 68 )
قوله تعالى :
{ قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ{70} البقرة70
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــ
فمازلنا في تفسير الآيات التي ذكرت قصة البقرة مع بني إسرائيل وكان الحديث قد توقف بنا عند سؤال بني إسرائيل السؤال الثالث
{قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ{70} قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} }
من فوائد هاتين الآيتين الكريمتين :
أنه من شدد على نفسه شدد عليه أكثر وكلما بالغ في التشديد كلما كان التشديد في حقه أعظم :
أُمِروا بذبح بقرة مطلقة فاستفسروا عن سنها فزادهم هذا الأمر الذي تشددوا فيه زادهم غموضا في شأن هذه البقرة فسألوا عن لونها فلما أُخْبرِوا بلونها من أن لونها أصفر وفاقع في اصفرار زادهم هذا في شأن البقرة غموضا أشد من الحالين الأوليين
ولذلك :
ماذا قالوا هنا في السؤال اختلف السؤال :
السؤال الأول :
((قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ{68}
السؤال الثاني عن اللون :
((قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ{69}
السؤال في الأول وفي الثاني يختلف عن السؤال الثالث
السؤال الثالث لما زادوا في التشدد زيد فيه :
((قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا ))
زادوا ، لم يقولوا : ادع لنا ربك يبين لنا ما هي
لا
((إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا ))
ولذلك ذيلوا الآية بقولهم : ((وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ{70}))
ما بعد هذا الغموض غموض
يعني: أنهم بلغوا بسؤالهم الأول والثاني بلغوا من الغموض في شان هذه البقرة أعظم ما يكون من الغموض
ولذلك قالوا ـ وسلَّموا ــ : ((إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ{70} ))
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
أن السؤال هنا السؤال الأول عن ماذا ؟ عن سنها
السؤال الثاني : عن لونها
السؤال الثالث هنا : عن عملها
كيف عرفنا ؟
من الجواب :
((قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ{70} ))
هل هنا في هذا السؤال ما يوضح أنهم سألوا عن العمل ؟
لا ، لكن من الجواب : (( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} ))
إذاً : هذا الجواب منه عليه السلام يدل على أنهم سألوا عن عملها
وهذا إن دل يدل على أنه كما يقال حسن السؤال نصف العلم فكذلك حسن الجواب نصف العلم
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــ
أنهم قالوا ((إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا )) البقر تشابه علينا
تشابه :
مذكر وإلا مؤنث ؟
تشابه وإلا تشابهت ؟
لما تقول بقر تشابه علينا وإلا تشابهت ؟
تشابهت
لكن لماذا هنا ذكر الفعل : تشابه ((إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا )) لأن لفظ البقر مذكر
((إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا ))
فلما ذكر لفظ البقر تبعه الخبر
وهذا كثير في اللغة
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لو قال قائل : ((إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا )) كيف تتشابه البقر ؟
قبل هذا تشابه على وزن تفاعل فالأصل :
أن تفاعل لابد فيها من اثنين فأكثر
تقول : تقاتل زيد وعمرو
أو زيد وعمرو تقاتلا
يعني : حصل من كل منهما تقاتل
فلابد أن يشتركا
يعني : أن تشابه يدل على أن هناك جمعا ولاشك أن البقر جمع فتشابهت عليهم
ما موطن التشابه في البقر
الآن لو أحضرنا مائة بقرة ممكن يحصل فيها اشتباه ؟
ما موطن الاشتباه في البقر ؟
الوجه
لأن وجوهها متشابهة
البقر وجوهها متشابهة يمكن أن تميز البقر عن طريق الجسم عن طريق السن
لكن موطن التشابه أن البقر تتشابه وجوهها ولذلك في الحديث الذي في المسند من حديث حذيفة رضي الله عنه وإن كان فيه ضعف لكن تؤيده الرواية الأخرى :
قال عليه الصلاة والسلام لما سأله حذيفة : ” هل بعد هذا الخير من شر يا رسول الله ؟
قال : نعم شر
قال : ما هو ؟
قال : فتن كوجوه البقر
لأنها متشابهة
ويؤيده ما جاء عند مسلم :
قوله عليه الصلاة والسلام : ” إن أمتي جعلت عافيتها في أولها “
عافية هذه الأمة في صدر الأمة
(( ” وسيصيب آخرها شر وأمور تنكرونها وتأتي الفتن يرقق بعضها بعضا ” ))
يرقق
ما معنى يرقق ؟
يرقق : تقول : امرأة رقيقة
يعني : حسناء جميلة
يعني : فتن يرقق بعضها بعضا يعني : يجمل ويحسن بعضها بعضا
أو : أنها من التخفيف يعني كل فتنة تقول أنا أخف من أختي السابقة
كل فتنة تقول : أنا أخف من أختي اللاحقة
لأنها تأتي الفتنة عظيمة ثم تأتي التي بعدها فيقال ما أهون التي قبلها
ولذلك كما قال السندي :
إن هذا اللفظ ضبط : ” يرقق بعضها بعضا “
وضبط : ” يرفق بعضها بعضا “
ما معنى يرفق بعضها بعضا ؟
يعني : هذه قريبة من هذه وفي رواية يدقق بعضها بعضا :
يعني كلها فتن دقيقة ما يعرفها إلا من ؟
العلماء
ولذلك كما قال السلف : ” الفتنة يعرفها العلماء إذا أقبلت “
ولذلك يحذّر العلماء من الفتن لأنهم يعرفونها ما عرفوها من ذواتهم
لا ما عرفوها إلا من شرع الله ولكن
يقولون : ” فإذا وقعت عرفها الجميع عرفها الجاهل وغير الجاهل
وفي رواية : ” يَدفِق بعضها بعضا “
من الدفق من الدفع كل فتنة تقول للأخرى اذهبي عني هذا وقتي وهذا زمني
فالشاهد من هذا :
أن البقر تشابه علينا فكما أن الفتن تتشابه فكذلك تتشابه وجوه البقر على بني إسرائيل لما شددوا
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــ
أنهم قالوا : ((وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ{70} ))
جاء في حديث أبي هريرة :
” لو لم يقولوا إن شاء الله ما اهتدوا إليها “
انظروا إلى عظم المشيئة : وأن الإنسان لا يمكن أن يتحرك ولا يمكن أن يحصل شيء في هذا الكون ولا يمكن أن يتحرك في هذا الكون ولا يسكن متحرك في هذا الكون إلا بمشيئة الله كما قال الطحاوي : (( غلبت مشيئته المشيئات كلها ))
فمشيئته التي تنفذ ، كل مشيئة الخلق تبعا لمشيئة الله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن
((وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ{70} ))
قوله : ” لو لم يقولوا إن شاء الله لما اهتدوا إليها “
كونه مرفوعا إلى النبي عليه الصلاة والسلام فضعيف
ولذلك قال ابن كثير : أشبه ما يكون هذا القول من أبي هريرة
يعني : أبو هريرة يقول : لو لم يقولوا إن شاء الله ما اهتدوا
ولذلك :
ألم يقل الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام : ((وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً{23} إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ))
يعني : ما يكون في المستقبل هم ذكروا ما يكون في المستقبل لأنهم إلى الآن ما نفذوا قالوا : ((وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ{70} ))
فدل هذا على أن المشيئة كما في سورة الكهف وفي هذه الآية لا تذكر إلا في الاستقبال أو تبركا
بعض الناس يقال له : صليت المغرب ؟
قال : إن شاء الله
لو أن الإنسان في ثنايا الصوم : صائم اليوم يا فلان ؟
قال : إن شاء الله
لا بأس
لكنه لو أنه غربت الشمس : صائم هذا اليوم
قال : إن شاء الله
لا
فالمشيئة لا تكون إلا في المستقبل إذا أردت أن تفعل الشيء فهذا يكون في المستقبل أما ما وقع فانتهى
ومن الفوائد:
ــــــــــــــــ
أن موسى عليه السلام أوضح سؤالهم عن هذه البقرة :
((قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ ))
العجيب لما كان هذا التشدد منهم عظيما لم يضمر وإنما أظهر وكرر
يعني : لو كان في غير القرآن فيما مضى من الأسئلة :
((قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ))
لو كان في غير القرآن ألا يمكن أن يقال : قال إنه يقول إنها لا فارض ولا بكر
في السؤال الثاني ألا يمكن أن يقول : إنها صفراء
وهنا :
((قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ ))
لو قال : إنها لا ذلول
لكن لما كرر كلمة البقرة بناء على أسئلتهم المتكررة وأن المقصود هي البقرة
يعني : يا بشر يا بني إسرائيل من الأساس اذبحوا بقرة مطلق بقرة لكن لما سألوا عن السن كرر موسى في جوابه كلمة بقرة
يعني : بقرة من باب التأكيد
لأن بعضا من الناس مع هذا التيسير والتوضيح من الله لهؤلاء إلا أن المناسب لمن يحاور شخصا معاندا أو يحاور شخصا لا يقبل الحق إلا بصعوبة عليه أن يفصل في جوابه ولا يدع ولا يذر
ولذلك كل ما قال في جوابه ((قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ ))
((قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ ))
(( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ ))
ما معنى هذه الآية ؟
(( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ ))
ما صفاتها ؟
بعض الناس يقرأ في سورة البقرة :
(( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ ــ يقف ثم يكمل : تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ ))
أيهما أصح في القراءة ؟
ننتبه :
(( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ ))
أو :
(( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ ـــــ يقف ثم يكمل : تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ ))
نقف عند ذلول أم نكمل ؟
إن أكملنا كان هناك معنى وإن وقفنا كان هناك معنى
لما نقرأ :
(( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ )) يعني : ليست مذللة ثم لما بدأنا : (( تُثِيرُ الأَرْضَ )) يعني : أثبتنا أنها تثير الأرض (( وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ ))
يعني : نفينا أنها تسقي الحرث فنفينا عنها أنها ليست مذللة للعمل ثم أثبتنا أنها تثير الأرض ثم نفينا أنها تسقي
هذا إذا قرأنا بهذا الوقف :
(( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ ( نفي )ـــــ يقف ثم يكمل : تُثِيرُ الأَرْضَ ( إثبات ) وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ ( نفي ))
أو إذا قرأنا هكذا :
(( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ ))
أكملنا الآن فكلمة تثير الأرض دخلت في النفي في نفي ” لا ذلول ”
وضحت أم أوضح؟
إذاً : تثير الأرض فلا تقف على لا ذلول
(( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ ــ تصل حتى يكون المعنى أن هذه البقرة ليست مذللة فنفينا أنها مذللة للعمل ليست كالبقر الأخرى مذللة للعمل وبالتالي فإنها لا تثير الأرض لأنها داخلة في نفي تذليلها للعمل وكذلك داخلة في نفي الحرث
لكن إن وقفنا أثبتنا أنها تثير الأرض
(( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ ))
ماذا فهمنا من الآية على وجه العموم ؟
يعني أنها بقرة لا تعمل فهي غير مذللة للعمل ، لأن أصل البقر ماذا يصنع بها ؟
أنها تحرث الأرض وتسقيه
وهذه هل هي تثير الأرض ؟
لا تسقي الحرث ؟
لا
إذاً : جملة ” تثير الأرض ” صفة لذلول ولا ذلول منفية
يعني : نفى الله عنها أنها مذللة للعمل وبالتالي فإنها لا تسقي الحرث ولا تثير الحرث
(( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ ))
بعض الناس يقرأ : وهذا خطأ في الوقف
((لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ ))
بعض الناس يتلذذ فيقف على الهاء(حملته) ما فيها لذة هنا هذا معنى خطير يعني الله يحمل الإصر فلابدأن تكمل ((وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا )) أما ( كما حملته ) وتقف خطأ ((كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا ))
انتبه في الوقف قد يتغير المعنى
تفسير سورة البقرة
قوله تعالى :
{ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71}}
البقرة71
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ زيد بن مسفر البحري : www.albahre.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فمازلنا في جواب موسى عليه السلام لسؤال بني إسرائيل السؤال الثالث
هم سألوا :
((قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ{70} ))
الجواب :
(( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} ))
مما تبقى من فوائد تحت هذه الآية :
أنه كما أسلفنا أن تلك البقرة صفاتها :
ــ أنها ليست مذللة للعمل
ــ وأيضا لا تثير الأرض ولا تسقي الحرث
ولعل هنا لفتة وهي :
أن البقر في مصر كثير والاهتمام به عظيم ولعل هذا الاهتمام الموجود في هذا العصر يرجع إلى ما يتعلق بهذه القصة وأمثالها فإنهم أُمروا بذبح البقرة كما أنهم قبل ذلك عبدوا العجل الذي هو ولد البقرة
ومن الفوائد :
أن هذه البقرة مسلَّمة :
من صفاتها أيضا أنها مسلَّمة
ما معنى مسلمة ؟
يعني : أنها سالمة من العيوب
فدل هذا على أن المأمور بذبحه تقربا إلى الله عز وجل لابد أن يكون سالما من العيوب التي تمنع الانتفاع به
لأنه قد يكون هناك عيب فيما يقرب به إلى الله أو بما يتقرب به إلى الله هنا هذا العيب لا يؤثر
ولذلك :
لا بأس في الأضاحي أن يضحى بمكسورة القرن أو بمقطوعة الأذن أو بساقطة الأسنان
أو غير ذلك من العيوب التي لاتمنع الإجزاء
بينما التي تمنع الإجزاء :
العوراء البين عورها
والعرجاء البين عرجها
والمريضة البين مرضها
والهزيلة التي لا تنقي :
أي لا مخ في عظمها والتي لا مخ في عظمها تعد هزيلة ضعيفة ليست مريضة فحسب وليست هزيلة فحسب وليست عوراء فحسب وليست عرجاء فحسب لا
ولذلك :
لو استراب الإنسان فيها ما يدري هل هو عرج أم لا ؟
تجزئ
استراب هل هو مرض أم لا ؟ تجزئ
ولذلك :
قال : البين مرضها البين عرجها
وهكذا
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــ
أن معنى (( لا شية فيها ))
إذاً :
هذه البقرة ليس بها وشْي
ولذلك قال : ((لاَّ شِيَةَ فِيهَا ))
لا : نافية للجنس يعني : لا لون فيها يخالط لونها الأساسي ما هو لونها الأساسي ؟
أنها صفراء فاقع لونها
فليس بها لون آخر لأن الوشي هو اللون والزخرفة
ولذلك :
النبي عليه الصلاة والسلام كما عند ابن ماجه يبين حال الأمة في أواخر حياتها :
الأمة أو الناس تمر بهم فترة ما فيها رسل ما بين عيسى ونبينا محمد عليها الصلاة والسلام
الفترة هذه مدتها كما جاء عند البخاري عن سلمان الفارسي رضي الله عنها :
قال : ما بين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وبين عيسى ما بينهما ستمائة سنة “
ستأتي فترة في أواخر الزمن تمر بأمة محمد عليه الصلاة والسلام لا يعرفون فيها إلا كلمة التوحيد فقط
وهذا إن دل يدل على أن الناس أضاعوا دينهم بتضييعهم العلم الشرعي لأنهم لو تعلموا العلم الشرعي ونقله الصغير عن الكبير وورثته الأمة جيلا بعد جيل ما وقع مثل هذا
ولذلك :
قال عليه الصلاة والسلام كما عند ابن ماجه :
قال : ” يدْرُس الإسلام
يعني تختفي آثاره ( (كما يدرس وشْي الثوب )
يعني : كما تذهب زخارف الثوب )( حتى لا تعرف صلاة ولا صوم ولا صدقة فتقول المرأة الكبيرة والشيخ الكبير أدركنا آباءنا على هذه الكلمة فنقولها : لا إله إلا الله ))
فقيل لحذيفة: أتنجيهم من النار ؟
قال : نعم تنجيهم من النار
لأنهم قد اندرست عندهم معالم الشريعة
ولذلك :
إذا لم يعن بالعلم الشرعي وهو من علامات الساعة الصغرى
قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح قال : ” ينقص العلم ” ما الذي بعدها :
قال : ” يظهر الجهل “
إذا نقص العلم ظهر الجهل
قال : ” ينقص العلم
وفي رواية : يرفع العلم
وفي رواية :يقبض العلم
ما الذي بعدها ؟
” يظهر الجهل “
إذا ظهر الجهل ما الذي بعدها ؟
قال : ” تظهر الفتن “
الفتن التي ترى الآن سببها :
عدم الرجوع لما كان عليه سلف هذه الأمة
فلما لم يرجع الناس إلى العلم الشرعي ظهر فيهم الجهل وكل يسير حيثما يسيره هواه فتقع الفتن
قال : ” وتظهر الفتن “
وإذا ظهرت الفتن
ما الذي بعدها في الحديث ؟
قال : ” ويكثر الهرج
قيل : وما الهَرْج يا رسول الله ؟
قال : القتل القتل
حديث واضح يطبق على واقع الناس في هذه السنوات
قلَّ أن تفتح وسيلة إعلامية في هذا العصر في كل يوم إلا وتسمع عن قتل سببه الفتن وسبب الفتن هو ظهور الجهل
وسبب ظهور الجهل هو قلة العلم الشرعي
العلم الشرعي موجود :
يقول ابن حجر :” قوله عليه الصلاة والسلام يقبض العلم
ليس معنى هذا أن العلماء ليسوا موجودين ؟
قال : هناك علماء موجودون ولكن لا يؤبه لهم ولا يلتفت إليهم ولا يحضر لدروسهم ولا يتعلم منهم
وبالتالي إذا لم تعرف الأمة قدر علمائها وما لديهم من العلم الشرعي ينتهي كل شيء
ولذلك بنو إسرائيل بما أننا نتحدث عن بني إسرائيل لما طال عليهم الزمن لعدم تلقي العلم من التوراة ذموا وقست قلوبهم :
((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا )) تحذير لنا نحن فانتبهوا {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16
تقسو القلوب ، الآن القلوب قاسية
يعني : الناس لا يقرءون القرآن إلا من القلة أُشغل الناس بما لا طائل من و رائه
أنا مشغول ؟
مشغول بماذا ؟
لو بحثت عن حقيقة شغله ما وجدت الشغل الذي يعود إليه بمصلحة دينية أو دنيوية
ولذلك تروا في بيوتنا الشباب والشابات كل عند هذا الجهاز
اقرءوا القرآن الجهاز هذا موجود فيه القرآن
هذا من الحرمان وهذا من إقامة الحجة في هذا العصر
فقوله تعالى :
(( لا شية فيها )) يعني لا لون في هذه البقرة غير اللون الأول
من الفوائد :
بيان غلظ ألفاظ اليهود بسبب غلظ قلوبهم لأن القلوب إذا قست قسا اللفظ وقسا الكلام لكن لما ترى وهذا في محيطنا لما ترى إنسانا رحيما شفيقا ما تسمع منه إلا الكلام اللين الطيب لكن إذا كان جلفا غليظا تسمع منه الألفاظ السيئة
ولذلك وصف الله نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام :
((وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ))
هؤلاء لما قست قلوبهم قست ألفاظهم بعد هذا الجدال وبعد هذا البيان وبعد هذا التأني منه عليه الصلاة والسلام من بيان ما سألوا عنه من أوصاف هذه البقرة أسئلة عظام (( قالوا الآن جئت بالحق ))
يعني كأنه لم يأت بالحق من أول الأمر
((قالوا الآن جئت بالحق )) يعين جئت بالبيان التام الواضح
والله قد أتى بالبيان الواضح التام لما قال اذبحوا بقرة أي بقرة
ومن الفوائد :
أنه قال عز وجل :
((فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} ))
((فَذَبَحُوهَا )):
كلمة فذبحوها تدل على أن السنة في البقرة كما أسلفنا الذبح كما هو الشأن في الغنم بينما الإبل النحر وهو أن تطعن في الوهدة التي هي أصل الصدر مما يلي العنق
ولو ذبح ما ينحر أو نحر ما يذبح فلا إشكال في ذلك لكن هذا من حيث الأفضلية
ومن الفوائد :
أنه قال تعالى : (( فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} ))
(( وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} ))
كاد : من أفعال المقاربة في اللغة العربية
يقول بعض العلماء بعض علماء النحو يقولون : إذا أتت كاد في النفي فهي تدل على الإثبات وإذا أتت في الإثبات دل على أنها منفية
((فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} ))
ما هنا نافية ((وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} )) هنا نفي يعني أنهم فعلوا
(({وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ ))
((وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ))
هل وقع افتتان على النبي عليه الصلاة والسلام من هؤلاء
ففتنوه ؟
لا ما فتنوه
لكن هنا إشكال :
قوله تعالى : ((ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ))
يعني أنه يراها ؟
يراها لكن بصعوبة
الصواب في كاد :
أنها في النفي نفي وفي الإثبات إثبات
فلما قال عز وجل : (( لم يكد يراها )) أبلغ في النفي من رؤيتها
يعني : لو كان اللفظ
إذا أخرج يده لم يرها
هنا نفي للرؤية لكن يمكن أنه يقارب الرؤية لكن لما نفى القرب لما نفى قربه من الرؤية إذاً نفي الرؤية من باب أولى
إذاً :
((فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} ))
يعني : أنهم من صنيعهم هذا ومن أسئلتهم ومن تعنتهم كادوا ألا يذبحوها لكن صدر الآية بين أنها ذبحوها ((فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} ))
ومن الفوائد :
قلنا لكم في أول القصة إن هناك إسرائيليات ذكرت وهي لا تصح وفسرت بها هذه القصة إذاً :
قول بعض من يقول :
((فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} ))
لغلاء ثمنها ؟
لا يصح
لأن القصة المذكورة ليست صحيحة
إذاً : ((فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} ))
من أجل تعنتهم وتشددهم
وهذا يدل على خطورة التعنت والتشدد وعلى خطورة عدم الانصياع والاستجابة السريعة لأمر الشرع فالإنسان ربما يتردد وإذا تردد ولو كان في قلبه خير قد يحرم من هذا الخير
قصة كعب بن مالك :
من أحسن الصحابة إسلاما ومن أعظمهم كرما وجودا وجهادا في سبيل الله كما جاء في الصحيحين
لما خرج النبي عليه الصلاة والسلام إلى تبوك قال : إني لدي قدرة أن ألحق بهم
فذهبوا
فبدأ يسوف إلى أن بعد الجيش عنه هنا لما تردد تخلف رضي الله عنه
ولذلك استفاد رضي الله عنه استفاد فائدة لما هجره النبي عليه الصلاة والسلام خمسين ليلة ما أحد يكلمه يعني يمشي في المدينة هو وصاحباه مرارة بين الربيع وهلال بن أمية لا يكلمهم أحد
هو امتحان
يأتي إلى ابن عمه ولا يكلمه وفُرق بينه وبين زوجته قال : يا رسول الله أطلاق
قال : لا
ومع ذلك : انظروا يعني لا تفتح على نفسك بابا للشر ولا تفتح على نفسك بابا في التراخي في الإقبال على الخير
في المرة الأولى : حرم من الخير الذي هو الذهاب إلى تبوك لأنه تردد رضي الله عنه قال : سألحق بهم
في الليلة الخمسين أتته رسالة من ملك غسان في الشام من نصارى الشام
الشام الذي باركنا حوله خضرة مياه وعند ملك وسيكرمه وأين هو في المدينة
المدينة موبوءة بالحمى
هذا أمر
الأمر الثاني مهجور من قبل النبي عليه الصلاة والسلام من قبل أصحابه وأقربائه وفرق بينه وبين زوجته
ومع ذلك لما فتح الرسالة :
من ملك غسان:
لقد بلغنا ما جفاك به صاحبك فالحق بنا نواسك
قال : والله إن هذا هو من البلاء
مباشرة أخذ الرسالة وسجرها في التنور الذي يخبز فيه الخبز
فهؤلاء ((فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} ))
لولا رحمة الله بهؤلاء لم يذبحوها وإذا لم يذبحوها أنزل الله بهم العذاب ألم يمر بنا لما امتنعوا عن العمل بالتوراة ((وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ ))
لما قالوا : لن نأخذ بالتوراة فرفع الله عليهم الجبل اقبلوها وإلا سيسقط عليهم هذا الجبل
فانتبه رعاك الله
فمثل هذه القصص التي تمر بنا وتقرؤها في كتاب الله هي لا تمر هكذا فاستفد منها
((فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} ))
وهذه سنة الله الخلقية والخلقية
سنة الله الخُلقية في بني إسرائيل في اليهود لا يثبتون على الحال
ولذلك لما عاهدهم النبي عليه الصلاة والسلام مواعيد ومواثيق لا يوفون بها
{الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ }الأنفال56
((وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ )
إذاً :
لا نستغرب الآن في فلسطين لنا أكثر من ستين سنة ويريدون إصلاحا
لا يمكن أن يكون هناك إصلاح أو صلح مع اليهود لأن هذه الطبيعة طبيعتهم في عصر موسى وفي عصر النبي عليه الصلاة والسلام وفي هذا العصر
بل إنهم ينتظرون إمامهم ليقاتلوا معه المسلمين
إمامهم الدجال المسيح الدجال ينتظرونه
ولذلك :
النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن الدجال سيظهر ويتبعه سبعون ألفا من اليهود
هم يتابعونه ولذلك يتكلم الشجر والحجر
بعض الناس يقول : قد يفهم أن نطق الحجر والشجر هو قريب قبل خروج الدجال
لا ، نطق الحجر والشجر فيقول الشجر والحجر : يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله
هذا إذا خرج الدجال كما جاءت بذلك النصوص الشرعية
((فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} ))
بعدها رجع إلى السبب:
سبب الأمر بذبح البقرة :
{وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ }البقرة72
سبحان الله !