تفسير سورة ( الليل ) الدرس ( 279 )

تفسير سورة ( الليل ) الدرس ( 279 )

مشاهدات: 524

تفسير سورة ( الليل )

الدرس (279 )

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــ

تفسير سورة الليل…

{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11)}

{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى } أقسم الله بالليل إذا يغشى يعني غطَّى بظلامه، {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى } يعني إذا ظهر { وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى } يعني والذي خلق الذكر والأنثى من هو؟ الله وهذا على أنا موصولية، أو تكون مصدرية وخلق الذكر والأنثى، { إِنَّ سَعْيَكُمْ } أقسم بهذه الأشياء من باب ماذا؟ التأكيد على ماذا؟ { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى } يعني أن سعي  كل إنسان منكم مختلف..

{ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى } لما قال شتى بيَّن هنا { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى } يعني أعطى حقوق الله { وَاتَّقَى } يعني واتقى الله.

{ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } صدق بالتوحيد بكلمة لا إله إلا الله، وصدق بما يكون له من ثواب في الجنة { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }.

{ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } سنسهله للعمل اليسير الذي يصل إلى ماذا؟ إلى رضا الله.

{ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ } فلم يؤد حق لله { وَاسْتَغْنَى } يعني واستغنى عن الله {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى } يعني بالتوحيد وبما يكون لأصحابه من الثواب {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} للأمور المعسرة تتعسر عليه أموره في دنياه، وفي أخراه، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه قال: ” ما منكم من أحد إلا وقد كتب له مقعده من الجنة ومن النار، فقالوا يا رسول الله أفنتكل فندع العمل؟ قال لا، اعملوا، فكل ميسر لما خلق له”

{وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى } يعني ما يفيد عنه ماله ما هنا نافية، {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} يعني إذا مات وتردى في نار جهنم.

{إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)}

{إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى} يعني إن علينا بيان الهدى بيان الهدى هذا عليه كثير من المفسرين شيخ الإسلام يقول {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى} يعني إن طريق الهدى موصل إلينا كما مر معنا موضحا وفصلنا ذلك تفصيلا شاملا { قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ } فسرناه هناك.

{ وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى } يعني الدنيا يعني من طلبها من غير الله فقد ضل { وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ } يعني خوفتكم { نَارًا تَلَظَّى } يعني تتقد وتلتهب. {لَا يَصْلَاهَا} يعني لا يقاسي حرها وعذابها { إِلَّا الْأَشْقَى } لأنه عرض نفسه للشقاء المستمر { الَّذِي كَذَّبَ } بأخبار الله {وَتَوَلَّى } يعني عن طاعة الله. الذي كذب وتولى { وَسَيُجَنَّبُهَا } يعني النار من؟ { الْأَتْقَى } صفته { الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى } يؤتي ماله من أجل أن يتطهر، { وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى } يعني ما دفع ذلك المال من أجل أن هناك شخصا قد عمل له معروفا يريد أن يكافئه عليه، لا، {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} يعني ما قدم المال ولا عمل تلك الأعمال إلا من أجل رضا الله وابتغاء وجه الله.

{ وَلَسَوْفَ يَرْضَى } ولسوف يرضى من ثواب الله، وهذه كثير من المفسرين يقولون نزلت في أبي بكر رضي الله عنه، وعلى كل حال لاشك أن أبا بكر من أعظم  الناس دخولا في الآية، ولكنها شاملة، ويدخل في ذلك دخولا أوليا من؟ أبو بكر رضي الله عنه.