تفسير سورة البقرة ــ الدرس التاسع والتسعون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله تعالى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ ….. }
سورة البقرة ـ الآيات ( 84 ــ 85 ــ 86 )
الجزء الخامس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قول الله عز وجل :
{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86) }
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــــ
توقفناعند فوائد عند قول الله تعالى { وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } وذكرنا بعض ما يتعلق بأسماء الله وصفاته
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــــ
أن قوله { وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } ” ما ” هنا نافية حجازية اسمها : { اللَّهُ } مرفوع وعلامة رفعه الضمة
{ بِغَافِلٍ } هو الخبر خبر ما الحجازية
هنا ينفي الله عن نفسه أن يكون غافلا
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــــ
أن النفي قاعدة عند أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته وهي تدل على المدح والكمال لله
القاعدة :
أن النفي في أسماء الله وصفاته يكون مجملا بينما الإثبات لأسمائه وصفاته يكون مفصلا ، هذا هو المدح
نقول في الإثبات التفصيل ، اقرأ أواخر سورة الحشر ، في أواخر سورة الحشر تفصيل لما أثبته جل وعلا لنفسه وهذا يدل على المدح والكمال :
{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) }
لماذا فصلها ؟ لأنها في الإثبات ، إذا فصلت مدح
ولذلك إذا أتيت إلى ملك من ملوك الدنيا ولله المثل الأعلى وقلت له : أنت كريك أنت شجاع أنت جواد أنت مقدام أنت حليم أنت رفيق أنت حكيم
مدح
في مقام إثبات أسماء الله وصفاته ماذا نصنع ؟ نفصل
وفي مقام النفي نجمل لأن التفصيل ذم
ولذلك { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } هنا نفي لكن لما جاء في التفصيل { وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }
لأن تفصيل النفي ذم وتنقص
لو أتيت إلى ملك من ملوك الدنيا ولله المثل الأعلى وقلت له نافيا عنه : لست بزبال ولست بكناس ولست بغبي ولست ببخيل مدح أم ذم ؟ ذم سيعلوك ضربا سينزل بك العقوبة
إذًا في مقام الإثبات التفصيل ، في مقام النفي الإجمال إلا إذا دعت ضرورة تقتضي ذلك
إذا اقتضت ضرورة نفصل ، ولذلك فصل جل وعلا لما قالت اليهود إن الله لما فرغ من الخلق يوم الجمعة استراح يوم السبت ففصل جل وعلا : { وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ } من باب الرد عليهم
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــ
أنه جل وعلا قال هنا : { وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
{ عَمَّا }: أصلها عن ما “عن ” حرف جر ” ما ” اسم موصولي بمعنى الذي والاسم الموصول يدل على العموم يعنس ليس بغافل عن شيء أبدا
عن ماذا ؟ { عَمَّا تَعْمَلُونَ }
أين القول ؟
القول يدخل في العمل لأن القول عمل باللسان ولذلك { وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } يشمل القول والعمل
ولذلك جل وعلا لما ذكر ما ذكر عن المخالفين والأعداء للرسل ماذا قال تعالى ؟
قال تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ } فدل على أن القول فعل
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
أن الله بعدما ذكر أحوالهم في تلك العهود الأربعة لا يقتل بعضهم بعضا لا يخرج بعضهم بعضا من الديار ولا يظاهر أحد منهم الغريب على القريب وأنهم إذا وقع منهم أحد أسيرا فدوه بالمال
هذه كما أسلفنا وفوا بواحدة وتركوا ثلاثة بعد هذا كله ماذا قال تعالى :
{ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ }
لم يقل هؤلاء : قال { أُولَئِكَ } فرق بين هؤلاء وأولئك
هؤلاء : اسم إشار للقريب
أولئك : اسم إشارة للبعيد { أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا } يعني أنهم بعدوا عن منهج الله بعدوا عن طريق الله ولذا أشار إليهم بإشارة البعد لا لعلو مكانتهم وإنما لبعد مكانتهم عن دين الله
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
أن هؤلاء الذين بعدوا عن شرع الله لأنهم اشتروا ، هناك سلعة وهناك ثمن
السلعة هي الدنيا ، الثمن الآخرة
إذًا أخذوا السلعة وهي الدنيا بذلكم الثمن النفيس الذي هو الآخرة مما يدل على سفه بعقولهم فكيف يشترى الدنيء الفاني بالشيء النفيس العظيم الباقي
ولذلك وهي فائدة :
الثمن دائما تدخل عليه الباء ، هنا : { اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ }
إذًا ما هو الثمن ؟ الآخرة ، في صيغة البيع والشراء ” الباء ” إذا دخلت على شيء في صيغة البيع والشراء فاعلم بأن ذلك الشيء الذي دخلت عليه الباء هو الثمن
تقول : اشتريت هذا الماء بريال
ما هو الثمن ؟ ريال
اشتريت هذا القلم بهذه القارورة
ما هو الثمن ؟ القاروة
اشتريت هذا الشماغ بهذا القلم
أين الثمن ؟ القلم
خذها قاعدة ” الباء ” في صيغة البيع والشراء إذا دخلت على شيء فهو الثمن : { أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى } الثمن ما هو ؟ الهدى
والسلعة ما هي ؟ الضلالة
{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ }
الثمن : الجنة
خذها قاعدة
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــــ
أن كلمة الشراء تدل على الرغبة
في الحقيقة أنك لا تقدم على شراء شيء إلا لأنك ترغب فيه وفي استعماله
سبحان الله ! كيف رغب هؤلاء حين أقدموا على شراء الدنيا بالآخرة يعني شراء وذكر الشراء من أجل أن نفوسهم مقبلة وراغبة في الدنيا أكثر من الآخرة كما سيأتي معنا
{ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ } أي حياة
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــــ
أن الله نفى أن يخفف عنهم العذاب أي عذاب ؟
عذاب الآخرة
أهناك احتمال أن يخفف عذاب النار ؟
هم يطلبون يطلب أهل النار التخفيف : { وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ }
وهذا إن دل يدل على عظم ما هم فيه من العذاب لأن التخفيف يوم واحد لا يجدي مما يدل على أنهم يريدون شيئا من التنفيس
لكن هذا الطلب الذي هو التخفيف من العذاب أيمكن أن يخفف العذاب لمن طلبه ؟
أيمكن أن يخفف العذاب بدعاء ، بشفاعة ؟
يمكن أن يخفف العذاب عن الكفار ، نعم ، وهو فيما يخصه عليه الصلاة والسلام في شأن عمه أبي طالب :
جاء في الصحيحين : قال العباس : ( يارسول الله إن أبا طالب كان يحوطك ويذب عنك أفلا نفعته بشيء ؟ قال نعم هو في ضحضاح من نار )
والضحضاح هو ما يغطي القدمين من الماء هذا هو الضحضاح في اللغة
يعني تصيبه النار إلى قدميه
( هو في ضحضاح من نار يغلي منهما دماغه ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار )
هنا تخفيف وليس خروجا من العذاب ولكن خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــ
القاعدة الأصولية تقول : الفعل المنفي يدل على العموم يعني قال هنا { فَلَا يُخَفَّفُ } ” لا ” هنا نافية دخلت على الفعل يعني لا يمكن أن يقع تخفيف لهؤلاء أبدا لا في زمن العذاب ولا في نوعية العذاب ولا بأي شكل من الأشكال
الفعل المنفي بخلاف المثبت المثبت يدل على الإطلاق ، لو قلت صلى فلان ممكن يصدق ولو صلى واحدة ، لكن لو قلت لم يصل فلان يعني أنه لم يصل بتاتا
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــ
أن الله نفى عنهم أن ينصروا من قبل أحد
ولذا :
سبحان الله ! السورة لو تأمل فيها القارئ وجد أنها مترابطة في سياقها فيما يخص هؤلاء اليهود وفيما يخص المواضيع الأخرى
يعني : { فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ }
يمكن يخفف العذاب مثلا في الدنيا ممكن أن يخفف عذاب في الدنيا ؟
ممكن إنسان مثلا عند الوالي ويعذب وحكم عليه بعذاب شديد بالضرب مثلا الضرب القوي ألف جلدة ألا يمكن أن يخفف عنه العذاب من حيث العدد ومن حيث نوع الضرب ؟ بلى
بأي طريقة ؟ يمكن بالشفاعة
يمكن أن يخفف العذاب في الدنيا عن الإنسان بالمال
تصور :
لو أن إنسانا اعتدى على إنسان وعقوبة هذا الاعتداء هو الضرب مثلا اعتدي عليه في غير الحدود يمكن أن يخفف هذا العذاب أو يسقط بالمال
هنا في قتل العمد يدفعون مبالغ باهظة بملايين حتى ينقذوا رقبته
من حيث هذا الأمر أيجوز شرعا أم ؟
يعني : إنسان حكم عليه بالقتل قصاصا لأنه قتل غيره عمدا فطلب الورثة مبلغا من المال
معلوم أن دية قتل الخطأ وشبه العمد مائة ناقة وتقيم على حسب قيمة الإبل
قديما كانوا يقيمون بمائة وعشرين ألف الآن ،لا ، غلت الأسعار ممكن تصل الآن ثلاثمائة ألف
بعض الناس يظن أن الدية على أمزجة القضاة ، لا ، الدية مائة من الإبل يعني بإمكان هذا الإنسان الذي هو قاتل قتل خطأ يمكن أن يأتي إلى ذلك الرجل عند القاضي ويقول هذه مائة من الإبل ولا تلزمني بغيرها وله الحق في ذلك لكن لو ارتضوا أن تدفع القيمة فلا إشكال
كم قيمة مائة الإبل ؟
في كل زمن بحسبه باختلاف قيمة الإبل
الشاهد من هذا : أن دية القتل مائة من الإبل سواء عمدا أو خطأ أو شبه عمد ، من قتل له قتل عمدا هو بين أمرين :
إما أن يقتص وإما أخذ الدية
تصور : لو قال أريد أن أقتص حاولوا معه يمنة ويسرة قال : لا
المهم في خلاصة الأمر قال سأوافق ولكن لا أريد الدية المحددة شرعا أريد عشرين مليونا
مثل هذا في القتل العمد يجوز من حيث الشرع
لأن النبي عليه الصلاة والسلام لما ذكر أنواع القتل قال : (( وما صولحوا عليه ))
يعني إن اصطلحوا على أي مبلغ فلا إشكال في ذها
الإشكال هنا في هذا الزمن :
أنه عبر وسائل الواصل أنقذوا فلانا لم يبق على رقبته حتى تنجو إلا عشرة ملايين وهذا رقم حسابه في البنك
وهكذا من هذه الرسائل وتنشر والناس يفزعون
أنا أعتبر أن هذا من الخطأ الجلل ، لم ؟
لأنه سيعود الناس على الاعتداء
وإنما الذي يريد أن يتحمل يتحمل أهله وذووه حتى لا يتفشى الشر
قيقتل إنسان إنسانا آخر ثم يقول عبر وسائل التواصل نريد عشرين مليون
فلا نساعد في هذا الباب
أما أن ينتشر بهذه الصورة فتصبح دماء الناس رخيصة فهذا خطأ
ولذلك بعض القبائل وسمعت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول عن هذا الصندوق بعض القبائل يخصص صندوقا للدماء فقط يقول هذا لا يجوز لأن فيه إعانة للسفيه على القتل وعلى عدم احترام دماء الآخرين
حتى لو كان قتل خطأ ربما أنه لا يسيربسيارته السير المعتاد يقول لو سرت زيادة على السير المعتاد يقول لو حكموا علي فإنه لو حكموا علي بأنه قتل خطأ والصندوق مفتوح بابه
حتى بعض العلماء في قضية قتل العمد قالوا : إنه لا يؤخذ رأي المرأة الوارثة في القصاص لا يؤخذ إلا رأي الرجال
تصور قد يقتل إنسان إنسانا عمدا هنا القصاص أو الدية
والله بعض الناس يقول لما يأت إلى الرجال يقول : لن نرضى بدم ابننا بمال أبدا
لكن ربما يؤتى إلى زوجة هذا المقتول يقولون يافلانة فلان رحمه الله ولن تنتفعوا من قتل فلان وأنتم فقراء فليدفع إليكم عشرة ملايين أو عشرين مليونا أو ما شابه ذلك من أجل أن الرجل ذهب وبقتل الآخر لن تستفيدوا شيئا لكن بهذا المال قد يغير حياتكم
هنا المرأة تضعف ولذلك بعض العلماء يقول لا يؤخذ رأيها بتاتا في جانب العفو حتى لا يعتدى على الآخرين
ونعود مرة أخرى :
فنقول ممكن أن يخفف العذاب في الدنيا إما بشفاعة بوساطة وإما بمال
هو جل وعلا ذكر بني إسرائيل بهذا الأمر قبل هذه الآيات :
{ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48) }
كأن هذه الآية التي معنا توضحها الآية التي مرت معنا فيما مضى { فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } بأي وجه من وجوه النصرة فلا هو ينتصر بماله ولا هو ينتصر بغيره