تفسير سورة ( الهمزة ) الدرس ( 291 )

تفسير سورة ( الهمزة ) الدرس ( 291 )

مشاهدات: 489

التفسير المختصَر الشامل

تفسيرُ سورة ( الهُمَزَة )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

‏=====================

 

تفسيرُ سُورَةِ ( الهُمَزَة ) :

 

 

{ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1) }

{ وَيْلٌ } كَلِمَةُ وَعِيدٍ وتَهدِيدٍ لِكُلِّ { هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ }

 

ولِذا اختَلَفَ العُلَماءُ اختلافًا في هذا :

( الهُمَزة ) هل هو العَيّاب أو أنّه هو الَّذي يَغتاب الناس

 

و ( اللُّمَزة ) هو العَيّاب { وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ .. } [ التَّوبة : 58 ]

 

قِيلَ بِهذا وبِهذا وَقِيل بِأَقوالٍ أُخرَى .

 

وَعَلَى كُـلِّ حال

{ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } يَشمَلُ ماذا ؟

 – يَشْمل كُلَّ طَعّان وعَيّاب ومُغتاب ونَمّام ومَن يَسخَرُ بِحَرَكاتِه أو بِأَقوالِه.

 

{ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1) }

{ الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) }

 

(  جَمَعَ المالَ وعَدَّدَه ) يَعْنِي :

 – أنّه جَعَلَه عُدَّةً له ، مِن بابِ ماذا ؟ أنّه يَكُونُ له عُدّة في أيّامه وفِي حياته

 

 – وأيضًا يَعْنِي : أنّه عَدَّه وجَعَلَ يَحسِبُهُ حِسابًا

 

{ الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) }

{ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) } يَظُنُّ أنّ هذا المالَ سيُخَلِّدُه في هذه الدُّنيا

 

{ كَلَّا .. } لَيْسَ عَلَى ما أَرادَ ، كَلّا لَن يَحْصُل ذلك ولن يُخَلَّد

{ كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) } يَعْنِي لَيُطرَح في الحُطَمَة

 

وسُمِّيَت النار بِـ ( الحُطَمَة ) لِأنّها تُحَطِّمُ مَن فيها ، وأَيضًا لِأَنّ هؤلاء لَمّا كانوا هَمّازِينَ لَمّازِينَ يُحَطِّمُون شُعُورَ النّاس حَطَّمَهم اللَّـهُ عزّ وجلّ

 

فقال { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) } فَسَّرَها : { نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) } يَعْنِي الَّتي تَتَّقِد

 

{ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) }

{ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)} يَعْنِي أنّها تُحرِقُ الأجسام حَتَّى تَصِلَ إلى الفُؤَاد

 

ثُمَّ يَعُود مَرَّةً أُخرَى

{ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8) } يَعْنِي مُغلَقَة

{ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ (9) } يَعْنِي أَعمِدَةٍ مُمَدَّدَة، يَعْنِي مِن وراء الأبواب

 

أُوصِدَت تِلْك الأبواب وأُحكِمَ إِيصادُها بِـ ( عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ طَويلةٍ ) لا يَستطيعون أن يَخرُجوا مِنْهَا ، ولا أنّه يَخرُجُ مِن عذابها شَيْءٌ ، وأَيضًا لا يَدخُلُ إليهم أيُّ خَيرٍ .