تفسير سورة ( الشرح )
الدرس (281 )
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفسيرسورة الشرح…
{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)}
{ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } هنا استفهام تقريري يعني شرحنا صدرك يعني وسعنا صدرك فإذا بصدرك يتحمل الآلام والمتاعب وما يقوله قومك من الأذى، وما يفعلونه معك من الأذى.
{وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} يعني الإثم الذي أنقض ظهرك يعني أثقل لظهرك وهنا كلام كثير للمفسرين كيف يكون النبي صلى الله عليه وسلم عنده ذنوب، وقد مر معنا هل تقع الذنوب من الأنبياء أم لا؟ في قوله تعالى في سورة النساء {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا } فهناك يوضح ما هاهنا، وأيضا قال بعض العلماء قولا حسنا يعني يدخل من ضمن هذا، والعلم عند الله من أنه قال {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} الوزر هنا ليس الإثم، إنما المقصود من ذلك الأثقال والمتاعب، لم؟ لأنه كان قبل أن يبعث إليه كان يرى قومه من أنهم على غير هدى، فكان يجد في نفسه ماذا؟ المتاعب، ولذلك كان يتعبد الليالي ذوات العدد في غار حراء، أيضا لما بعث كذبه قومه، فتحمل من الآلام والمتاعب التي أثقلته، فقال الله { الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ } وهذا لا بأس به لكن القول الأول هو الذي عليه الأدلة الواضحة.
{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } يعني يذكر الله ويذكر النبي عليه الصلاة والسلام لكن في الأشياء التي نصَّ عليها الشرع حتى لا يقع الإنسان في البدع مثل ذكره في الأذان وما شابه ذلك.
{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) } سبحان الله { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } أتى ب”ال” العسر كل العسر سيزول، ولذلك أتى باليسر منكرا، ولذلك جاء في حديث وهو ضعيف ” لن يغلب عسر يسرين”؛ لأنه نكره، وهذا المعنى صحيح، ولذلك قال { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } ثم أكد { إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } ولكن لو قال قائل كيف يكون اليسر مع العسر؟ قال الله {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا } لكن لماذا قال { إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } يعني أن فرج الله واليسر من الله قريب، كأنه مع العسر فإذا جاء العسر فاعلم بأن اليسر قريب لكن لا يستعجل الإنسان.
{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ } يعني إذا فرغت من أعمالك الدنيوية { فَانْصَبْ } يعني فاتعب في عبادة الله وليس المراد من ذلك الإجهاد الذي يخالف الشرع، وأيضا إذا فرغت من عبادة فماذا؟ فاعمل عبادة أخرى لا يكون عندك فراغ لا تستفيد منه، ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام ماذا يقول كما ثبت عنه” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ”
{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ } ولكن تلك العبادة التي أتعبت نفسك تكون إلى الله {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ } يعني توجه إلى الله.