تفسير سورة البقرة الدرس ( 7 ) [ إن الذين كفروا سواء عليهم … الآية ( 6 )]

تفسير سورة البقرة الدرس ( 7 ) [ إن الذين كفروا سواء عليهم … الآية ( 6 )]

مشاهدات: 596

تفسير سورة البقرة  ــ الدرس السابع

من الفوائد تحت قوله تعالى :

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــ

فإنه جل وعلا لما ذكر المؤمنون الخلص ثنى بذكر الكافرين الخلص فقال عز وجل :

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)}

 

من فوائد هذه الآية :

أن الكفر معناه الستر :

ولذلك يسمى الزُّرَّاع بالكفار

لم ؟

لأنه يستر الحب تحت الأرض كما قال عز وجل :

{ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ }

الكفار هنا :

هم الزراع

لأنهم يسترون الحب

ومن ثم :

فإن الكافر الذي خالف شرع الله يستر ماذا ؟

يستر الفطرة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم كما في  الصحيح :

(( ما من مولود إلا ويولد على الفطرة ))

جميع البشر يولدون على فطرة الإسلام لكن هذا الكافر أتى بكفره فغطى على جميع الفطر

إذًا :

كل آية فيها ذكر الكفر إذًا هي دليل على وجود الفطرة

والكفر في اللغة :

يطلق أيضا على الليل

لم ؟

لم يسمى الليل بالكافر  ؟

لأنه يستر الأشياء بظلمته

والكفر  فيه هذا المعنى لأن الكافر إذا وقر الكفر فيقلبه فإنه يستر قلبه بظلمة هذا الكفر

ولذلك قال تعالى :

{ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } النور40

{ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا }

حتى لو أعطوا من الخيرات ومن نعيم الدنيا فإن هذه ليست بشيء

ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند مسلم  : (( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ))

الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن

يذكر المناوي في فيض  القدير :

يقول : ” إن ابن حجر صاحب الفتح دائما نذكره لأن له فضلا على الأمة لأنه شرح صحيح البخاري شرحا كاملا وافيا وقد شرحه غيره

ولذلك قال بعض العلماء :

شرح صحيح البخاري دين على الأمة ما وفاه إلا ابن حجر

ابن حجر :

كان قاضيا فمر في السوق ينظر إلى أحوال الناس وكان بثياب حسنة وبدابة حسنة :

وإذا بيهودي يبيع الزيت وعليه ثياب خلقة رثة فأوقفه وقال هذا اليهودي الكافر لابن حجر قال : (( إن نبيكم يقول  : الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ))

فأين أنا من النعيم ومن الجنة وأين أنت من السجن ؟

فماذا قال رحمه الله ؟

قال : ما حبس عني كمؤمن من النعيم المقيم يعد ما أنا فيه الآن سجنا وأما بالنسبة إلى ما أُعد إليك في الآخرة من العذاب لكفرك فإنك في نعيم الآن ، فأسلم اليهودي “

 

فالشاهد من هذا :

أن على المسلم أن يحذر من الكفر

والكفر هو نقيض العقيدة

والعقيدة الصحيحة من وفق إليها وفق إلى كل خير

ونحن في  هذه البلاد ولله الحمد ببركة دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب

يعني :

كانت هذه الجزيرة مسرحا للبدع والخرافات

وكان من كان قبلنا في سالف الزمن كانوا يعبدون الأحجار والأشجار

لكن الله عز وجل جعل هذا الرجل جعله بفضل منه مجددا

وأنا أذكر هذا لأن هناك بعض القنوات الفضائية ولاسيما التي تدعم من قبل الروافض يشككون يقولون :الوهابية

الوهابية

أصلا ليس عندنا جماعة تسمى بالوهابية ولا عرفنا هذا أبدا ولسنا على ملة محمد بن عبد الوهاب ولا على ملة شيخ الإسلام إنما على ملة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم

ولذلك :

شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى :

لما أتى رجل إلى ابن عباس فقال

فقال : يا ابن عباس أأنت على ملة عثمان أم على ملة علي ؟

أأحد يشك في ملة عثمان  ؟

أأحد يشك في ملة علي  ؟

لا

أئمة مهديون خلفاء راشدون

فماذا قال ابن عباس ؟

لكي يلقن هذا درسا ويعلمه الطريقة الصحيحة السليمة ؟

قال : (( لا على ملة عثمان ولا على ملة علي إنما على ملة محمد بن عبد الله ))

 

ولتعلموا :

أن هناك وهابية طائفة ضالة

قبل مئات السنين

من مئات السنين هناك طائفة تسمى بالوهابية عندها من الخرافات ما الله به عليم

ولذلك هم الآن يدسون الدسائس يقولون : وهابية

وهابية نسبة إلى تلك الجماعة المتقدمة الضالة

نحن لا نقول إننا وهابيون

نحن نقول : على ملة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم

 

ومن الفوائد :

وأيضا الكفر يطلق في اللغة على البعد :

النبي صلى الله عليه وسلم عند البيهقي

 ماذا قال ؟

قال : (( لا تسنكوا الكفور فإن ساكن الكفور كساكن القبور ))

الكفور  :

هي المناطق النائية التي  لا يمر بها أحد إلا نادرا

فنهينا أن نسكن فيها

لم ؟

لأننا إذا ابتعدنا عن الناس ابتعدنا عن الخير وعن العلم

اللهم  إلا في  زمن الفتن :

فكما قال صلى الله عليه وسلم : (( من كان له إبل فليلحق بإبله من كان له غنم فليلحق بغنمه ، من كان له أرض  ( يعني للزراعة) فليلحق بزرعه ))

إذًا :

من معاني الكفر في اللغة البعد

كما دل على ذلك هذا الحديث

والكافر :

من خلال هذا المعنى بعيد عن الله

بعيد عن نور الله

بعيد عن الخير كله

 

ومن فوائد هذه الآية :

أنه جل وعلا قال : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا }

كفروا بمن ؟

لم يقل شيئا

كفروا بالله

كفروا بالرسول صلى الله عليه وسلم

كفروا بالملائكة

كفروا بالبعث والنشور

كفروا بما أخبر الله به أو أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم

إذًا :

كل من كان كافرا فإنه يصدق عليه هذا الوعيد

ثم يدخل في ذلك كل نوع من أنواع الكفر

هناك كفر إعراض :

ككفر أبي  طالب :

أبو طالب عرف الحق

ولذلك كان يقول في أشعاره :

لولا الملامة أو حذار سبة        لوجدتني سمحا بذاك مبينا

لكنه أعرض

يدخل  في ضمن الكفار

 

هناك :

كفر جحود :

ككفر  فرعون :

{ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا }

 

هناك كفر الشك :

{ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي }

 

هناك :

كفر إباء  استكبار

ككفر إبليس

{ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ }البقرة34

هناك :

كفر  نفاق

إذًا :

كل أنواع الكفر تدخل هنا

 

ومن فوائد هذه الآية :

أن الله حكم على هؤلاء الكافرين أنهم لا يؤمنون ولا ينتفعون أبدا

سبحان الله!

ألم يؤمن كفار فيما سبق ؟

بلى

إذًا :

هذه الآية ما حالها

هل هي في جميع الكفار ؟

أم في  كفار مخصوصين ؟

بعض العلماء يقول : هؤلاء  في  كفار مخصوصين سبق في علم الله أنهم لن يؤمنوا فأخبر عنهم

والصحيح : كما قال شيخ الإسلام :

أن هذه الآية عامة في كل زمن وفي كل مكان :

أن من اتصف بهذه الصفة وهي صفة الكفر الذي بلغ منتهاه وأغلق قلبه وفؤاده فإنه في مثل هذه الحال لا ينتفع

وبالتالي :

على الإنسان أن يتعاهد قلبه

لم ؟

لأن المعصية بريد الكفر

وقبل الكفر البدع

بعض الناس يستهين بالبدع ويقول  : بدعة حسنة  ليس فيها شيء

سبحان الله!

يعني :

لما قال بعضهم : إذا دخل شهر رمضان اسجد لله سجدة شكر

هذه بدعة

في  الصحيحين :

من حديث عائشة رضي الله عنها :

(( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ))

يعني  : مردود على صاحبه

سبحان الله !

بعضهم يقول : هذه نعمة إذ أدركت هذا الشهر :

نقول : هل سجدها النبي صلى الله عليه وسلم ؟

هل سجدها الصحابة ؟

هل سجدها السلف ؟

إذًا :

لو قلنا بهذا

بعض الناس يقول : عادي نعمة عادي

إذًا :

لما يأت رمضان كل من في أقطار الأرض يسجد لله سجدة شكر

عبادة

ثم : إذا قلنا بهذا إذًا : لما تمر علينا العشر الأواخر

 هي نعمة

نسجد

لما يمر بنا الأشهر الحرم ؟

نسجد سجدة شكر

لما يمر بنا يوم عرفة :

نعمة يكفر سنتين نسجد

لما يمر بنا عاشوراء  نسجد

إذًا :

ضاع دين الله في خضم هذه البدع

فليُتنبه :

لأن الشيطان يضع أمام العبد عقبات :

أول ما يأتي الشيطان للعبد يأتيه عن طريق  الكفر :

إن هو كفر  فهذه أعظم أمنية لدى الشيطان

فإن عجز عنه أتاه عن طريق البدع

والبدع أعظم من الكبائر

فإن عجز عن أن يوقعه في البدع أتاه عن طريق الكبائر

فإن عجز عن إيقاعه في الكبائر أتاه عن طريق الصغائر وجعله يستمر عليها

فإن عجز :

أتاه عن طريق فعل المكروهات

فإن عجز أتاه عن طريق الإكثار من المباحات

فإن عجز فإنه لا يسلم منه أحد فيأتي بالخواطر

قال ابن القيم :

”  لا يسلم من هذه الخواطر أحد لا نبي  ولا ولي  ولا مؤمن “

لكن لما يكن عند المسلم سلاح الإيمان فإن هذه الخواطر سرعان ما تزول

الشاهد من هذا :

أن على المسلم أن يحرص على عقيدته

إذًا :

هذه الآية شاملة لكل من اتصف بهذا الوصف في أي زمان وفي أي مكان

ونظيره :

ما جاء في سورة الكافرون :

{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)…. }

إلى آخر السورة

فإن هذه نظير هذه من أنها شاملة في كل زمان وفي كل مكان

 

ومن فوائد هذه الآية :

أن الله إذا أغلق قلب العبد لا يستطيع أحد أن يفتحه

ولذلك حرص  النبي صلى الله عليه وسلم حرصا شديدا على أن يؤمن الجميع

ولذلك ماذا قال عز وجل ؟

{ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ }

يكاد ان يتقطع قلبه صلى الله عليه وسلم :

{ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ }

{ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ }

{ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ } يعني : مهلك نفسك { أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } الشعراء3

ولذلك :

من أغلق الله قلبه  فلن يستطيع أحد أن يفتحه

{ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ }

{ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا }

ولذلك :

يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم من حديث  حذيفة :

قال : (( تعرض  الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا ))

مثل : الحصير تدخل الأعواد فيه شيئا فشيئا

(( فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء  وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء  حتى تعود القلوب  على قلبين : أبيض كالصفا ))

مثل الحجارة الصماء التي هي صافية

(( لا تضره فتنة مادامت السموات والأرض ، وأسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ))

قال : (( مربادا )) مثل المنشفة

المنشفة :

تلتقط أي شيء

ولذلك في نهاية الأمر ماذايكون لونها ؟

أسود جمعت الوسائخ

أين مادة التنظيف ؟

قال : (( كالكوز مجخيا ))

يعني : حتى قلبه مثل الإناء :

الإناء الذي وضع إلى أسفل يعني  : انكب ما فيه من خير وبقي فيه من اسوداد

أيمكن أن تضع في هذا الكأس الذي مال وأسكب أيمكن أن تضع فيه شيئا ؟

لا يمكن

ولذا: يجب أن يتعاهد كل منا قلبه

ولذلك : صدر الحديث قال : (( تعرض الفتن ))

وكما قال صلى الله عليه وسلم : عند مسلم قال – لما بين ما يجب على الرسل قال صلى الله عليه وسلم : (( وجعل في  هذه الأمة عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها تأتي الفتنة يرقق بعضها بعضا ))

وفي ضبط آخر : (( يتدفق  ))

يعني : مثل الماء المتدفق

(( فإذا جاءت قال المؤمن: هذه هذه ))

مرت بنا فتن

كلما أتت فتنة قلنا : ما أعظمها

ثم بالفتنة الثانية تسهل وتصغر بسبب الفتنة التي تأتي بعدها

لكن ما الحل ؟

في الحديث  :

(( عليك أن تقوم بحق الله وبحق … ))

هكذا تفوز وتسعد

فماذا قال صلى الله عليه وسلم لما ذكر الفتن :

(( يرقق بعضها بعضا )) قال :

(( فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ))

يعني  : يحرص على الإيمان

هذا حق الله

قال : (( وليأت إلى الناس بمثل ما يحب أن يؤتى إليه ))

يعني: يعامل الناس بمثل ما يحب أن يعامله الناس به

هذا حق المخلوق

ذم ذكر حقا لمخلوق وهو حق خاص :

لأن بهذا الحق إذا حرص المسلمون عليه قام حق الله وقام حق المخلوقين من أفراد الأمة

ماذا قال ؟

قال :

(( ومن أعطى إماما صفقة يده وثمرة فؤاده فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ))

يعني  :

لما يأت شخص ينازع الحاكم هنا يجب أن يوقف مع الحاكم

يأتي شخص  ويقدح في الحاكم يجب أن يدافع عن الحاكم

لم ؟

لأنه لو تزعزعت الأمور لا قدر الله وزال الحكم أين حال هذه الفتن المذكورة في أول الحديث تدب في الناس

طيب :

أين حق الله أيقام ؟

أيمكن أن نأتي لو كان هناك زعزعة نسأل الله السلامة والعافية أيمكن أن نأتي إلى هذه الصلاة ؟

لا يمكن

أنا سمعت الشيخ ابن عثيمين يذكر عن أجداده

 يقول :

كانوا يخبروننا قبل أن يوحد الملك عبد العزيز رحمة الله عليه المملكة قال : كان أجدادنا يخبروننا أنهم إذا خرجوا إلى الصلاة أنهم يأخذون البنادق معهم

إذًا : لا يقام حق  الله

أيقام حق المخلوق  ؟

لا والله بل يعتدى على حق المخلوق

يقتل هذا من غير ذنب

يؤخذ  مال هذا من غير ذنب

وبالتالي فإن الفتن أيها الأحبة أمرها خطير ولاسيما في هذا الزمن الذي أصبح كل شخص بإمكانه أن يتكلم

افتح الانترنت تنشئ لك صفحة

في التويتر

 في الفيس بوك

فتتكلم

فضاعت الأمور

لكن لا يمكن أن تُلَمْلَم هذه الأمور إلا عن طريق الشرع

ثم دخلت علينا :

الروافض والصوفية

إذا بهم يطعنون

أحينا يأتون على صورة السني ويدخلون بأسلوب أهل السنة ولكنهم يدسون الدسائس  من اجل الإخلال بعقيدة المسلمين

يعني : الواتساب  هذا المعروف عند الناس الآن

يعني : تأتي رسائل بدع تمر علي في اليوم ممكن خمس أو عشر ومن أشخاص  متعددين وينشرون

وإذا بها لما تتمعن فيها :

إذا بها إما من الرافضة وإما من الصوفية

ولذلك علينا نحن الكبار نحن المربين علينا أن نوعي هؤلاء الشباب وهؤلاء الفتيات بخطورة الأمر

لأن هذا الدين ومعلوم أن هذه الدولة لم يقر لها قرار ولن يقر لها قرار إلا بالتوحيد إلا بالعقيدة الصحيحة

إذا أدخلت البدع على نفوس أبنائنا وبناتنا وهم الأجيال الصاعدة إذا ذهبنا نحن وتوفانا الله عز وجل وبقيت هذه الأجيال وقد تربوا على هذه الرسائل وعلى ما فيها من البدع كيف يكون حالهم

إذًا :

يجب عليهم أن ينبهوا وان يتنبهوا

 

من فوائد هذه الآية :

أن الكفر من حيث الأنواع التي أسلفت ذكرها هي في درجة واحدة :

سواء كان كفر إعراض

أو كفر عناد

أو كفر شك

أو كفر جحود

أو كفر نفاق

لكن هناك كفر يختلف من حيث  الدرجة وهو الكفر الأكبر والكفر الأصغر

الكفر  الأكبر : هو ما ذكر في هذه الآية

الكفر الأصغر : مثل كفر النعمة

هذا لا يخرج الإنسان من دين الإسلام

هو في  دائرة الإسلام لكنه يكون بذلك آثما

النبي  صلى الله عليه وسلم كما جاء عند البخاري  وغيره لما رأى في الكسوف النار قال :

(( رأيت أكثر أهلها النساء ))

فقالت امرأة : يا رسول الله لم ؟

قال  : بكفرهن

قالت : أيكفرن بالله؟

قال : لا    يكفرن العشير ( يعني : الزوج ) لو أحسن إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منه شيئا قالت : ما رأيت منك خيرا قط

هذا كفر أصغر

 

ومن فوائد هذه الآية :

أن الإنذار الذي ذكر في هذه الآية يحمل تخويفا وتهديدا

فرق بين أن تقول : أنذرك وأخبرك

الإنذار  : هو إعلام مع تخويف وتهديد

بينما ا لإخبار :  لا يلزم أن يكون معه تهديد

ولذلك

لما انذرهم عز وجل هنا حمل هذا الإنذار تهديدا منه عز وجل

 

ومن الفوائد :

أن الإنذار في اللغة العربية لا يمكن أن يكون إنذارا إلا إذا كان هناك وقت جعله المُنذِر للمنذَر له جعل له وقتا يمكن أن يحترز فيه

لما أقول : أنذرتك

لابد أن أجعل لك وقتا كي  تحترز من إنذاري لكن لو أنني لم أجعل لك وقتا لتحترز من إنذاري  هذا  لا يسمى إنذارا يسمى [ إشعارا ]

أشعرتك يختلف عن أنذرتك

أشعرتك لا يلزم أن أجعل لك وقتا تحترز فيه مما ذكرته لك

أما الإنذار فلابد أن يكون معه وقت لكي تحترز من هذا ا؟ لإنذار

 

ومن الفوائد :

أن الله عز وجل أكد أن هؤلاء لا تنفع معهم الموعظة :

ختام الآية قال – لما قال :

{ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }

وهذه لها نظائر كما قال عز وجل على أحد وجهي التفسير :

{ وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ } الأعراف193

وكذلك لما اخبر عز وجل عن ذلك الذي خرج وانسلخ من الدين بعد أن أعلمه الله عز وجل العلم من بني إسرائيل :

{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ }

إلى أن قال :

{ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ }

الكلب :

أركضته ولحقته يلهث – تركته في  مكان بارد في ظل ظليل يلهث

معنى ذلك :

أنه يستوي إنذارك وعدم إنذارك لمن هذه صفته وبالتالي  كما أسلفت في الدرس الماضي على المسلم أن يتعاهد قلبه