تفسير سورة البقرة الدرس ( 71 ) [ فقلنا اضربوه ببعضها …. ثم قست قلوبكم .. ] الآيتان ( 73 74 )

تفسير سورة البقرة الدرس ( 71 ) [ فقلنا اضربوه ببعضها …. ثم قست قلوبكم .. ] الآيتان ( 73 74 )

مشاهدات: 532

تفسير سورة البقرة ـ الدرس ( 71 )

قوله تعالى :

 { فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{73} ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ{74} }

البقرة 73 ، 74

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فمعنا قول الله تعالى :

{ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{73} ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ{74} }

البقرة73 ، 74

من الفوائد :

لما أمرت بنو إسرائيل بذبح البقرة وتعمقوا في أوصافها بتلك الأسئلة الثلاثة فذبحوها وما كادوا يفعلون فلما ذبحوها أمروا أن يأخذوا عضوا من أعضائها وأن يضربوا به هذا الميت فيحيه الله عز وجل

فأخذوا عضوا ما هو ذلكم العضو ؟

هل هو موضَّح ؟

قال بعض المفسرين ــ وأسرفوا في ذلك ــ قالوا : هو موضح وبالتالي فإنهم اختلفوا اختلافا كبيرا

والصواب :

أننا نبهم ما أبهمه القرآن كما قال ابن عباس فلو كانت هناك فائدة تعود علينا في عبادتنا بخير في ذكر ذلك العضو الذي أخذ من البقرة وضرب به هذا الميت فأحياه الله لو كان فيه خير لبينه عز وجل فدل على أن التعمق في مثل هذه الأشياء لا خير فيها

إذاً :

أخذوا عضوا من أعضائها فضربوا به هذا الميت فأحياه الله

ومن الفوائد :

أن الله عز وجل في هذه السورة ذكر خمسة ممن أحياهم الله أماتهم الله في هذه الحياة الدنيا ثم أحياهم

خمسة في هذه السورة :

الأولى : قصة بني إسرائيل لما سألوا موسى أن يريهم الله جهرة ((فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ )) البقرة55

القصة الثانية :

هنا

القصة الثالثة : ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ))

القصة الرابعة :

ذلكم الرجل الذي مر على القرية :

((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ))

القصة الخامسة :

قصة إبراهيم في الطير:

((قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) البقرة260

 

ومن الفوائد :

أن هذا الميت لما أحياه الله هل تكلم  أم لم يتكلم ؟

هل أحياه الله فقط أم أنه تكلم ؟

من لوازم هذا الإحياء أن يتكلم وإلا فما الفائدة أنه يحيى ثم لا يتكلم فهو أحيى من أجل أن يخبر عمن قتله وبالتالي فإن هذا من دلالة اللزوم

لأن الدلالة في الشرع :

دلالة تضمن

دلالة مطابقة

دلالة اللزوم

ودلالة اللزوم تفيد طالب العلم من أنه يلزم من كذا كذا فيلزم من إحيائه أن يتكلم

 

ومن الفوائد :

أنه لو عثر على شخص قد قتل وبه رمق الحياة فسئل من قتلك قال : قتلني فلان

أيؤخذ برأيه أم لا ؟

النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح عثر على امرأة قد قتلت وقد رُّض رأسها بين حجرين فأدركت فقيل لها : أقتلك فلان

قالت : لا

أفلان ؟ قالت :لا

إلى أن أشارت إلى رجل يهودي فأتي به إلى النبي عليه الصلاة والسلام فلم يزل به حتى أقرَّ فلما أقرَّ لأنه قتلها على أوضاح

يعني : على قطع من ذهب ليأخذ ذهبها فلما أقر رض النبي عليه الصلاة والسلام رأسه بين حجرين

ومن الفوائد :

أنه قال : (( كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى ))

يعني : أنتم يا من تشككون أو من يقع في قلبه شك من يقع في قلبه شك من أن الله لا يحيى الموتى فهذا إحياء للموتى بين أعينكم بأي طريقة ؟

بعضو جماد ميت فالجماد ميت ضرب به ميت

فما الذي جرى ؟

قام

فليس إحياء الموتى بعسير على الله ((وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ))

يعني : هل بداية الخلق أصعب من إعادته عند الله ؟

كله واحد

لكن ((وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ )) عندكم أنتم أيها المخاطبون لأن من صنع جهازا ثم أراد أن يصنع مثله مرة أخرى سهل عليه فيكون أهون عليه هذا بالنسبة إليكم ((وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ )) وإلا فهو هين عند الله البداية والإعادة

ولذلك قال تعالى : {مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } لقمان28

 

ومن الفوائد :

أن قوله : ((كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى )) أن إحياء الموتى وأن ما يتعلق بالميعاد ويوم القيامة موجود في الأمم السالفة لأن بعض الفلاسفة وممن دخل فيهم فلاسفة المسلمين ممن أزاغ الله عقله ينكرون القيامة يقولون : القيامة وما ذكر عن القيامة ما أتى بها إلا محمد أما الأنبياء السابقون ما أتوا بها فيقال : يرد عليكم بمثل هذه الآية

بل إن الأنبياء السابقين ذكروا القيامة في مواطن عدة :

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ } العنكبوت36

والنصوص في هذا المعنى كثيرة

ومن الفوائد :

أن قوله : ((وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ )) أن الإنسان إذا تفطن وتمعن وأبصر آيات الله عز وجل لأن هذا ميت أمامك يضرب بعضو ميت فيحيى هذه آية وعلامة على قدرة الله فتدبر آيات الله ورؤية آيات الله تزيد الإيمان وبالتالي يزيد معها العقل لأن العقل يزيد بالدين وينقص بنقصان الدين

ولذلك :

قال عز وجل : (({إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ } آل عمران190

فدل هذا على أن من أراد أن يكمل عقله وفهمه فعليه بطاعة الله عز وجل

ولذلك قال عز وجل : ((وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ )) البقرة230

دل على أن من أسباب ووسائل العلم هو ” أن تتمعن في آيات الله التي يزداد بها إيمانك”

 

ومن الفوائد :

أنه قال : ((لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{73} ))

يعني : رجاء أن تعقلوا وقد سبق معنا أن بعض المفسرين قال : إن كلمة لعل في القرآن كلها بمعنى واحد وهي الرجاء إلا في آية واحدة ليست للرجاء كما في قصة قوم عاد : ({وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ }الشعراء129

أي كأنكم تخلدون لعل هنا بمعنى كأن أما ما عداها من الآيات فهي للرجاء رجاء أن يحصل لكم كذا

يعني  : من يرى صنيعكم وبناءكم للقصور يقول : هؤلاء لن يفنوا {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ }الشعراء129

يعني : كأنكم تخلدون في هذه الدنيا

 

ومن الفوائد :

أن الموفق من وفقه الله والمعان من أعانه الله فليست العبرة برؤية آية خارقة أو بعدمها

العبرة : بتوفيق الله عز وجل هؤلاء ولاسيما بنو إسرائيل أروا آيات عظام في هذه السورة وهنا ومع ذلك :

((ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ{74} }

سبحان الله !

مع تلك الآيات الواضحات قست قلوبكم

كما قال الشاعر :

إذا قسا القلب لم تنفعه موعظة 

                                  كالأرض إن سبخت لم ينفع المطرُ

ثم بعد ما رأيتم تلك الآيات ولاسيما إحياء هذا الميت القتيل الذي أحيى بهذا العضو من هذه البقرة فأفاق وأخبر عمن قتله ومع ذلك قست قلوبكم

دل هذا على أن الإنسان عليه أن يلجأ إلى الله

ولذلك :

كفار قريش طلبت آيات {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً }الإسراء90

يريدون آية لكن الآيات إذا أتت ، إذا أتت الآيات الواضحات وأصبح الإنسان معاينا لها حقيقة إن لم يؤمن أنزل الله بها عذابه

((وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ{97} فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا ))

يعني : لما أتى عذاب الله ((إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ{98}

ومن الفوائد :

أن القلب إذا قسا ما الذي يحصل له ؟

إذا قسا القلب لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا هذا القلب له ارتباط بالعين

ولذلك يقول ابن القيم : ” إذا قسا القلب قحطت العين “

ثم قال : ” وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب فإذا قسا القلب قحطت العين “

ولذلك :

في دعاء النبي عليه الصلاة والسلام عند مسلم : ” قال : ” اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع “

هذا هو الأساس

” ومن عين لا تدمع “ إذا لان القلب وخشع دمعت العين

مصدر لين القلب حتى تدمع العين هو العلم

ولذلك قال :

(( وأعوذ بك من علم لا ينفع  ومن دعاء لا يسمع ))

ولذلك :

يقول بعض المفسرين : ” يمكن أن يقبل قوله ذكر أن من الحجارة ” يعني : قلوبهم أشد مثل الحجارة في القسوة أو أشد قال : من الحجارة ما يتفجر منه الأنهار

يعني : تفجر يعني إذا كانت قلوبكم في القسوة مثل الحجارة أو أشد فلتعلموا أن الحجارة تلين كيف تلين ؟

من أن الماء ينبع منها بل يتفجر منها الماء وجزء آخر من الحجارة ينبع منها الماء

يتفجر منه الأنهار : المدفق الكثير

(( يشقق فيخرج منه الماء )) :

المقصود من ذلك العيون لأنها أقل من مياه الأنهار

وأنتم لا تلين قلبوكم ولا تدمع أعينكم

ومن الفوائد :

أن الله شبه قلوبهم بالحجارة

لماذا لم يشبهها بالحديد ؟

لم ؟

لأن الحديد يذوب لكن الحجارة لا تذوب

ولذلك قال عز وجل : ((فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ))

ما معنى ((أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً )) ؟

يعني : هل طائفة منهم قلوبهم مثل الحجارة وطائفة منهم قلوبهم أشد من الحجارة أو أنهم يقينيا قلوبهم جميعا كالحجارة؟

الأصح في مثل هذا أن يقال : إن قلوبهم إن لم تكن أشد من الحجارة فهي لم تنزل عن كونها في القسوة كالحجارة

يعني : لا تخرج من هذين

ولذلك قال : ((وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ{74} ))

كأنه يعيد هؤلاء إلى أمر سابق  جرى لهم ؟

ما هو ؟

موسى عيه السلام ((وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً ))

وصنف من الحجارة يهبط من خشية الله

ولذلك يقول بعض السلف : لا ترى حجرا يخرج منه الماء ولا حجرا يهبط من علو إلى سفل لا تراه إلا هابطا من خشية الله عز وجل

الله يجعل لها إدراكا :

((لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ  )) فلها إدراك لكن لا يعلم بها إلا الله

((وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ ))

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } النور41

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ } الحج18

{أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلَى مَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ }النحل48

ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام يقول :” إني لأعرف حجرا في مكة يسلم علي”

كما عند مسلم

الأصل : أنه لا يعلم بهذا إلا الله لكن هو جل وعلا يعطي من يشاء القدرة على فهم ما تقوله بعض الطيور أو بعض الجمادات

ولذلك سليمان عليه السلام قال : (( علمنا منطق الطير ))

ولذلك لما أتت تلك النملة :

((قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ{18} فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا ))

فلها إدراك

ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام كان يخطب الجمعة على جذع نخلة فلما صنع له المنبر وارتقى المنبر افتقد هذا الجذع مع أنه جماد افتقد الذكر الذي كان يلقى عليه من قبل النبي عليه الصلاة والسلام قالوا : فصار له صوت كصوت الناقة

يئن حتى نزل النبي عيه الصلاة والسلام وسكنه حتى سكن

بل إنه في بعض الروايات : أنه ما سكن حتى دفن

كل هذا وهو جماد من أجل أنه افتقد الذكر فما ظنكم بقلوبنا

ثم جل وعلا ختم الآية قال : ((وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ{74} ))

وهذا يدل على سعة علم الله عز وجل بكل شيء وهذا توجيه لأمة محمد عليه الصلاة والسلام أن تحذر من ما فعلته بنو إسرائيل وأن ينتفعوا بهذه القصص