التفسير المختصَر الشامل
تفسيرُ سورة ( الهُمَزَة )
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
=====================
تفسيرُ سُورَةِ ( الهُمَزَة ) :
{ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1) }
{ وَيْلٌ } كَلِمَةُ وَعِيدٍ وتَهدِيدٍ لِكُلِّ { هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ }
ولِذا اختَلَفَ العُلَماءُ اختلافًا في هذا :
( الهُمَزة ) هل هو العَيّاب أو أنّه هو الَّذي يَغتاب الناس
و ( اللُّمَزة ) هو العَيّاب { وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ .. } [ التَّوبة : 58 ]
قِيلَ بِهذا وبِهذا وَقِيل بِأَقوالٍ أُخرَى .
وَعَلَى كُـلِّ حال
{ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } يَشمَلُ ماذا ؟
– يَشْمل كُلَّ طَعّان وعَيّاب ومُغتاب ونَمّام ومَن يَسخَرُ بِحَرَكاتِه أو بِأَقوالِه.
{ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1) }
{ الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) }
( جَمَعَ المالَ وعَدَّدَه ) يَعْنِي :
– أنّه جَعَلَه عُدَّةً له ، مِن بابِ ماذا ؟ أنّه يَكُونُ له عُدّة في أيّامه وفِي حياته
– وأيضًا يَعْنِي : أنّه عَدَّه وجَعَلَ يَحسِبُهُ حِسابًا
{ الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) }
{ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) } يَظُنُّ أنّ هذا المالَ سيُخَلِّدُه في هذه الدُّنيا
{ كَلَّا .. } لَيْسَ عَلَى ما أَرادَ ، كَلّا لَن يَحْصُل ذلك ولن يُخَلَّد
{ كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) } يَعْنِي لَيُطرَح في الحُطَمَة
وسُمِّيَت النار بِـ ( الحُطَمَة ) لِأنّها تُحَطِّمُ مَن فيها ، وأَيضًا لِأَنّ هؤلاء لَمّا كانوا هَمّازِينَ لَمّازِينَ يُحَطِّمُون شُعُورَ النّاس حَطَّمَهم اللَّـهُ عزّ وجلّ
فقال { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) } فَسَّرَها : { نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) } يَعْنِي الَّتي تَتَّقِد
{ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) }
{ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)} يَعْنِي أنّها تُحرِقُ الأجسام حَتَّى تَصِلَ إلى الفُؤَاد
ثُمَّ يَعُود مَرَّةً أُخرَى
{ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8) } يَعْنِي مُغلَقَة
{ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ (9) } يَعْنِي أَعمِدَةٍ مُمَدَّدَة، يَعْنِي مِن وراء الأبواب
أُوصِدَت تِلْك الأبواب وأُحكِمَ إِيصادُها بِـ ( عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ طَويلةٍ ) لا يَستطيعون أن يَخرُجوا مِنْهَا ، ولا أنّه يَخرُجُ مِن عذابها شَيْءٌ ، وأَيضًا لا يَدخُلُ إليهم أيُّ خَيرٍ .