تفسير سورة ( الضحى ) الدرس ( 280 )

تفسير سورة ( الضحى ) الدرس ( 280 )

مشاهدات: 536

تفسير سورة ( الضحى )

الدرس (280 )

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تفسير سورة الضحى…

{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}

{ وَالضُّحَى } وهو وقت الضحى { وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى } بعض العلماء يقول {وَالضُّحَى}  يعني النهار لأنه ذكر بعد ذلك الليل، وعلى كل حال سواء كان هذا أو هذا لأن الضحى من نفس النهار { وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) } يعني سكن وغطى بظلامه كما تقول سجيت الشيء يعني غطيته {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى } أقسم بهذه الأشياء {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى } لأنه لما فتر الوحي قالوا إن محمدا  قد تركه ربه وقلاه يعني أبغضه { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} يعني ما تركك ربك { وَمَا قَلَى } هنا حذف للإيجاز يعني وما قلاك، يعني وما أبغضك كما قال لوط { إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ } يعني من المبغضين.

{ وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى } خير لك من الدنيا؛ لأن نعيمها دائم ومستمر هذاعليه أكثر المفسرين، بعض المفسرين يقول { وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى } يعني آخر أمرك ونهاية أمرك خير من أول حياتك؛ لأن في أول حياتك ما بها؟ بها الاضطهاد بها الأذى، ثم بعد ذلك فتح الله عليك الفتوح ونصرك الله وأغناك وأعزك، ولا مانع من دخول هذا.

{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } وهذا ماذا من باب بيان منزلة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أن الله خصه بأنواع من الشفاعات.

{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى } هذا استفهام للتقرير يعني أوجدك { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى } يعني من أنك يتيم فتكفلبك جدك ثم عمك. { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى } يعني أواك ويسر الله لك جدك وعمك حتى توليا أمرك.

{ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى } وهذه الآية فيها كلام كثير الله أعلم { وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى } حتى إن بعضهم قال وجدك ضالا في شعاب مكة فهداك إلى أهلك. ولكن هذه الآية {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} يعني قبل النبوة كيف ذلك؟

يعني تفسيرها مر معنا {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ}

{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ } فالضلال هنا تفسيره {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} .

{ وَوَجَدَكَ عَائِلًا } يعني فقيرا { فَأَغْنَى }

{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} تذكر حالك والنبي صلى الله عليه وسلم  من أعظم الناس حثا للناس  على اليتيم، {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} يعني فلا تقهر هذا اليتيم بأخذ ماله أو بأذيته.

{وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} من يسأل مالا، من يسأل أي شيء، من يسأل هداية للطريق لطريق ما، من يسأل العلم، {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} يعني فلا تزجره، ولا تغلظ عليه.

{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } يعني كل نعمة أنعم الله بها عليك فحدث بها من باب ماذا؟ الثناء على الله ، لا من باب التطاول على الآخرين.

جاء حديث من أن النبي عليه الصلاة والسلام من أنه لما فتر الوحي، وعاد الوحي من أنه كبَّر بعد سورة الضحى، ومن ثم فإن هذا الحديث كما قال ابن كثير رحمه الله فيه من هو منكر الحديث، وتكلم عنه الأئمة، ومن ثم فإن ابن كثير قال إن الشافعي لما سمع رجلا يكبر في الصلاة استحسن هذا، قال ابن كثير وهذا يقتضي صحة الحديث، لكن قلت إن مثل قول  الشافعي إنما هو رأي له رحمه الله، وله مكانته، لكن إثبات الحديث يحتاج إلى دليل صحيح، ومن ثم فإني لا أعلم إلا هذا الحديث، ومن ثم فإن الإنسان يترك التكبير بين هذه السور إلا إذا وجد دليل صحيح يدل على ذلك.