تفسير سورة ( الماعون )
الدرس (294 )
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير سورة الماعون…
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)}
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ } يكذب بالجزاء والحساب، إن لم تعرفه {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ } يعني يدفع اليتيم ويمنع اليتيم حقه.
{وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ } لا يحض غيره على إطعام المساكين إذن من باب أولى أنه لا يطعمهم.
{فَوَيْلٌ} كلمة وعيد وتهديد { لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) } لم يقل في صلاتهم؛ لأن الإنسان قد يفقد الخشوع وهو يصلي، لكن المقصود هنا ماذا؟ { عَنْ صَلَاتِهِمْ } يعني أنهم يصلون، لكنهم ماذا؟ لكنهم يخرجونها عن وقتها، كما قال تعالى { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }
{الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) } يعني إن عملوا عملا صالحا فإن ذلك من باب المراءاة.
{وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} والماعون هو الذي يكون في نفع الغير به، لا يكون مضرة على صاحبه مثل ماذا؟ مثل الإبرة مثل الفأس وما شابه ذلك، فإن من منع الماعون لهذه الأشياء التي لا تضره وإن نفعها يكون لغيره فإنه مذموم، وقد قال بعض المفسرين {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} يعني الزكاة، ومن ثم فإنه لا تعارض، لم؟ لأن منع الماعون يكون قليلا، ويكون كثيرا فأعلاه أن يمنع الزكاة الواحبة، وأقل ما يكون يسيرا كالإبرة والفأس وما شابه ذلك، ولذلك من كان واجدا لهذه الأشياء ومستغنيا عنها، فلم يعطها من احتاج إليها فإنه يكون مذموما.